الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
379 - موسى العزاف
.
حاله: صالح عارف كامل، له قدم عال في التقشف والصبر على سلوك سبيل الخير والمثابرة على فعل الأوامر واجتناب النواهى، أظهر الله على يده كرامات وخوارق عادات، ذكره العلامة المؤرخ الأديب أبو عبد الله محمَّد بن أبى بكر الحضرمى في كتابه السلسبيل العذب والمنهل الأحلى، المرفوع للخلافة العزيزة -يعني المرينية- التي لا تزال مناقبها على مر الدهور تتلى، في سلك من تحلى سلكم في الأربعين في الجيل جيل فاس ومكناسة وَسَلَا، وذكر له كرامات.
مشيخته: أخذ عن الشيخ أبي العباس بن عاشر السلاوى، ولم يذكر له الحضرميّ وفاة.
380 - موسى بن الحجاج أبو عيسى المكناسى
.
حاله: إمام في العربية، قال في الروض محليا له: بشيخ شيوخنا، يقوم على تسهيل ابن مالك، ويقرر الألفية بجامعها الأعظم تقريرا حسنا وكثيرا ما يتمثل:
خلت الديار فسدت غير مسود
…
ومن الشقاء تفردى بالسؤدد
حَدَّثني عنه بذلك الشيخ المعمر أبو عبد الله ابن الأستاذ ابن جابر. هـ.
ويغلب على ظنى أنَّه هو صاحب الضريح الشهير المتبرك به بحومة التوتة إحدى حومات حضرتنا الهاشمية المكناسية والله أعلم.
381 - موسى بن عليّ الزرهونى
.
المعروف بذى الصخرة دفين مدشر موساوة أحد مداشر جبل زرهون.
حاله: ولى شهير، عارف كبير، ذو سمت حسن، ولين عريكة وخلق مستحسن، يلوح عليه أثر الخير والصلاح، كان يأتى إلى الحجارة الكبيرة والصخور
العظيمة التي لا تطاق فيجهد نفسه في قلعها وقلبها وتشييعها، فإذا قلعها ودحرجها عن مكانها أخذ في الاعتبار، والتدبر في باهر صنع الواحد القهار، ولذلك سمى بذى الصخرة، وقد أظهر الله على يده كرامات وخوارق عادات.
مشيخته: أخذ عن سيدى عبد الله الخياط وغيره من صلحاء الأمة.
الآخذون عنه: أخذ عنه الولى الكبير أبو يحيى الخلطى الدخيسى المتوفى بفاس عام عشرة وألف.
وفاته: تُوفِّي بجبل زرهون أواسط العشرة التاسعة من القرن العاشر وضريحه بالمدشر المذكور مزارة شهيرة مقصودة.
382 -
موسى بن أَحْمد (1) بن مبارك.
حاله: شعلة ذكاء ودهاء ونباهة، تقدمت ترجمة والده وولده في الأحمدين، ولاه السلطان أبو عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هشام الحجابة فقام بها أتم قيام إلى أن لبى السلطان داعى مولاه، وأقره السلطان المقدس أبو على الحسن على وظيفه إلى أن استبد على الوزير الصدر إذ ذاك، ولم يزل مستبدا على المنصب إلى أن ختمت أنفاسه رحمه الله.
وقفت على كثير من رسائل مولاى الحسن إليه لما كان لا زال خليفة عن أَبيه والمترجم هو الحاجب، بعضها بخطه كلها، والبعض بتوقيعه، والبعض بطابعه وهي في الشئون التي كانت تجرى على يده وفي محل خلافته، وقد مرت بك أمثلة منها في الترجمة المحمدية، وأقدمها تاريخا فيما رأيت أوائل عام واحد وثمانين، وبخزانتنا أَيضًا مجلدات مجموع فيها بعض رسائل المترجم الرسمية التي كان يبعث بها في العهد الحسنى.
382 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 7/ 2662.
(1)
في إتحاف المطالع: "احْمَاد".
إليك بعضًا منها، وهي مما كتب به لأخيه باشا فاس في مختلف الأوامر. نص الأول بعد الحمدلة والصلاة:
"أخانا الأعز الأرضى، الفقيه العلامة الباشا الأسعد سيدى عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك في شأن ما كتب لك به السيد عبد السلام احرضان من جعل طابعك بعد ختم الكتاب فيما تكتب به للباشدورات ونحوهم، وتوقفك في ذلك لما شرحته، وصار ذلك بالبال، فقد أشار عليك بالقانون الجارى في ذلك، وهو الذي نفعله نحن معهم، وجرى به العمل سابقا، فلا يتوقف الأخ فيه، ولكل وقت عمل، ولكل فاعل حجة، والله يبارك في عمر مولانا وينصر به أعلام الإِسلام آمين، وعلى الأخوة والسلام في 2 فاتح محرم الحرام عام 1295، نعم القنصوات الصغار والتجار فلا بأس بجعل الطابع لهم في المحل المعهود أو بطرة أعلى الكتاب دون هؤلاء لأن مرتبتهم اقتضت لهم ذلك صح به.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الثاني للقائد الجيلانى بن حم:
"محبنا الأعز الأرضى القائد الجيلانى بن حم، أمنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فإن باشدور جنس الطليان الذي كان بحضرة سيدنا أيده الله توجه لمحله على طريق عقبة العربي وقصر فرعون، فيأمرك مولانا أيده الله أن تكتب لخليفتك بزرهون بالقيام بمئونته ومئونة من معه من غير إسراف ولا تفريط، وأكد عليه في القيام بالعسة عليه حتَّى يخرج من إيالتك ولابد وعلى المحبة والسلام وفي 28 ربيع الثاني عام 1292.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الثالث:
"أخانا الأبر الأعز الأرضى، الطالب السيد عبد الله رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فحامله إليك وصيف معتق ساكن بالصويرة اشتكى أن بنتا سرقت له منها وهي حرة تبعًا لأمها، إذ هي حرة بالأصالة، وتداولتها الأيدي إلى أن كان آخر علمه بها أنها وصلت ليد ولد مزوارة الدكالى العمري، أحد أمناء قبيلته، وقدم بها لفاس، ثم الله أعلم بما فعل بها، إذ لا تحقيق عنده فيها، والآن فلا بُدّ ابحث عنها وهو يبحث أَيضًا واستنشق خبرها حتَّى تعثر عليها عند من هي، ثم إن سلمها له من وجدت عنده فذاك، وإلا فثقفها على يدك وأعلمنا، وعلى الأخوّة والمحبة والسلام في 11 شوال عام 1292.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الرابع:
"أخانا الأعز الأرضى، الباشا الفقيه السيد عبد الله بن أَحْمد رعاك الله، بوجود سيدنا أيده الله.
وبعد: فغير خاف على إخوتك أن الشريف اللطيف الفقيه العلامة مولانا الصديق طالما يطلب منَّا حِينَ كُنّا بفاس بأن يصل معك الرحم من لدن سمع بولايتك على أهل فاس، وأن يبارك لك فيها، ولم يساعد على ذلك في تلك الساعة، ولما ورد على حضرة مولانا أيده الله طلب منه ذلك فساعده أيده الله عليها، وها هو يرد عليك فلا بد استوص به خيرا، لكونك اليوم أَنْتَ باشا، وأما قبل كنت مخزنيا مثلنا وعلى الأخوة والسلام وفي 24 شوال عام 1292 ومنه وقد ضرب له سيدنا أيده الله آجلا. بأن لا يزيد عليه ولا ينقص.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الخامس:
"أخانا الأعز الأسعد، الفقيه الباشا الأنجد، أديب الزمان، وعين الأعيان، الرئيس الذي انتخبه الله لرتب المجد والجاه، أَبا محمَّد سيدي عبد الله، أدام سلامتك، وأبقى في الحق صرامتك، وسلام على أخى ورحمة الله تعالى وبركاته عن خير سيدنا أيده الله ونصره.
وبعد: فإن القائد عبد الله الدليمى طلب من سيدنا نصره الله ومنا أن يكون من خدامك ويخدم معك ولده أيضا وتكلفه بالأمور التي يناسب تكليفه بها، وإن أردت من إخوانه نحو العشرة أو أكثر يمدك بهم لتستخدمهم معك إقرارا بإحسانك القديم معه، وكونه منحاشا لجانبنا ومن أهل محبتنا، وقال: إنما هو واحد من أصحابك، فأجاب سيدنا أيده الله أن نكتب لك بمطلبه والاعتناء به، فلا بد أخي استخدمه وولده ومن أحببته يخدم معك من إخوانه مراعاة لمحبته في جانبنا معا، وتعلقه بأذيال كرمنا، بارك الله فيك، وأدام عزك، وحفظنا فيك وعلى الأخوة والمحبة والسلام في 26 شوال عام 1292.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
السادس:
"أخانا الأعز الفقيه العلامة الباشا الأسعد السيد عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فعن أمر مولانا نصره الله مر الأمناء أن يصنعوا غشاء من الموبر المطرز بقصد الكتاب الشريف الموجه للدولة الفرانصوية صحبة الأمين الحاج محمَّد الزبدى، حسبما يشير به عليهم ولا بد، وعلى المحبة والسلام في 21 ذى القعدة الحرام عام 1292.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
السابع:
"أخانا الأعز الأرضى الفقيه الأمجد السيد عبد الله بن أحمد، رعاك الله والسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فعن أمر سيدنا أعزه الله نفذ لعيال المعلمين الستة الذين توجهوا للوندريز من النجار والفخار والحداد ومن معهم نصف ما قبضوه من الصلة والزرع عند سفرهم إعانة لهم، وعلى الأخوة والمحبة والسلام في 12 من جمادى الثَّانية عام 1293.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الثامن:
"صنونا الأعز الأرضى الفقيه الأجل الباشا سيدى عبد الله بن أَحْمد، سلام عليك ورحمة الله تعالى عن خير سيدنا أيده الله ونصره.
وبعد: فعن أمر سيدنا المنصور بالله نفذ للستة والعشرين رجلًا من طلبة الهندسة من الصويرة وآسفى وتردانت زادهم، واكتر لهم مراكبهم واصلين لبلادهم ومركوبهم واصلا إلى محل كل واحد منهم ومؤنتهم ما داموا مقيمين هنالك من أمناء دار عديل ولا بد، وعلى أخوتك التامة والسلام 12 جمدى الثاني 1293.
موسى بن أحمد لطف الله به".
التاسع:
"أخانا الأبر الأعز الأرضى، الفقيه العلامة الأجل الأحظى الباشا الأسعد، السيد الحاج عبد الله بن أَحْمد، أعانك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى عن خير سيدنا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بما أقلقكم مما أشاعه المرجفون لا بلغهم الله مناهم، وما حصل لكم من العنت لأجل بطء الخبر الحق عن كنه الحال حتى حملكم ذلك على توجيه وصفانكم وأصحابكم لمشافهتنا وعلم حقيقة ما لدينا، فلا شك عندنا في اعتنائك وتشوفك لخبرنا وكيف لا، ونحن نفس واحدة، وهل عندنا أعز منك أو عندك أعز منا! ولأى شيء تتشوف إن لم تتشوف لخبرنا، أدام الله عافيتنا وعافيتك، وشد أزرنا بك، وبارك فيك وفي ذريتك، وقد شافهنا الوصفان والأصحاب ورأوا وسمعوا لما قدمنا لك أولا وثانيا، والحمد لله الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات، وعلى الأخوة والمحبة والسلام في مهل رجب الفرد الحرام عام 1293.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
العاشر:
"أخانا الأعز الأود، الفقيه النبيه الأمجد سيدى عبد الله بن أَحْمد، حفظك الله وسلام عليك ورحمة عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فإن أهل الذمة بفاس ذكروا أن الذين يحفرون أساس السور الذي بإزاء قبورهم جعلوا يحفرون التُّراب الذي بالقبور مختلطا بعظام موتاهم ويبنون به وتضرروا بذلك وتشكوا منه، فأنهينا لمولانا المنصور بالله شكواهم فقال أيده الله: أما القبور الخارجة عن الأساس فلا تمس أصلا، وما وجد منها بالأساس ينقل لداخل مقبرتهم ويدفن ولا يرمى به، ويعين اليهود من يحضر منهم لذلك والوقوف عليه، وإن احتيج إلى التُّراب للبناء يؤتى به من الفضاء ولا بد عن أمر سيدنا أيده الله، وعلى المحبة والأخوة والسلام 8 رجب عام 1293.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الحادى عشر في السرور بانتصار الأتراك على الروسيا في حربهما: "أخانا الأعز الأرضى الفقيه العلامة الأحظى الباشا الأسعد سيدى عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: وصلنا كتابك وبطيه المكاتيب الواردة في شأن ما سناه الله لعساكر المسلمين من الفتح والظفر، ووقوع الكرة على من بغى وكفر، وقد أطلنا بمضمنها العلم الشريف أعزه الله، وصار من سيادته على بال، وقد سر بذلك غاية، ودعا للمسلمين بالنصر والظفر أعلى الله منار الإِسلام والمسلمين؛ ومنح لهم الفتح المؤزر المتين، وكبت أعداء الله المعتدين، آمين. وقد أحسنت في تأكيد الإعلام، وزيادة الاهتمام، وعلى الأخوة والسلام في 5 شعبان عام 1294.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الثاني عشر: "الأخ الأعز الأرضى، الفقيه العلامة الأمجد، السيد عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بأن الأمناء أحصوا ما بالقوس السعيد من مال المستفادات الواردة من المراسى وغيرها ودفعوا مفتاحه للسيد عبد الوهَّاب الشَّاميّ امتثالا للأمر الشريف، ووصلت الورقة المجملة التي فيها جميع الداخل على القوس والخارج منه التي دفع لك الأمناء، وقد روجعت وقوبلت مع الكناش الذي وجهه السيد عبد الوهاب، فوجد الفرق بينهما في الباقي بالقوس تسعين أَلْف مثقال أخرج منه ما هو كسر في سكة المال الوارد من مستفادات المراسى بعد رده لريال سوم 32، وبقى تسعة وأربعون أَلْف مثقال زائدة في زمام الأمناء، ولم نعرف هل وردت بعد توجيه الكناش فلم تدخل له، أم كيف الواقع؟ هذا وقد قوبل كناش القوس تفصيلا مع ما هنا في كنانيش الحضرة الشريفة فوجد فيها فرق
كبير من مستفاد المراسى وغيرها لم يدخل بكناش القوس ولا عد في الخارج، ولم ندر هل تأخرت بالمراسى ولم تصل أو وصلت وحازها الأمناء قبل أن تدخل للقوس أم غير ذلك؟ مع أن الواجب أن يدخل كل شيء للقوس حتَّى يستقر به ويقيد في كناشة، ثم يخرج ويثبت في الخارج.
كما أنا عثرنا على أمور مذكورة في كنانيش دار المخزن لم نجد لها ذكرا في كناش القوس، وَهَا زِمام فيه تفصيلها فأَطْلع عليه الأمناء وأجبنا بجوابهم، وهذا نوع من التخليط الذي ذكر في كتاب الشريف، واشمأز منه الأمناء وانتصرت لهم، وكنا ننتظر بيانها لنجيبك به، وحين يظهر نوع آخر نعلمك به، فنبههم ليسلكوا الجادة ويضبطوا الأمر، فإن هذه التعذرات إنما تنشأ منهم، ولو صاروا على النهج الصافى الذي عينه لهم مولانا نصره الله عند سفره لم يقع تعذر ولا تخليط وعلى الأخوة والسلام في 21 صفر عام 1295.
موسى بن أحمد لطف الله به".
الثالث عشر: "أخانا الأعز الأرضى الفقيه النبيه الباشا الأسعد، سيدى عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته عن خير سيدنا نصره الله.
وبعد: فقد أخبر باشادور النجليز بأن هذه مدة من أربعة أشهر منذ كتب لك بالأخذ بيد التاجر الذي كلفه بشراء الزليج لوزيرهم، وإعانته على ذلك، وإخباره بالثمن الذي اشتراه به فأهملت جوابه، وتغرضت التاجر على شرائه بالثمن الذي يباع به، ولم تبادل به، وعليه فلا بد ثم لا بد خذ بيده في شراء ما توقف عليه من ذلك، وكن تعامله بمزيد الاعتناء والمراعاة وتقف في قضاء ما يعرض له عندك، فغير خاف عليك أنَّه من أنصح النواب وأحبهم في الجناب الشريف، وأتمهم وقوفا
في قضاء الأغراض المولوية، والسعى في مصالح الدولة الشريفة، ولو لم يكن من ذلك ألا تعلم عسكرنا ببلاده وما يمت به من محبة الجناب العالى بالله ومحبتنا لكان كافيا في الاعتناء بجنابه وتسويغ مطالبه، وعلى الأخوة والسلام في 4 ربيع الثاني عام 1295.
موسى بن أحمد لطف الله به".
الرابع عشر:
"الأخ الأعز الأرضى الفقيه العلامة الأمجد، سيدي عبد الإله بن أَحْمد رعاك الله وحفظك، سلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك وبطيه نسخة من الكتاب الذي كتبه لك السيد محمَّد بركاش في شأن إعلامه في كل جمعة 4 مرات بعدد من مات وبأى أَلم مات وبما أجبته به على ظهره، وعرفنا مضمن ذلك وأنهينا لمولانا أعزه الله فقال أيده الله: قد أجبته وأحسنت الجواب، ولا يلزمنا شرعا ولا طبعا ولا قانونا أن نخبرهم بما عندنا في ذلك، ونتكلف للرقاقيص وأُجرتهم، وعلى الأخوة والسلام في متم رمضان المعظم عام 1295.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
الخامس عشر:
"أخانا الأعز الأرضى، الفقيه العلامة الأمجد، سيدي عبد الله بن أَحْمد رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا المنصور بالله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك وبطيه تقييد ما أُخرج من القوس من مشاهرات النجليز على يد الأمناء، وما أخرج بعد وقوف الشامى، وذكرت أن الذى أخرج من بيت المال مقيد في كناشه، ولم يؤذن للأمناء في فتحه ليتصفحوه، وقد أنهينا
ذلك لعلم مولانا نصره الله، وصار منه بالبال، فأمر أيده الله أن يفتح بيت المال ويتصفح كناشه ويؤخذ منه المشاهرات المذكورة، ويضاف لها ما دفع من القوس ليكون التقييد على نسق واحد، وقد توجه لكم الأمر الشريف بفتحه وإخراج مائتى أَلْف مثقال منه الصائر فإن وجد كم الحال لازلتم لم تخرجوها فيتصفحه الأمناء عند إدارة إخراجها، وإن وجدهم الحال أخرجوها فيعيدوا فتحه وتصفح الكناش لأجل ذلك ويعلموا قدر الداخل لبيت المال والخارج منه والباقى، ويطلعوا به العلم الشريف ليكون فيه على بصيرة، وها كتاب مولاى إسماعيل بالمساعدة على فتحه يصلكم.
وعلى الأخوة والسلام في 6 شوال الأبرك عام 1295.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
السادس عشر:
"أخانا الفقيه العلامة الأرضى، الباشا الأحظى، سيدى عبد الله بن أَحْمد، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بورود آيت ولال، وآيت عياش، وآيت سليمان، وآيت لحسن وشعيب على الأعتاب الشريفة، وولاية عبد الوهاب الذى كان خليفة عند ولد مامة عليهم، كما ورد آيت نعمان، وآيت لحسن وعمرو وتوافقوا على ولاية اليزيد وولى عليهم، وذكرت أن الفرق 4 الأولى هم ربع بنى مطير والفرقتان الأخيرتان هي الخمس، وقد أنهينا ذلك لمولانا أيده الله وصار بباله الشريف، وقد كتب سيدنا الخليفة مولاى إسماعيل بذلك غير أنكم لم تعرجوا على ذكر ولاية آيت شغر وشن الذين كانوا مضافين إليهم، فلا بد أجروهم ذلك
المجرى، وكذلك من بقي من فرق بني مطير حسبما تقدم لكم، وعلى الأخوة والسلام في 15 حجة الحرام متم عام 1295.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
هذا وقد كان مخدومه المذكور السلطان المولى الحسن يجله ويحترمه ويعتبر له سابقية خدمته.
وفاته: ولما قبضه الله إليه في محرم عام ستة وتسعين ومائتين وألف، شيع السلطان جنازته بنفسه، وأقبره مع والده المقدس وسلفه الأكرمين بضريح مولاى على الشريف من باب إيلان بالحاضرة المراكشية رحمه الله.
ورثاه الأديب الكاتب السيد إدريس بن إدريس بقوله حسبما نقلته من خطه:
عش ما تشاء وأكثرن أو اقصد
…
ما ذى الحياة على الأنام بسرمد
لا بد من يوم ترد ودائع
…
هيهات ليس بممكن أن تفتدى
هذى المنايا لا تغادر صالحا
…
كلا ولا ترثى لحبر سيد
فتكاتها في العالمين شهيرة
…
بالقهر تعبث في العباد وتعتدى
لو كان يدفع بالعشائر مكرها
…
خلدت عصائب تستعز باجند
أو لو بحسن الفعل والقول السديـ
…
ـد بقى الوزير ولم يكن بموسد
لكنها الأعمار تطوى سرعة
…
كملاءة بأكف جلد أَيد
والمرء تحسبه مقيما وهو في
…
سفر يخلف فدفدا في فدفد
أين البرامكة الكرام وأين من
…
سادوا وجادوا بالمبرة واليد
أين ابن يحيى جعفر وأبوه والـ
…
ـفضل ابن سهل وابن طاهر من هدى
أين الوزير ابن الخَطيب واين زمـ
…
رك بعده وابن العميد المحتدى
أيت ابن مقلة وأين ماهان الفتى
…
والفتح والمنصور ممدود اليد
أين الأوائل والأواخر كلهم
…
أفناهم الجد المحتم لا اللّدد
ساروا كراما ثم نتبع نهجهم
…
تالله ما أحد بها بمخلد
يَا عين جودى بالدموع فهذه
…
أوطانها لا تبخلى بل اسعدى
أوما نعى الناعون نبراس العلا
…
موسى الكريم البر نخبة أَحْمد
أوما نعوا طود العلوم وبحرها
…
وجمال وجه الدهر والفخر الندى
أوما نعوا خلى ومالك مهجتى
…
وأجل آمالى وغاية مقصدى
تبا لها من قاله كم غادرت
…
فينا أسى من حائر متبلد
مرهت جفون الدهر من فقدانه
…
حزنا وكان بها مكان الإِثمد
وعرت محياه الكآبة بعد ما
…
كانت به الدنيا ضيا كالأسعد
فليبكه الباكون طلق جفونهم
…
من لم يجد بالدمع ليس بجيد
وليبكه القرطاس والقلم الفصـ
…
ـيح وكل دوح في العلا متأود
موسى بن أَحْمد من لما أسسته
…
من صالح من للرشاد مسددى
من للديانة والصيانة والحنا
…
نة والعفاف وللتقى والمسجد
من للضعيف وللكئيب وللغريـ
…
ـب وللقريب وللبعيد المجتدى
من للمفاخر والمآثر (1) والكبائـ
…
ـر والصغائر والأمور اللبد
من للمهمة والملمة والصعا
…
ب المدلهمة والزمان الأنكد
(1) المَأْثُرَة: المكرُمة. الجمع مآثر.
من للسياسة والرياسة والكيا
…
سنة والنفاسة والعلا والسؤدد
نفسي تعزى واصبرى واستسلمى
…
لمراد مولاك المليك الأوحد
وإذا قضى أمرا بماضى حكمه
…
حق عليك لأمره أن تسجدى
ما ثم إلا ما أراد ومن أبى
…
فليتخذ نهجا سوى أو يردد
لو كان خير في الخلود لماجد
…
كانت لخير العالمين محمَّد
ولئن مَضَى فلقد بقت أخلاقه
…
تتلى ووارثه الزكى المولد
ما مات من ترك الخليفة بعده
…
مثل النجيب البر الأرضى أَحْمد
كلا ولا ضاع امرؤ له علقة
…
ووسيلة في ذا السبيل الأحمد
خدم الخلافة ناصحا متبصرا
…
وقضى الزمان بطاعة وتهجد
فليهنه ما نال من رضوانه
…
وليهنه ما يرتجيه في غد
وليهن أنجالا له قد أُنزلوا
…
من بره بمحل عز ممهد
لقاه مولاه الكريم مسرة
…
ومبرة في ظل عيش أرغد
بجوار خير المرسلين وآله
…
متنعما فيها باعلا مقعد
وصلاة ربي والملائكة العلا
…
تترا على قبر النبى محمد
وعلى كرام الصحب والآل الألى
…
جارت مزاياهم مناط الفرقد
ما قال محزون على أُلَّافه
…
عش ما تشاء وأكثرن أو أقصد
وقد كتب السلطان المولى الحسن رحمه الله بخطه بقلمه الخفيف على نسخة هذه المرثية ما نصه: "وهو كذلك رحمه الله وفوق ذلك وتوجه لابن الحاج يجعلها في تاريخه لفصاحتها وبلاغتها وعذوبتها".