الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائفة الرابعة من الأدلة - (من تجاربنا)
1 -
لقد بلغ الإنسان في العلوم والبحوث الكونية مبلغا إذا قيس بما سبقه يعتبر ما وصل إليه إنسان العصر كالمعجزة، ومع ذلك فإنه عندما وصل إلى القمر وسبح في الفضاء البعيد أحس بأنه ذرة في كون لا حد له، وأنه قطرة في محيط لا ساحل له، وأن عظمة العلم في أنه حقق للإنسان إدراك عجزه أمام قدرة الله وعظمته.
2 -
كثيرا ما ينفق العلماء على أمر أوصلهم إليه علمهم وتجاربهم. ثم يقدرون نتيجة علمهم وتجاربهم نهاية معينة، ولكن تجاربهم وعلمهم واتفاقهم، كل ذلك يأخذ خطوة إلى الوراء حين تظهر النتيجة والنهاية عكس ما اتفقوا وضد ما قدروا.
ومثلا لذلك أذكر لك هذه الواقعة التي تعلمها قرية بأكملها، ولا يشك أحد في شيء من تفاصيلها. فقد كانت لي أخت مريضة بمرض عصي العلاج، وقرر جمع من الأطباء أن لا أمل في شفائها. وبعد مدة اشتد مرضها، فلما كشف على مرضها الطبيب المعالج قرر أن لا أمل. وأن ساعة الموت قد دانت!!! وأخرج لها شهادة تثبت سبب وفاتها حتى إذا ماتت لا يحتاج أهلها إلى السفر إليه لاستخراجها، وكانت حالتها حسبما يعرف الناس من نتيجة تجاربهم هي حالة إشراف على الموت، وحضر إخوتها البعيدون، وأعدت لجثتها كل المطلوبات. وأعد أهلها المكان المخصص لتقبل العزاء من الناس، وباتوا بجوارها ينظرون إليها بانتظار اللحظات الأخيرة، وخابت تقديرات الجميع، فلم تمت المريضة بل بدأت في آخر الليل تتحرك تحرك الأحياء
…
ثم شفيت بعد ذلك تماما
…
وهي الآن ربة بيت تقوم بكل ما يقوم به أمثالها
…
أليست هذه آية؟ ألم تسمع كثيرا بأمثلة لها؟ فمن وراء ذلك كله؟ قل إنه الله ولا أحد سواه.
3 -
وكتب الأستاذ سعيد حوى القصة الآتية في كتاب "الله جل جلاله"(1).
أذاع راديو دمشق في 10 - 1 - 65 الساعة الثالثة إلا ربعا من بعد الظهر نقلا عن مجلة الأبحاث الطبية الصادرة في انجلترا حادثة نشرتها المجلة المذكورة بتوقيع الطبيب الذي جرت معه الحادثة. والقصة: أن شابا بقي مريضا بمرض مزمن ثلاثة عشر عاما، وأعيا الأطباء دون جدوى، وقد دخل عليه كآخر طبيب الطبيب الذي يروي القصة، وبعد أن أتم فحصه رآى أنه لا أمل منه، وهناك سأله المريض بلهجة اليائس: لا أمل يا دكتور؟ فقال الدكتور: هناك أمل واحد في السماء فجرب أن تدعو
…
ألا تعرف أن تصلي؟ ولأول مرة يدعو الشاب الذي دام مرضه ثلاثة عشر عاما، وعندما زاره الطبيب بعد أسبوع وجد المريض معافى، وقد شفي من مرضه الذي لم يستطع الأطباء أن يعالجوه.
4 -
وأنت أيها القارئ الكريم: ألم تخرج من بيتك يوما عازما أمرا أعددت له العدة، وأجهدت النفس من أجله، ثم إذا بك في اللحظة الأخيرة تعرض عنه وتجد أنك مصروف بقوة خفية إلى أمر آخر لم يخطر على بال، ولم تسهر الليالي في التجهيز له، ثم يتضح لك بعد ذلك أن الخير فيما نالك وليس فيما فاتك؟ فمن الذي حولك عما دبرت؟ ومن الذي أنالك عكس ما قدرت؟ إنه الله الذي بيده الخلق والأمر، والذي يحول بين المرء وقلبه.
5 -
هل أصاب أحدا تعرفه أو أصابتك نكبة أحسست إزاءها أن الأحياء كلهم أعجز من أن ينقذوك، وأضعف من أن يرحموك وقد يكونون هم أيضا يريدون بك الشر. ويحيكون لك حبال الدواهي، فلما يئست من الناس، ويئست من الأمل نفسه إذا شعاع يطل عليك، وأمل يبرق في قلبك، وراحة تستكين إليها نفسك، وأنت لا تدري مصدر ذلك كله. ثم بعد ساعات أو أيام أو أشهر يتبدد اليأس كله، وينسلخ الظلام، وتتواكب أمام عينيك ألوان الأمل تطارد فلول اليأس. وأنوار النصر تكتسح ظلمات الهزيمة. وترى من وراء ذلك قدرة حولت دفة الحياة من أجلك. فإذا بك
(1) ص 68.