المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أخاه من قلعة ينبع، فَلَمَّا حضر قتله أيضا، فلم يمهله - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٤

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع والأربعون (سنة 611- 620) ]

- ‌[الطبقة الثانية والستون]

- ‌سنة إحدى عشرة وستّمائة

- ‌[ملْك خُوَارِزْم شاه كِرمان ومُكران والسّند]

- ‌[قصْد الفرنج بلاد الإسماعيلية]

- ‌[تبليط جامع دمشق]

- ‌[تدريس النورية]

- ‌[وفاة صاحب اليمن]

- ‌[أخْذ المعظَّم قلعة صرْخد]

- ‌[حجّ الملك المعظَّم]

- ‌سنة اثنتي عشرة وستّمائة

- ‌[بناء المدرسة العادلية]

- ‌[غارة الفرنج عَلَى بلاد الإسماعيلية]

- ‌[غارة الكرْج عَلَى أَذْرَبِيجَان]

- ‌[استيلاء الملك المسعود عَلَى اليمن]

- ‌[حصار المدينة]

- ‌[ملْك خُوَارِزْم شاه غزنة]

- ‌[ولاية القضاء بدمشق]

- ‌[إبطال ضمان الخمر]

- ‌[السهروردي رسولا]

- ‌[قتال قَتادة]

- ‌[كسر الفرنج]

- ‌[أخْذ غزْنة]

- ‌[أخْذ أنطاكية]

- ‌[حركة التتار]

- ‌[انهزام منكلي]

- ‌سنة ثلاث عشرة وستّمائة

- ‌[ترميم قبّة النسر]

- ‌[ترميم خندق باب السّر]

- ‌[الفتنة بين أهل الشاغور والعقيدة]

- ‌[مسير المُعَظَّم إلى الْأشرف]

- ‌[بناء المصلّى بظاهر دمشق]

- ‌[وعظ سبط ابن الْجَوْزيّ بخلاط]

- ‌[رسليَّة ابن أَبِي عصرون]

- ‌[وعظ سبط ابن الْجَوْزيّ]

- ‌[وقوع البَرَد بالبصرة]

- ‌سنة أربع عشرة وستّمائة

- ‌[زيادة دجلة]

- ‌[قدوم خُوَارِزْم شاه إلى بغداد]

- ‌[وصول الفرنج إلى عين جالوت]

- ‌سنة خمس عشرة وستّمائة

- ‌[نزول الفرنج عَلَى دمياط]

- ‌[نُصرة المُعَظَّم عَلَى الفرنج]

- ‌[رسلية خُوَارِزْم شاه]

- ‌[ضمان الخمر بدمشق]

- ‌[تغلّب الكامل عَلَى الفرنج بدمياط]

- ‌[وفاة كيكاوس]

- ‌[وفاة الملك القاهر]

- ‌[خوارزم شاه ورسل جنكيزخان]

- ‌سنة ستّ عشرة وستّمائة

- ‌[موت خُوَارِزْم شاه]

- ‌[تخريب أسوار القدس]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى دمياط]

- ‌[لباس قاضي القضاة]

- ‌سنة سبع عشرة وستّمائة

- ‌[كسرة بدر الدين لؤلؤ]

- ‌[فتنة ابن المشطوب]

- ‌[زواج عدَّة أمراء]

- ‌[تدريس ابن الشّيرَازِيّ]

- ‌[عزاء ابن حمويه]

- ‌[عزْل ابن الشِّيرَازِيّ]

- ‌[موت صاحب سِنجار]

- ‌[وقعة البُرُلُّس]

- ‌[ولاية دمشق]

- ‌[حجّ المعتمد]

- ‌[مقتل آقباش الناصري]

- ‌[خروجٌ التَّتَار]

- ‌سنة ثمان عشرة وستّمائة

- ‌[الحرب بين جلال الدين وجنكزخان]

- ‌[زواج صاحب ماردين من بنت المُعَظَّم]

- ‌[اقتراب التَّتَر من بَغْدَاد]

- ‌[استرداد دِمْيَاط من الفرنج]

- ‌[مصافاة الْأشرف والكامل]

- ‌[ولاية العهد للخليفة]

- ‌[قضاء دمشق]

- ‌[بناء سور دمشق]

- ‌[طمع الفرنج بمصر]

- ‌سنة تسع عشرة وستّمائة

- ‌[الجراد بالشام]

- ‌[كثرة الحجيج]

- ‌[نقل تابوت العادل]

- ‌[ملْك صاحب المَوْصِل قلعة شوش]

- ‌[استيلاء التَّتَار عَلَى القفجاق]

- ‌[خروج غياث الدين لقتال جلال الدين]

- ‌سنة عشرين وستّمائة

- ‌[عودة الْأشرف من مصر]

- ‌[الوَقْعَة بين التَّتَار وَالقَفْجَاق والروس]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى عشرة وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلد

- ‌سنة اثنتي عشرة وستّمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة ثلاث عشرة وستمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الظاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة أربع عشرة وستّمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة خمس عشرة وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ستّ عشرة وستمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة ثمان عشرة وستمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الْقَافِ]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة تسع عشرة وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة عشرين وستمائة

- ‌[حرف الْألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌[وفيها ولد]

- ‌المتوفون عَلَى التقريب

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

الفصل: أخاه من قلعة ينبع، فَلَمَّا حضر قتله أيضا، فلم يمهله

أخاه من قلعة ينبع، فَلَمَّا حضر قتله أيضا، فلم يمهله اللَّه. وَكَانَ ظالما، جبّارا، عسّافا.

472-

قيصر بن مُظَفَّر [1] بن يلدرك.

أَبُو مُحَمَّد البَغْدَادِيّ.

أديبٌ فاضل، أخباريّ، مليحُ الخطّ.

صَحِبَ أَبَا الفوارس سَعْد بن مُحَمَّد حَيْص بَيْص، وانقطع إِلَيْهِ، وَسَمِعَ منه الكثير.

تُوُفِّي في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة.

[حرف الميم]

473-

مُحَمَّد بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان [2] .

أَبُو عَبْد اللَّه الزُّهْرِيّ [3] ، الْأنْدَلُسِيّ، الإشبيليّ.

رحلَ، وحجَّ، وَسَمِعَ ببَغْدَاد من ابن كُلَيْب، وذاكر بن كامل، وَيَحْيَى بن بَوْش، وَعَبْد الخالق ابن الصَّابُونيّ، وطبقتهم. ورحل إلى أصبهان، فكتب بها عن أصحاب أَبِي عَليّ الحدّاد.

ثُمَّ سافر إلى الكرج واستوطنها، وَحَدَّثَ بها وبإربل [4] .

وَكَانَ عارفا بالْأدب، فاضلا، نحويا. صنّف شرحا لكتاب «الإيضاح» . وله شعر حسن [5] .

[1] انظر عن (قيصر بن مظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 14، 15 رقم 1745.

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد بن سليمان) في: معجم الأدباء 17/ 277 رقم 81، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 19 رقم 1754، وتاريخ إربل 1/ 89، 90 رقم 29، والوافي بالوفيات 2/ 104 رقم 426، والمقفى الكبير 5/ 173، 174 رقم 1723، وتاريخ ابن الفرات 1/ ورقة 22، ونفح الطيب 7/ 228- 230، وبغية الوعاة 1/ 11، وكشف الظنون 136، 212، 262، 263، ومعجم المؤلفين 8/ 265.

[3]

ووقع في (معجم الأدباء 17/ 277) : «الزاهريّ» .

[4]

وقال ابن المستوفي: ورد إربل وسمع شيخنا أبا المظفّر المبارك بن طاهر الخزاعي، ورحل في طلب الحديث إلى نشاوور وغيرها. وكان أقام بالموصل مدة في طلب الحديث، وسمع وكتب.

[5]

من شعره في أبي محمد عبد القادر الرهاوي:

ص: 361

قَالَ الزَّكيّ المُنْذِريّ [1] : تُوُفِّي ببُروجِرْد شهيدا بيد التَّتَر، في رجب.

474-

مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حَسَّان القَصَّار.

سَمِعَ من: مَسْعُود بن عَبْد الواحد بن الحصين، والمبارك بن المبارك بن نصر السَّرَّاج.

رَوَى عَنْهُ ابن النَّجَّار. وَكَانَ صالحا.

475-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز.

أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، الفقيه العلّامة الحَنَفِيّ، نزيل المَوْصِل.

دَرَّسَ، وأفْتى، وتَفَنَّن في العُلوم، وَلَهُ شِعْر جيّد، وصنّف في المذهب.

وَكَانَ كبير القدر.

تُوُفِّي في رجب.

476-

مُحَمَّد بن إسْمَاعِيل بن عَليّ بن حمزة المُوسويّ.

الشريف أَبُو بَكْر الهَرَويّ.

سَمِعَ من: جدّه عليّ، وغيره.

وولد سنة ثمان وعشرين.

[ () ]

أتيت الرهاوي في دسته

فألفيت شخصا لئيما وخيما

فليس الفتى من حوى منصبا

ولكن من حاز مجدا وخيما

وأنشد بالكرج وكان أقام بها وتأهّل بها:

أنا مأسور بحيطان الكرج

في عناء أسأل الله الفرج

ليس بالمغبوط من يسكنها

إنما المغبوط من منها خرج

وله شرح كتاب «العتبي اليمني» . (تاريخ إربل) .

وقال ياقوت: رجل فاضل وأديب كامل متقن، سمع الحديث الكثير ببغداد من ابن كليب وابن بوش وغيرهما فأكثر، وكتب بخطّه الكثير وصنّف، ولقيته ببغداد وكان لي صديقا معاشرا حسن الصحبة ثم فارق بغداد وحصل في بلاد الجبال، واستوطن بروجرد وتأهّل بها وولد له، وصنّف بها تصانيف في الأدب كثيرة منها «شرح الإيضاح» . (معجم الأدباء) .

[1]

في التكملة 3/ 19.

[2]

تقدّمت ترجمته ومصادرها في وفيات سنة 615 هـ برقم 323.

ص: 362

رَوَى عَنْهُ: الضِّيَاء، وغيره.

وَكَانَ حيّا في هذه السنة.

وَأَخْبَرَنَا ابن عساكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل إجازة، أخبرنا جدّي، فذكر حديثا.

477-

مُحَمَّد بن تِكش [1] بن إيل أرسلان بن آتْسِز بن مُحَمَّد بن نوشتِكين.

السُّلْطَان علاء الدِّين خُوَارِزْم شاه.

قد ذكرنا قطعة من أخباره في الحوادث [2] .

أَبَاد مُلوك العالم، ودانت لَهُ الممالك واستولى عَلَى الْأقاليم.

قَالَ ابن واصل [3] : نسب علاء الدّين ينتهي إلى إيلتِكين أحد مماليك السُّلْطَان ألب أرسلان بن جغر بيك السلجوقيّ.

قال الإمام عزّ الدّين ابن الْأثير [4] : كَانَ صبُورًا عَلَى التّعب وإدمان السَّيْر، غير مُتَنَعم ولا مُقْبل عَلَى اللّذات، إنّما نَهْمته في المُلك وتدبيره، وحِفْظِه، وحفظ رعيته.

[1] انظر عن (محمد بن تكش) في: الكامل في التاريخ 12/ 371، 372، والتاريخ المنصوري 88، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 609 و 668- 671 سنة 615 هـ، وذيل الروضتين 122، وتاريخ الزمان لابن العبري 258، 259، وتاريخ مختصر الدول، له 233- 236، والجامع المختصر لابن الساعي 51، وسيرة جلال الدين للنسوي 87 وما بعدها، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ رقم 1079 و 1080، ومفرّج الكروب 4/ 34- 64، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 236، 292، 334، 348، 389، 438، 481، 492، 529، 558، والمختصر في أخبار البشر 3/ 127، ونهاية الأرب 27/ 239- 258، والمختار من تاريخ ابن الجزري 91- 105، ودول الإسلام 2/ 120، 121، والعبر 5/ 64- 66، وسير أعلام النبلاء 22/ 139- 143 رقم 91، وتاريخ ابن الوردي 2/ 140- 142، ومرآة الجنان 4/ 40، 41، والبداية والنهاية 13/ 86- 89، وتاريخ ابن خلدون 3/ 534، 535، والعسجد المسبوك 2/ 270- 280، وعقد الجمان 17/ ورقة 412- 418، والسلوك ج 1 ق 1/ 204، 205، والنجوم الزاهرة 6/ 248، وتاريخ الخميس 2/ 411، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 467- 470، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 274- 276، وشذرات الذهب 5/ 72، 73.

[2]

في أول حوادث سنة 616 هـ.

[3]

في مفرّج الكروب 4/ 34، 35.

[4]

في الكامل 12/ 371، 372.

ص: 363

قَالَ: وَكَانَ فاضلا، عالما بالفقه والْأصول، وغيرهما. وَكَانَ مُكرِمًا للعلماء محبّا لهم، محسنا إليهم، يحبّ مناظرتهم بين يديه. ويُعظِّم أهل الدِّين ويتبرّك بهم. فحكى لي بعضُ خدم حُجرة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا عاد من خُرَاسَان، قَالَ: وصلت إلى خُوَارِزْم ودخلتُ الحمّام، ثُمَّ قصدتُ باب السُّلْطَان، فَلَمَّا أُدخلت عَلَيْهِ أجلَسني بعد أَن قام لي، ومشى واعتنقني، وَقَالَ لي: أَنْتَ تخدم حُجرة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؟

قُلْتُ: نعم. فأخذ بيدي وأمَرَّها عَلَى وجهه، وسألني عن حالنا وعَيشنا، وصفة المدينة ومقدارها، وأطال الحديثَ معي، فَلَمَّا عزمت، قَالَ: لولا أنَّنا عَلَى عزم السفر الساعة لَمَا ودَّعتك، وإنَّا نريد أن نعبر جيحون إلى الخَطا، وَهَذَا طريقٌ مباركٌ حيث رأينا من يخدُم الحُجرة الشَّريفة. ثُمَّ ودّعني وأرسل إليّ جملة من النَّفقة.

وَقَالَ أَبُو المُظَفَّر ابن الْجَوْزيّ [1] : إِنَّهُ تُوُفِّي سنة خمس عشرة، فغلط، وَقَالَ: كَانَ قد أفنى ملوك خُرَاسَان، وما وراء النَّهْر، وقتل صاحب سَمَرْقَنْد، وأخْلى البلاد من الملوك، واستقلَّ بها، فَكَانَ ذَلِكَ سببا لهلاكه. وَلَمَّا نزل همذان، كاتب الوزيرُ مؤيد الدّين محمد ابن القُمّي نائبُ الوزارة الإماميّة عن الخليفة عساكر خوارزم شاه، ووعدهم بالبلاد، فاتّفقوا مَعَ الخطا عَلَى قتله، وبَعَثَ القُمّي إليهم بالْأموال والخيول سرّا، فَكَانَ ذَلِكَ سببا لوهنه، وعلم بذلك، فسار من همذان إلى خُرَاسَان ونزل مَرْو، فصادف في طريقه الخيول والهدايا والكُتب إلى الخطأ، وكان معه منهم سبعون ألفا، فلم يمكنه الرجوع لفساد عسكره. وَكَانَ خاله من أمراء الخَطا، وقد حلَّفوه أن لَا يُطلع خُوَارِزْم شاه عَلَى ما دبروا عَلَيْهِ، فجاء إِلَيْهِ في الليل، وكتب في يده صورة الحال، ووقف بإزائه، فنظر إلى السطور وفهمها، وَهُوَ يَقُولُ: خذ لنفسك، فالساعة تُقتل، فقامَ وخرجَ من تحت ذَيْل الخَيْمة، ومعه وَلَداه جلال الدِّين والآخر، فركب، وسار بهما، ثُمَّ دخل الخَطا والعساكر إلى خيمته، فلم يجدوه، فنهبوا الخزائن والخيول، فيقال: إنّه كان في خزائنه عشرة آلاف ألف دينار وألف حِمْل قماش أطلس وغيره. وكانت خيله عشرين ألف فرس وبَغْل، وَلَهُ عشرة آلاف مملوك. فهرب وركب في مركب

[1] في مرآة الزمان 8/ 598 وما بعدها.

ص: 364

صغير إلى جزيرة فيها قلعة ليتحصّن بها، فأدركه الْأجل، فدُفن عَلَى ساحل البَحْر، وهرب ولداه، وتفرقت الممالك بعده، وأخذت التَّتَار البلاد.

قُلْتُ: وكانت سلطنة علاء الدِّين مُحَمَّد بن تكش في سنة ستّ وتسعين وخمسمائة عند موت والده السُّلْطَان علاء الدِّين تِكش.

قَالَ الموفّق عَبْد اللّطيف: كَانَ تِكش أعْوَرَ قميئا كثيرَ اللّعب بالملاهي، استُدعي من الدّيوان العزيز لدفع أذَى طُغريل السَّلْجُوقيّ صاحب همذان، فقَتَل طُغْريل وسَيَّر برأسه، وتَقَدَّم بطلب حُقوق السَّلْطَنة، فتحرّكت أمَّةُ الخَطا إلى بلاده، أَوْ حُرّكت، فألجأته الضرورة أن يرجع- يعني إلى خُوَارِزْم-.

وتولَّى بعده الْأمر ولداه، فَكَانَ ابنه محمدٌ شُجاعًا، شَهمًا، مِغْوارًا، مِقْدامًا، سَعْد الوُجهَة، غَزّاءً، لَا ينشف لَهُ لبد، ويقطع المسافات الشَّاسعة في زمان لَا يتوهم العدو أَنَّهُ يقطعها في أضعافه. وَكَانَ هجّاما، فاتكا، غَدَّارًا، فأوّل ما فتك بأخيه، فأُحضِرَ رأسُهُ إليه وَهُوَ عَلَى الطعام، فلم يكترث. وَكَانَ قليل النَّوم، كثير اليقظة، طويل النَّصب، قصير الراحة. يخدم في الغارات أصحابه، ويهجعون وَهُوَ يحرسهم. وثيابه وعدَّة فرسه لَا تبلغ دينارا. لذّته في نَصَبه، وراحته في تعبه، كثير الغنائم والْأنفال، سريع التّفريق لها والإنفاق. وَكَانَ لَهُ معرفة ومشاركة للعُلماء، وصَحِبَ الفخرَ الرَّازِيّ قبل المُلك، فَلَمَّا تملَّك رَعَى لَهُ ذَلِكَ، فوسَّع عَلَيْهِ الدُّنْيَا وبسط يده.

لكنّ هذا المَلِك أفْسد رأيه العُجْب، والتيه، والثِّقة بالسَّلامة، وأوجب لَهُ ذَلِكَ أن يستبدّ برأيه، ويُنكّب عن ذكر العواقب جانبا، واستهان بالْأعداء، ونسي عواقب الزّمان، فمن عُجْبه كَانَ يَقُولُ:«مُحَمَّد ينصر دين مُحَمَّد» ثُمَّ قطع خُطبة بني العَبَّاس من مملكته، وتركَ غزو الكُفَّار، وأخذَ يتصدّى لعداوة قِبلة الإِسْلَام وقَلْب الشريعة بَغْدَاد، وعزم عَلَى قصد تفليس ليجعلها سرير مُلكه، ويحكم منها عَلَى بلاد الرّوم والْأرْمن والقَفْجق [1] ، وسائر بلاد العرب والعجم، فأفسد الأمور

[1] ويقال: «القفجاق» أيضا.

ص: 365

بإساءة التّدبير، وقَتَل نفسه بشدَّة حرصه وحركته قبل وقته، وأراد أن يتشبّه بالإسكندر، وأين الْأعمى من المُبصر؟ وأين الوليّ من رجل تركيّ؟ فإنّ الإسكندر مع فضله وعدله وإظهاره كلمة التّوحيد، كان في صحبته ثلاثمائة حكيم، يسمع منهم ويطيع، وكان معلّمه أرسطوطاليس نائبة عَلَى بلاده، ولا يحلّ ولا يعقد إِلَّا بمشورته ومُراسلته في استخراج رأيه.

كذا قَالَ الموفّق، وأخطأ في هَذَا كغيره، فليس إسكندر صاحب أرسطوطاليس هو الّذي قصّ الله سبحانه قصّته في القرآن، فالذي في القرآن رجل مؤمن، وأمّا الآخر فمشرك يعبد الوثن، واسمه إسكندر بن فلبّس المقدونيّ، عَلَى دين الحُكماء- لَا رعاهم اللَّه- ولم يملك الدُّنْيَا ولا طافَها، بل هُوَ من جُملة ملوك اليونان.

ثُمَّ قَالَ الموفّق: وقد عُلم بالتّجربة والقياس أنّ كلّ ملكٍ لَا يكون قصده إقامة وبسط العدل والعمارة فَهُوَ وشيك الزوال، فأول ما صنع هَذَا أَنَّهُ ظاهر أمَّة الخطا، فنازلهم بأمَّة التَّتَر حَتَّى استأصلهم، ولم يُبق منهم إِلَّا من دخل تحت طاعته، وصار من عسكره. واستخدم سبعة أمراء من أخواله وجعلهم من قلب عسكره وخواصّه. ثمّ انتقل إلى أمَّة التَّتَر فمحقهم بالسّيف ولم يبق منهم إِلَّا مستسلم في زمرته. وكانت بلاد ما وراء النَّهْر في طاعة الخطا، وملوك بخارى وَسَمَرْقَنْد وغيرهما يؤدّون الْأتاوة إلى الخطا، والخطا يبسطون فيهم العدل. وكانت هذه الْأمم سدّا بين تُرك الصين وبيننا، ففتح هَذَا الملك بقلة معرفته هَذَا السّدّ الوَثيق. ثمّ أفسَد تلك الممالك والْأمصار، وأتى عَلَى إخراب البلاد وإفساد القلوب، وإيداعها أصناف الإحن والعداوات، وظنّ أَنَّهُ لم يُبق فيهم مَنْ يقاومه، فانتقل إلى خُرَاسَان وسِجستان وكِرمان ثمّ العراق وأَذْرَبِيجَان، وطمِعَ في الشَّام وَمِصْر، وحدَّثته نفسه بجميع أقطار الْأرض. وَكَانَ ذَلِكَ سهلا عَلَيْهِ قد يسَّرَه اللَّه لَهُ لو ساعده التوفيق بحُسن التدبير وأصالة الرأي والرّفق وعدم العَسف. وَكَانَ يستحضر التُّجَّار ويكشف منهم أخبار الممالك النائية.

وفي بعض اللّيالي قَالَ لي ابن أَبُو يَعْلَى وزير الملك الظاهر غازي: إِنَّ السُّلْطَان الليلة مهموم، لِما اتصل بِهِ من أخبار خُوَارِزْم شاه وطمعه في الشَّام.

ص: 366

فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا سعادة للسُّلطان ولك ولي. قَالَ: وكيف؟ قُلْتُ: هَذَا مَلِكٌ واسع الدّائرة لَا يقدر أن يقيم بالشام، وغَرَضه القهر والاستيلاء، وسلطاننا فيه مَلق وحُسن تودّد ومُداراةٍ، فَإِذَا قرب لاطفه وأتحفه، فَإِذَا استولى عَلَى ممالك الشَّام لم يجد من يستنيبه عَلَيْهِ سواه. قَالَ: وكيف عرفت هَذَا؟ قُلْتُ: من التُّجَّار. فَلَمَّا أصبح قصّ عَلَيْهِ ما جرى فسُرّي عَنْهُ، وأمرَ أن يُحقّق ذَلِكَ، فاستدعى بتاجر خبير بغدادي، وحادثة، فزعم أَنَّهُ حاضره وبايعه، وذكر من أحواله أَنَّهُ يبقى أربعة أيام أَوْ نحوها عَلَى ظهر فَرسِهٍ ولا ينزل، وإنما ينتقل من فرس إلى فرس، ويتضمّر، ويطوي البلاد. وَأَنَّهُ ربّما أتَى البلد الَّذِي يقصده في نفرٍ يسير فيهجُمُه ثُمَّ يُصبحه من عسكره عشرة آلاف ويمسيه عشرون ألفا، وفي كثير من الْأوقات يأتي المدد، وقد قضى الحاجة بنفسه. وفي كثير من الأوقات يبعث البعوث ويأتي أخيرا وقد قضيت الحاجة أولا. وربما هَجَم البلد في نفر دون المائة فيقضي حاجته. وربما قَتل ملك ذَلِكَ البلد أَوْ أسره ثُمَّ تتدفق جموعه. وَقَالَ: إن سرجه ولجامه لَا تبلغ قيمتها دانقا، ولا تبلغ قيمة ثيابه دانقين. وحكى أَنَّهُ في بعض غاراته نزل بأصحابه آخر الليل وكانوا نحو سبعين فارسا، فأمرهم بالهجعة، وأخذ خيلهم يسيّرها بعد ما استقى من بئر وسقى الجميع، فَلَمَّا علِم أَنَّهُم قد أخذوا من النّوم بنصيبٍ أيقظ بعضهم وأمرهم بالحراسة، ثُمَّ هجع يسيرا ونهض ونهضوا كالعفاريت وهجموا عَلَى المدينة، وقَتَل ملكها.

وسألني الوزير عَنْهُ مرّة أخرى، فَقُلْتُ: لَا يمكنه أن يدخل الشام، لأنّه إن أتى بجَمْع قليل لم ينل غرضا مَعَ شجاعة أهل الشَّام والفلّاحون يكفونه، وإن أتى بجمع كثير لم تحمله الشَّام، لأنّ خيلهم تأكل الحشيش، ولا حشيش بالشام، وأمّا الشّعير ففي كلّ مدينة كفاية دوابّها. ثُمَّ أخذتُ أحسب معه ما في حلب من الدوّابّ فبلغت مع التّكثير خمسين ألفا، فإذا ورد سبعمائة ألف فرس، أخذوا عليق شهر في يوم أَوْ يومين، ثُمَّ إنهم لَيْسَ لهم صناعة في الحرب سوى المهاجمة. وأخذهم البلاد إنّما هُوَ بالرّعب والهَيْبَة لَا بالعَدْل والمَحَبة، وهذه الحال لَا تنفع مَعَ شجاعة أهل الشَّام.

وعُقيب موت الملك الظّاهر غازي، وصلَ رسوله إلى حلب، فاحتفل

ص: 367

النَّاس، وخرجت الدّولة للقائه، وإذا بِهِ رجل صوفيّ، وخلفه صوفيّ قد رفع عُكّازًا عَلَى رأسه، ومعه اثنان من عسكره، ورسول صاحب إربل، فصعد القلعة، وَقَالَ بحضرة الْأمراء: سلطان السلاطين يسلّم عليكم، ويعتُب إِذْ لم تهنئوه بفتح العراق وأَذْرَبِيجَان، وَإنَّ عدد عسكره قد بلغ سبعمائة ألف، فأحْسنوا المعذرة بأن قَالُوا: نَحْنُ في حُزن بموت ملكنا وضعف في نفوسنا وَإِذَا بسطنا فنحن عبيده.

وَكَانَ كلامه وشكله يشهد بقلة عقل مُرسله. ثُمَّ توجّه إلى الملك العادل بدمشق، فَقَالَ: سلطان السلاطين يسلّم عليك، وَقَالَ: تصل الخدمة، فقد ارتضيناك أن تكون مُقدّم الركاب. فَقَالَ: السَّمْع والطاعة، ولكن لنا شيخ هو كبيرنا نشاوره، فَإِذَا أمر حضرنا، قَالَ: ومن هُوَ؟ قَالَ: أمير المؤمنين. فانصرف، وَالنَّاس يهزءون منه.

قَالَ: وسمعنا أَنَّهُ جعل عزّ الدِّين كَيْكَاوِس صاحب الروم أمير علم لَهُ، والخليفة خطيبا، وكلّ ملك جعل له خدمة! وأمّا الملوك الدّين كانوا بحضرته، فَكَانَ يذلّهم ويهينهم أصنافَا من الإهانات، فَكَانَ إِذَا ضُرب لَهُ النُّوبة يجعل طبول الذَّهَب في أعناق الملوك وهم قيام يضربون، وَهَذَا يدلّ عَلَى اغتراره بدُنياه وقِلَّة ثِقته باللَّه تعالى.

ثُمَّ إِنَّهُ وصل همذان وأصبهان، وبثّ عساكره إلى حلوان وتُخوم إربل، وواصله مُظَفَّر الدِّين بالمُؤن والْأزواد، وخافه أهلُ بغداد، فجمعوا وحشدوا واستعدّوا للحصار واللّقاء جميعا، ثُمَّ إنّ اللَّه أجراهم عَلَى جميل عادته في أن يدافع عَنْهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ اختلّت عَلَيْهِ بلاد ما وراء النهر، فرجع على عقبيه، وقهقر، لَا يدري ما خلفه ممّا بين يديه. وأيضا فَإِنَّهُ لَمَّا وصل حلوان نزل عليهم ثلْج ونوء عظيم. فَقَالَ بعض خواصّه: هَذَا من كرامات بيت النّبوّة.

وَلَمَّا أَبَاد أمَّتي الخَطا والتَّتَر وهم أصحاب الْجَند وتُركستان وتَنْكت ظهرت أمم أخر يسمون التَّتَر أَيْضًا، وَهُوَ صنفان: صنف يسكنون طمغاج وما يليها، ويسمّون الإيوانية، وصنف يسكنون ممّا يلي الهند وصين الصّين بجبلٍ يُسمى سَنك سُلاخ وفيه خرق إلى الهند، ومنه دخل السُّلْطَان مُحَمَّد هَذَا إلى الهند، فجاءهم

ص: 368

من حيث لَا يحتسبون، فوقع بين طائفتي التَّتَر، فانهزمت الإيوانية من الطَمْغاجية إلى أن خالطوا أطراف بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد، واتصل بهم: أَنَّ السُّلْطَان مُحَمَّدًا بنواحي بَغْدَاد، وأنّ المسافة بعيدة، فطمعوا في البلاد بخُلُوّها عَنْهُ، فأتاه الخبر وَهُوَ بهمذان، فارتد عَلَى عقبيه حَتَّى قَدِمَ بُخَارَى، فجمع وحَشَد وعزمَ عَلَى لقائهم، وسيَّر ولده جلال الدِّين بخمسة عشر ألفا وجعلهم كَمينًا، فنمّ الخبر إلى الطمغاجية، وملكُهم هُوَ جنكزخان فوقعوا عَلَى الكمين فطحنوه. وهربَ جلالُ الدِّين بعد جهد جهيد حَتَّى اتصل بأبيه، فأجمع رأيه عَلَى أن يضرب معهم مصافّا فثبتوا عند اللقاء أَوَّل يوم، فعجب من ذَلِكَ السُّلْطَان مُحَمَّد إِذْ لم تجر لَهُ عادة أن يثبت بين يديه عدوّ، فَلَمَّا ثبتوا اليوم الثاني والثالث ضعُفت مُنَّتُه ومُنَّة [1] أصحابه، وتغيّرت نياتهم، واستشعروا الخوف والخور، ثُمَّ وصلت الجواسيس تخبره بأنّ العدوّ عَلَى نصف عسكره في العدد، فخيّل إِلَيْهِ تعسُ الجدّ أنّ في أصحابه مُخامرين، فقبض عَلَى كُبرائهم، فازدادت النيّات فسادا، وتوهّم أنّ عسكره قد صفا، فضرب معهم مصافا آخر فتطحطح ووصل بُخَارَى مُنهزمًا، ونادى إلى النَّاس: استعدّوا للحصار ثلاث سنين. فتخلّوا عَنْهُ، فرأى من الرأي أن يرجع إلى نَيْسَابُور ويجمع بها الجيوش، ولم يظنّ أنّ الطمغاجية يتعدّون جيحون. فأخذوا بُخَارَى في ثمانية أيام، وأبادوا أهلها، ثمّ هجموا خُرَاسَان. فأشار عَلَيْهِ وزيره عماد المُلك أن يلحق بهمذان، وضمن لَهُ أن يجمع لَهُ من العساكر والْأموال مقدار حاجته، فما وصل الري إِلَّا وطلائعهم عَلَى رأسه، فانهزم إلى قلعة بَرَجين [2] وقد نَصَب، فأقام بها يومين، وَإِذَا بهم عَلَيْهِ، فسحّب نفسه إلى دربند قارون- موضع في تخوم بارس- ومعه ثلاثمائة فارس عُراة، لَيْسَ فيهم رمق، فَلَمَّا مضَّهُم الجوع استطعموا من أكرادٍ هناك، فلم يحتفلوا بهم، فقالوا: السُّلْطَان معنا، فقالوا: ما نعرف السُّلْطَان. فَلَمَّا ألحفوا في المسألة أعطوهم شاتين وقصعتي لبن، فتوزعُوها.

ثمّ رجع إلى نهاوند، ومرّ عَلَى أطراف البلاد إلى همذان ثُمَّ إلى مازندران،

[1] المنّة: القوة.

[2]

لم يذكرها ياقوت في «معجم البلدان» .

ص: 369

وقعقعة رماحهم وسيوفهم قد ملأت مسامعه ومناظرة، فنزل ببحيرة هناك بموضع يعرف بآوْكرم، فمرض بالإسهال الذَّريع، وطلبَ دواء فأعوزه الخُبز، ومات هناك.

وذُكر أَنَّهُ حُمل في البَحْر إلى دِهِستان.

وذكر آخرون: أَنَّهُ لَمَّا صار في السفينة لم يزل يضرب رأسه بجدرانها إلى أن مات.

وأمَّا ابنه جلال الدِّين فتقاذفت بِهِ البلاد فرمته بالهند، ثُمَّ ألقته الهند إلى كرمان، كما يأتي في ترجمته، إن شاء الله.

وقال شمس الدّين الجزريّ- أبقاه اللَّه- في «تاريخه» [1] : كَانَ لخُوارزم شاه علاء الدِّين تُضرب النَّوبة في. أوقات الصلوات الخمس كعادة المُلوك السَّلجوقية، فَلَمَّا قصد العراق في سنة أربع عشر وستمائة تركها تُضرب لأولاده جلال الدِّين وغيره، وجعل لنفسه نوبة ذي القرنين كانت تُضرب وقت المطلع والمغيب، فعملها سبعة وعشرين دَبْدَبة من الذَّهَب، ورصّعها بالجواهر. ونصّ يوم اختيرَ لضربها عَلَى سبعة وعشرين ملكا من أكابر الملوك وأولاد السلاطين، وقصد التَّجبّر والعظمة. ثُمَّ قصد العراق في أربعمائة ألف فوصل إلى همذان.

وَقِيلَ: كَانَ معه ستمائة جتْر [2]، تحت كلّ جِتْر [3] ألف فارس. وَكَانَ قد أباد الملوك واستحوذ عَلَى الْأقاليم. ثمّ قَالَ: هَذَا ما نقله ابن الْأثير وغيره.

قَالَ شمسُ الدِّين [4] : وحكى لي تقيّ الدِّين أَبُو بَكْر بن عَليّ بن كمجُون الْجَزَريّ السَّفار، سنة نيّف وسبعين، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عمّي شمس الدّين محمد

[1] اختصره المؤلف- رحمه الله ونشر باسم «المختار من تاريخ ابن الجزري» ، بتحقيق خضير عباس محمد خليفة المنشداوي- طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1408 هـ/ 1988 م- والنقل من صفحة 106 بتصرّف.

[2]

الجتر: بكسر الجيم سكون التاء. لفظ فارسي، معناه القبّة أو الخيمة أو الشمسية من الحرير الأصفر، مزركش بالذهب وعلى أعلاها طائرة من فضة مطلية بالذهب. (السلوك ج 1 ق 2/ 443 حاشية 1) .

[3]

في الأصل: «تحت كل تحت جتر» وهو شطح قلم من المؤلّف- رحمه الله.

[4]

في المختار من تاريخ ابن الجزري 108.

ص: 370

التَّاجر- وَكَانَ صاحب الجزيرة يبعث معه إذا سافر إلى العجم هدايا إلى السُّلْطَان خُوَارِزْم شاه، فكانوا يحترمون ما يبعث بِهِ لكونه من بقايا بني أتابك زنكي- قَالَ:

فكنتُ في جيش الملك خُوَارِزْم شاه ومعه يومئذٍ مقدار ستمائة ألف راكب ومعهم أتباع تقاربهم، وَتِلْكَ البراري تموجُ بهم كالبحر، فبينما هُوَ في بعض الليالي في المخيّم، وإذا بصوت ينادي:«يا كفرة اقتلوا الفجرة» فتُتُبع ذَلِكَ الصوت فلم يرَ أحدٌ إِلَّا طيور طائرة، فَلَمَّا كَانَ ثاني ليلة سُمع ذَلِكَ الصوت بعينه وَرَأَى الطيور، فلمّا كانت الليلة الثالثة سمع ذَلِكَ الصوت بعينه، فما سكت إِلَّا وقد دخل إِلَيْهِ خاله، فحذّره من الفتك بِهِ- كما ذكرنا-.

قَالَ: وحكى لي الصالح غرس [1] الدِّين أَبُو بَكْر الإربليّ، قَالَ: كَانَ ابن خالتي من حُجّاب مُظَفَّر الدِّين صاحب إربلّ، فحدّثني، قَالَ: أرسلني مُظَفَّر الدِّين إلى خُوَارِزْم شاه رسولا فأكرمني، وأجلسوني فوق رَسُول الخليفة، وفوق الملوك الذين هم في خدمته، فَكَانَ عدَّة من التقينا من عسكره، وممّن هو داخل في طاعته ثلاثمائة ألف وخمسين ألفا، وكنّا كلّما جئنا إلى مكان يقولون: هَذَا رَسُول الفقير مُظَفَّر الدِّين. فسألت بعض الوزراء: كم تكون عدَّة جيش السلطان؟ قال: المدوّنة ثلاثون تومانا، التومان: عشرة آلاف.

قُلْتُ: وكانت دولته إحدى وعشرين سنة [2] .

ثُمَّ رأيت سيرته وسيرة ولده لشهاب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عَليّ النّسويّ في مُجَلَّد [3] ، فذكر فيه سعة ممالكه وقهره البلاد والعباد، واستيلائه عَلَى خُرَاسَان، وخوارزم، وأطراف العراق، ومازندران، وكرمان، ومكران، وكيش، وسجستان، والغور، وغزنة، وباميان، وما وراء النهر والخطا، وما يقارب أربعمائة مدينة. وذكر من عظمة أمّه تركان الخَطائية [4] ، أمورا لم يُسمع بمثلها، من عظمتها ونفوذ أمرها، وقتلها النفوس، وجبروتها. وأنّ جنكزخان أسرها، ورأت الذّلّ والهوان والجوع.

[1] في المطبوع من المختار 108 «غراس» .

[2]

زاد في (المختار 100) : «وأشهرا» .

[3]

نشر في مصر سنة 1953 بعنوان: «سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي» ، بتحقيق حافظ أحمد حمدي.

[4]

نسبة إلى بلاد الخطا.

ص: 371

قَالَ النّسويّ: وَلَمَّا رحل من حافّة جيحون إلى نَيْسَابُور وَالنَّاس يتسلّلون لم يقم بها إِلَّا ساعة رُعبًا تمكّن من صدره، وذُعرًا داخل صميم قلبه، فحكى لي الْأمير تاج الدِّين عُمَر البسطاميّ قَالَ: وصل السُّلْطَان بسطام، فاستحضرني وأحضر عشرة صناديق، وَقَالَ: هذه كُلّهَا جوهر، وفي هذين الصندوقين جوهر يساوي خِراج الدُّنْيَا بأسرها، فأمرني بحملها إلى قلعة أرْدهْن [1] ، ففعلتُ، وأخذت خطّ متولّيها بوصولها مختومة. فحاصر التَّتَار القلعة إلى أن صالحهم متولّيها عَلَى تسليم الصناديق إليهم بختومها، فحملت إلى جنكزخان. ووصل السُّلْطَان إلى أعمال همذان في عشرين ألفا، فلم تُرعه إِلَّا صيحة العدو، فقاتلهم بنفسه، وشمل القَتْل جُلّ أصحابه، ونجا هُوَ في نفر يسير إلى مازندران ثُمَّ إلى حافّة البَحْر، فأقام بقرية هناك يحضر المسجد، ويصلّي مَعَ إمام القرية، ويبكي، وينذر النذور إنْ سلِم، إلى أن كبسه التَّتَار بها، فبادر إلى مركب، فوقعت فيه سهامهم، وخاض خلفه ناس، فغرقوا.

وَحَدَّثَنِي غير واحد ممّن كانوا مَعَ السُّلْطَان في المركب، قَالُوا: كُنّا نسوق المركب، وبالسلطان من علَّة ذات الجنب ما آيسة من الحياة، وَهُوَ يُظهر الاكتئاب ضجرا، ويقول: لم يبق لنا من ملكنا قدْر ذراعين، تُحفر، فنُقبر، فما الدُّنْيَا لساكنها بدار. فَلَمَّا وصل إلى الجزيرة سُرّ بذلك، وأقام بها فريدا طريدا والمرضُ يزداد. وَكَانَ في أهل مازندران ناس يتقرّبون إِلَيْهِ بالمأكول والمشروب وما يشتهيه، فَقَالَ في بعض الْأيام: أشتهي أن يكون عندي فرس ترعى حول خيمتي. فَلَمَّا سَمِعَ الملك حسن أهدَى لَهُ فرسًا. ومن قبل كَانَ اختيار الدِّين أميرُ آخر السُّلْطَان مُقدَّمًا عَلَى ثلاثين ألف فارس يَقُولُ: لو شئت لجعلتُ أصحابي ستّين ألفا من غير كُلفة، وَذَلِكَ أنني أستدعي من كلّ جشار [2] للسلطان في البلاد جوبانا [3] فينيفون عَلَى ثلاثين ألفا. فتأمّل يا هَذَا بُعد ما بين الحالتين!

[1] من أعمال الري (معجم البلدان) .

[2]

جشار: من الجشر، وجمعه: جشارات، ويقال: جشير أيضا. وتدلّ على الخيل والبقر التي تلازم المرعى ولا ترجع إلى الحظيرة بالليل. ويقال: «دشار» تسهيلا للنطق. (تكملة المعاجم العربية) لرينهارت دوزي- تعريب الدكتور محمد سليم النعيمي- طبعة وزارة الثقافة والأعلام، بغداد 1980- ج 2/ 215) . ويقال- عندنا- بالعاميّة-:«داشر» ومنه المثل الشعبي: «المال الداشر يعلّم الناس السرقة» .

[3]

الجوبان: الراعي، بالتركية.

ص: 372

ومن حمل إليه في تِلْكَ الْأيام شيئا من المأكول وغيره، كتب لَهُ توقيعا بمنصب جليل، وربّما كَانَ الرجل يتولّى كتابة توقيع نفسه لعدم مُوقّع، فأمضاها بعد ولده جلال الدِّين. ثُمَّ حلّ بِهِ الحِمام، وانقضت الْأيام، فغَسَّله شمسُ الدِّين محمود الجاويش، ومقرّب الدِّين الفرّاش، وما كَانَ عنده كفن، ودفن بالجزيرة.

أذلَّ المُلُوكَ وصادَ القُرُومَ

وصيَّرَ كُلَّ عزيزٍ ذليلا

وحفَّ الملوكُ بِهِ خاضعين

وزُفُّوا إِلَيْهِ رَعيلًا رعيلا

فَلَمَّا تمكَّنَ منْ أمرِه

وصارت لهُ الْأرضُ إِلَّا قليلا

وأوهَمَهُ العزُّ أَنَّ الزمانَ

إِذَا رامهُ ارتدَّ عَنْهُ كليلا

أتتْه المَنيَّةُ مُغتاظةً

وسلَّتْ عَلَيْهِ حساما صقيلا

كذلك يُفعل بالشّامتينِ

ويُفنيهم الدهرُ جيلا فجيلا

478-

مُحَمَّد بن ثَروان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد الباقي.

الزّاهد، القدوة، أَبُو عَبْد الله القضاعيّ، القيسيّ، التّدمريّ. شيخ تدمر.

تُوُفِّي في رمضان من السنة، وَلَهُ ثلاثٌ وستّون سنة.

وقد صحب والده الشَّيْخ الكبير ثروان، صاحب الشَّيْخ أَبِي البيان القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ، رحمهم الله.

نقلته من تعاليق عَلَم الدِّين البِرْزَاليّ.

479-

مُحَمَّد بن الحَسَن بن عليّ.

أبو الحسن ابن النَّجَّار البَغْدَادِيّ الضّرير، المُقْرِئ.

قرأ بالروايات الكثيرة عَلَى أَبِي الحَسَن بن المُرَحَّب البطائحيّ، وَسَمِعَ منه ومن شُهدة. وأقرأ، وَحَدَّثَ.

وعاش سبعين سنة، ومات في جُمَادَى الْأولى.

480-

مُحَمَّد بن ريحان بن عبد الله [1] .

[1] انظر عن (محمد بن ريحان بن عبد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 43، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 8 رقم 1726 و 24 رقم 1760، والمختصر المحتاج إليه (المستدرك) 2/ 286 رقم 85.

ص: 373

مولى ثقة الدَّوْلَة أَبِي الحَسَن زوج شُهْدة الكاتبة، الشَّيْخ أَبُو عَليّ [1] .

سَمِعَ من: شُهْدة، وَيَحْيَى بن ثابت، والمُبارك بن المبارك السِّمّار.

رَوَى عَنْهُ: الدُّبَيْثِي، وغيره.

ومات في شعبان أَوْ في صفر، وَهُوَ أصحّ [2] .

481-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن أَحْمَد.

أَبُو بكر ابن العَرَبيّ، الإشبيليّ، من أقارب [4] القاضي أَبِي بَكْر بن العربيّ.

قرأ لنافع عَلَى قاسم بن مُحَمَّد الزقّاق صاحب شُرَيْح.

وحجّ، فسمع من السِّلَفيّ، وغيره [5] . ثُمَّ رحل بعد نيّفٍ وعشرين سنة إلى الشَّام والعراق [6] ، وأخذ عَن عَبْد الوَهَّاب بن سُكَيْنة وطبقته.

ورجع فأخذوا عَنْهُ بقُرْطُبَة وإشبيلية. ثُمَّ سافر سنة اثنتي عشرة، وتصَوَّف، وتعَبَّد، وَتُوُفِّي بالإسكندرية.

482-

مُحَمَّد بن عَبْد السّيّد [7] بن عليّ.

أبو نصر ابن الزّيتونيّ، البَغْدَادِيّ.

عُنِيَ بطلب الحديث عَلَى كِبَر السِّنّ، وَسَمِعَ من: ابن شاتيل، والقزّاز، وعَليِّ ابن الطَّرّاح، وابن بَوْش. وأكثر عَلَى ابن الْجَوْزيّ.

[1] هكذا في الأصل بخط المؤلف. والصحيح: «أبو عبد الله» كما في مصادر ترجمته.

[2]

ولهذا ذكره المنذري مرتين، ولم يتنبّه إلى ذلك، كما لم ينبّه إليه الدكتور بشار عوّاد معروف في تحقيقه لكتابه التكملة. ففي الأولى جعل وفاته في ليلة الثامن من صفر (3/ 8 رقم 1726) ، وفي الثانية جعل وفاته تحت عنوان «بقية سنة سبع عشرة وستمائة» ، ولكنه قال:«وفي هذه الليلة أيضا توفي» ، وهو يذكر المتوفين في شهر رمضان وليس شعبان وسمّاه هنا:«محمد بن أبي الخير رَيْحان بن تِيكان بن مُوسَك بن عَليّ» ، ومثله في: المختصر المحتاج إليه (المستدرك) 2/ 286 رقم 85.

[3]

انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 603.

[4]

كتب المؤلف- رحمه الله فوق: «من أقارب» : كلمة: «حفيد» .

[5]

كانت سفرته الأولى سنة 572 هـ.

[6]

في سنة 596 هـ.

[7]

انظر عن (محمد بن عبد السيد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 91 رقم 302، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 11 رقم 1735.

ص: 374

ونسخ الكتب الكبار «كالمسند» ، و «تاريخ» الخطيب، و «الطّبقات» لابن سَعْد، والتّفاسير. وقرأ الكثير.

وَكَانَ صدوُقًا، صالحا متودِّدًا، ذا مروءة.

وُلِدَ سنة بضع وثلاثين [1] ، ومات في سادس وعشرين ربيع الآخر.

رَوَى عَنْهُ: ابن النَّجَّار، وغيره.

483-

مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [2] بْن مُحَمَّد بْن منصور.

الفقيه أبو زيد ابن الحَافِظ العلامة أَبِي سَعْد، السَّمْعَاني، المَرْوَزِيّ.

رَوَى عن: أَبِي الفَتْح مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن الحمدوييّ [3] ، وجماعة، سمع منهم قبل السّتّين وخمسمائة. وسمع من أبيه.

وقدم بغداد رسولا ووعظ بها، وروى أحاديث في مجلس وعظه من حفظه.

وكان مولده في سنة أربع وخمسين، وانقطع خبره من هَذَا الوَقْت.

أَخْبَرَنَا ابن عساكر، أَخْبَرَنَا أَبُو زيد إجازة- فذكر حديثا.

وَهُوَ أَيْضًا من شيوخ الضِّيَاء مُحَمَّد [4] .

484-

مُحَمَّد بن عُثْمَان [5] بن يوسف أَبُو عَبْد اللَّه الأنصاريّ الخزرجيّ [6] .

[1] وقال ابن الدبيثي: سألته عن مولده فلم يحقّقه وذكر ما يدل أنه بعد سنة أربعين وخمسمائة بقليل.

ونقل المنذري عبارته هذه.

[2]

انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 67، 68 رقم 276، وسيرة السلطان جلال الدين منكبرتي للنسوي 57، 58، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 167، والمختصر المحتاج إليه 1/ 75، 76.

وقد كتب المؤلف- رحمه الله هذه الترجمة في الأصل بعد ترجمة «محمد بن عثمان بن يوسف» ، ثم كتب بجانبها:«م» أي يقدّم، فقدّمناه امتثالا لطلبه.

[3]

في الأصل: «الحمدونيّ» وهو سبق قلم من المؤلّف- رحمه الله.

[4]

وقال ابن الدبيثي: ورأيته ببغداد في سنة اثنتين وستمائة، ولم أكتب عنه. وعاد إلى خراسان، وكان قد أجاز لنا من بلده قبل هذا التاريخ. (الذيل 2/ 68) .

[5]

انظر عن (محمد بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 26، 27 رقم 1766، والمقفى الكبير 6/ 219، 220 رقم 2680.

[6]

في الأصل والمطبوع من (تاريخ الإسلام 340) : «الجزري» . وما أثبتناه عن: التكملة والمقفى.

ص: 375

الشَّافِعِيّ.

سَمِعَ بمصر من: عَليّ بن هبة اللَّه الكامِليّ، والتَّاج المسعودي، وأبي المفاخر سَعِيد المأمونيّ، وبدمشق من مُحَمَّد بن أَبِي الصَّقْر.

وَحَدَّثَ.

ومات في شَوَّال بالقاهرة.

485-

مُحَمَّد بن عُثْمَان بن حسن [1] .

أَبُو بَكْر السَّلماسيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ.

البَزَّاز.

وُلِدَ سنة تسعٍ وأربعين.

وَسَمِعَ حضورا من أَبِي الوَقْت.

وَحَدَّثَ.

ومات في ربيع الآخر.

486-

مُحَمَّد بْنِ عُمَر بْنِ عَليّ [2] بْنِ مُحَمَّد بن حَمَّوَيْه بن مُحَمَّد.

شيخ الشيوخ، صدر الدِّين أَبُو الحَسَن ابن شيخ الشيوخ عماد الدّين أبي الفتح، الجوينيّ، البحيرآبادي آباذي، الصّوفيّ.

[1] انظر عن (محمد بن عثمان بن حسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 107، 108 رقم 722، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 9 رقم 1730، والمختصر المحتاج إليه 1/ 87.

[2]

انظر عن (محمد بن عمر بن علي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 84، والكامل في التاريخ 12/ 400، وذيل الروضتين 125، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 15، 16 رقم 1747، ومفرّج الكروب 4/ 91، والمختصر في أخبار البشر 3/ 133، والإشارة إلى وفيات الأعيان 323، والعبر 5/ 70، 71، والإعلام بوفيات الأعلام 254، وسير أعلام النبلاء 22/ 79، 80 رقم 57، ومرآة الجنان 4/ 39، والوافي بالوفيات 4/ 259 رقم 1789، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 40 (8/ 96، 97) ، والبداية والنهاية 13/ 93، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 170، وعقد الجمان 17/ ورقة 407، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 204 أ، والنجوم الزاهرة 6/ 251، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 23، 24، والعسجد المسبوك 2/ 383، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 48، وحسن المحاضرة 1/ 191، والمقفى الكبير 6/ 420- 422 رقم 2910، وشذرات الذهب 5/ 77.

ص: 376

وُلِدَ بجُوَيْن [1] ، وتَفَقَّه عَلَى أَبِي طَالِب محمود بن عَليّ بن أَبِي طَالِب الأصبهانيّ، صاحب «التَّعليقة» المشهورة. وَقَدِمَ الشَّام مَعَ والده، وتَفَقَّه بدمشقَ عَلَى القُطب مَسْعُود بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوري حَتَّى برع في المذهب.

وَسَمِعَ من: أَبِيهِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ.

ووليَ المناصب الكبار، وتخرَّج بِهِ جماعة. ودَرَّسَ، وأفْتى. وزوّجه القُطب النَّيْسَابُوري بابنته، فأولدها الإخوة الْأربعة الْأمراء الصُّدور: عماد الدِّين عُمَر، وفخر الدِّين يوسف، وكمال الدِّين أَحْمَد، ومعين الدِّين حسن. ثُمَّ إِنَّهُ عظُم في الدَّوْلَة الكاملية، وارتفع قدره. وولي تدريس الشَّافِعِيّ، ومشهد الحُسَيْن، وغير ذَلِكَ. وسيّره الكامل رسولا إلى الخليفة يستنجد بِهِ عَلَى الفرنج في نَوبَة دِمْيَاط، فمرض بالمَوْصِل، ومات بعِلَّة الذّرب في جُمَادَى الآخرة، أَوْ في جُمَادَى الْأولى.

قَالَ المُنْذِريّ [2] : سَمِعْتُ منه، وخرَّجت لَهُ عن المُجيزين لَهُ كأبي عَليّ الحَسَن بن أَحْمَد الموسياباذيّ، ونصر بن نصر العُكْبَريّ، وأبي الوَقْت السِّجْزِي، وجماعة، وسَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: في شوّال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وَكَانَ جَدّه ممّن رحل إلى الغَزَالِي وتَفَقَّه عنده وصحبه. وكانت داره مجمع الفضلاء.

وَكَانَ جدّ أَبِيهِ عَلَم الزُّهاد، وشيخ العارفين بجُوَين، لَهُ أحوال ومقامات.

قُلْتُ: وَكَانَ صدر الدِّين حسن السَّمْت، كثيرَ الصَّمْت، كبيرَ القدر، غزير الفضل، صاحب أوراد، وورع، وحلم، وأناة.

487-

مُحَمَّد، السُّلْطَان الملك المنصور [3] ابن السُّلْطَان الملك المُظَفَّر تقيّ الدِّين عُمَر ابن الْأمير نور الدَّوْلَة شاهنشاه.

[1] جوين: بضم الجيم وفتح الواو. ناحية من نواحي نيسابور.

[2]

في التكملة 3/ 16 وقد اختصر المؤلّف- رحمه الله من قوله جملة، فليراجع ويقارن بما هنا.

[3]

انظر عن (السلطان الملك المنصور محمد) في: التاريخ المنصوري 90، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 151- 157، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 30 رقم 1776، وذيل الروضتين 124، وتاريخ الزمان لابن العبري 261، ومفرّج الكروب 4/ 77- 86، والمختصر في أخبار البشر 3/ 125، 126، ونهاية الأرب 29/ 110، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 58، وزبدة الحلب 3/ 191، والدر المطلوب 263، 264، والإشارة إلى وفيات الأعيان 323، والعبر 5/ 71، وسير أعلام النبلاء 22/ 146.

ص: 377

ابن الأمير نجم الدين أيوب بْن شاذي بْن مروان، صاحب حماه وابن صاحبها.

سَمِعَ بالإسكندرية من الإِمَام أَبِي الطاهر بن عوف الزُّهْرِيّ.

وجمعَ «تاريخا» عَلَى السنين في عدَّة مُجَلَّدات، فيه فوائد.

قَالَ أَبُو شامة [1] : كَانَ شجاعا، محبّا للعلماء يقربهم ويعطيهم.

قلت: وروى أيضا عن أسامة بن منقذ، روى عنه القوصي في «معجمه» وَقَالَ: قرأت عَلَيْهِ قطعة من كتابه «مضمار الحقائق في سر الخلائق» وَهُوَ كبير نفيس يدلّ على فضله، لم يسبقه إلى مثله.

قُلْتُ: وَتُوُفِّي والده المُظَفَّر في سنة سبعٍ وثمانين، كما تقدم، وَتُوُفِّي جَدّه في وَقْعَة الفرنج شهيدا عَلَى باب دمشق سنة ثلاثٍ وأربعين شابا، رحمه الله، وخَلَّف ولدين: أحدهما: تقيّ الدِّين (عُمَر)، والآخر: فَرُّوخ شاه نائب دمشق.

وكانت دولة الملك المنصور مُدَّة ثلاثين سنة. وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث، وأنّه كَسَر الفرنج مرتين.

وَكَانَ مُزوّجًا بملكة ابْنَة السُّلْطَان الملك العادل، وَهِيَ أُمّ أولاده، وماتت قبله، فتأسّف عليها بحيث أَنَّهُ لبس الحداد واعتمَّ بعمامة زرقاء، قَالَ ذَلِكَ ابن واصل في «تاريخه» [2]، وَقَالَ: ورد عَلَيْهِ السيف الآمديّ، فبالغ في إكرامه، واشتغل عَلَيْهِ.

قَالَ: وصنّف كتاب «طبقات الشعراء» وكتاب «مضمار الحقائق» [3] وهو نحو

[ () ] 147 رقم 95، وتاريخ ابن الوردي 2/ 139، والوافي بالوفيات 4/ 259، 260 رقم 1790، وفوات الوفيات 2/ 498، 499، والبداية والنهاية 13/ 93، ومآثر الإنافة 2/ 64، 65، والسلوك ج 1 ق 1/ 205، وعقد الجمان 17/ ورقة 409، 410، والمقفى الكبير 6/ 413- 415 رقم 2902، والنجوم الزاهرة 6/ 250، 252، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 273، وشذرات الذهب 5/ 77، 78، وتاريخ الأزمنة للدويهي 211، وتاريخ حماة للصابوني 84، وكشف الظنون 1712، والأعلام 72/ 204، وفهرس المخطوطات المصورة ج 2 ق 3/ 11، ومعجم المؤلفين 11/ 83.

[1]

في ذيل الروضتين 124.

[2]

مفرّج الكروب 4/ 78 وما بعدها.

[3]

واسمه الكامل: «مضمار الحقائق وسر الخلائق» . - حقّقه الدكتور حسن حبشي- طبعة عالم.

ص: 378

من عشرين مُجَلَّدة. وقد جمع في خزانته من الكتب ما لَا مزيد عَلَيْهِ. وَكَانَ في خدمته ما يناهز مائتي معمَّم من الفقهاء والْأدباء والنُّحاة والمشتغلين بالعلوم الحكميَّة والمنجّمين والكُتّاب. وَكَانَ كثير المطالعة والبحث. بنى سور القلعة والمدينة بالحجر، وكانت القلعة قد بناها أَبُوه باللّبِن. وَكَانَ موكبه جليلا تُجذب بين يديه السيوف الكثيرة، حَتَّى كَانَ موكبه يضاهي موكب عمّه الملك العادل والملك الظّاهر، وجُمعت أشعاره في «ديوان» .

قُلْتُ: شِعره جيّد أورد منه ابن واصل قصائد مليحة [1] .

وتملّك حَماة بعده ولده الملك النَّاصر قِلج رسلان، فأخذ منه السُّلْطَان الملك الكامل حماة، وأعطاها لأخيه الملك المظفّر ابن المنصور، وحبس النَّاصر بالْجُبّ بمصر، فمات عَلَى أسوأ حال.

تُوُفِّي المنصور في ذي القِعْدَة.

488-

محمد بن الفضل [2] بن بختيار.

[ () ] الكتب، القاهرة 1968. وقد وصفه حاجي خليفة بالنفاسة ولكنه انفرد برأي لم يجاره فيه أحد ممن أشاروا إليه إذ قال:«توهّم بعض المؤرخين فأسند تأليفه إليه، وإنما صنّفه رجل من علماء عصره كما هو المفهوم من المختصر، وصاحبه أعلم به» . (كشف الظنون 1712) .

أما كتاب «طبقات الشعراء» فهو باسم: «أخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء المتقدّمين من الجاهلية والمخضرمين والإسلاميين والمحدثين» منه نسخة مخطوطة في مكتبه ليدن بهولندة رقم 639 (382 صفحة) ، ومصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 875 تاريخ.

وعند ما كنت في مدينة الموصل سنة 1982 أطلعني الصديق الدكتور «ناظم رشيد» على نسخته التي كان يعمل على تحقيقها، ولا أدري ونحن في سنة 1995 إن كان قد نشرها، أم لا.

[1]

انظر مفرّج الكروب 4/ 81- 86.

[2]

انظر عن (محمد بن الفضل) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 165، 166 رقم 406، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 222، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 13، 14 رقم 1742، وتاريخ إربل 1/ 190 رقم 93، والمختصر المحتاج إليه 1/ 107، وميزان الاعتدال 4/ 9 رقم 8060، والمغني في الضعفاء 2/ 624 رقم 5901، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 123، والمنهج الأحمد 348، والمقصد الأرشد 1/ رقم 343، والدر المنضد 1/ 343 رقم 977، ولسان الميزان 5/ 342 رقم 1128 و 5/ 390 رقم 1268، وشذرات الذهب 5/ 76، والأعلام 7/ 2221، معجم المؤلفين 11/ 127، 128.

ص: 379

أَبُو عَبْد اللَّه اليعْقُوبيّ الواعظ، المعروف بالحُجَّة.

تُوُفِّي بدَقُوقا في جُمَادَى الْأولى [1] .

سَمِعَ من: أَبِي الفَتْح بن شاتيل، وغيره. وذَكَر أَنَّهُ [سَمِعَ][2] من أَبِي الوَقْت.

وصنَّف «غريب الحديث» . وولي خطابة بَعْقُوبا.

قَالَ ابن النَّجَّار: سكن دقوقا ووعظ بها، وَرَوَى بها عَن أَبِي الوَقْت، وعن جماعة مجاهيل، وظهر كذبه وتخليطه [3] .

489-

مُحَمَّد بن أَبِي الفتوح [4] مُحَمَّد بْن أَبِي سَعْد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عمروك.

[1] وهو من مواليد سنة 543 هـ.

[2]

إضافة على الأصل، وقدسها عنها المؤلف- رحمه الله.

[3]

وقال ابن الدبيثي: وكتبت عنه شيئا يسيرا، وكان قد حدّث بأحاديث من سنن أبي عبد الرحمن النسائي ذكر أنها ثلاثيات للنسائي وكانت وهما وقع في نسخة له ذكر أنه سمعها من إبراهيم بن بدر المذكور فعرف الخطأ في ذلك فترك روايتها. أنشد لي بمنزله بدقوقا من حفظه لبعض المتقدّمين:

يريد المرء أن يؤتى مناه

ويأبى الله إلّا ما أرادا

يقول المرء فائدتي ومالي

وتقوى الله أفضل ما استفادا

وأنشدني محمد بن الفضل البعقوبي لنفسه من كتاب كتبه إلى صديق له:

وأخلصه قلبي الولاء حقيقة

كإخلاصه في الحب سفن النجا حقا

موال مواليهم ينال المنى بهم

فلا زال طول الدهر في حيّهم يرقى

(الذيل 2/ 166) .

وقال ابن المستوفي: ورد إربل غير مرة، وألّف كتاب «غريب الحديث» وسمعه عليه بأربل جماعة ليسوا من أهل العلم.

ذكر أنه سمع أبا الوقت، ولم يكن معه خطّه. وقرئ عليه جزء خرّجه من مسموعات أبي الوقت عبد الأوّل، عنه، فيه موضع مضطرب الإسناد، فركب المتن على غير رجاله، وقد بيّنت ذلك في موضعه. وتكلّم عليه الماراني، وكان سمعه عليه قبلي بمدّة ولم يتعرّض له، وجزء من كتاب النسائي خلّط فيه. (تاريخ إربل) .

وذكره الحافظ ابن حجر ووقع في المطبوع من: «لسان الميزان» : «محمد بن الفضل بن ظبيان اليعقوبي» (كذا) سمع من أبي الفتح بن ساتيل (كذا بالسين المهملة) .

وقال: وهذا يقال له محمد بن أبي المكارم الآتي بعده. ولهذا أعاد ذكره بذلك الاسم دون ترجمة.

وقال ابن نقطة: لم يكن ثقة وكان جاهلا بضاعته التزوير. (لسان الميزان 5/ 342 و 390)

[4]

انظر عن (محمد بن أبي الفتوح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 25 رقم 1763.

ص: 380

نجم الدِّين أَبُو عَبْد اللَّه، والد صدر الدّين، البكريّ، النّيسابوريّ، الصّوفيّ، الشافعيّ.

ولد سنة خمسين وخمسمائة.

وَسَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وبدمشق من: أَبِي البركات الخضر بن عَبْد، وأبي الْقَاسِم بن عساكر.

وَحَدَّثَ.

وَكَانَ مولده بحلب، وَتُوُفِّي بدمشق.

حَدَّثَ عَنْهُ: الشِّهَاب القُوصِيّ، وغيره.

وَتُوُفِّي في ثامن عشر شَوَّال.

490-

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يبقى [1] .

أبو بكر الأنصاريّ، الخَزْرَجِي، المُرْسِيّ. العدل، المعروف بابن جبلة.

سَمِعَ من السّلفيّ، وبمكّة من عَليّ بن عَمَّار.

وسكن القاهرة، وأمّ بمسجد حارة الدَّيلم مُدَّة.

روى عنه الزكي المنذري، وقال [2] : توفي في العشرين من ذي القِعْدَة.

491-

مُحَمَّد بْن المُسَلِّم [3] بْن مكي بْن خلف.

أَبُو الفضل بن عَلّان، القَيْسِيّ، الدِّمَشْقِيّ، العَدْل.

أخو أسعد ومكّي، ووالد شمس الدِّين أَبِي الغنائم المُسَلِّم.

سَمِعَ من الحافظ ابن عساكر.

وَحَدَّثَ، رَوَى عَنْهُ ابنه «نُسخة» أَبِي مسهر.

وتوفّي في سادس رجب.

[1] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 614 هـ برقم 250، والصواب وفاته في هذه السنة.

[2]

في التكملة 3/ 27 وهو الصحيح.

[3]

انظر عن (محمد بن المسلّم) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 297 رقم 297، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 18 رقم 1750.

ص: 381

492-

مُحَمَّد بن أَبِي طاهر المُؤَمِّل [1] بن نصر بن المُؤَمِّل.

أَبُو بَكْر البُعْقُوبيّ.

وُلِدَ سنة أربعين وخمسمائة ببَعْقُوبا.

ودخل بَغْدَاد مِرارًا، وَسَمِعَ بها من: أَبِي الوَقْت السِّجْزِي، وغيره.

وَحَدَّثَ.

وَيُقَال لَهُ: القِبابيّ: نسبة إلى قرية قِباب [2] بقُرب بعقوبا.

تُوُفِّي في جُمَادَى الْأولى.

رَوَى عَنْهُ: ابن النَّجَّار، وغيره.

493-

مُحَمَّد بن ناصر بن أَبِي الْقَاسِم سَلْمَان بن ناصر.

أَبُو المعالي الْأَنْصَارِيّ، النَّيْسَابُوري.

سَمِعَ من: عَبْد الوَهَّاب بن الحَسَن الكِرمانيّ، وغيره.

رَوَى عَنْهُ: البِرْزَاليّ، والضّياء. وسمعنا من الشَّرف ابن عساكر بإجازته منه.

انقطع خبره في هذه السنة. وَكَانَ شيخا مُعَمَّرًا من أبناء التّسعين.

494-

محمود بْن مُحَمَّد [3] بْن قُرا رسلان [4] بْن أرتق.

السُّلْطَان الملك الصالح ناصر الدّين صاحب آمد.

[1] انظر عن (محمد بن المؤمّل) في: معجم البلدان 4/ 25، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 151، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 15 رقم 1746، والمختصر المحتاج إليه 1/ 150، والوافي بالوفيات 5/ 100 رقم 2109.

[2]

قيّدها المنذري: بكسر القاف وباء موحّدة مخفّفة وبعد الألف مثلها مكسورة، وقال: تعرف بقباب ليث.

[3]

انظر عن (محمود بن محمد) في: مفرّج الكروب 4/ 107، وذيل الروضتين 824، والكامل في التاريخ 12/ 412، والتاريخ المنصوري 93، والمختصر في أخبار البشر 3/ 130، والدر المطلوب 264 (في سنة 621 هـ) وفيه اسمه «محمد بن محمد» ، ونهاية الأرب 29/ 111، وتاريخ ابن الوردي 2/ 143، والبداية والنهاية 13/ 93، والسلوك ج 1 ق 1/ 212، والعسجد المسبوك 2/ 393، والنجوم الزاهرة 6/ 250، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 280. وسيعاد في وفيات السنة التالية برقم 577.

[4]

يكتب هكذا ويكتب «أرسلان» .

ص: 382

قَالَ الإِمَام أَبُو شامة [1] : كَانَ شُجاعًا، عاقلا، سخيّا، جوادا، مُحبًّا للعلماء.

قام بعده ولده الملك المسعود، وَكَانَ بخيلا، فاسقا، وَهُوَ الَّذِي أخذ منه الملك الكامل آمد، وحبسه بمصر، ثُمَّ أطلقه، فمضى إلى التَّتَار ومعه أمواله، فأُخذت منه.

وَقِيلَ: تُوُفِّي الصالح في العام الآتي.

495-

محمود بن واثق [2] بن الحُسَيْن بن عليّ ابن السَّمَّاك.

الحَرِيمِيّ، العَطَّار.

حَدَّثَ عن: أَبِي الوَقْت، وجماعة.

ومات في جمادى الْأولى.

رَوَى عَنْهُ: ابن الدُّبَيْثِي، وابنُ النَّجَّار.

496-

الموفَّق بن عَبْد الرشيد بن المُظَفَّر.

أَبُو الفضل العَبْدُوسِيّ، النَّيْسَابُوري، العَطَّار.

شيخٌ ثقةٌ، سَمِعَ من أَبِي البركات عبد الله ابن الفُرَاويّ.

رَوَى عَنْهُ الضِّيَاء المَقْدِسِيّ، وغيره. وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عَصْرون، وزينب بنت كندي.

وانقطع خبرُه في هَذَا العام.

497-

المُؤيَّد بن عُمَر بن عَبْد اللَّه.

النَّيْسَابُوري، السُّكَّري.

سَمِعَ من: ابن عَبْد الخالق بن زاهر، وغيره.

رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ البِرْزَاليّ، وحَدَّثَنَا عَنْهُ بالإجازة الشَّرف ابن عساكر، وغيره.

وانقطع خبره أَيْضًا.

498-

المُؤيَّد بن مُحَمَّد [3] بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أبي صالح.

[1] في ذيل الروضتين 124.

[2]

انظر عن (محمود بن واثق) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 13 رقم 1741.

[3]

انظر عن (المؤيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 26 رقم 1765، ووفيات الأعيان.

ص: 383

رضيّ الدِّين أَبُو الحَسَن الطُّوسِيّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوري المُقْرِئ، مُسْنِد خُرَاسَان في زمانه.

وُلِدَ سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

وَسَمِعَ «صحيح» مُسْلِم، في سنة ثلاثين من أبي عبد الله الفراويّ، و «صحيح» البُخَارِي، من وجيه الشَّحَّامِيّ، وَأَبِي المعالي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ، وَعَبْد الوَهَّاب بْن شاه، و «الموطّأ» من هبة اللَّه بن سَهْل السَّيِّديّ، سوى الفوت العتيق، و «تفسير» الثَّعْلَبِيّ من عَبَّاسة [1] العَصّاريّ، وأكثر «الوسيط» للواحديّ في التّفسير من عَبْد الجبّار بن مُحَمَّد الخواريّ، و «الغاية في القراءات» لابن مِهْرَان من زاهر بن طاهر الشّحّامي، و «الأربعين» للحسن بن سُفْيَان من فاطمة بنت زَعْبل، وتَفَرَّدَ بالرواية عَنْهَا وعن هبة اللَّه والفُرَاويّ، وغيرِهم.

وطالَ عُمره، ورحلَ النَّاس إِلَيْهِ من الْأقطار. وَكَانَ ثِقَةً، مُقرئًا، جليلا.

رَوَى عَنْهُ خلق كثير منهم: العلّامة جمال الدِّين محمود الحصيريّ، شيخ الحنفية، وَالإِمَام تقيّ الدِّين عُثْمَان ابن الصلاح شيخ الشافعية، والقاضي شمس الدّين أَحْمَد بن الخليل الخُوَييّ، وابنُ نُقْطَة، والبِرْزَاليّ، وابنُ النجّار، والضّياء، والمرسيّ، والصّيرفينيّ، والكمال بن طلحة، والبَكْرِي، والمجد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإسْفَرَايينيّ، وَأَبُو الحَسَن عَليّ بن يوسف الصُّوريّ [2] ، والمجد مُحَمَّد بن سَعْد الهاشِمِيّ، وَمُحَمَّد بن عُمَر بن الخوش الْأسعرديّ، وَإِسْحَاق بن عَبْد المحسن الحَنْبَلِيّ، وشمس الدِّين زكيّ بن حسن البَيْلَقَانِيّ، ومُفَضَّل بن عَليّ القُرَشِيّ، والقاسم بن أَبِي بَكْر الإربليّ، وغيرُهم. وبالإجازة خلق منهم: شمس الدّين

[ () ] 5/ 345، 346 رقم 752، والمختصر في أخبار البشر 3/ 128، وسير أعلام النبلاء 22/ 104- 107 رقم 76، والعبر 5/ 71، ودول الإسلام 2/ 121، والمعين في طبقات المحدّثين 189 رقم 2006، والإشارة إلى وفيات الأعيان 323، وتاريخ ابن الوردي 2/ 142، ومرآة الجنان 4/ 39، وغاية النهاية 2/ 325، وعقد الجمان 17/ ورقة 403- 408، والنجوم الزاهرة 6/ 251، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 25، وشذرات الذهب 5/ 78، والتاج المكلل 134، 135.

[1]

عباسة لقب أبي العباس محمد بن محمد الطوسي.

[2]

توفي سنة 654 هـ. (موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي) - تأليفنا- ق 2 ج 3/ 88 رقم 787.

ص: 384