الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء سعد بن معاذ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه في جراحته وإجابة اللَّه تعالى إياه في دعوته وما ظهر في ذلك من كرامته
فخرج البخاريّ [ (1) ] ومسلم [ (2) ] من طريق ابن نمير قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل قريش يقال له ابن العرقة.
قال البخاريّ: يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيمة في المسجد، ليعوده من قريب،
فلما رجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الخندق، وضع السلاح، فاغتسل، فأتاه جبريل- عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح فو اللَّه ما وضعناه اخرج إليهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فأين؟ فأشار إلى بنى قريظة، فقاتلهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على حكمه، فرد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم إلى سعد، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وتسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم.
وقال مسلم بعد هذا: حدثنا أبو كريب عن ابن نمير، عن هشام قال: قال أبي: فأخبرت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه عز وجل [ (3) ] .
وقال البخاريّ متصلا بقوله: وأن تقسم أموالهم.
قال هشام: أخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال: - وتحجّر كلمه للبرء- فقال: اللَّهمّ إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إليّ أن أجاهد فيك من قوم
[ (1) ](فتح الباري) : 7/ 523، كتاب المغازي، باب (31) مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة، ومحاصرته إياهم، حديث رقم (4122) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 12/ 337- 338، كتاب الجهاد والسير، باب (22) جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عدل أهل للحكم، حديث رقم (65) ، (66) .
[ (3) ] راجع التعليق السابق.
كذبوا رسولك وأخرجوه، اللَّهمّ فإن كان بقي من حرب قريش فأبقني أجاهدهم فيك، اللَّهمّ فإنّي أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها، فانفجرت من لبته فلم يرعهم- وفي المسجد خيمة من بني غفار- إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة! ما هذا الّذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات منها.
وقال مسلم متصلا بقوله: لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه، وعن أبي كريم قال: عن نمير، عن هشام، قال: أخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال:
وتحجّر كلمه للبرء، فقال: اللَّهمّ إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إليّ أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللَّهمّ فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني أجاهدهم فيك اللَّهمّ فإنّي أظن أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها، واجعل موتى فيها، فانفجرت من ليلته، فلم يرعهم- وفي المسجد معه خيمة من بنى غفار- إلا والدم يسيل إليهم.
فقالوا: يا أهل الخيمة! ما الّذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذو دما، فمات منها. [ (1) ]
وخرّج البيهقيّ من حديث الليث قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: رمى سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله، فحسمه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنار فانتفخت يده، فتركه، فنزف الدم، فحسمه أخرى، فانتفخت يده فلما رأى ذلك قال: اللَّهمّ لا تخرج نفسي حتى تقرّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه، فما قطرت منه قطره، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه رسول
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 12/ 338- 339، كتاب الجهاد والسير باب (22) جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عدل أهل للحكم، حديث رقم (67)، قوله «رماه في الأكحل» قال العلماء: هو عرق معروف، قال الخليل: إذا قطع في اليد لم يرفأ الدم، وهو عرق الحياة، في عضو منه شعبة لها اسم.
قوله: «فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد «فيه جواز النوم في المسجد، وجواز مكث المريض فيه وإن كان جريحا. وقوله: «إن سعدا تحجر كلمه للبرء «الكلم بفتح الكاف الجرح، وتحجّر أي يبس.