الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدع المدينة المنورة
هذا ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يركبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وفقت عليه منها تبليغا وتحذيرا فأقول:
130 -
قصد قبره صلى الله عليه وسلم بالسفر (1).
131 -
إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
132 -
الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.
133 -
القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة: اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأمانا من العذاب وسوء الحساب.
134 -
القول عند دخول المدينة: بسم الله وعلى ملة رسول الله، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
135 -
إبقاء القبر النبوي في مسجده (2).
136 -
زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة في مسجده.
137 -
وقوف بعضهم أمام القبر بغاية الخشوع واضعا يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة. انظر: " مجموعة الرسائل الكبرى " لشيخ الإسلام «2/ 390» .
138 -
قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.
(1) والسنة قصد المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
…
" الحديث فإذا وصل إليه وصلى التحية زار قبره صلى الله عليه وسلم.
(2)
والواجب فصله عن المسجد بجدار كما كان في عهد الخلفاء الراشدين كما بينته منذ سنوات في " تحذير المساجد من اتخاذ القبور مساجد ".
139 -
قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة. «الاختيارات العلمية» «50» .
140 -
التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى الله في الدعاء.
141 -
طلب الشفاعة وغيرها منه.
142 -
قول ابن الحاج (1) في «المدخل» «1/ 259» أن من الآداب: «أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه» .
143 -
قوله أيضا «1/ 264» : «لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وتحسراتهم وخواطرهم» .
144 -
وضعهم اليد تبركا على شباك حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وحلف البعض بذلك بقوله: وحق الذي وضعت يدك على شباكه وقلت: الشفاعة يا رسول الله.
145 -
«تقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه»
«فتاوى ابن تيمية» «4/ 310» و «الاقتضاء» «176» و «الاعتصام» «2/ 134 - 140» و «إغاثة اللهفان» «1/ 194» و «الباعث» لأبي شامة «70» والبركوي في «أطفال المسلمين» «234» و «الابداع» «90» (2).
146 -
التزام صورة خاصة في زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة صاحبيه والتقيد بسلام ودعاء خاص مثل قول الغزالي: «يقف عند وجهه صلى الله عليه وسلم ويستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر على نحو أربعة أذرع من السارية التي في زاوية جدار القبر ويقول: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله
…
يا أمين الله
…
يا حبيب الله» فذكر سلاما طويلا ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريبا من ثلاث صفحات «ثم يتأخر قدر ذراع يسلم على أبي بكر الصديق لأن رأسه عند منكب رسول الله
(1) وهذا الرجل مع فضله وكون كتابه المذكور مرجعا حسنا لمعرفة البدع فإنه في نفسه نخرف لا يعتمد عليه في التوحيد والعقيدة.
(2)
وقد أحسن الغزالي رحمه الله تعالى حين أنكر التقبيل المذكور وقال «1/ 244» :
إنه عادة النصارى واليهود. فهل من معتبر؟
- صلى الله عليه وسلم ثم يتأخر قدر ذراع ويسلم على الفاروق ويقول: السلام عليكما يا وزيري رسول الله والمعاونين له على القيام
…
ثم يرجع فيقف عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستقبل القبلة
…
» ثم ذكر أنه يحمد ويمجد ويقرأ آية «ولو أنهم إذا ظلموا
…
» ثم يدعو بدعاء نحو نصف صفحة» (1).
147 -
«الرد على البكري» لابن تيمية «71» و «القاعدة الجليلة» «125 - 126» و «الإغاثة» «1/ 194 - 195» والخادمي على «الطريقة المحمدية» «4/ 322» .
148 -
«الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر» . «الاقتضاء» «183 - 210» .
149 -
قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة (3).
(1) والمشروع هو السلام مختصرا: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا عمر كما كان ابن عمر يفعل فإن زاد شيئا يسيرا مما يهمله ولا يلتزمه فلا بأس إن شاء الله تعالى.
(2)
لقد رأيت في السنوات الثلاث التي قضيتها في المدينة المنورة «1381 - 1383» أستاذا في الجامعة الإسلامية بدعا كثيرة جدا تفعل في المسجد النبوي والمسؤولون فيه عن كل ذلك ساكتون كما هو الشأن عندنا في سوريا تماما.
ومن هذه البدع ما هو شرك صريح كهذه البدعة: فإن كثيرا من الحجاج يتقصدون الصلاة تجاه القبر الشريف حتى بعد صلاة العصر في وقت الكراهة ويشجعهم على ذلك أنهم يرون جدار القبر الذي يستقبلونه محرابا صغيرا من آثار الأتراك ينادي -بلسان حاله- الجهال إلى الصلاة عنده، زد على ذلك أن المكان الذي يصلون عليه مفروشة بأحسن السجاد، ولقد تحدثت مع بعض الفضلاء بضرورة الحيلولة بين هؤلاء الجهال وما يأتون من المخالفات وكان من أبسط ما اقترحته رفع السجاد من ذلك المكان وليس المحراب فوعدنا خيرا ولكن المسؤول الذي يستطيع ذلك لم يفعل ولن يفعل إلا إن شاء الله تعالى، ذلك لأنه يساير بعض أهل المدينة على رغباتهم وأهوائهم ولا يستجيب للناصحين من أهل العلم ولو كانوا من أهل البلاد فإلى الله المشتكى من ضعف الإيمان وغلبة الهوى الذي لم يفد فيه حتى التوحيد لغلبة حب المال على أهله إلا من شاء الله وقليل ما هم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:" فتنة أمتي المال".
(3)
وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني " فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة إلا وهي الأذكار والأوراد بعد السلام فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة. فرحم الله من قال: " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ".
150 -
«قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه» . «الرد على الأخنائي» «150 - 151، 156، 217، 218» و «الشفا في حقوق المصطفى» للقاضي عياض «2/ 79» و «المدخل» «1/ 262» .
151 -
التوجه إلى جهة القبر الشريف عند دخول المسجد أو الخروج منه والقيام بعيدا منه بغاية الخشوع.
152 -
رفع الصوت عقيب الصلاة بقولهم: السلام عليك يا رسول الله
…
». «مجموعة الرسائل الكبرى» «2/ 397» .
153 -
تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي.
154 -
«تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر» . «الباعث على إنكار البدع» «ص 70» و «مجموعة الرسائل الكبرى» «2/ 396» .
155 -
«قطعهم من شعورهم ورميها في القنديل الكبير القريب من التربة النبوية» . «المصادر السابقة» .
156 -
مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر (1).
157 -
التزام الكثيرين من أهل المدينة والغرباء بالصلاة في المسجد القديم وقطعهم الصفوف الأولى التي في زيارة عمر وغيره (2).
(1) ولا فائدة مطلقا من هاتين النخلتين وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس وقد وعدنا حين كنا هناك برفعها ولكن عبثا.
(2)
وقد يقع في هذه البدعة بعض أهل العلم وشبهتهم في ذلك التمسك باسم الإشارة في قوله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة
…
" ومع أن ذلك ليس نصا فيما ذهبوا إليه لأنه لا ينافي امتداد الفضيلة إلى الزيادة كما هو الشأن في الزيادات التي ضمت إلى المسجد المكي علما أن غاية ما في الأمر الحض على الصلاة في المسجد وليس فيه إيجاب ذلك فإذا كان كذلك فلهم أن يلتزموا صلاة النوافل فيه التي لا تجمع فيها، وأما أن يتعدوا ذلك إلى صلاة الجماعة فذلك خطأ محض لأنهم بذلك كمن يبني قصرا ويهدم مصرا لا سيما إذا كانوا من أهل العلم فإنهم يضيعون أمورا كثيرة هي أولى من تلك الفضيلة بكثير بل إن بعضها واجب يأثم تاركه أذكر من ذلك ما يتيسر الآن:
1 -
ترك وصل الصفوف وهو واجب بأحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: " من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله " أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح. ومن المشاهد في المسجد النبوي أن الصفوف الأولى في الزيارة القبلية لا تتم بسبب حرص أولئك الناس على الصلاة في المسجد القديم وبذلك يقعون في الإثم.
2 -
ترك أهل العلم الصلاة خلف الإمام مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياها بذلك في قوله: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه مسلم.
3 -
تفويتهم جميعا الصلاة في الصفوف الأولى وخاصة الأولى منها مع قوله صلى الله عليه وسلم: " خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها
…
" رواه مسلم وغيره. وقال: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ". رواه الشيخان ونحن وإن كنا لا نستطيع أن نجزم بأن فضيلة الصف الأول مطلقا أفضل من الصفوف المتأخرة في المسجد القديم فكذلك لا يستطيع أحد منهم أن يدعي العكس لكن إذا انضم إليه ما سبق ذكره من الأمرين الأوليين فلا شك حينئذ في ترجيح الصلاة في الزيادة على الصلاة في المسجد القديم ولذلك اقتنع بهذا غير واحد من العلماء وطلاب العلم حين باحثتهم في المسألة وصاروا يصلون في الزيادة. فرحم الله من أنصف ولم يتعسف.
158 -
التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوعا حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار (1).
159 -
«قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسجد قباء» . «تفسير سورة الإخلاص» «173 - 177» .
160 -
تلقين من يعرفون ب «المزورين» جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيدا عنها بالأصوات المرتفعة وإعادة هؤلاء ما لقنوا بأصوات أشد منها.
161 -
زيارة البقيع كل يوم والصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها (2).
(1) والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة وقد بينت علته في " السلسلة " رقم «364» فلا يجوز العمل به لأنه تشريع لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي ظنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح وقد تفوته بعض الصلوات فيه فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه.
(2)
استحب هذا والذي قبله الغزالي عفا الله عنا وعنه. ولم يذكر على ذلك دليلا، وهيهات، ولا شك في مشروعية زيارة القبور ولكن مطلقا دون تقييد ذلك بيوم خاص أو بكل يوم بل حسبما يتيسر. وأما الصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها فإن كان مسجدا مبنيا على قبرها فلا شك في حرمة الصلاة فيه وإن كان مسجدا منسوبا إليها فقط فقصد الصلاة فيه بدعة كما سبق آنفا نقلا عن ابن تيمية قبل فقرتين.