الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع والعشرون: في عد الشهداء وفضلهم وأنهم أرفع درجات من الصالحين
قال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} .
قال قتادة: قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يكون الحال في الجنة، وأنت في الدرجات العلى، ونحن أسفل منك؟ فكيف نراك؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية:{ومن يطع الله} في أداء الفرائض {والرسول} في السنن: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} ، أي لا تفوتهم رؤية الأنبياء ومجالسهم.
فأعلى درجات بني آدم الأنبياء، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، وهذا ترتيب لا شك فيه، لأن الله تعالى رتبهم في الذكر، قدم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل في المراتب والمنازل.
هذا من صرائح الأدلة في عظم فضل الشهادة.
رواه مسلم في صحيحه.
وفي صحيح مسلم أيضاً، «من حديث أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من طلب الشهادة صادقاً أعطيها، ولو لم تصبه» .
ورواه الترمذي وصححه، «من حديث معاذ مرفوعاً، ولفظه: من سأل القتل في سبيله صادقاً في قلبه، أعطاه الله أجر الشهيد» .
ورواه الإمام أحمد بهذا اللفظ.
رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وروى ابن ماجة بعضه.
قوله بجمع بضم الجيم وإسكان الميم ـ: وهي التي تموت حاملاً أو نفساء، كذا ذكره غير واحد من أهل العلم، والله أعلم.
وروى الإمام أحمد، والنسائي، «من حديث صفوان ين أمية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة» .
وروى النسائي أيضاً، «من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمس، من قبض على شيء منهن فهو شهيد: المقتول في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد والفناء في سبيل الله شهيد» .
وروى مالك في الموطأ، «عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في قصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون الشهادة فيكم؟ قالوا: القتل في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله» .
ثم ذكر نحو ما تقدم في السنن من حديث جابر بن عتيك.
وروى البخاري ومسلم «من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمس: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» .
قال العلامة اسماعيل التيمي الأصبهاني ـ مفسراً الحديث ـ قال: المطعون: الذي أصابه الطاعون، والمبطون الذي أصابه علة البطن.
انتهى.
وقال غيره من العلماء: للناس في تفسير علة البطن ثلاثة أقوال: أحدهما: أنه الذي يموت بالاستسقاء.
والثاني: الذي يموت بالمغص الشديد ـ وهو الذي يسمونه القولنج ـ وهو مرض معروف.
والثالث: الذي يموت بالاسهال.
انتهى كلامه.
قلت: والقول الثالث هو الراجح عند أكثر أهل العلم، وبعضهم لم يحك غيره، ويحتمل ـ والله أعلم ـ أن الشهادة تعم الثلاثة أصناف المذكورة، وهو أبلغ في الكرم وسعة الفضل، والله أعلم.
ومما يؤيد هذا الاحتمال ما روى ابن حبان في صحيحه.
«وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد» .
رواه البخاري
وروى أبو داود، والترمذي، والنسائي واللفظ له، «من حديث سعيد ابن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قيل دون أهله فهو شهيد» .
وروى النسائي مفرداً، «من حديث سويد بن مقرن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون مظلمته فهو شهيد» .