الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
44 -
وينبغي أن لا يمر بين يدي المصلي هناك ولا يدع أحدا يمر بين يديه وهو يصلي لعموم الأحاديث الناهية عن ذلك وعدم ثبوت استثناء المسجد الحرام منها بله مكة كلها! (1).
45 -
ثم إذا فرغ من الصلاة ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له» (2)، وقال:«إنها مباركة وهي طعام طعم، [وشفاء سقم]» (3). وقال: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم» (4).
46 -
ثم يرجع إلى الحجر الأسود فيكبر ويستلم على التفصيل المتقدم.
[مناسك الحج والعمرة ص 20 - 24]
السعي بين الصفا والمروة
47 -
ثم يعود أدراجه ليسعى بين الصفا والمروة فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} . ويقول: «نبدأ بما بدأ الله به» .
48 -
ثم يبدأ بالصفا فيرتقي عليه حتى يرى الكعبة (5).
49 -
فيستقبل الكعبة فيوحد الله ويكبره فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر «ثلاثا» . لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على
(1) راجع المقدمة والأصل "ص 21 و 23 و 135".
(2)
حديث صحيح كما قال جمع من الأئمة وقد خرجته وتكلمت على طرقه في إرواء الغليل "1123" وأحدها في الصحيحة "883".
(3)
حديث صحيح رواه الطيالسي وغيره وهو مخرج في الصحيحة تحت حديث "1056" وغيرها.
(4)
أخرجه الضياء في المختارة وغيره وهو مخرج في المصدر السابق "1056".
(5)
ليس من السهل الآن رؤية البيت إلا في بعض الأماكن من الصفا فإنه يراه من خلال الأعمدة التي بني عليها الطابق الثاني من المسجد فمن تيسر له ذلك فقد أصاب السنة وإلا فليجتهد ولا حرج.
كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده (1). يقول ذلك ثلاث مرات. ويدعو بين ذلك (2).
50 -
ثم ينزل ليسعى بين الصفا والمروة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي» (3).
51 -
فيمشي إلى العلم "الموضوع" عن اليمين واليسار وهو المعروف بالميل الأخضر ثم يسعى منه سعيا شديدا إلى العلم الآخر الذي بعده. وكان في عهده صلى الله عليه وسلم واديا أبطح فيه دقاق الحصا وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يقطع الأبطح إلا شدا» (4).
ثم يمشي صُعُدا حتى يأتي المروة فيرتقي عليها ويصنع فيها ما صنع على الصفا من استقبال القبلة والتكبير والتوحيد والدعاء (5) وهذا شوط.
(1) زاد في الأذكار: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه
…
الخ ولم أر هذه الزيادة في شيء من طرق الحديث عند مسلم وغيره ممن أخرج وهو من حديث جابر الطويل خلافا لما يوهمه قول المعلق عليه: أخرجه مسلم و
…
"
(2)
أي بين التهليلات بما شاء من الدعاء بما فيه خير الدنيا والآخرة والأفضل أن يكون مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف الصالح.
(3)
وهو حديث صحيح خلافا لمن وهم وهو مخرج في الإرواء "1072".
(4)
أخرجه النسائي وغيره وهو مخرج في "الحج الكبير".
" فائدة " جاء في المغني لابن قدامة المقدسي "3/ 394" ما نصه: وطواف النساء وسعيهن مشي كله قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أنه لا رمل على النساء حول البيت ولا بين الصفا والمروة وليس عليهن اضبطاع. وذلك لأن الأصل فيهما إظهار الجلد ولا يقصد ذلك في حق النساء لأن النساء يقصد فيهن الستر وفي الرمل والاضبطاع تعرض للكشف.
وفي مجموع للنووي "8/ 75" ما يدل على أن المسألة خلافية عند الشافعية فقد قال: إن فيها وجهين:
الأول وهو الصحيح وبه قطع الجمهور: أنها لا تسعى بل تمشي جميع المسافة ليلا ونهارا. والوجه الثاني: أنها إن سعت في الليل حال خلو المسعى استحب لها السعي في موضع السعي كالرجل.
قلت: ولعل هذا هو الأقرب فإن أصل مشروعية السعي إنما سعي هاجر أم إسماعيل تستغيث لابنها العطشان كما في حديث ابن عباس: فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ردعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدا؟ فلم ترى أحدا ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فذلك سعي الناس بينهما". أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء.
(5)
وأما رؤية الكعبة فلا يمكن الآن لحيلولة البناء بينه وبينها كما تقدم فعليه أن يجتهد في استقبالها ولا يصنع صنيع الحيارى الذين يرفعون أبصارهم وأيديهم إلى السماء!