الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اجترأ على اللَّه وعلى رسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلانا وفلانا لنفر من قريش، قال: فجاءوا، فقال: بم تشهدوا؟ قالوا: نشهد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
إنه سيولد لك بعدي غلام، فقد نحلته اسمي وكنيتي، ولا يحل لأحد من أمتي بعده.
ومن حديث ابن أبي خثيمة، عن محمد بن الصلت الأسديّ، عن الربيع ابن منذر، عن أبيه قال: كان بين عليّ وطلحة كلام، فقال عليّ: إن الجريء من افترى على اللَّه، وعلى رسوله، يا فلان ادع لي فلانا وفلانا، فدعا نفرا من قريش، فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: سمّ يا عليّ [باسمي] وكن بكنيتي، ولا تحل لأحد بعدك.
وأما إخباره عليه الصلاة والسلام أمّ ورقة [ (1) ] بأنها ستدرك الشهادة فكان كما أخبر
فخرّج البيهقيّ [ (2) ] وغيره من طريق أبي نعيم، قال الوليد بن جميع: قال حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد اللَّه بن الحارث، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
[ (1) ] هي أم ورقة بنت عبد اللَّه بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية، ويقال لها: أم ورقة بنت نوفل، فنسبت إلى جدها الأعلى.
أخرج حديثها أبو داود من حديث وكيع بن الجراح، عن الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، حدثتني جدتي، وعبد اللَّه بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا
…
وذكر الحديث. ومن طريق محمد بن فضيل، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة بنت عبيد اللَّه بن الحارث بهذا، والأول أتم.
وأخرجه ابن السكن، من طريق محمد بن فضيل، وأخرجه ابن السكن أيضا من طريق عبد اللَّه بن داود عن الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أمها، عن أم ورقة، وهو عند ابن مندة بعلو عن عبد اللَّه بن داود، وكذا قيل بين عبد الرحمن بن خلاد وأم ورقة واسطة.
وأخرجه أبو نعيم من رواية أبي نعيم، عن الوليد، حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة، وساق الحديث كرواية وكيع. (الإصابة) : 8/ 321- 322، ترجمة رقم (12294) مختصرا.
[ (2) ](دلائل البيهقيّ) : 6/ 381- 382، باب في إخباره صلى الله عليه وسلم أم ورقة بأنها تدرك الشهادة فاستشهدت في عهد عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-.
يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين غزا بدرا قالت: تأذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم، وأمرّض مرضاكم لعل اللَّه- تعالى- يهدي لي شهادة، قال: إن اللَّه- تعالى- مهد لك شهادة، فكان يسميها الشهيدة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وأنها غمتها جارية لها، وغلام كانت قد دبرتهما فقتلاها في إمارة عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقيل: إن أم ورقة قتلتها جاريتها، وغلامها، وأنهما هربا، فأتى بهما فصلبهما، فكانا أول مصلوبين بالمدينة، فقال عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: صدق رسول اللَّه كان يقول: انطلقوا نزور الشهيدة [ (1) ] .
وخرّجه أبو داود [ (2) ] من حديث وكيع بن الجراح، حدثنا الوليد بن عبد اللَّه ابن جميع، قال: حدثتني جدتي، وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاريّ، عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت له: يا رسول اللَّه ائذن لي في الغزو معك أمرّض مرضاكم لعل اللَّه أن يرزقني شهادة، قال: قري في بيتك، فإن اللَّه يرزقك الشهادة،
قال: فكانت تسمى الشهيدة، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، قال: وكانت دبرت غلاما لها، وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت ودفناها، فأصبح عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-، فقام في الناس، فقال: من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجئ بهما فجيء بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
[ (1) ](المرجع السابق) ، والمدبّر هو العبد أو الجارية الّذي أعتقه سيده بحيث ينال حريته بعد موت سيده.
[ (2) ](سنن أبي داود) : 1/ 396- 397، كتاب الصلاة، باب (62) إمامة النساء، حديث رقم (591) .