الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثامن: في تطييب خاطر الوالدين على الأولاد
قال الله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} وقد ذكر البغوي في تفسيره بإسناده، «عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} » .
ففي هذه الآية والحديث، دليل على تطييب خاطر الوالدين على أطفالهم، وهذا الذي ينبغي، أن يطيبوا أنفسهم، ويقروا أعينهم، فإنهم، وإن كانوا كباراً، فهم من أهل التوحيد والإسلام، وإن كانوا صغاراً، فهم ممن:{لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ، لأنهم ماتوا على الفطرة السليمة، وهم من السعداء الذين يدخلون الجنة بلا عمل عملوه، ولا خير قدموه، بل رحمة الله ومنته عليهم، ولهذا يكونون في برزخهم في كفالة أبيهم إبراهيم الخليل عليه السلام، إمام الحنفاء ـ كما في دعاء الميت إذا كان صغيراً: واجعله في كفالة إبراهيم.
وكما ثبت في صحيح البخاري «من حديث سمرة بن جندب ـ وقد تقدم ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المنام قال فيه: فأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإبراهيم عليه السلام، وأما الولدان حوله، فكل مولود يولد على الفطرة، فقيل: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال وأولاد المشركين» ، و «في رواية للبخاري أيضاً والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام والصبيان حوله أولاد الناس» .
«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جزع؟ !، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} » الحديث: رواه البخاري ومسلم، ولفظه للبخاري.
وقال أبو بكر القطيعي: «حدثنا بشر بن موسى، ثنا ابن خليفة، ثنا عون عن خنساء، قالت حدثتني عمتي، قالت: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة» .
وكذلك رواه بندار، عن غندر، عن عوف، فذكر مثله
وقال الفراء في كتاب معاني القرآن: عند قوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين} ، قال علي رضي الله عنه: هم الولدان.
قال الفراء: وهو شبيه بالصواب، لأن الولدان لم يكتسبوا ما يرتهنون به.
وفي قوله تعالى: {يتساءلون * عن المجرمين} ما يقوي أنهم الولدان، لأنهم لم يعرفوا الذنوب، فلهذا يقولون:{ما سلككم في سقر}
ولكن روى العقيلي بإسناده عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى {إلا أصحاب اليمين} قال هم أطفال المسلمين، فظاهر هذه الرواية التخصيص بهذه الأمة، والرواية الأولى عامة في كل مولود.
وقال البغوي في تفسيره {إلا أصحاب اليمين} : اختلفوا فيهم، فعن علي أنهم أطفال المسلمين، وهذا يوافق ما رواه العقيلي عنه، ولم يحك عنه خلافه، ثم قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم الملائكة.
وقال مقاتل: هم الذين كانوا على يمين آدم يوم الميثاق.
وعنه أيضاً: هم الذين