الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحيانا على " التهذب والتأدب" وبمرور الزمن وانطلاق المارد العلمي المادي صارت كلمة "ثقافة" تعني أي نوع من أنواع العلوم والمعارف سواء كانت مادية أم غير مادية، وسواء كان المتعلم مؤدبا ومهذبا أوغير مؤدب ومهذب، ثم صارت تطلق على كل من عنده نوع من العلوم ولوكان إباحيا، أووجوديا، أوانحلاليا، أوشيوعيا، أوأكبر مفسد في الأرض، وأشد مدمر لأخلاق البشر.
ونزل الظلم بالكلمة كما نزل بأكثر الناس في عصر اختلت فيه الموازين والمقاييس وتحولت البشرية في أكثريتها إلى وحوش يأكل بعضها بعضا.
الثقافة الإسلامية:
وإذا كانت كلمة "الثقافة" مطلقة معناها السلوك المهذب، المبني على العلم والمعرفة، فإن الثقافة الإسلامية على هذا يكون معناها ومفهومها "أنها السلوك الحسن والعمل الصلح والخلق الكريم القائم على التشريع الإسلامي والمنهج الرباني، والملتزم بالخط المحمدي في جميع شؤنه".
وباختصار هي السلوك الملتزم بالكتاب والسنة.
وبذلك نخرج من دائرة الإختلافات الكثيرة، والتناقضات، والإضطرابات التي حدثت بسبب الوصول إلى المعنى المناسب لكلمة "ثقافة" مطلقة أوثقافة مقيدة بكونها إسلامية. فإن الإختلاف والإضطراب حول الإثنين كثير، وصل إلى درجة التنفير أحيانا عند بعض الكاتبين. مثال ذلك أن تجد الكاتب يعرف الثقافة بأنها نظرية سلوك، وعند البحث يبعد عن السلوك وما يتصل به، ويتكلم عن الثقافة كعلوم ومعارف بدون ربط بين الإثنين، وبعضهم جرى على أنها معارف إنسانية شتى، وقطع الصلة بين المعنى اللغوي والبحث العلمي في هذه المادة .... الخ، وواضح أننا لم نهتم بالثقافات الأخرى لأنها ليست ضمن بحثنا هذا، ولا جزءا منه.
مصادر الثقافة الإسلامية:
إذا كانت الثقافة الإسلامية معرفة بأنها السلوك الملتزم بالكتاب والسنة فإم مقتضى ذلك أن يكون الكتاب والسنة هما المصدران الأساسيان للثقافة والتثقيف الإسلاميين.
وهذان المصدران لا مثيل لهما في العالم في عصرنا الحاضر ولا فيما سبق من العصور، سواء في كونهما مصدرين نهائيين خاتمين لما سبقهما، أوفي كونهما محفوظين من التحريف والتبديل .. فإن القرآن الكريم محفوظ بقوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1)
فلا يمكن أن يبدل أويغير أويحرف في لفظ من ألفاظه، ولا في كلمة من كلماته.
والسنة النبوية وإن لم تكن محفوظة في مفرداتها فهي محفوظة في جملتها، لأنها تبيان للقرآن وشرح له كما قال تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (2)
ولأن اله أمر أهل الإسلام بالأخذ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان كتاباً أم سنة، فقال تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (3)
ومعنى هذا أن السنة باقية ومحفوظة لأهل الإسلام. والدلة على ذلك كثيرة. كما أنهما لا مثيل لهما في اشتمالهما على كل ما يحتاجه الإنسان من أجل حياة طيبة كريمة في الدنيا والآخرة. قال تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} (4)
وإذا كانت السنة مبينة وشارحة للكتاب فهي بذلك تبيان للتبيان وتوضيح له.
(3)
المصدر الثالث "الإجماع" وذلك في الأمور التي ليس فيها نص من كتاب أو سنة.
(1) الحجر: 9.
(2)
النحل: 44.
(3)
الحشر: 7.
(4)
النحل: 89.