الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائفة الأولى من الأدلة (من أقوال العلماء)
كل شيئ في الكون دليل ناطق بوجود الله تعالى وصفاته العظمى وأسمائه الحسنى.
قال الشاعر:
وفي كل شيئ له آية
…
تدل على أنه الواحد
وقال آخر:
تأمل في نبات الأرض وانظر
…
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات
…
وأزهار كما الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات
…
بأن الله ليس له شريك
1 -
سئل اعرابي عن الدليل على وجود الله تعالى فقال: البعرة تدل على البعير، والروثة تدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟؟.
2 -
يروى أن بعض الزنادقة أنكر الصانع عند جعفر الصادق رضي اللع عنه، فقال جعفر:"هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال: هل رايت أهواله؟ قال: بلى. هاجت يوما رياح هائلة فكسرت السفن وأغرقت الملاحين فتعلقت أنا ببعض ألواحها، ثم دفعت إلى الساحل. فقال جعفر: "قد كان اعتمادك أولا على السفينة والملاح ثم على اللوح حتى ينجيك، فلما ذهبت هذه الأشياء عنك هل أسلمت نفسك للهلاك، ام كنت ترجوالسلامة بعد؟ قال: "رجوت السلامة، قال ممن كنت ترجوها؟
فسكت الرجل، فقال جعفر: إن الصانع هوالذي كنت ترجوه في ذلك الوقت، وهوالذي أنجاك من الغرق. فأسلم الرجل على يده.
3 -
كان ابوحنيفة رحمه الله سيفا على الدهرية، وكانوا ينتهزون الفرصة ليقتلوه، فبينما هويوما في مسجده قاعد إذ هجم عليه جماعة بسيوف مسلولة، وهموا بقتله، فقال لهم:"أجيبوني عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم" فقالوا له: هات، فقال:"ما تقولون في رجل يقول لكم: إني رأيتسفينة مشحونة بالأحمال مملوءة من الأثقال وقد احتوشها في لجة البحر أمواج متلاطمة، ورياح مختلفة، وهي من بينها تجري مستوية ليس لها ملاح يجريها، ولا متعهد يدفعها. هل يجوز ذلك في العقل؟ قالوا: هذا شيئ لا يقبله العقل، فقال أبوحنيفة: "يا سبحان الله"! إذا لم يجز في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟ فبكوا جميعا وقالوا: "صدقت" وأغمدوا سيوفهم وتابوا.
4 -
سالوا الشافعي رضي الله عنه: ما الدليل على وجود الله؟ فقال: "ورقة الفرصاد (التوت) طعمها ولونها وريحها وطبعها واحد عندكم، قالوا نعم، قال: فتأكلها دودة القز فيخرج منها العسل، والشاة فيخرج منها البعر، وتأكلها الظباء، فينعقد في نوافحها المسك، فمن الذي جعل هذه الأشياء كذلك مع أن الطبع واحد؟ " فاستحسنوا منه ذلك وأسلموا على يده وهم سبعة عشر. (1)
5 -
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن ذلك فقال: "ها هنا حصن حصين أملس، ليس له باب ولا منفذ ظاهره كالفضة البيضاء، وباطنه كالإبريز، فبينما هوكذلك إذ انصدع جداره فخرج منه حيوان سميع بصير ذوشكل حسن وصوت مليح (يعني البيضة إذا خرج منها الفرخ)(2).
(1) ا. هـ. من تفسير الفخر الرازي جـ1 ص 314.
(2)
تفسير ابن كثير جـ1 ص 59.