الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والزكاة كنز الله يفاض على أصحاب العقيدة الواحدة، فيجمع الصف، ويوحد الجمع، ويطهر القلوب من الحسد والحقد، والنفوس من البخل والأنانية، ويجعل الجميع يشعر بأن المؤمنين رحماء فيما بينهم، أقوياء بتعاونهم، سعداء بأخوتهم، قادرون على أن يكونوا أغنى أهل الأرض حين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
أما الحج فإنه مجمع الوفود والأفئدة، ورياضة للفرد والجماعة، ووقوف في المشعر يشبه الوقوف في المحشر، ومناجاة وضراعات، وبكاء واستغاثات، ومراجعة للنفس في اليوم المشهود يوم عرفات. فيه تلين القلوب لربها، وتخشع النفوس لمعزها ومذلها، وتلتقي أفكار المسلمين وعقولهم في حل المشكلات وإقامة صروح المجد والكرامة والرخاء للمسلمين، فيه يشهد المسلمون منافع لهم، ويرفعون اسم الله ويذكرونه على ما هداهم، فلو صدر نداء من جميع ملوك الأرض لجمع المسلمين في صعيد واحد على الوجه المعروف يوم الحج الأكبر ما استطاعوا جمعهم. فهل يليق بمسلم بعد ذلك أن يهمل نداء الله إلى عبادته؟ وهل يسمى مسلماً من حرم قلبه وجوارحه عبادة الله فذبل عود عقيدته؟ وهل هناك شقاء أشد من حرمان من يدعي الإيمان بالله وهو يتمرغ في وحل كسله وشهوته؟
4 -
العبادات في كل دين هي شعائر الله المعلنة عن هذا الدين والمظهرة لقداسته وتعظيمه في النفوس، فإذا أضاعت الأمة هذه الشعائر فهي لما سواها أضيع، وإذا حافظت عليها فهي أشد محافظة على غيرها. فهي معيار الأمة ومخبارها، وعلامة نجاحها في الدين أو سقوطها، ولذا قال تعالى:
{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32].
وشعائر الله هي معالم دينه وأماراته.
العبادات وصلتها بالعقيدة
آثار العبادة النفسية والاجتماعية
1 -
الإشراق الروحي والنقاء النفسي: قال تعالى:
{قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى} [الأعلى: 14 - 15].
2 -
الاطمئنان القلبي والاستقرار العاطفي. قال تعالى:
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28].
3 -
الهداية والتوفيق لما فيه خير المتعبد وسعادته في الدنيا والآخرة قال تعالى:
{يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم} [الأنفال: 29]
والمراد بالفرقان: ما يفرق به المرء بين الحق والباطل، وبين الخير والشر].
4 -
الحصول على شرف ذكر الله لعبده وتكريمه له بإفاضة الرحمات عليه.
قال تعالى:
{فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152].
وقال تعالى:
{يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً. وسبحوه بكرة وأصيلاً. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيماً} [الأحزاب: 41 - 43].
5 -
الحصول على نصر الله وتأييده وتمكينه للمؤمنين في الأرض.
قال تعالى:
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 40 - 41].
6 -
وجود الترابط الاجتماعي والتآخي الروحي، والتعاون بين المؤمنين العابدين.
قال تعالى:
7 -
وحدة الصف، وجمع الكلمة، وقوة الأمة، وذلك بسبب اجتماع أفرادها كل يوم خمس مرات في الصلاة، وتعاطفهم وتراحمهم بأداء الزكاة، وتأمرهم وتشاورهم في الجمع والأعياد والحج ومواسم التجميع الرباني. ولو راجع المسلمون دينهم، ورجعوا إلى ربهم، وقاموا بواجبات التعبد لله كما أمروا لعادت لهم قوتهم ووحدتهم وعزتهم، واستخلصوا حقوقهم من أيدي أعدائهم بشرف الجهاد والتضحية والدماء الطاهرة، وما تخبطوا عشرات السنين في متاهات وظلمات وخزي لا يرضاه لنفسه كريم أبي.