الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثانية: أركان الإسلام
تطلق كلمة أركان الإسلام على الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج بنص الحديث النبوي لأن كلا منها ركن في جانب من جوانب الإسلام، فالشهادتان ركن العقائد، والصلاة ركن العبادات المباشرة، والصوم ركن الأعمال التي تضبط النفس على أمر الله، والزكاة ركن الحياة الاقتصادية، والحج ركن الحياة السياسية وغيرها:
175 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".
وفي أخرى: "بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج" فقال رجل: الحج وصيام رمضان؟ قال: لا صيام رمضان والحج" هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى: "بني الإسلام على خمس: [على] أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".
عندما يقال: بني هذا البيت على أساس متين فهذا يعني: أن هناك أساساً فوقه بيت، وهكذا هنا: فالإسلام بني على خمس فهذا أساسه وفوق ذلك بناؤه والبناء بشمل أحكام الله في كل شيء في السياسية والاقتصاد والاجتماع والأخلاق وغير ذلك، والإسلام عقائد وعبادات ومناهج حياة وشرائع وشعائر وأخبار وأوامر ونواه وغيب وشهادة
…
وأركان ذلك كله هذه الخمسة.
175 - مسلم (1/ 45) 1 - كتاب الإيمان 5 - باب بيان أركان الإسلام ودعائمه. بجميع طرقه، وهو عند البخاري والنسائي والترمذي، ببعضها.
البخاري (1/ 49) 2 - كتاب الإيمان 2 - باب دعاؤكم إيمانكم.
النسائي (5/ 108) 47 - كتاب الإيمان 13 - باب على كم بني الإسلام.
الترمذي (5/ 5) 41 - كتاب الإيمان 3 - باب ما جاء بني الإسلام على خمس.
176 -
* روى أبو يعلى عن ابن عباس، قال حماد بن زيد لا أعلمه إلا رفعه:"عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهم أسس الإسلام، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان" ثم قال ابن عباس تجده كثير مال لا يزكي فلا يزال بذلك كافراً، ولا يحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافراً ولا يحل دمه.
هذا الحديث يبين أهمية الأركان الثلاثة: الشهادتين والصوم والصلاة من بين الأركان الخمسة والذي عليه الأكثرون أن عدم قبول الشهادتين أو ارتكاب ناقض للشهادتين هو الذي يكون به صاحبه كافراً حلال الدم بالكفر، واستحلال ترك الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج على من كان مكلفاً هو الذي يكون به صاحبه كافراً حلال الدم، والمعروف أن مذهب أحمد: تكفير تارك الصلاة ولو كسلا واستحقاقه بذلك القتل كفراً، ولكن عامة الفقهاء على أن تارك الصلاة كسلا يستحق العقوبة التي قد تصل إلى حد القتل، ولكن مذهب ابن عباس كما نفهمه من ظاهر الرواية أن تارك الصلاة وتارك الصوم كافران مباحا الدم.
والحديث يركز على أهمية الشهادتين والصلاة والصوم، فإذا كان أهم ما في الإسلام أركانه الخمسة فأهم هذه الأركان هي هذه الثلاثة.
* * *
176 - مجمع الزوائد (1/ 47، 48). وقال: رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة، وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم. فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف وإسناده حسن. أ. هـ.
والحديث صححه بعضهم وحسنه آخرون.