الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكر عبد العزيز، والقاضي، وجماعة من أصحابنا، ذكره بعض أصحابنا، وعليه عمل الناس في زمننا هذا.
قال في المستوعب: ولا تكره القراءة على القبر.
وكان أحمد رحمه الله يكرهما، ثم رجع رجوعاً أبان به عن نفسه، وقال: يقرأ، بعد أن نهى عن ذلك.
ومن أصحابنا من يتمسك بكراهته أولاً، ويجعل المسألة على روايتين.
ثم قال بعد ذلك: فإن أهدي إليه الثواب نفعه، انتهى كلامه.
وهذا مذهب الحنفية، لكن اختلف أصحابهم هل تستحب القراءة أم تباح؟ وجهان لهم.
وروي عن الإمام أحمد أن القراءة لا تكره حال الدفن دون غيره.
وروي عنه الكراهة مطلقاً، اختارها الإمام عبد الوراق وأبو حفص العكبري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الكراهة نقلها الجماعة عن الإمام أحمد وهي قول جمهور السلف، وعليها قدماء أصحابه كالمروزي وغيره.
وقال ابن عقيل وابن المنجا ـ تعليلاً لرواية الكراهة ـ بأنها مدفن النجاسة كالحش ونحوه.
انتهى كلامهما.
وذكر بعض أصحابنا، عن الخلال، أنه قال: المذهب رواية واحدة، أن القراءة عند القبر لا تكره.
انتهى.
لكن القراءة على القبر، ليست من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، والله أعلم.
فصل ـ فيما نص عليه الإمام أحمد بن حنبل في استحباب الدعاء للميت عقب دفنه
نص الإمام أحمد، على أنه يستحب الدعاء للميت عقب دفنه.
ثم قال أحمد: قد فعله علي بن أبي طالب، والأحنف بن قيس، ويروى «عن عثمان بن عفان، أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» .
رواه أبو داود.
وروى الطبراني «من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على القبر، بعد ما يسوى عليه التراب، فيقول: اللهم نزل بك صاحبنا، وخلف الدنيا خلف ظهره، اللهم ثبت عندالمسألة منطقة.
ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به»
ويروى أن علياً رضي الله عنه كان يقول ـ إذا سوي على الميت التراب، عند شفير القبر، بعد ما يدفن ـ: اللهم عبدك وولد عبدك، نزل بك، وأنت خير منزول به، اللهم أوسع له مدخله، واغفر له ذنبه، فإنا لا نعلم إلا خيراً، وأنت أعلم به.
رواه حرب الكرماني في مسائله.
وكان أنس رضي الله عنه إذا سوى على الميت قبره، قام عليه، فقال: اللهم، عبدك نزل بك، فارأف به وارحمه، اللهم، جاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبل منه بقبول حسن، اللهم، إن كان محسناً فضاعف له الحسنات، أو قال: ـ فزد له في إحسانه ـ وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه.
رواه الإمام أحمد، والطبراني، وغيرهما.
وذهب الشافعي أيضاً إلى استحباب الدعاء عقب الدفن.
وقال أكثر المفسرين، في قوله عز وجل، في حق المنافقين:{ولا تقم على قبره} : معناه بالدعاء والاستغفار بعد الفراغ من دفنه، وكذلك ذكر جماعة من المفسرين: لما هم النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لعمه أبي طالب لما مات، وهم بعض الصحابة بالاستغفار لأبويه، أنزل الله تعالى:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} الآية، فلولا أن ذلك نافع للمؤمنين كما تقدم، لم يكن لذلك معنى، بل لما نهى عنه المشركين، دل على وقوعه للمؤمنين ونفعه لهم.
وقال محمد بن حبيب التمار: كنت مع أحمد بن حنبل في جنازة فأخذ بيدي،