الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
هناك وساوس تعرض للقلوب في مراحل حياتية، هذا النوع من الوساوس لا قيمة ل ما دام القلب يكرهه ويرفضه لأنه شيء خارجي فهو أشبه بأن يأتيك إنسان ويدعوك إلى شر وأنت ترفض.
وهناك وساوس يتجاوب معها القلب وتؤثر فيه وتحدث تشكيكات وشبهات فهذه خطرة، وعلى الإنسان أن يجاهدها بالذكر ومجالسة العلماء العاملين ومذاكرتهم:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (1).
"لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة". أخرجه مسلم (2).
وهناك وساوس طارئة بسبب موقفٍ ما كما في حادثة أبي بن كعب التي رواها مسلم (3):
"فسقط في قلبي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية".
وكما قال ربنا عز وجل: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (4) فهذه علاجها الكينونة مع الصادقين.
وهناك حالات من ذبول نور الإيمان سببها الاستغراق بالعمل والانشغال عن الذكر، وكل هذه القضايا تحتاج إلى علاج، ومن ألزم نفسه بالأوراد اليومية وقراءة القرآن ومجالسة العلماء والصالحين وحضر مجالس الذكر والعلم فالمرجو أن يكون إيمانه في تجدد دائم.
(1) الرعد: 28.
(2)
مسلم (4/ 2106) -49 - كتاب التوبة -2 - باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة، وجواز ترك ذلك
…
(3)
مسلم (1/ 562) -6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها -48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه.
(4)
الأحزاب: 10.
وهناك إيمان عقلي قائم على الأدلة القطعية فهذا الذي لا ينبغي أن ينقص لأن نقصان شك والشك كفر، وهناك الإيمان القلبي الذوقي فهذا يزيد بزيادة نور القلب ويزيد بزيادة الطاعة المخلصة وينقص بنقص الطاعة أو بالوقوع في المعصية، هذا فهمنا لقضية زيادة الإيمان ونقصه، فقد قال أبو حنيفة: الإيمان لا يزيد ولا ينقص. وحمل مثل قوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (1) على زيادة المؤمن به. وفهمي: أنه يريد الإيمان العقلي لأنه ينبغي أن يكون جازمًا، وأن الذين قالوا بزيادة الإيمان أخذًا من النصوص أرادوا زيادة الإيمان القلبي وذلك شيء محس. وفي أجواء هذه المعاني ننقل النصوص التالية:
(1) الأنفال: 2.