الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في كتاب الله تعالى، وهم جبريل، وميكائيل ومالك. فالواجب علينا بالنسبة لمن ذكر بنوعه أن نصدق بالنوع الذي ذكر كحملة العرش وغيرهم، ومن ذكر بشخصه وجب علينا التصديق بشخصه كجبريل وميكائيل ومالك. والأدلة على ما ذكر أدلة قطعية من كتاب الله تعالى، ومعانيها لا تحتمل غير ما ذكر.
الدليل على وجود الملائكة، ووجوب الإيمان بهم:
…
قال تعالى: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً} [النساء: 136]. وقال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} [البقرة: 285]. وفي وصفهم قال الله تعالى: {وقالوا تخذ الرحمن ولداً سبحانه، بل عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول. وهم بأمره يعملون. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون} [الأنبياء: 26 - 27 - 28].
وقال تعالى: {وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون} [الأنبياء: 29 - 30]. فهم لا ينامون ولا يكسلون عن عبادة الله أبداً. وفي تشكلهم بالأشكال الحسنة: قال تعالى في الذين نزلوا في صور آدميين حسان الوجوه شبان على سيدنا لوط عليه السلام: {قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} [هود: 81]. وقال تعالى في الملك الذي أرسله إلى الصديقة مريم ليبشرها بحملها بعيسى عليه السلام: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً} [مريم: 17]. وأنكر الله على الكفار وصفهم الملائكة بالأنوثة، وتوعدهم على ذلك. قال تعالى:{وجعلوا الملائكة الذين هم عبادٌ الرحمن إناثاً، أشهدوا خلقهم؟ ستكتب شهادتهم ويسألون} [الزخرف: 19]. وأما المنع من وصفهم بالذكورة فسببه أن الله تعالى لم يصفهم بذلك، فالذي يصفهم بذلك يعتبر كاذباً مفترياً، وبناء على عدم جواز وصفهم بالذكورة أو الأنوثة يجب الاعتقاد بأنهم لا يتزوجون، ولا يتناسلون.
ومن الافتراء على الله تعالى أيضاً القول بأنهم يأكلون أو يشربون، فإن أمرهم غيبي لا يعلمه إلا الله، ولا يجوز لنا أن نصفهم إلا بما وصفهم الله به، لا نزيد ولا ننقص. وفي حملة العرش قال تعالى:{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 07]. وفي الكتبة الذين يكتبون الحسنات والسيئات: قال تعالى: {وإن عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ما تفعلون} [الانفطار: 10 - 11 - 12]. وفي الحفظة الذين يحفظون الإنسان من كل شر سوى ما قدر عليه: قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} [الرعد: 11]. أي للإنسان ملائكة يتناوبون حفظه من بين يديه ومن خلفه، أمرهم الله بذلك وقد فصل الحديث مدة نوبتهم فقال صلى الله عليه وسلم:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون". رواه الشيخان والنسائي.