الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال لدرجة أن شرارة في البرق تصيب شجرة لا بد أن تلتهب الغابة كلها.
6 -
ولوكانت نسبة الأوكسجين 10% لتعذر أن يكون التمدن الإنساني على ما هوعليه اليوم.
7 -
ولولا المطر لكانت الأرض صحراء لا تقوم حياة عليها. ولولا الرياح والبحار والمحيطات لما كانت حياة. ولولا أن الماء يتبخر بشكل يخالف تبخر الملح لما كانت حياة. ولولا أن البخار أخف من الهواء لما كنت حياة.
8 -
ولوكانت الالكترونات ملتصقة بالبروتونات داخل الذرة، والذرات ملتصقة ببعضها بحيث تنعدم الفراغات لكانت الكرة الأرضية بحجم البيضة، فأين يمكن أن يكون افنسان وغيره؟
9 -
ولوكانت العناصر لا تتحد مع بعضها لما أمكن وجود تراب ولا ماء ولا شجر ولا حيوان ولا نبات.
10 -
ولولا الجبال لتناثرت الأرض، ولما كان لها مثل هذه القشرة الصالحة للحياة،
فقل لي بربك هل حدث ذلك كله بميزان وحكمة وتقدير وعلم شامل أم حدث بالصدفة وتطور بالصدفة وبقي بالصدفة؟؟؟ تعالى الله عما يقول المفترون علوا كبيرا (1).
الطائفة الثانية من الأدلة (من كتاب الله تعالى)
القرآن والإنسان
2 -
وقال تعالى:
(1) أ. هـ. من ص 38 - 39.
(2)
الطارق: 5، 6، 7.
وقال:
وقال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (2)
إن النظر فيما ذكرته هذه الآيات من دلائل على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه وإرادته وحكمته لا يحتاج إلى تأمل عميق، لأن ما ذكر فيها من تطور خلق الإنسان أمر فارغ العلم الحديث من إقراره مع أنه قرر عند المسلمين قبل أربعة عشر قرنا، وذلك دليل على إعجاز القرآن، وأن هذا القرآن من عند الله تعالى الذي لا بد وأن يكون موجودا ومتصفا بكل صفات الكمال. والنظر في الإنسان وما يحتةيه تكوينه من عجائب هودائما هدف بحث العلماء المتخصصين، وهودائما موضع دهشتهم وحيرتهم حتى إن الدكتور المشهور (أليكس كاريل) ألف كتابه - الإنسان ذلك المجهول - بعد بحث طال مداه، واشترك فيه عدد من الأطباء، وكان ذلك البحث في الإنسان. وأخيرا قرر أن في الإنسان مناطق كثيرة لا تزال مجهولة الحقيقة.
ومما قاله في عجائب صنع الإنسان: "الدم نسيج مثل جميع الأنسجة
(1) المؤمنون: 12، 13، 14.
(2)
الذاريات: 21.
الأخرى، وهو يتألف من 25 أو 30 ألف مليار كرة حمراء و50 مليار كرة بيضاء - المليار ألف مليون -
…
والدم نسيج متحرك يجد طريقه في جميع أنحاء الجسم، وهو يحمل الغذاء المناسب لكل خلية، ويؤدي في الوقت ذاته عمل البالوعة الرئيسية التي تنقل الفضلات التي تطلقها الأنسجة الحية.
كما أنه يحتوي أيضا على مواد كيماوية وخلايا قادرة على إصلاح العضاء كلما دعت الضرورة غلى ذلك" (1). وقال في شأن جلد الإنسان: "إن الجلد وملحقاته تلعب دور الحارس الأمين لأعضائنا ودمنا. إنها تسمح لأشياء معينة بالدخول إلى عالمنا الداخلي، وتمنع أشياء أخرى من دخوله، إنها الباب المفتوح دائما- وإن كان محروسا بعناية - الذي يؤدي إلى جهازنا العصبي الرئيسي، فيجب أن ننظر إليها باعتبارها جزءا حيويا من أنفسنا" (2).
وقال: "سطحنا الداخلي أكثر اتساعا من سطح الجلد، فالمنطقة التي تغطيها الخلايا المسطحة للشعب الهوائية بالرئتين هائلة، إنها تعادل ما يقرب من خمسمائة متر مربع"(3).
وها هو ذا عالم آخر من أكبر علماء أمريكا، وقد شغل حينا مركز رئيس المجمع العلمي في أمريكا، قد بين للناس جميعا أن العلم الحديث يثبت وجود الله وينتهي إلى الإيمان به وبوجدانيته.
وقد سمى كتابه الذي ألفه في ذلك "الإنسان لا يقوم وحده" ويكفي أن نشير إلى بعض ما جاء فيه فنذكر مثلا عملية الهضم في المعدة، وهي - أي المعدة - أعظم معمل في العالم كما يقول: قال: "إن المعدة تتلقى كل ما نرسله إليها من طعام وشراب على اختلاف أنواعه وأصنافه وعديد عناصره، وهنا يبدأ عمل هذا المعمل
(1) ا. هـ. منه ص 95.
(2)
ا. هـ. منه ص 82.
(3)
ا. هز منه ص 85.
العجيب، ففيه يتم تحليل كل من هذه الأنواع والأصناف إلى عناصره الكيميائية الأولى، ويعود تكوين الباقي بعد الفضلات إلى مواد صالحة لغذاء مختلف الخلايا، بحيث تكون جميع المواد الحيوية الضرورية للحياة موجودة في مقادير منتظمة، ومستعدة لمواجهة كل ضرورة، ثم تقدم باستمرار إلى كل خلية من خلايا الجسم التي تزيد في عددها على عدد الجنس البشري كله.
ويجب أن يكون التوريد إلى كل خلية فردية مستمرا، وألا يورد سوى تلك المواد التي تحتاج إليها تلك الخلية المعينة، وذلك لتحويلها إلى عظام وأظفار ولحم وشعر وعينين وأسنان وما إلى ذلك كله من أجزاء الجسم صغيرها وكبيرها.
ها هنا إذن معمل كيمائي ينتج من المواد أكثر مما ينتجه أي معمل ابتكره ذكاء الإنسان، وها هنا نظام للتوريد أعظم من أي نظام للنقل أو التوزيع عرفه العالم، ويتم كل شيئ فيه بمنتهى النظام، فإذا كانت تلك المعجزات تتم في نظام كامل، والنظام يضاد المصادفة إطلاقا كان هذا بلا شك من صنع خالق مبدع حكيم.
وهذه عدسة العين التي بها الإبصار تلقي صورة على الشبكية فتنتظم العضلات بطريقة آلية إلى بؤرة ومحكمة. والشبكية طبقات عشر منفصلة، وهي في مجموعها ليست أكبر سمكا من ورقة دقيقة، والطبقة في أقصى الداخل تتكون من أعواد ومخروطات تبلغ الملايين عدا، وكل هذه الأعداد للعين وما تشتمل عليه، وكل هذه التنظيمات لها ولأجزائها حصل في وقت واحد وكان لا بد منه، وإلا كان الإبصار مستحيلا. فهل وجد ذلك كله مصادفة، أو صنعة بشر؟ كلا، بل هو الله وحده الذي لا يعجزه عليه شيء.
ثم هذا العالم بأرضه ومائه وجد في مكانه الصحيح، فلو كان المحيط أعمق بضعة آلاف من الأقدام عما هو حاصل لما كان لدينا أوكسجين ولا نباتات.
والأرض تدور مرة كل يوم وليلة، فلو تأخر هذا الدوران عن أربع وعشرين ساعة لما أمكن وجود الحياة.
زهكذا نرى أن استعراض عجائب الطبيعة والكون عن كل نواحيه، والتأمل بعمق في كل ذلك يدل على أن هناك تصحيحا وقصدا في كل شيئ، وأن هذا التصميم ينفذ كله طبقا لمشيئة الخالق. وما دامت عقولنا محدودة فإننا لا نقدر أن ندرك ما هو غير محدود. وعلى ذلك لا نقدر إلا أن نؤمن بوجود الخالق المدبر الذي خلق كل الأشياء، بما فيها تكوين الذرات والكواكب والشمس والسديم" (1).
ويقول الأستاذ الحكيم الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره المسمى "الجواهر"(2) في صدد الكلام عن بدائع صنع الإنسان: "ويا ليت شعري أي هندسة وأي نظام وأي مقياس كان في الرحم حتى صنع هذه المقاييس أثناء مرور الجنين بأطواره المختلفة وجعل أعضاء الإنسان وحواسه مرتبة منظمة:
1 -
بحيث تكون قامته ثمانية أشبار بشبره هو، ويكون من راس ركبته إلى أسفل قدميه شبران، ومن ركبته إلى حقويه شبران، ومن حقويه إلى رأس فؤاده شبران ومن رأس فؤاده إلى مفرق رأسه شبران، بنسب متساوية كما تساوت نسب الأصابع في اليدين وفي الرجلين.
2 -
وإذا فتح الإنسان يديه ومدهما يمنة ويسرة كما يفتح الطائر جناحيه وجد ما بين رأس أصابع يده اليمنى إلى رأس أصابع يده اليسرى ثمانية أشبار نصفها عند ترقوته والربع عند المرفقين.
3 -
وإذا رفع يديه إلى ما فوق رأسه كان ما بين أطراف أصابع يديه إلى أصابع قدميه عشرة أشبار وذلك قامته وربعها.
(1) كتاب الإسلام وحاجة الإنسانية إليه للدكتور محمد يوسف موسى من ص 88 إلى ص 91.
(2)
جـ2 ص 46.
4 -
وطول وجهه من منبت الشعر فوق جبينه إلى رأس ذقنه شبر وثمن شبر بشبره.
5 -
والبعد ما بين أذنيه شبر وربع.
6 -
وطول شق كل عين من عينيه ثمن شبره.
7 -
وطول إبهامه وطول خنصره متساويان! وهذا قل من كثر من المقاييس العجيبة التي في جسم الإنسان، وذلك كله إذا كان طبيعيا معتدلا.
وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ (8)} (1)
والقائل: {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} (2).
وقال الدكتور مصطفى محمود (3) في صدد الكلام عن مخ الإنسان:
المخ هو سنترال عظيم، فيه مائة ألف مليون خط عصبي قادمة إليه من مختلف أماكن الجسد. والعصب البصري وحده فيه مليون خط عصبي قادم إليه من العين، وقس على ذلك باقي الأعصاب.
وكل هذه الخطوط تلتقي في الدماغ حيث يقوم المخ بتحليل رسائلها والرد عليها بأعجوبة وأفعال فورية.
وبالإضافة إلى هذه الخطوط تجد آلاف الملايين من الخطوط الأخرى التي تقوم بدور الترابط في داخل السنترال نفسه بين مختلف المراكز حيث
(1) الانفطار 6،7،8.
(2)
الملك: 3.
(3)
في كتابه: "لغز الحياة" ص 100.
يقوم المخ بدور آخر هو التفكير بالإضافة إلى ردود الفعل التي يجيب بها على كل صنوف التنبيهات.
والحواس الهامة لها مراكز محدودة وسنترالات أصغر، خاصة بها.
فالمركز البصري يقع في مؤخرة الدماغ، ومراكز اللمس والسمع على الجانبين، ومراكز الحركة في المنتصف، ومراكز التوازن أسفل الدماغ في فصوص صغيرة خاصة بها اسمها "المخيخ" ومراكز التنفس والدورة الدموية في أعلى الحبل الشوكي عند اتصاله بالمخ، أما التفكير والخيال والتصور والذاكرة وإدراك المستقبل والإحساس بالكيان والتدبر والعزم والتخطيط فلها فص أمامي هائل (خلف الجبهة) خاص بها ولا مثيل له في الحيوان.
وهكذا كل نشاط له مركز خاص حتى العاطفة والغريزة والجنس والألم واللذة والنوم لها مراكزها
…
وفي كل مركز ملايين الخلايا ساهرة كموظفي (السويتش) في حالة يقظة دائمة تجيب وتستجيب لأدق الهمسلت العصبية.
وفي كل لحظة تتدفق ملايين الإشعارات والرسائل العصبية من الجلد والعين والأذن والأنف ومن الأحشاء والقلب والأوعية الدموية والكبد والرئتين وكل مكان بالجسد حاملة المعلومات والتنبيهات إلى المخ، هذا بالإضافة إلى خطوط الترابط الداخلية في المخ نفسه بين المراكز المختلفة، وهي الخطوط التي تقوم بالتنوير الضروري بين مختلف المراكز.
وفي نفس اللحظة تحمل ملايين الخطوط العصبية الصادرة عن المخ ردود الأفعال على هذه التنبيهات وعلى شكل أوامر بالحركة إلى العضلات وتعليمات بالإفراز للغدد المختلفة إرشادات باتخاذ إجراءات سلوكية معينة لكل
عضو. هذا النشاط المعقد هو دوره اهمنه. أليس هذا داخلا تحت قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (1)
وهل يمكن أن يكون ذلك كله إلا من صنع الحكيم الخبير القائل: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (2)
ولو أننا استطردنا في ذكر عجائب الإنسان من بدء تكوينه إلى أن يستوي ثم يولد ثم يتطور في أطواره المختلفة، وذكرنا ما أعده الله له من غذاء وماء وهواء ومناخ، وما كرم به الإنسان دون سائر الحيوانات، ما وسعتنا إلا مجلدات عديدة، ولو تتبعت العلوم الإنسانية لوجدتها كثيرة جدا، وكل علم منها يبذل جميع جهده ومحاولاته من أجل فهم الإنسان وحاجات الإنسان وأخلاقياته ونفسياته واجتماعياته وسياسته وحروبه وسلمه وأمراضه وعلاجه
…
الخ، أليس الإنسان وحده كافيا في إثبلت وجود صانع حكيم عليم مدبر؟
ولذلك أراح المؤمنون أنفسهم من عناء الشك والتردد بعد أن استبان الحق وظهرت معالم الطريق فقالوا"ربنا الله ثم استقاموا" وكانوا بذلك أسعد الناس وأطيبهم نفسا وأحسنهم عملا، وأنطقهم ضميرا وأقومهم سبلا:
(1) طه 50.
(2)
النمل: 88.
(3)
محمد:3.