الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الوحي بالإلهام قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} [القصص: 07]. ومعنى الوحي في اصطلاح أهل الشرع: كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه.
أنواع وحي الله تعالى إلى أنبيائه
…
الله تعالى حين يكلم نبياً من أنبيائه بوحي فإنما يكلمه بأحد الأنواع الآتية:
1 -
يكلمه عن طريق الوحي: والمراد به هنا الإلهام في اليقظة أو في النوم. قال صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث في روعي (1) أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". وهذا الإلهام في اليقظة. وقال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102]. وأول الوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان في المنام مدة ستة أشهر.
2 -
أو يكلم الله تعالى نبيه من وراء حجاب. قال تعالى: {وكلّم الله موسى تكليماً} [النساء: 164]. وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر رضي الله عنه: "ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وإن الله كلم أباك كفاحاً": أي من غير حجاب.
3 -
أو يرسل الله رسولاً من الملائكة كجبريل عليه السلام ليبلغ النبي كلام الله تعالى: وهذا هو الغالب.
(1) الروع بضم الراء: القلب والعقل.
قال تعالى مبيناً أن الأنواع الثلاثة السابقة هي الوسائل لتكليمه أنبياءه: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليّ حكيم} [الشورى: 51]. وكيفية مجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعلم عنها إلا أنه:
1 -
كان يأتيه أحياناً على صورة رجل كما جاء في حديث الإيمان والإسلام والإحسان.
2 -
وأحياناً كثيرة كان يأتيه مثل صلصلة الجرس ودقاته المتتابعة بهيئة وصورة لا نعلمها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا.
3 -
وظهر جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم على حقيقته مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء.
بذلك وردت الأدلة ولا مجال للإطالة بذكرها وذكر أقوال العلماء فيها.