الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعره: من ذلك قوله مخاطبا ابن مضا.
يا غارسا لى ثمار مجد
…
سقيتها العذب من زلالك
أخاف من زهرها سقوطا
…
إن لم يكن سقيها ببالك
ولادته: ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وفاته: توفى بمكناسة مغريا عن وطنه سنة سبع وتسعين وخمسمائة عن سن عالية، وقال ابن فرتون توفى قرب الستمائة وقد اختل عقله من الكبر كما في الجذوة.
392 - عبد الله بن أبى مدين الحاجب العثمانى
.
نسبة لبنى عثمان من زواوة بجاية من البربر، ونزلوا مصمودة الغرب بجبال وزان منها.
حاله: له مشاركة في الفقه، وشعر وسط، بيته بيت فقه وكتابه، وثروة وحجابة، استوطن سلفه قصر كتامة، وهو أول من انتقل منهم من القصر المذكور، رحل إلى مدينة مكناسة واستوطنها، وبرز عدلا في سماط عدولها لمعرفته بالوثائق، وكان يخالط الرؤساء وولاة الأمر، ويقول لأصحابه: لابد لى أن أخدم السلطان، وأدبر الدول ونستولى على الأمر، فخرج يوما من مكناسة إلى نزهة مع جماعة من الفقهاء أصحابه، فلما أخذوا في أطراف الحديث قال لهم على قوله: لا بد أن أدبر الدول، فليشته كل واحد منكم ما يريد ويطلبه منى أعطه إياه، فطلب كل واحد، منهم ما في أمله، فطلب الفقيه ابن زغبوش قضاء بلاده مكناسة فمكنه منها لما مكنه الله تعالى من تدبير الدول، وأعطى لبقية أصحابه ما سألوه منه في النزهة خارج مكناسة قبل اتصاله بالملوك وفاء بالعهد ورعيا لسالف الود:
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا
…
من كان يألفهم في المنزل الخشن
ثم ارتحل لمدينة فاس واستوطنها، وتعلق بالحاجب الكاتب صاحب العلامة محمد بن محمد الكنانى حاجب يعقوب بن عبد الحق المرينى ورسوله في أسفاره وكاتب علامته، فاختصه الحاجب الكنانى لنفسه يعلم أولاده مع أولاده الوزير عمر ابن الوزير السعود بن خرباش الحشمى، فلما علم أولاد الحاجب الكنانى القرآن وكان من أولاده الفقيه العالم الحافظ ذو الوزارتين أبو المكارم منديل بن الحاجب الكنانى، طلب عبد الله بن أبى مدين من الحاجب المذكور أن يدينه من الخدمة بدار السلطان يعقوب بن عبد الحق، فقدمه يكتب علف الخيل وجعل له على ذلك مرتب تلك الخطة وهو ثلاثون دينارا فضية في كل شهر.
ثم طلب منه بعد ذلك بمدة أن يرقيه، فقدمه يكتب البطائق بحضرة يعقوب ابن عبد الحق فكتبها مدة إلى أن مات الحاجب الكنانى، وولى مكانه أخوه سعيد ابن محمد أبو الطيب، ثم مات أبو الطيب فولى مكانه محمد المدعو حمو بن أبى الطيب، فتخلف وخرج عن خطة الكتابة وأخذ في الفروسية والصيد وضيع الخدمة السلطانية، ولزم ابن أبى مدين القعود في مشور السلطان يكتب الصكوك من أول النهار إلى آخره، فشكر له السلطان ذلك ثم زاحم به السلطان حمو الكنانى، وأطلق يديه على العلامة إلى أن عزله عنها وثبت المترجم فيها -وبقى الكنانى إلى أن أدرك على بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق وقتل في خدمته بالقيروان في عام خمسة وسبعمائة- فامتاز ابن أبى مدين بالعلامة عند يعقوب بعد أن شاركه فيها إدريس المخزومى، ويحيى المليانى، ومحمد العمرانى.
ثم تخلصت له العلامة والحجابة وتدبير الدولة مدة دولة يعقوب، ودولة ولده يوسف، ودولة عامر بن عبد الله بن يوسف، ودولة أخيه أبى الربيع سليمان، وأبو الربيع هو الذى قتله.