الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع: فيما ورد بالصبر على المصيبة
قال الله تعالى: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} .
وقال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} .
وقال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} .
وهذا باب متسع جداً في الآيات والأحاديث، وإنما نذكر منه، ما يوقظ الساهي، وينبه الغافل.
وقد تقدم حديث أم سلمة من غير وجه، من رواية الإمام أحمد، ومسلم وغيرهما.
رواه مسلم.
ورواه أبو داود، من طريق أخرى، بلفظ غريب: «أن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصابت أحدكم مصيبة، فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك احتسبت مصيبتي، فأجرني بها، وأبدلني خيراً منها، فلما احتضر أبو سلمة قال: اللهم أخلفني في أهلي خيراً مني، فلما قبض، قالت أم سلمة: إنا لله
وإنا إليه راجعون، عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها» .
فانظر رحمك الله إلى ما آلت إليه، حين احتسبت وصبرت، ورضيت وركنت، واتبعت السنة، وقد تقدم نحو ذلك.
رواه البخاري ومسلم.
رواه مسلم.
«وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل، قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما الجنة» ـ يريد عينيه ـ رواه البخاري.
«وعن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك.
فقالت أصبر، ثم قالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها» .
رواه البخاري ومسلم.
رواه البخاري ومسلم.
الهم: على المستقبل، والحزن: على الماضي، والنصب: التعب، والوصب: المرض.
«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يصب منه» رواه البخاري.
قوله يصب بفتح الصاد وكسرها.
وقال عبد الرزاق: حدثنا الثوري، عن سفيان العصفري، عن سعيد بن جبير، أنه قال: في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} .
قال: لم يعط أحد غير هذه الأمة الصبر، ألا تسمعون إلى قول يعقوب عليه السلام:{يا أسفى على يوسف} .
وروى سعيد بن منصور في سننه: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه أن ابن عباس رضي الله عنهما نعي إليه أخوه قثم، وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ، ثم صلى ركعتين، فأطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول:{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} .
وقال هشيم: حدثنا خالد بن صفوان، قال: حدثني زيد بن علي، أن ابن عباس كان في مسير له، فنعي إليه ابن له، فنزل فصلى ركعتين، ثم استرجع، وقال: فعلنا كما أمرنا الله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} .
وقال أبو الفرج بن الجوزي: روي عن أم كلثوم ـ وكانت من المهاجرات أنه لما غشي على زوجها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه خرجت إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة.
وحكى سعيد بن منصور، عن الحجاج، عن ابن جريج {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال: إنهما معونتان على رحمة الله.
رواه البخاري ومسلم.
والوعك: مغث الحمى، وقيل: الحمى.
رواه البخاري.
«وفي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمنرضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط» قال الترمذي: حديث حسن.
«وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي،
فخرج أبو طلحة فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم ـ وهي أم الصبي ـ: هو أسكن ما كان، فقدمت له العشاء فتعشى، ثم أصاب منها، فلما فرغ منها قالت: واروا الصبي، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: أعرستم الليلة؟ قال: نعم! قال: اللهم بارك لهما، فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه تمرات، فقال: أمعه شيء؟ قال: نعم، تمرات، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم، فمضغها ثم أخذها من فيه، فجعلها في في الصبي، وحنكه، وسماه عبد الله» .
رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية البخاري: قال ابن عيينة: فقال رجل من الأنصار: فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن ـ يعني من أولاد عبد الله ـ.
«وفي رواية لمسلم: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا فقالت احتسب ابنك، فغضب ثم قال: تركتيني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتيني؟ ! فانطلق، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله في ليلتكما قال: فحملت..
» وذكر تمام الحديث وقد تقدم.
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنصب الموازين يوم القيامة، فيؤتى بأهل الصلاة، فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام، فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة، فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج، فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب، ثم قرأ