الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل له: إنك ببطحاء مباركة (1).
[مناسك الحج والعمرة ص 16]
التلبية ورفع الصوت بها
13 -
ثم يستقبل القبلة قائما (2)، ثم يلبي بالعمرة أو الحج والعمرة كما تقدم ويقول: اللهم هذه حجة لا رياء ولا سمعة (3).
14 -
ويلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم:
أ- «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» . وكان لا يزيد عليها.
ب- وكان من تلبيته صلى الله عليه وسلم: «لبيك إله الحق» .
15 -
والتزام تلبيته صلى الله عليه وسلم أفضل، وإن كانت الزيادة عليها جائزة لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم الناس الذين كانوا يزيدون على تلبيته قولهم:«لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل» .
وكان ابن عمر يزيد فيها: «لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل» (4).
16 -
ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبية لقوله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية» (5) وقوله: «أفضل الحج العج والثج» (6). ولذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حجته يصرخون بها صراخا، ولذلك قال أبو حازم: إذا
(1) صحيح أبي داود "1579". ومختصر صحيح البخاري بقلمي "رقم 761 - 762" يسر الله تمام طبعه. قال الحافظ في الفتح "3/ 311": "في الحديث فضل العقيق كفضل المدينة وفضل الصلاة فيه
…
"
(2)
البخاري معلقا والبيهقي موصولا بسند صحيح.
(3)
رواه الضياء بسند صحيح.
(4)
متفق عليه. أنظر صحيح أبي داود "1590".
(5)
"رواه أصحاب السنن وغيرهم. أنظر صحيح أبي داود "1592".
(6)
حديث حسن صحيح الجامع الصغير وزيادته "1112". و "العج": رفع الصوت بالتلبية و "الثج": سيلان دماء الهدي والأضاحي.
أحرموا لم يبلغوا «الروحاء» حتى تبح أصواتهم (1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية» (2).
17 -
والنساء في التلبية كالرجال لعموم الحديثين السابقين فيرفعن أصواتهن ما لم يخش الفتنة، ولأن عائشة كانت ترفع صوتها حتى يسمعها الرجال فقال أبو عطية: سمعت عائشة تقول: إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سمعتها تلبي بعد ذلك: «لبيك اللهم لبيك
…
» إلخ (3).
وقال القاسم بن محمد: خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية فقال: من هذا؟ قيل: عائشة أم المؤمنين اعتمرت من التنعيم.
فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته (4)
18 -
ويلتزم التلبية لأنها «من شعائر الحج» (5)، ولقوله صلى الله عليه وسلم:«ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا يعني عن يمينه وشماله» (6). وبخاصة كلما علا شرفا أو هبط واديا للحديث المتقدم قريبا: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية» . وفي حديث آخر: «كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي» (7).
(1) رواه سعيد بن منصور كما في المحلى "7/ 94" بسند جيد ورواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن المطلب بن عبد الله كما في الفتح "3/ 324" وهو مرسل.
(2)
رواه مسلم أنظر الصحيحة "2023".
(3)
أخرجه البخاري "769 مختصره" والطيالسي "1513" وأحمد "6/ 32 و 100 و 180 و 243".
(4)
رواه ابن أبي شيبة كما في المحلى "7/ 94 - 95" وسنده صحيح وقال شيخ الإسلام في منسكه: "والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقاتها ويستحب الإكثار منها عند اختلاف الأحوال
…
".
(5)
هو جزء من حديث صحيح مخرج في الصحيحة "828" بلفظ: أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعائر الحج".
(6)
رواه ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح كما في تخريج الترغيب والترهيب "2/ 118".
(7)
رواه البخاري مختصري للبخاري "60 الأنبياء 8 باب" قال الحافظ: "وفي الحديث أن التلبية في بطون الأودية من سنن المرسلين وأنها تتأكد عند الهبوط كما تتأكد عند الصعود".