الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
التوحيد هو البداية والنهاية والوسط فمن لم يعرف التوحيد لم يعرف الإسلام، وإنما حظ المسلم من إسلامه بقدر حظه من كلمة التوحيد.
ويدخل في التوحيد الاعتراف لله تعالى بالوحدانية فهو واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في أفعاله، ويدخل في التوحيد اعتقاد أن الله وحده هو أهل العبادة، والتوجه له بذلك، ويدخل في التوحيد اعتقاد أن الله عز وجل أهل الطاعة، والتوجه إليه في ذلك فيما شرع وفي أحكامه كلها، وعلى هذا ذكر أهل السلوك إلى الله فكرة الإيمان بالأفعال وفكرة الإيمان بالأحكام. فالأول شعور بأنه هو الفاعل الخالق، والثاني استسلام ظاهري وباطني لشريعته.
ومن آثار التوحيد التوكل عليه والشكر له والاستسلام لقضائه وقدره، فعلى هذا فالتوحيد يحكم ظاهر الإنسان وباطنه في تصرفاته كلها.
والتوحيد هو أن يشهد المؤمن أن لا إله إلا الله ولا تعرف معاني لا إله إلا الله ومستلزماتها إلا بالإقرار أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم كانت الشهادتان هما باب الولوج في الإسلام، لأن المسلم إذا نطق بالشهادتين فقد أقر بأركان الإيمان، الإيمان بالله والإيمان بالرسل والإيمان بالواسطة بين الله والرسل، والإيمان بالوحي الذي أنزل على الرسل.
والإيمان باليوم الآخر وبالقدر إنما هما فرعان عن هذا كله، ومن آمن بالوحي آمن بالكتاب والسنة ومن آمن بالكتاب والسنة آمن بالإسلام كله، وما يستلزمه الإيمان بالإسلام ومن ههنا كانت الشهادتان هما البداية وهما النهاية وهما الوسط ولذلك نجد التركيز على ذلك في الكتاب والسنة.
وكلمة التوحيد هي كلمة التقوى وهي الشجرة الطيبة فبقدر استقرارها وإشراق القلب بها تخرج ثمراتها وإنما شرعت الأذكار كلها والعبادات من أجل تنوير القلب بها، والقرآن كله تنوير للقلب بكلمة التوحيد.
قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (1). فالوحي كله من أجل توحيد الله وتقواه. ولا يعرف التوحيد والتقوى إلا بواسطة الرسل لذلك تجب طاعتهم:
قال تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} (2).
وهذه نصوص وردت في فضل كلمة التوحيد.
* * *
(1) النحل: 2.
(2)
نوح: 3.