الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متصفا بصفات الله، وحينئذ يكون إلها آخر، وقد ثبت أن تعدد الآلهة مستحيل. فوجود فعل لأحد كفعل الله مستحيل.
قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (1)
وقال تعالى عن نفسه: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (2)
الصفات
الصفة السابعة (بكل شيء عليم)
الله تعالى هو الذي أبدع هذا الكون، وأقامه على سنن ونظم لا تختل ولا تضطرب. وهو الذي يمسك السموات والأرض وجميع النجوم والكواكب حتى لا يصدم بعضها بعضا أو يختل بعضها عن مداره المقدر له، وهو الذي يسير مل ذرة، ويرعى كل نسمة. ويدبر أمر خلقه، ويصرف كل شأن بحكمته، ويستحيل أن يحصل ذلك كله من الله بغير علم مطلق شامل. وجميع الأدلة التي ثبت بها وجود الله تعالى ثبت بها وجود علمه فيجب أن يكون الله تعالى عالما علما مطلقا شاملا كاملا. ويستحيل في حقه تعالى الجهل بأي شيء، لأنه لو جهل أي شيء ما كان متصرفا فيه وذلك نقص في جناب الألوهية والنقص في حقه تعالى محال.
قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} (3)
(1) القصص: 68.
(2)
البروج 16.
(3)
سبأ: 2.
وعلماء الكلام يعرفون صفة العلم بأنها: صفة أزلية (قديمة) قائمة بذاته تعالى تنكشف بها المعلومات انكشافا تاما لم يسبقه خفاء. سواء أكانت هذه المعلومات واجبة أم مستحيلة أم ممكنة، فالله تعالى يعلم كل شيء على ما هو عليه في الواقع.
وهذا العلم لا يتغير بتغيير المعلوم- بمعنى أن الله يعلم الشيء الموجود على ما هو عليه. فإذا تغير الموجود وحصل له تطور لم يحصل لله علم
(1) الملك: 13 - 14.
(2)
يونس 61.