الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - يأجوج ومأجوج:
قال تعالى:
{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب (1) ينسلون} [الأنبياء: 96].
قال ابن كثير في تفسيره (2): إنهم من سلالة آدم عليه السلام، بل هم من نسل نوح أيضاً من أولاد يافث، أي أبي الترك، والترك شرذمة منهم تركوا وراء السد الذي بناه ذو القرنين
…
وقد ورد ذكر خروجهم في أحاديث متعددة من السنة النبوية، وأن خروجهم يكون مع وجود عيسى ونزوله، وإليك الدليل:
فعن عبد الرحمن بن جبير بن نقير الحضرمي عن أبيه أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع (3) حتى ظنناه في ناحية النخل فقال: غير الدجال أخوفني عليكم فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه شاب جعد قطط (4)، عينه طافية، وإنه يخرج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وشمالاً - يا عباد الله اثبتوا - قلنا يا رسول الله: ما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً. يوم كسنة ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا يا رسول الله. فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟؟ قال: لا. اقدروا له قدره، قلنا يا رسول الله: فما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح قال: فيمر بالحي فيدعوهم فيستجيبون
(1) يسرعون في المشي إلى الفساد.
(2)
جـ 3 ص 195.
(3)
هون من شأنه وبين فظاعته.
(4)
شديد الجعودة غير مرسل.
له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، وتروح عليهم سارحتهم (1) وهي أطول ما كانت ذرى وأمده خواصر وأسبغه ضروعاً، ويمر بالحي فيدعوهم فيردون عليه قوله، فتتبعه أموالهم، فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل - قال: ويأمر برجل فيقتل فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل إليه، فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح عيسى بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً يديه على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي - قال - فبينما هم كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم عليه السلام أني قد أخرجت عباداً من عبادي لا يدان لك بقتالهم فحرّز عبادي إلى الطور فيبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج (وهم من كل حدب ينسلون) فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل فيرسل نغفاً (2) في رقابهم فيصبحون كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض بيتاً إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب (3) عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم طيراً كأعناق البُخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله" قال ابن جابر: فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أوغيره قال فتطرحهم بالمهيل. قال ابن جابر: فقلت يا أبا يزيد: وأين المهيل؟ قال: مطلع الشمس قال: ويرسل الله مطراً لا يُكنّ منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوماً، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة. ويقال للأرض: أنبتي ثمرك، ودري بركتك، قال: فيومئذ يأكل النفر من الرمانة فيستظلون بقحفها، ويبارك في الرّسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم - أو قال مؤمن - ويبقى شرار الناس يتهارجون
(1) أنعامهم.
(2)
هو الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم.
(3)
يضرع هو ومن معه إلى الله.