الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثالثة
في أشهر الفرق التي نشأت في بيئات إسلامية
وليست من أهل السنة والجماعة
لقد رأينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن هناك ثنتين وسبعين فرقة من فرق الضلال ستظهر في أمته وهناك فرقة واحدة هي الفرقة الناجية وهي ما يطلق عليه اسم: أهل السنة والجماعة.
وقد ظهر في تاريخ المسلمين فرق كثيرة لم يحكم عليها أهل السنة والجماعة بالكفر، وهناك فرق أجمع على كفرها أهل السنة والجماعة، وهناك أناس أصولهم إسلامية تابعوا مدعي نبوة كذبة وقد أخبر عليه الصلاة والسلام عن ظهور من سيدعي النبوة في أمته، وهناك ناس تابعوا مدعي ألوهية فكل الفرق الكافرة هذه تدخل في الثنتين والسبعين فرقة، أو أن المراد بالاثنتين والسبعين فرقة فرق لا زال لها من الإسلام نصيب على ضلال بقرب أو ببعد عن الحق، وبعض الفرق الرئيسية التي أجمع أهل السنة والجماعة على ضلالها افترقت على فرق كثيرة كالخوارج والمعتزلة، فهل تعتبر كل شعبة من هذه الفرق فرقة برأسها، أو أن الجميع يعتبرون فرقة واحدة. لهذه النقاط تجد كتاب الفرق القدماء يوصلون الفرق التي ظهرت حتى عصرهم إلى حوالي السبعين، على أنه قد ظهرت فرق أخرى بعد ذلك، ولو أردنا تتبع من ادعى الألوهية أو ادعى النبوة وأسماء أئمة الضلالة وبماذا ضلوا لوجدنا الكثير، ولطال بنا المقام، ولخرج البحث عن الحدود التي يحتملها هذا الكتاب، ومن أراد التتبع فالكتب المؤلفة قديمًا وحديثًا في هذا الشأن كثيرة، وذكر بعض الأسماء من نافلة القول كمن ادعى النبوة في الصدر الأول كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي. وتعداد الفرق التي توالت عن أصل واحد محل الكتب المطولة، وبعض الفرق قد اندثرت وبعضها لازال موجودًا، ونحن ههنا ذاكرون ما يعتبر نموذجًا أو ما يمكن أن تتسلل أفكاره الضالة من جديد أو ما يقتضيه تحصين المسلم من ضلال قديم أو جديد يأخذ طابعًا دينيًا، أما ما يعطل الأديان أصلاً أو يلغيها كالشيوعية أو العلمانية فأمره معروف ولن نتعرض له.
ومن تتبع أصول الضلال أو الكفر وجدها إما في ادعاء ألوهية أو نبوة، أو في متابعة أهل الأديان الكافرة على تلق من نحلهم، أو في غلو آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تأويل غير عليم، أو في تشبيه الله عز وجل بخلقه، أو في غلو في اعتقاد أو عمل يبعد عن مذاهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد أو في الفقه أو في السلوك، والذي يعرض للفرق مضطر أحيانًا لأن يعرضها من خلال أفكارها أو من خلال أسماء بعض أئمة الضلال، وأحيانًا يتكرر العرض بمناسبة ذكر إمام ضلالة، ثم بمناسبة عرضٍ لأفكار فرقةٍ أخذت بعضًا أو كلا منه، نقول هذا اعتذارًا بين يدي ما سنعرضه عن أهم الفرق التي نشأت في بيئات إسلامية.
وهناك ملاحظة أننا قد نذكر بمناسبة تولد فرقة ضلالة عن فرقة هدى اسم الفرقتين، فليلاحظ ذلك، كحديثنا عن زيد بن علي وأتباعه مع أنه مع أئمة الهدى، فإنه قد تفرعت بعض الفرق الغالية عن شيعته.
والفرقة التي لا زال لها وجود واسع من فرق الخوارج هي الإباضية ومؤسس مذهبهم عبد الله ابن إباض التميمي المتوفى عام 80 هـ.
"من آرائهم أنهم لا يرون مخالفيهم من المسلمين مشركين وإنما كفار نعمة، ويحرمون دماء مخالفيهم في السر [أي من خالفهم في السر يسكتون عنه] لا في العلانية، ودارهم [دار مخالفيهم] دار توحيد إلام معسكر السلطان ولا يحل من غنائم مخالفيهم إلا الخيل والسلاح وكل ما فيه قوة في الحروب، وتجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث معهم، وما تزال هذه الفرقة قائمة في بلاد طرابلس الغرب، وفي زنجيار وعمان. وعمدة كتبهم في الفقه: "شرح النيل وشفاء الغليل" للشيخ محمد بن يوسف بن أطفيش، في عشرة مجلدات، المطبعة السلفية بمصر 1343 هـ. ومصادر فقههم: القرآن والسنة والإجماع والقياس، إلا أن المراد بالإجماع عندهم هو إجماع طائفتهم، ومن مخالفاتهم [لأهل السنة والجماعة]: إنكارهم حد الرجم للزاني المحصن وقولهم بجواز الوصية للوارث، وقولهم بجواز الجمع بين المرأة وعمتها لعدم ذكره في القرآن، وبأن المحرم من الرضاع هو الأم والأخت فقط. ويقولون بتخليد العصاة في النار: لأن الإيمان عندهم قول وعمل، وهم الآن يرفضون تسميتهم بالخوارج" من كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي.
1 -