الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فنشأة الكون من مادة معينة، وأصل هذا الكون، ومن الذي كونه، وأشياء هذا الكون المرئية وغير المرئية، ونهايته متى وكيف ولم تكون؟. والإنسان لم خلق وما أصل خلقه، وما هي صلته بخالقه، وبالكون، وبما يحيط به، وما هومصيره. وعلى أي أساس يحدد المصير، وما معنى فنائه، وما حكمة فنائه ثم بعثه ثم محاسبته ومجازاته؟
…
وهذه الجبال الشامخة، والسهول الواسعة، والبحار والمحيطات، والأرض والسموات، كل ذلك وغيره لن تجد الإجابة الموثوق بها عنه إلا في هذين المصدرين كأساس، ثم تأتي العلوم والإكتشافات تابعة لهما.
عناصر الثقافة الإسلامية:
الذي ينظر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعهد الخلفاء الراشدين الأربعة يجد ما فيها من تشريعات، ومن أوامر ونواهي، ومن إرشادات وتوجيهات جاء مطاقا وغير مقيد بكون هذا عقيدة، وهذا عبادة، وهذا أخلاق، وهذه سياسة، وهذه نظم إجتماعية، وتلك إقتصادية، وأخرى مالية، وأخرى شخصية إلى آخر ما جاء من تسميات واصطلاحات.
إن ما جاء في القرآن والسنة منهج رباني سمي صراط الله، وسبيل الله، وطريق الله.
وما دام الكل من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فإن المطلوب هوفعل ما أمر وترك ما نهى. وسواء كان المأمور به أوالمنهي عنه خاصا بالعبادة أوالمعاملة الإجتماعية، أوالمالية، أوغيرها، فمن فعل ما أمر فقد نجا وله ثواب ما فعل، ومن وقع فيما نهى الله عنه فقد هلك وقد يقع جزاء ما فعل.
غير أنه في عصر التابعين وتابعي التابعين بدأ تقسيم العلوم، فقسم كلا من القرآن والسنة إلى أقسام من باب التسهيل والتيسير، ولم يكونوا في ذلك مبتدعين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع لهم قريبا منه في حياته، فأخبر أن أقرأهم للقرآن عبد الله بن مسعود وأن أعلمهم بالمواريث زيد بن ثابت، وأقر بعض التخصيصات في عهده فكان بعض الصحابة ضليعا
في معرفة أنساب العرب مثل أبي بكر- رضي الله عنه، وبعضهم متفوقا في الشعر كحسان بن ثابت، وبعضهم متفوقا في الخطابة مثل ثابت بن قيس، وهكذا
…
لذلك أخذ المسلمون يفردون بعض العلوم بدراسة خاصة، وما زال المر يزداد ويتسع حتى تشعبت الأصول، ثم تشعبت الفروع وصار لكل شعبة متخصصون ضالعون في تخصصهم، يرجع إليهم إذا استبهمت الأمور، واشتبهت على غيرهم، لأنهم أولوالأمر في عملهم.
فوجدت علوم القرآن، وعلوم السنة، وعلوم العقيدة، وعلوم الفقه وعلوم الأخلاق، وعلوم الفلك، والفلسفة، والمنطق، واللغة، وغيرها
…
والذي يهمنا هوما يتصل بالجانب السلوكي القائم على المعرفة وهوما يسمى بالثقافة الإسلامية حسب اصطلاحنا الذي سرنا عليه، وهذا الجانب دعائمه التي قام عليها، وعناصره التي تكون منها هي العقيدة، والعبادة، والأخلاق، وسائر أنواع المعاملات الإجتماعية، وسنتكلم عن كل منها إن شاء الله تعالى مع إطالة في علم العقيدة باعتباره الأساس للجميع. والله الموفق.