الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الْمُبِينُ} ، أي: البين وهو اسم فاعل من (أبان)، وأبان يصح أن تكون لازمة ويصح أن تكون متعدية، فإذا قلت: أبان المعلمُ للطالب معنى الكتاب فهذه متعدية، وإذا قلت: أبان الصبحُ، بمعنى انجلى فهذه لازمة، فالمبين هنا بمعنى بيِّن.
من فوائد الآية الكريمة:
الفائدة الأولى: فوز من يصرف عنه العذاب يوم القيامة.
الفائدة الثانية: إثبات الرحمة لله عز وجل بلفظ الفعل لقوله: {فَقَدْ رَحِمَهُ} ورحمة الله تبارك وتعالى من الصفات الذاتية الفعلية، فباعتبار المرحوم تكون فعلية، وباعتبار كونها وصفاً ثابتاً لله تكون من الصفات الذاتية، والرحمة يكون بها حصول المطلوب والنجاة من المرهوب.
فإذا قال قائل: هل رحمة الله حقيقية، أم أنها عبارة عن الثواب، أو إرادة الثواب؟
فالجواب: هي حقيقية، ولكنها ليست كرحمة المخلوق التي يكون فيها نوع من الضعف، ولكنها رحمة الخالق الذي هو فوق عباده عز وجل.
وقد أنكر قوم الرحمة، وقالوا: إن الله لا يوصف برحمة حيقية؛ لأنها تدل على الرقة واللين، وهذا لا يليق بالله عز وجل، فإذا قلنا لهم: فسروها لنا، قالوا: الرحمة هنا عبارة عن آثار الرحمة، وهي إما الإرادة وإما الثواب، والفضل الذي حصل برحمة الله، فإذا قيل لهم: ما الذي حملكم على صرف الكلام عن ظاهره؟ قالوا؛ لأن الرحمة على الوجه الذي ذكرنا تدل على الضعف، هذا منتهى تقريرهم.