الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - نصوص في النفس ويراد بها القلب
قال الله تعالى:
{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} (1).
{فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} (2).
{يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} (3).
{ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (4).
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (5).
من النصوص النبوية:
100 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نودي الصلاة أدبر الشيطان له ضُراط حتى لا يسمع التأذين، حتى إذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى".
101 -
* روى أبو داود عن أبي رافع رضي الله عنه، قال: بعثني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، إني والله لا أرجع إليهم أبداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع". قال: فذهبت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت.
(1) الأحزاب: 37.
(2)
يوسف: 77.
(3)
آل عمران: 154.
(4)
النساء: 65.
(5)
النمل: 14.
100 -
البخاري (2/ 84) 10 - متاب الأذان 4 - باب فضل التأذين.
ومسلم (1/ 391) 4 - كتاب الصلاة 8 - باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه.
101 -
أبو داود (3/ 82) كتاب الجهاد 151 - باب في الإمام يستجن به في العهود. وإسناده صحيح.
قال أبو داود: وكان أبو رافع قبطياً، قال: وإنما كانوا يردون أول الزمان، وأما الآن فلا يصلح.
102 -
* روى مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق". قال ابن المبارك فنرى أن ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
103 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".
قال الحافظ في الفتح:
قوله: (ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) قال ابن بطال: وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده ووصف العبد بالتقرب إليه ووصفه بالإتيان والهرولة كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام وذلك في حقه تعالى محال، فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبراً وذراعاً وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثباته على طاعته وتقربه من رحمته، ويكون قوله أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعا، وثقل عن
102 - مسلم (3/ 1517) 33 - كتاب الإمارة 47 - باب ذم من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو.
وأبو داود (2/ 10) كتاب الجهاد 17 - باب كراهية ترك الغزو. وعنده: "شعبة نفاق".
والنسائي (6/ 8) 25 - كتاب الجهاد 2 باب التشديد في ترك الجهاد.
103 -
البخاري (13/ 384) 97 - كتاب التوحيد 15 - باب قول الله تعالى (ويحذركم الله نفسه).
ومسلم (4/ 2061) 48 - كتاب الذكر 1 - باب الحث على ذكر الله تعالى.
والترمذي (5/ 581) 49 - كتاب الدعوات 132 - باب في حسن الظن بالله عز وجل.
(الملأ): أشراف الناس، ورؤساؤهم الذين يرجعون إلى أقوالهم.
الطبري أنه إنما مثل القليل من الطاعة بالشبر منه والضعف من الكرامة والثواب بالذراع فجعل ذلك دليلاً على مبلغ كرامته لمن أدمن على طاعته أن ثواب عمله له على عمله الضعف وأن الكرامة مجاوزة حده إلى ما يثيبه الله تعالى، وقال ابن التين: القرب هنا نظير ما تقدم في قوله تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} فإن المراد به قرب التربة وتوفير الكرامة، والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر، قال: والهرولة ضرب من المشي السريع وهي دون العدو. وقال صاحب المشارق: المراد بما جاء في هذا الحديث سرعة قبول توبة الله للعبد أو تيسير طاعته وتقويته عليه وتمام هدايته وتوفيقه والله أعلم بمراده. ا. هـ.
104 -
* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "والذي نفسي بيده، لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم بأن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية. تغزو في سبيل الله، ولوددت أني أقتل في سبيل الله. ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل".
105 -
* روى أبو داود عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقاً من نفسه، ثم مات أو قتل: كان له أجر شهيد، ومن جرح جرحاً في سبيل الله، أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله، فإن عليه طابع الشهداء".
104 - البخاري (6/ 16) 56 - كتاب الجهاد 7 - باب تمني الشهادة.
105 -
أبو داود (3/ 21) كتاب الجهاد 40 - باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة.
الترمذي (4/ 183، 185) 23 - كتاب فضائل الجهاد 19 - باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، و 21 - باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله وقال: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي (6/ 25) 25 - كتاب الجهاد 25 - كتاب ثواب من قاتل في سبيل الله فواق ناقة.
ابن ماجه (2/ 933) 24 - كتاب الجهاد 15 - باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وأخرجه ابن حبان - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (7/ 67). والحاكم في المستدرك (2/ 77) وصححه.
وبعد: فهذه نصوص في الجسد والعقل والقلب والروح والنفس بدأنا بها قسم العقائد لأن لها صلة بها، ثم إن لها صلة بالتكليف الذي هو الفصل الثاني من هذا الباب: فهناك تكاليف للذات وهناك تكاليف جسدية، والنية وأصل الإيمان لابد منهما لقبولها، وهناك تكاليف للنفس، ومن تكاليفها أن تزكى من الأمراض كالحسد والعجب والكبر. وهناك تكاليف للقلب أن يؤمن وأن ينور، وللروح ارتباط بهذا كله فهي المكلفة بالعبودية لله، وكل ما كلف به الإنسان إنما هو تحقيق لما كلفت له الروح من العبودية لله رب العالمين، لهذه الأسباب وغيرها قدمنا هذا الفصل، فقد رأينا أن بعض الناس يغلطون في فهم هذه المصطلحات الشرعية ويترتب على الغلط فيها شر كبير وانحراف خطير، وها نحن ننتقل إلى الفصل الثاني لنعرف بالتكليف وماهيته وشروطه ثم ننتقل إلى الحديث عن الإسلام والإيمان اللذين كلف الله بهما عباده.
* * *