الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشفق على عدوك وظالمك، وقد كان بالأمس القريب أو البعيد سبب يأسك وشقلئك
…
من الذي غير وبدل؟ مع أن العجز الكامل كان ملازما لك والقدرة والبطش كنتا في يد عدوك؟ من نشرك؟ من أحياك وأعزك؟ من رد إليك الأمل الضائع والحياة المطمئنة؟ قل ولاتنتظر .. إنه الله
…
الخلاصة
وخلاصة كل ما سبق أن الإيمان بوجود الله تعالى مركوز في ذات كل إنسان بفطرته، وأن الكرامة الإنسانية مستمدة من هذا الإيمان، وأن جميع الآمال التي يحيا الإنسان بها ويعيش عليها ليس لها مصدر إلا وجود ذات عليا هي المفيضة لهذه الآمال. وهي العماد الذي يعتمد عليه الإنسان سواء اعترف بذلك أم أنكر.
والإنسان بدون الإيمان المشع في كيانه مثل عود ذبل، لأنه حرم مادة الحياة.
وكل قلب خلا من ومضات الإيمان أشبه بجذع جذ أصله فجف واستعد للنار.
وكل عقل حرم موجات الأثير الرباني (الإيمان) فهو مبتوت الصلة بالخير والسعادة وأسباب النجاة.
وكل شعور لا يسري فيه ري الإيمان وعذوبته هو شعور حيواني يدبر أمره عقل شيطان.
(1) الزمر:36، 37.
وأخيرا وليس آخرا- لو حاولت أن تستقرئ حال الفريقين- فريق المؤمنين وفريق الكافرين المنكرين لوجود الله تعالى لوجدت الآتي:
1 -
المؤمنون بالله على رأسهم الأنبياء والمرسلون والعلماء العادلون. وهم طائفة جعلت حياتها رحمة للإنسانية وشفقة وعطفا عليها، عكس الطائفة المنكرة التي لا تجد منها إلا قسوة القلوب، وسفك الدماء، وإذلال البشر، وتحطيم كل القيم.
2 -
المؤمنون بالله- وإن اختلفوا في صفات الله تعالى ةمعرفة ما يجب له- هم أهل الأرض جميعا تقريبا، أما المنكرون فهم قلة مسحوقة لا تكاد تذكر.
3 -
لم يأت المنكرون بدليل واحد، بل بالعكس يقفون عاجزين عجزا كاملا أمام تحديات المؤمنين وأدلتهم. إذن فلنقرأ في سعادة قول الله تعالى:
{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} (1)
وقل للمنكرين وأنت مطمئن: أجيبوا عن سؤال الله المفحم لكم:
وعش في طمأنينة الإيمان، وسعادة الإيمان، ولذة المعرفة بالله الرحمن الرحيم.
(1) لقمان: 11.
(2)
الطور: 35، 36.