الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَهُ هذه القصيدة الطَّنّانة:
في عُنفُوان الصِّبا ما كنتُ بالغزلِ
…
فكيفَ أصبُو وسنِّي سنُّ مكتهل
كأنّني بمشيبي وهو مشتعل
…
بياضه في سوادِ الفاحِمٍ الزَّجِلِ
من يهوَ يهو إلى قَعْر الهوانِ عمى
…
شتَّان بينَ شَجٍ عانٍ وبينَ خَلِي
وخيرُ ما نلتَ من دُنياك مُقتبسًا
…
عِلمٌ ولكن إِذَا ما زينَ بالعملِ
واها لمُستيقظٍ من نوم غَفلتهِ
…
لِفَهْمِ آدابِ أهل الْأعصُرِ الْأُوَلِ
قَالُوا امتدِحْ عُظماءَ النَّاسِ قُلْتُ لهم
…
خوف الزّنابيرِ يُثنيني عنِ العسَلِ
إلى أن قَالَ:
يا رُبّ بيضٍ سللنَ البيضَ من حدقٍ
…
سودٍ ومشيٍ كأعطافِ القنا الذُّبُلِ
هيفُ الخُصورِ نقيَّاتُ الثغُورِ أثيثاتُ
…
الشُّعورِ هَجَرْنَ الكُحْلَ للكَحَلِ
مثلُ الشموس انجلى عَنْهَا الغَمامُ إِذَا
…
غازلننا من وراءِ السّجف واكلل
منها:
وما تركت مقال الشعر عن خورٍ
…
ولا انتجاعَ كِرام النَّاس من كسلِ
لكن أروني كريما في الزمانِ وما
…
شئتم منَ المدح فاستملوه من قِبلي
لَا تأسفنّ عَلَى ما لم تنله من
…
الدُّنْيَا فليس يُنال الرّزق بالحِيلِ
وَهِيَ نيّف وتسعون بيتا، وقد مدح ملوكا، وأكابر.
تُوُفِّي في المُحرّم بالشّاغور [1] .
[حرف الكاف]
321-
كَيْكَاوِس بن كَيْخُسْرُو [2] بن قِلج رسلان.
[1] وقال ياقوت الحموي: ينسب إليها الشهاب الفتياني النحويّ الشاعر، رأيته أنا بدمشق، وهو قريب الوفاة، وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحويّ الشاعر، كان أديبا طبعا، وله حلقة في جامع دمشق كان يقرأ النحو وعلا سنّه حتى بلغ تسعين أو ناهزها، وله أشعار رائعة جدا ومعان كثيرة مبتكرة، وقد أنشدني لنفسه ما أنسيته. (معجم البلدان 3/ 310) .
[2]
انظر عن (كيكاوس بن كيخسرو) في: الكامل في التاريخ 12/ 347- 350، ومرآة الزمان ج 8
السلطان الملك الغالب عز الدين صاحب الروم: قونية، ومَلَطية، وأقصرا، وأخو السُّلْطَان علاء الدِّين كيقباذ.
قال أبو المظفّر ابن الْجَوْزيّ: كَانَ جبّارا، ظالما، سفّاكا للدّماء. وَكَانَ لَمَّا عاد إلى بلده من كَسْرَة الملك الأشرف له بجلب، عند مجيئه ليأخذ حلب، إِذْ مات سلطانها الملك الظّاهر، اتّهم جماعة من أمراء دولته أَنَّهُم قصَّروا في القتال، وكذا كَانَ، فسلق بعضهم في القُدُور، وجعلَ آخرين في بيت وأحرقهم. فأخذه اللَّه بغتة، فمات فُجاءة وَهُوَ سكران.
وَقِيلَ: بل ابتُلي في بدنه فتَقَطَّع. وَكَانَ أخوه كَيْقُباذ محبوسا، وقد همّ بقتله، فبادروا وأخرجوه وسلطنوه. وَكَانَ موته في شَوَّال.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أطمع الفرنج في دِمْيَاط.
قَالَ ابن واصل [1] : قصد كَيْكَاوِس حلب، وقالوا لَهُ: المصلحة أنّك تستعين في أخذها بالملك الْأفضل ابن السُّلْطَان صلاح الدِّين، صاحب سُميْساط، فَإِنَّهُ في طاعتك، ويخطب لك، وَالنَّاس تميل إِلَيْهِ. فاستدعاه من سميساط، فقدم عَلَيْهِ، فبالغ في إكرامه، وتقرّر بينهما: أَنَّ ما يفتحانه من حلب ومن أعمالها يكون للأفضل، وتكون السِّكَّة فيه والخُطبة لكِيكاوس، ثُمَّ يقصدون بلاد حرّان والرُّها، وغيرها، ويكون ذَلِكَ لكيكاوس، وتحالفا عَلَى ذَلِكَ. وسارا فملكا قلعة رَعْبان، وسلَّمها للأفضل، ومال النَّاس حينئذ إلى كَيْكَاوِس لمَيله إلى الأفضل، ثمّ سارا
[ () ] ق 2/ 589، وذيل الروضتين 113، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 223، وتاريخ الزمان، له 257، 258 (في حوادث سنة 615 هـ) ، والتاريخ المنصوري 79، ومفرّج الكروب 3/ 263، 264 و 4/ 30، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 197، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 1/ 248، والمختصر في أخبار البشر 3/ 119 و 124، ودول الإسلام 2/ 118، والعبر 5/ 53 و 57، وسير أعلام النبلاء 22/ 137- 139 رقم 90، والإشارة إلى وفيات الأعيان 321، وتاريخ ابن الوردي 2/ 135 و 138، وصبح الأعشى 5/ 360 (سنة 615 هـ) . والسلوك ج 1 ق 1/ 189 و 204، والعسجد المسبوك 2/ 365، 366، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 272، والنجوم الزاهرة 6/ 323، 224، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 2/ 216، وشذرات الذهب 5/ 64.
وسيعاد في وفيات 616 هـ برقم 399.
[1]
في مفرّج الكروب 3/ 263 فما بعد.