الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
170-
فضل اللَّه بن أَبِي الرشيد بن أَحْمَد.
جمال الإِسْلَام أَبوْ نَجِيح الجوزدانيّ، الأصبهانيّ.
وُلِدَ سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وَسَمِعَ حُضورًا في سنة اثنتين وثلاثين من الحَافِظ إسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الطّلحيّ.
رَوَى عَنْهُ: الضّياء. وبالإجازة: الفَخْر عليٌّ، وَأَحْمَد بن شَيْبَان، وجماعةٌ.
ومات بشيراز.
[حرف الميم]
171-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ [1] بن خَالِد.
الفقيه أَبُو عَبْد اللَّه البُخَارِي، الْأوشي، الحَنَفِيّ.
سَمِعَ من أَبِي حفص عُمَر بن مُحَمَّد الزّرَنْجريّ الفقيه، وَحَدَّثَ ببَغْدَاد عَنْهُ.
وَكَانَ من كبار حنفية بُخَارَى.
وأُوش [2] ، بُليدة من أعمال فَرْغانة.
وزَرَنْجرى [3] : من قرى بُخَارَى.
تُوُفِّي هَذَا في أوائل صفر.
172-
مُحَمَّد بن أَبِي جَعْفَر أَحْمَد بن محمد بن أحمد بن فطيس.
الطّبيب، الْأديب، اللُّغَويّ، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقيّ، الْألبيريّ، ثمّ الغرناطيّ، المعمّر.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عليّ) في: معجم البلدان 1/ 404، 405، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 20، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 361، 362 رقم 1453، والمشتبه 1/ 35، والمختصر المحتاج إليه (المستدرك) 2/ 243، 244 رقم 30، وتوضيح المشتبه 1/ 284، والطبقات السنية 3/ ورقة 62.
[2]
أوش: بضم الهمزة وسكون الواو بعدها شين معجمة.
[3]
قال المنذري: «بفتح الزاي وبعدها راء مهملة مفتوحة ونون ساكنة وجيم مفتوحة وراء مهملة
…
ويقال لها: زرنكرى» (وانظر معجم البلدان: 2/ 926) .
ذكره ابن مسدي في «معجمه» وَقَالَ: جَدّه الْأعلى كَانَ شيخ المالكيّة.
وألبيرة كانت مدينة عظيمة، غرناطة من قُراها، فصارت غَرْناطة هِيَ أمّ النّاحية.
قال: كان شيخنا هَذَا رأسا في علم الطّبّ، وكانت عنده رواية عالية. سَمِعَ من أَحْمَد بن عَليّ بن زَرْقون الباجيّ المُرسي المُقْرِئ، وَهُوَ آخر من رَوَى عَنْهُ، ومن أَبِي بَكْر بن العربيّ، والقاضي عياض، وَهُوَ آخر من رَوَى عَنْهُ بالسّماع، ومن جماعة، لكنّه كَانَ بخيلا بالسّماع. وأخذ القراءات عَن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أيمن السَّعْدي. مولده عَلَى رأس العشر وخمسمائة، وعاش مائة وثلاث سنين مُمَتّعًا بحواسّه، مسموع القول إلى حين وفاته. عرضْتُ عَلَيْهِ كثيرا من محفوظاتي.
173-
مُحَمَّد بن أَبِي حامد [1] بن عيسى الحريميّ، الرّصافيّ، المُقْرِئ.
المعروف بابن الفقيه.
رَوَى عن: أَبِي الفتح بن البَطِّيّ، وغيره.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة.
174-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أَبِي الفضل.
الإِمَام معين الدّين، أَبُو حامد السّهليّ [3] ، الجاجرميّ، الشَّافِعِيّ.
كَانَ إماما مُفْتيًا، مُصنفًا مشهورا، صنّف في الفقه كتاب «الكفاية» ، وكتاب «إيضاح الوجيز» . وَلَهُ طريقة في الخلاف والقواعد مشهورة به.
[1] انظر عن (محمد بن أبي حامد) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 19، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 367 رقم 1467، والمختصر المحتاج إليه 1/ 21.
[2]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: وفيات الأعيان 4/ 256، وسير أعلام النبلاء 22/ 62، 63 رقم 46، والعبر 5/ 46، 47، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 374، 375 رقم 341، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 19، (8/ 44، 45) ، ومرآة الجنان 4/ 27، 28، والوافي بالوفيات 2/ 8 رقم 260، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 159 ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 394 رقم 362، وكشف الظنون 1113، 1359، 1378، 1498، 2003، وهدية العارفين 2/ 109، وشذرات الذهب 5/ 56، وديوان الإسلام 2/ 74 رقم 662، والأعلام 5/ 296، وتراجم الرجال للجنداري 32، ومعجم المؤلفين 8/ 212.
[3]
في مرآة الجنان 4/ 27 «السهيليّ» وهو تحريف.
وجاجرم بلدة بين نَيْسَابُور وجُرْجان.
سكن هَذَا نَيْسَابُور ودرّس بها، وَتُوُفِّي في حادي عشر رجب، وَتُوُفِّي في الكهولة.
وقد حَدَّثَ عن عَبْد المنعم بن عَبْد اللَّه الفُرَاويّ.
رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ البِرْزَاليّ، وغيره.
175-
مُحَمَّد بن الحَسَن [1] بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه [2] .
القاضي الْأسْعد، أَبُو عَبْد اللَّه ابن القاضي رضي الدّولة العامريّ، المَقْدِسِيّ، ثُمَّ المَصْرِيّ، المالكيّ، المُعَدَّل، المعروف بابن القَطَّان.
سَمِعَ من: عَبْد اللَّه بن رفاعة، والشريف ناصر بن الحَسَن الخطيب، وأحمد بن الحُطَيئة، وأبي طاهر السّلفيّ، وأبي القاسم ابن عساكر الحَافِظ.
ووليَ الْأوقاف بمصر.
رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ، وغيره [3] .
وَتُوُفِّي في سادس شعبان عن سبع وسبعين سنة.
176-
محمد ابن الحَافِظ عَبْد الغني [4] بْن عَبْد الواحد بْن علي بْن سرور.
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 372، 373 رقم 1479، والمقفى الكبير 5/ 564 رقم 2095.
[2]
في طبعة مؤسسة الرسالة من: تاريخ الإسلام (الطبقة الثانية والستون) ص 158 «عبد الله» وهو خطأ.
[3]
وقال ابن مسدي: كان له بمصر تقدّم وعدالة وحرمة وجلالة، وعنده سماع الحديث، ولم يكن من أهل الحديث فوقع فيما أوقعه فيه، والله أعلم بما كان يبديه ويخفيه.
وقال أبو الحسن يحيى بن علي القرشي في معجمه: القاضي أبو عبد الله، من رؤساء المصريين وأعيانهم، والأصل منه من فلسطين، وكان مالكيّ المذهب، وأحد الشهود المعدّلين. (المقفى الكبير) .
[4]
انظر عن (محمد بن عبد الغني) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 91، 92 رقم 303، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 385، 386 رقم 1501، وذيل الروضتين 99، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 436، والعبر 5/ 47، والمعين في طبقات المحدّثين 188 رقم 2003، والإعلام بوفيات الأعلام 252، والإشارة إلى وفيات الأعيان 320، والمختصر المحتاج إليه 1/ 82،
الحَافِظ المفيد، عزّ الدّين أَبُو الفتح المَقْدِسِيّ، الْجَمّاعيليُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ.
وُلِدَ بدير المقادسة في سنة ستّ وستّين وخمسمائة، في أحد الربيعين.
وارتحل إلى بَغْدَاد وَلَهُ أربع عشرة سنة، فسمع بها من: أَبِي الفتح بن شاتيل، وَأَبِي السّعادات القَزَّاز، ويوسف العاقوليّ، وطبقتهم. وتَفَقَّه عَلَى أَبِي الفتح بن المَنّي.
وَسَمِعَ بدمشقَ من: أَبِي المعالي بْن صابر، وَمُحَمَّد بن حمزة القُرَشِيّ، والخضر بن طاووس، والفضل بن الحُسَيْن البانياسيّ، وجماعة. وَأَوَّل شيخ سَمِعَ منه أَبُو الفَهْم عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي العجائز الْأَزْدِيّ.
قَالَ ابن النَّجَّار: سمعنا معه وبقراءته كثيرا، وكتب بخطّه كثيرا، وحصَّل كثيرا من الْأصول، واستنسخ كثيرا من الكتب، وَكَانَ في رحلتي الْأولى يُعيرُني الْأصول ويفيدني عن الشّيوخ، ويتفضّل إذا زُرته. وَكَانَ من أئمّة المُسلمين، حافظا للحديث مَتْنًا وإسنادا، عارفا بمعانيه وغَريبه، مُتْقنًا لأسامي المحدّثين وتراجمهم، مَعَ ثقة وعدالة وأمانة وديانة وتودّد وكيس ومروءة ظاهرة، ومساعدة للغرباء.
وذكره الحَافِظ الضِّيَاء، فَقَالَ: كَانَ- رحمه الله حافظا فقيها ذا فنون، وَكَانَ أحسن النَّاس قراءة وأسرعها، وَكَانَ غزير الدَمْعة عند القراءة، وَكَانَ مُتْقنًا ثقة سَمْحًا جوادا.
قُلْتُ: وارتحل إلى أصبهان ومعه أخوه أَبُو موسى، فسمعا الكثير من أصحاب أَبِي عَليّ الحدّاد، ومن بعده سمعا من: أَبِي الفضل عَبْد الرّحيم بن مُحَمَّد الكاغديّ، ومسعود بن أَبِي منصور الخَيَّاط، وأبي المكارم أَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّبَّان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي زيد الكَرَّانيّ، وأَبِي جعْفَر الصّيدلانيّ، وجماعةٍ.
[ () ] وتذكرة الحفاظ 4/ 1401، 1402، وسير أعلام النبلاء 22/ 42، 44 رقم 30، ومرآة الجنان 4/ 28، والوافي بالوفيات 3/ 266، 267 رقم 1307، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 90- 92 رقم 253، والبداية والنهاية 13/ 74، وعقد الجمان 17/ ورقة 357، 358، والنجوم الزاهرة 6/ 56، 57، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 218، 219، وشذرات الذهب 5/ 56، 57، والتاج المكلّل، والمنهج الأحمد 342، والمقصد الأرشد رقم 994، والدر المنضد 1/ 337، 338 رقم 966.
قَالَ الضِّيَاء: وسافر العزّ إلى بَغْدَاد مَعَ عمِّه الإِمَام عماد الدّين إِبْرَاهِيم، وأقامَ ببَغْدَاد عشر سنين، واشتغل بالفقه والنَّحْو والخِلاف، ورجَعَ وَكَانَ يتكلَّم في مسائل الخِلاف كلاما حسنا. ثُمَّ سافر بعد مُدَّة إلى أصبهان في طلب الحديث، ولقوا شدَّة من الغلاء والْجُوع. ثُمَّ رجع إلى بَغْدَاد وأقام بها يقرأ شيئا من الفقه واللّغة عَلَى الشَّيْخ أَبِي البقاء. ثُمَّ عاد إلى دمشق، وَكَانَ يقرأ الحديث للنّاس كلّ ليلة جُمُعة في مسجد دار البِطِّيخ بدمشق يعني مسجد السّلّاليّين، وانتفع النَّاس بمُجالسته. ثُمَّ أَنَّهُ انتقل إلى الجامع، إلى موضع والده فَكَانَ يقرأ يوم الْجُمُعة بعد الصَّلَاة في حلقتنا، وسبب حصول ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا جاء حَنْبَل [1] من بَغْدَاد، أرادَ الملكُ المُعَظَّم يسمع «المُسْنَد» عَلَيْهِ، فقرأ لَهُ بعض المحدّثين، وَكَانَ «المُسْنَد» يُقرأ عندنا وفي المدينة، وكان العزّ- رحمه الله يقرأ ويحضر عندنا جماعة من أهل المدينة، منهم العَلَم الرَّقِّيّ إمام الملك، فمضى إِلَيْهِ، وَقَالَ: إن كُنْت تريد قراءة مَليحة عاجِلة فما يقرأ أحد مثل هَذَا الَّذِي في الْجَبَل. فَقَالَ: تجيء بِهِ. فجاء الإِمَام إلى العزّ، فَقَالَ لَهُ: ما لي في هَذَا رغبة وَأَنَا رجل خامل الذّكر، وما بيني وبين أحد عداوة وأخاف من المخالفين. فَقَالَ: هَذَا لَا نخاف منه، ما يحضر إِلَّا الملك وَالشَّيْخ وَأَنْتَ وَأَنَا. فاستشار المشايخ، فَقَالَ لَهُ شيخنا مُوفّق الدّين: إن كُنْت تمضي للَّه فامضِ، وإن كُنْت تمضي لطمع الدُّنْيَا، فلا تفعل. فاستخار اللَّه ومَضَى. فَلَمَّا سَمِعَ الملكُ قراءته أعجبته كثيرا، وخلعَ عَلَيْهِ، وأحبّه، وسأله عن أشياء من الحديث، فأجابه، وَرَأَى منه ما لم يرَ من غيره. وَكَانَ بعد ذَلِكَ مهما طلب منه لَا يكاد يردّه، فطلب منه الجلوس مكان أَبِيهِ، فأذِنَ لَهُ، وطلب منه مكانا في القُدس لأصحابنا يصلُّون فيه فأعطاه مهد عيسى. وكنّا نسمع «المُسْنَد» ، فَقَالَ بعض الحضور من المدينة: ما رَأَيْت مثل هذه القراءة، مثل الماء، أَوْ قَالَ: مثل السيف.
وَلَمَّا أراد الملك المُحسن سماع «تاريخ بَغْدَاد» من الكِنْدِيّ، قال: إنْ كَانَ العزّ ابن الحافظ يقرأه فنعم، فقرأه عليه.
[1] هو حنبل بن عبد الله الرّصافي.
وَكَانَ لَهُ همَّة عظيمة، لَمَّا جاء حَنْبَل أراد أهل المدينة أن يمنعوه من الصّعود إلينا، فما زال العزّ بهمّته حَتَّى سَهّل اللَّه قراءة «المُسْنَد» في الجبل.
وَكَانَ يُسارع إلى الخيرات وإلى مصالح الجماعة. لَمَّا عزمت عَلَى التّزويج قامَ في ذَلِكَ، وحَصَّلَ لي ما تزوّجت بِهِ، وما أحوجني إلى تكلّف شيء.
وَكَانَ بيته لَا يكاد يخلو من الضُّيوف، سَمِعْتُهُ يَقُولُ، أَوْ سَمِعْتُ من يحدِّث عَنْهُ، قَالَ: كنّا ببَغْدَاد، فقلّ ما بأيدينا، فجاء إلى عندنا إِنْسَان فَقَالَ لي: لو مضيتم إلى بعض القرايا حصَّلنا لكم شيئا. قَالَ: فمضينا معه، فاتّفق أنّا عبرنا عَلَى الشَّيْخ حسن الفارسيّ [1]- رحمة اللَّه عَلَيْهِ- فزرناه، فابتدأنا وَقَالَ: مَتَى جرت عادة المقادسة أن يخرجوا إلى الكدْية؟ قَالَ: فرجعنا ولم نمض.
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن أَبِي بَكْر بن باخل المؤذّن، وَكَانَ من أهل الخير والصّلاح يَقُولُ: بعد موت العزّ بثلاثة أيام، توضّأت باللّيل، وخرجت فرأيت عَلَى الموضع الَّذِي فيه قبر العزّ عمودَ نُور من السّماء إلى الْأرض أخضر مثل السِّلق.
وَسَمِعْتُ الفقيه إِسْحَاق بن خَضِر بن كامل يَقُولُ: رَأَيْت العزّ في النّوم، فَقُلْتُ لَهُ: باللَّه عليك ماذا لقيت من ربّك؟ فَقَالَ: كلّ خير جميل.
وَسَمِعْتُ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد يَقُولُ: كنّا نقرأ عند العزّ ليلة تُوُفِّي، فرأيت نورا عَلَى بطنه مثل السِّراج، فكنتُ أقول: ترى يراه أحد غيري أم لَا؟.
سألتُ أمّ أَحْمَد آمنة بنت الشَّيْخ أَبِي عُمَر، وَهِيَ ما علمتُ من أصلح أهل زمانها، فَقَالَت: رَأَيْت يوم موت العزّ عَلَى الدُّنْيَا كُلّها، عَلَى الْأرض، وَعَلَى النَّاس خُضرة ما شبهته إِلَّا بالشّمس، إِذَا خرجت من طاقة زجاح خضراء، حَتَّى كُنْت أقول: أيش هَذَا؟ ما لبصري! وأمسحُ عينيّ، وما دريت أيش هَذَا حَتَّى جاءت أمُّ دَاوُد، فَقَالَتْ: قد رَأَيْت الخُضْرة عَلَى الجنازة.
سَمِعْتُ مسعود بن أَبِي بَكْر بن شُكر المَقْدِسِيّ، قَالَ: رَأَيْت العزّ ابن الحافظ
[1] هو الزاهد المشهور من أهل الفارسية القرية المشهورة بقرب بغداد.
بعد موته في النّوم، وكأنّ وجهه البدر، ما رَأَيْت في الدُّنْيَا أحدا عَلَى صورته، وَلَهُ شَعْر بائن من تحت عمامته، لم أرَ شَعرًا مثل سواده، فَقُلْتُ لَهُ: يا عزّ الدّين، كيف أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا وَأَنْتَ من أهل الجنّة. ثُمَّ انتبهت.
سَمِعْتُ الإِمَام أبا العباس أحمد بن محمد بن خلف يَقُولُ: رَأَيْت العزّ في النوم فَقَالَ: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقضى لي كلَّ حاجة.
سَمِعْتُ شيخ الإِسْلَام موفَّق الدّين يحدّث عن بنته صفيّة زَوْجَة العزّ أنّها رأته بعد موته قد جاء إليهم بقطف من عِنَب أبيض لم تر أحسن منه قطّ، وَقَالَ: هَذَا من الجنّة.
سَمِعْتُ إسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الأصبهانيّ يَقُولُ: رَأَيْت العزّ في النّوم وَعَلَيْهِ ثياب بيض وَهُوَ حيٌ، وَهُوَ يَقُولُ: ما متّ قد بقي من عُمري وسألني عن نفسه هَذَا، فَقَلَتْ: إن شاء اللَّه يكون شهيدا. فَإِنَّهُ مات بالَبطن.
سَمِعْتُ الفقيه بدْران بن شِبْل بن طَرْخان، قَالَ: رَأَيْت كأننا جماعة، والعزّ أرفع منّا فَقُلْتُ لَهُ: بم ارتفعت؟ قَالَ: بهذا، وأومأ بجزء حديث في يده.
قُلْتُ: وذكر لَهُ الضِّيَاء منامات أُخر مليحة. وقد رثاه الشَّيْخ الموفّق، وغيره. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، والشِّهاب القوصيّ، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر عليّ، وجماعة.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ صَابِرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسِيبُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا الصُّولِيُّ، حَدَّثَنَا الْغَلابِيُّ، عَنْ عبيد الله بن عَائِشَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلٍ لَهُ: «اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ الَّتِي لَا يُقْبَلُ غَيْرُهَا، وَلا يُرْحَمُ إِلَّا أَهْلُهَا، وَلا يُثَابُ إِلَّا عَلَيْهَا، فَإِنَّ الْوَاعِظِينَ بِهَا كَثِيرٌ، وَالْعَامِلِينَ بِهَا قَلِيلٌ» .
وَقَالَ لنا رشيد بن كامل: أَخْبَرَنَا أَبُو العرب القوصيّ، أخبرنا العزّ ابن الحافظ بجامع خيبر سنة عشر وستمائة. فذكر حديثا.
تُوُفِّي العزّ في تاسع عشر شوّال، وشَيَّعه الخلْقُ.
177-
مُحَمَّد بن عَليّ [1] بن أَحْمَد بن النّاقد.
أَبُو السَّعَادَات.
شيخٌ تاجرُ بغداديٌ جليل.
سَمِعَ من: أَبِي الوَقْت، وابن البَطِّيّ. وسافر في التّجارة كثيرا إلى النّواحي البَعيدة، وتولَّى خِدَمًا.
وَتُوُفِّي في جُمَادَى الْأولى، ولم يحدّث، وَكَانَ عَسِرًا مُمْتنعًا [2] .
178-
مُحَمَّد بن عُمَر [3] المَصْرِيّ.
الكاتب المُجَوّد، المنعوت بالجمال.
كَانَ بارعَ الخطّ، حسن التّوقيف، انتفع بِهِ جماعةٌ كثيرة. وَلَهُ شِعر.
تُوُفِّي فِي ذي القِعْدَة.
179-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمود بن الفضل.
أَبُو شجاع الحدّاد، الأصبهانيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وأربعين.
وَتُوُفِّي في ذي الحجّة.
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 149 رقم 384، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 366 رقم 1465، والمختصر المحتاج إليه 1/ 101، والمقفى الكبير 6/ 232 رقم 2703.
[2]
وقال ابن الدبيثي: كان أحد التجار والبزّازين. سافر إلى الشام. وأقام بدمشق مدة، وخراسان، وما وراء النهر. وعاد يتولّى وكالة الباب الشريف للجهة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وخلع عليه، وأضيف عليه بعد ذلك وكالة الأمير السيد الكبير ولد أمير المؤمنين خلّد الله ملكه والنظر في المظالم، وحسن حاله، ونبه قدره، إلّا أنه عزل عن وكالة الأمير والمظالم، وبقي على خدمة الباب الشريف إلى حين وفاتها- قدّس الله روحها- وجعلت إليه النظر في أوقافها على الربط والمدارس والتربة والسبل والصدقات، فكان على ذلك مدّة حياته. وطلبت منه السماع لشيء من ذلك فوعد بذلك وسوّف حتى طال الوعد فتركته، وكذا سأله غيري فوعده، ومات ما روى شيئا، وأظنه كان يكره الرواية. (ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 149) .
[3]
انظر عن (محمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 388 رقم 1508، والوافي بالوفيات 4/ 259 رقم 3788، والمقفى الكبير 6/ 419، 420 رقم 2909.
وَهُوَ من شيوخ الحَافِظ الضِّيَاء. وأجاز للفَخْر.
180-
مُحَمَّد بنُ وَهْب [1] بن لُبّ بن عَبْد الملك.
- أَوْ عَبْد اللَّه- بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وَهْب. أَبُو عَبْد اللَّه القُرَشِيّ، الفهريّ، الشّنتمريّ الأصل، البَلَنْسِيّ، الخطيبُ.
سَمِعَ من: والده، وَأَبِي الحسن بن هُذَيْل، وأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش الحَافِظ، وأبي عَبْد اللَّه بن حَمِيد، وجماعة.
وَحَدَّثَ.
قَالَ الْأبَّار: أخذتُ عَنْهُ جُملةً من أَوَّل «المُلَخَّص» [2] . وَتُوُفِّي في شوّال.
ووُلد بعد سنة خمسين بقليل.
وَتُوُفِّي أَبُوه سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
181-
مُحَمَّد بن يَحْيَى [3] بْن هبة اللَّه بْن فَضْل اللَّه بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
أَبُو نصر ابن القاضي أبي الحسن ابن النّخّاس، الوَاسِطِيّ، المُعَدَّل.
وُلِدَ سنة أربعٍ وثلاثين.
وَسَمِعَ بواسط من جَدّه هبة اللَّه بن يحيى ابن البوُقي. وبالبصرة من إمام جامعها إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة، وعَليَّ بن عَبْد اللَّه الواعظ.
وَحَدَّثَ بواسط.
والنَّخَّاس: بخاء معجمة.
182-
المبارك بن يَحْيَى [4] بن البيطار.
[1] انظر عن (محمد بن وهب) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 595، 596، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 387 رقم 1505.
[2]
للقابسي.
[3]
انظر عن (محمد بن يحيى) في: ذيل الروضتين 99، 100، وفيه:«محمد بن يحيى بن عبد الله بن نصر بن النحاس» ، والوافي بالوفيات 5/ 199 رقم 2257، والبداية والنهاية 13/ 75.
[4]
انظر عن (المبارك بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 279 رقم 1487، والمختصر المحتاج إليه 3/ 180 رقم 1162.
أَبُو جَعْفَر الدَّبّاس.
سَمِعَ من ابن ناصر، وَحَدَّثَ.
رَوَى عَنْهُ: الدُّبَيْثِي، وغيره.
183-
مُرْهف بن أُسَامَة [1] بْن مُرشد بْن عَلِيّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن مُنْقذ.
الْأمير العالم مُقدَّم الْأمراء، جمال الرؤساء، عضُد الدّولة أَبُو الفوارس ابن الْأمير الكبير الْأديب، مؤيّد الدّولة أَبِي المُظَفَّر، الكنانيّ، الكَلْبيّ، الشَّيْزَريّ، أحد الْأمراء المصريّين.
ولد بشيزر في سنة عشرين وخمسمائة.
وَسَمِعَ من أبيه.
رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ، والشِّهَاب القُوصِيّ.
وَكَانَ مُسنًا، مُعمّرًا، شاعرا كوالده. وقد جمع من الكتب شيئا كثيرا. وَكَانَ مليحَ المحاضرة.
تُوُفِّي في ثاني صفر [2] .
184-
مَسْعُود بن أَبِي الفضل [3] بن أَبِي الحَسَن بن كامل.
[1] انظر عن (مرهف بن أسامة) في: ذيل الروضتين 93، وخريدة القصر (القسم الشامي) 1/ 571، ومعجم الأدباء 5/ 193 و 235 و 241 و 243- 245، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 360، 361 رقم 1451.
[2]
وقال ياقوت: فارقته في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة بالقاهرة يحيا، ولقيته بها وهو شيخ ظريف واسع الخلق، شائع الكرم، جمّاعة للكتب، وحضرت داره، واشترى منّي كتبا، وحدّثني أن عنده من الكتب ما لا يعلم مقداره، إلا أنه ذكر لي أنه باع منها أربعة آلاف مجلّد في نكبة لحقته، فلم يؤثر فيها، وسألته عن مولده، فقال: ولدت سنة ستة وعشرين وخمسمائة، فيكون عمره إلى وقتنا هذا اثنتي وسبعين سنة، وكان قد أقعد لا يقدر على الحركة، إلّا أنه صحيح العقل والذهن، والفطنة والبصر، يقرأ الخط الدقيق كقراءة الشّبان، إلّا أنّ سمعه فيه ثقل، وكان ذلك يمنعني من مكاثرته ومذاكرته. وكان السلطان صلاح الدين- رحمه الله قد أقطعه ضياعا بمصر، فهو يصرفها في مصالحه، وأجراه الملك العادل، أخو صلاح الدين على ذلك، وكان الملك الكامل بن العادل يحترمه ويعرف له حقّه. (معجم الأدباء) .
وقد ذكر العماد بعض شعره في الخريدة، وكذلك ياقوت في معجمه.
[3]
انظر عن (مسعود بن أبي الفضل) في: بغية الطلب (المصوّر) 7/ 295 رقم 1754، وذيل
الْأديب أَبُو الفَتْح الحلبيّ [1] ، الشَّاعِر المشهور بالنَّقَّاش.
مات بحلب عن أربعٍ وسبعين سنة، في شهر شوال [2] .
من فحول الشعراء، سائر القول، مختصّ بالظّاهر غازي، وهو القائل:
ما لي سوى حُبّكمُ مذهبُ
…
ولا إلى غيركُمُ مَذْهَبُ
تذكّرتمُ شملي فيا هَلْ تُرى
…
يجمعني يوما بكم مَذْهَبُ؟
وساحَ دمعي في هواكُمْ دما
…
وصرت فيكم مثلا يضرب [3]
[ () ] الروضتين 57، 58، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 530، 531.
[1]
وقال ابن العديم: إنه يلقّب بالتاج.
[2]
ومولده سنة 540 هـ.
[3]
وقال أبو شامة: قدم دمشق سنة 609 وأنشد الجماعة قطعا من قصائده منها قصيدة في صاحب بعلبكّ الأمجد بن فرخ شاه:
زار وطرف النجم لم يرقد
…
متّزر من حسنه مرتد
أحور يحكي الخال في خدّه
…
نقطة يد فوق ورد ند
ويا حسنه من زائر ما بدا
…
إلّا وأنسى قمر الأسعد
ويا ضلالي فيه من بعد ما
…
يمرأ وجهه أهتدي
فيا لها من ليلة لم يفز
…
بمثلها الهادي ولا المهتدي
إذا اجتلى في ليل أصداغه
…
من وجهه شمس صباح الغد
وعاذل عنّف فيه ومن
…
ينادم البدن ولم يحسد
ظنّ خلاصي في يدي فاعتدى
…
وقال يهوى قاتلا لا يدي
فقلت لا ترج سلوى فقد
…
خلعت سلواني على عودي
أأهجر العيس لهجري له
…
وأخرج الفوز به عن يدي
وأنثني منه إلى هجره
…
لا وحياة الملك الأمجد
وقال سبط ابن الجوزي: اجتمعت به في حلب في ذي الحجة سنة 603 فأنشدني مقطّعات من شعره وكتبها لي بخطّه. وهجا مسعودا صاحب شيزر ببيتين هما عين الذّمّ، وسبب ذلك أنه حكى عن نفسه قال: اشتريت من دمشق فاكهة بأربعين درهما. فقصدت شيزر فنزلت بخان في الربض، وأخبر مسعود صاحبها بي، فاستدعاني فدخلت عليه، وقدّمت له الهدية وأنشدته أبياتا غزلا ومديحا، فلما انتهينا أخرج من تحت طرّاحته خمسة دراهم، وقال: أنفق عليك هذه الليلة فطبّاخنا مريض، فنزلت إلى الخان، فلما كان صبيحة ذلك اليوم جاءني أستاذ داره وقال: الأمير يسلّم عليك ويقول لك: كم ثمن الفاكهة والقوسين؟ فقلت: معاذ الله أن أذكر لهما ثمنا، وإنما أهديتهما للأمير، فقال: لا بدّ، فقلت: اشتريتهما من دمشق بثمانين درهما واكتريت لي ولهما بغلا بعشرين درهما، فعاد ومعه مائة درهم، وقال: هو يعتذر إليك وما في الخزانة شيء، فامتنعت من أخذها، وخرجت
185-
مَعْن [1] ، الْأمير ناصر الدّين.
أَبُو الْجُود ابن الملك العادل طَيّ ابن الوزير أمير الجيوش مُجير السَّعْديّ، المَصْرِيّ.
سَمِعَ من: السِّلَفيّ، وأبي الحَسَن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن المُسَلِّم المعروف بابن بنت أَبِي سَعْد.
وَحَدَّثَ.
تُوُفِّي في صَفَر أَيْضًا.
186-
مكّي بن عُثْمَان [2] بن إسْمَاعِيل.
أَبُو الحَرَم ابن الإِمَام أَبِي عَمْرو السَّعْديّ، المصريّ، الشّارعيّ.
ولد سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة.
وَسَمِعَ من: الشريف أَبِي الفتوح الخطيب، وَعَبْد المنعم بن موهوب الواعظ، وَأَبِي عَبْد اللَّه محمد بن إبراهيم ابن الكيزانيّ، وفارس الدّميريّ، وعبد الله بن مُحَمَّد بن فَتْحون الْأنْدَلُسِيّ بمصر، وأبي الطّاهر السّلفيّ بالثّغر.
والمبارك بن عليّ ابن الطَّبَّاخ بمَكَّة.
وَحَدَّثَ بدمشقَ وَمِصْر، رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ، وقبله الزَّكيّ البِرْزَاليّ، وغيرُ واحدٍ.
وفي ذرّيته فضلاء ورواة.
[ () ] من شيزر ولم أبت بها. وقلت:
ما أليق النحس بمسعودكم
…
على الورى يا ساكني شيزر
فيا ملوك الأرض همّوا به
…
فإنّه والله شيء زري
وقال سبط ابن الجوزي: عهدي بالنقاش في سنة 608 في الحياة وقدم دمشق في سنة 609 وأنشد الجماعة قطعا من قصائده وأفادهم من فرائد فوائده، إلّا أنه كان باطنه كالزناد الوقّاد، وظاهره كالجليد والجماد، ومن رآه نسبه إلى البلاهة وعدم الذكاء وقد شاهدته، وليس الخبر كالعيان. ولم أقف على تاريخ وفاته. (مرآة الزمان) .
[1]
انظر عن (معن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 363 رقم 1455.
[2]
انظر عن (مكي بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 362، 363 رقم 1454، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 227، 228.