الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصوص
346 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت في خصلة منهن كانت في خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
وفي رواية (1) -عوض "إذا ائتمن خان": "إذا وعد أخلف".
قال الترمذي: معنى هذا عند أهل العلم: نفاق العمل، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول وقد ظهر نفاق التكذيب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرات وكرات وبصورٍ شتى، فمثلاً ظهر بالزنادقة والباطنيين وفي كثير من العاملين في الحقل السياسي في عصرنا إلى غير ذلك.
347 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث" -زاد مسلم: "وإن صام، وصلى، وزعم أنه مسلم"- ثم اتفقا- "إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وفي رواية ثالثة (2): "إذا ائتمن خان".
346 - البخاري (1/ 89) -2 - كتاب الإيمان -24 - باب علامة المنافق.
مسلم (1/ 87) -1 - كتاب الإيمان -25 - باب بيان خصال المنافق.
أبو داود (4/ 221) -كتاب السنة- باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه.
الترمذي (5/ 19) -41 - كتاب الإيمان -14 - باب ما جاء في علامة المنافق.
(1)
النسائي (8/ 116) -47 - كتاب الإيمان -20 - باب علامة المنافق.
الفجور: الكذب والفسق ونحوهما، والمراد به هاهنا: قول الفحش.
347 -
البخاري، الموضع السابق.
مسلم، الموضع السابق.
(2)
مسلم، الموضع السابق.
الآية: العلامة.
348 -
* روى الطبراني عن ابن مسعود قال: اعتبروا المنافقين بثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} إلى آخر الآية.
والآيات المشار إليها في الأثر:
349 -
* روى البزار عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان في خصلة ففيه خصلة من النفاق إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف".
350 -
* روى النسائي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ثلاث من كن فيه، فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف، فمن كانت فيه واحدة منهن، لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها.
351 -
* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمتٍ، ولا فقه في الدين".
348 - المعجم الكبير (9/ 252).
قال في المجمع (1/ 108): رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(2)
التوبة: 75 - 77.
349 -
كشف الأستار (1/ 62).
مجمع الزوائد (1/ 108) وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
350 -
النسائي (8/ 117) -47 - كتاب الإيمان -20 - باب علامة المنافق.
وإسناده صحيح.
351 -
الترمذي (5/ 49، 50) -42 - كتاب العلم -19 - باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة.
وإسناده حسن.
السمت: الطريقة والسجية التي تكون للإنسان من خير أو شر، وهي الهدي والدَّل بمعنى.
352 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون من شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجهٍ".
وفي رواية (2) قال: سمعته يقول: "إن شر الناس ذو الوجهين .. " الحديث.
353 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة".
وزاد النسائي (4): "لا تدري: أيها تتبع".
354 -
* روى البخاري عن زيد بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال ناس لابن عمر: إنا لندخل إلى سلطاننا أو أمرائنا، فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم. فقال: كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
355 -
* روى البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: إنما كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما اليوم، فإنه هو الكفر بعد الإيمان وفي أخرى (7):[فإنما هو] الكفر أو الإيمان.
وفي أخرى (8) قال: إن المنافقين اليوم هم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون.
352 - البخاري (10/ 474) -87 - كتاب الادب -52 - باب ما قيل في ذي الوجهين.
مسلم (4/ 2011) -45 - كتاب البر والصلة والآداب -26 - باب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله.
الموطأ (2/ 991) -56 - كتاب الكلام -8 - باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين.
(1)
مسلم، الموضع السابق.
353 -
مسلم (4/ 2146) -50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -الحديث السابع عشر.
(2)
النسائي (8/ 124) -47 - كتاب الإيمان -31 - باب مثل المنافق.
العائرة: عارت الشاة تعير، إذا ذهبت كذا وكذا مترددة.
354 -
البخاري (13/ 170) -93 - كتاب الأحكام -27 - باب ما يكره من ثناه السلطان وإذا خرج قال غير ذلك.
355 -
البخاري (13/ 68) -92 - كتاب الفتن -21 - باب إذا قال عند قوم شيئًا ثم خرج فقال بخلافه.
(3)
البخاري، الموضع السابق.
(4)
البخاري، الموضع السابق.
356 -
* روى أحمد عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في ظل حجرته قد كان يقلص منه الظل فقال لأصحابه: "يجيئكم رجل ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا رأيتموه فلا تكلموه". قال: فجاء رجل أزرق فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم دعاه قال: "علام تشتمني أنت وأصحابك"؟ قال: كما أنت حتى آتيك بهم. فذهب فجاء بهم يحلفون بالله ما قالوا ولا فعلوا، وأنزل الله عز وجل {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} إلى آخر الآية.
وفي رواية الطبراني (1) قال: فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا حتى تجاوز عنهم.
وفي رواية (2)"يدخل عليكم رجل ينظر بعيني شيطان". قال: فدخل رجل أزرق فقال: يا محمد علام تسبني؟ أو: تشتمني؟ أو نحو هذا قال: وجعل يحلف. قال: ونزلت هذه الآية في المجادلة {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} والآية الأخرى.
357 -
* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئًا".
قال الليث: كانا رجلين من المنافقين.
وفي رواية (3) قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، وقال:"يا عائشة، ما أظن فلانًا وفلانًا يعرفان ديننا الذي نحن عليه".
أقول: يبدو أن هذين ممن قال الله عز وجل فيهم:
356 - أحمد (1/ 350).
كشف الأستار (3/ 74).
(1)
المعجم الكبير (12/ 7).
وباقي رواية الطبراني بنحو ما عند أحمد.
قال في المجمع (7/ 122): ورجال الجميع رجال الصحيح.
(2)
مجمع الزوائد، الموضع السابق.
357 -
البخاري (10/ 485) -87 - كتاب الأدب -59 - باب ما يجوز من الظن.
(3)
البخاري الموضع السابق.
358 -
* روى مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: عُدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً موعوكاً. قال: فوضعتُ يدي عليه، فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلاً أشد حراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأشد حراً منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين الراكبين المقفيين". لرجلين حينئذٍ من أصحابه.
359 -
* روى البخاري عن الأسود بن يزيد النخعي قال: كنا في حلقة عبد الله بن مسعودٍ، فجاء حذيفة، حتى قام علينا، فسلم، ثم قال: لقد أنزل النفاق على قومٍ خيرٍ منكم. فقلنا: سبحان الله فإن الله عز وجل يقول: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (2) فتسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله وتفرق أصحابه، فرماني بالحصباء، فأتيته، فقال حذيفة: عجبتُ من ضحكه، وقد علم ما قلت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيراً منكم، ثم تابوا فتاب الله عليهم.
قال ابن الأثير:
(الدرك الأسفل): الطبق الأسفل من النار، والنار دركاتٌ، لأنها مطبقة بعضها فوق بعض.
لقد أُنزِل النفاق على قوم خير منكم، ثم تابوا، فتاب الله عليهم: مقصوده أن جماعة من المنافقين صلحوا واستقاموا، وكانوا خيراً من أولئك التابعين الذين كان يخاطبهم، لمكان
(1) محمد: 16.
358 -
مسلم (4/ 2146) - 50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -الحديث السادس عشر.
الوعك: الحمى، وقيل: ألمها، والمراد به المرض.
رجل مُقل: إذا ولاك ظهره وقفاه ذاهباً.
قال النووي في "شرح مسلم": سماها "من أصحابه" لإظهارهما الإسلام والصحبة، لا أنها من نال فضيلة الصحبة.
359 -
البخاري (8/ 266) -65 - كتاب التفسير -4 - سورة النساء، 25 - باب إن المنافقين في الدرك الأسفل.
(2)
النساء: 145.
الصحبة والصلاح، فممن كان منافقاً وصلح أمره واستقام: مُجمع، ويزيد، ابنا جارية بن عامر، فكأنه أشار بالحديث إلى تقلُّب القلوب.
360 -
* روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: "من يصعد الثنية ثنية المُرار، فإنه يُحط عنه ما حُط عن بني إسرائيل". قال: فكان أول من صعِدها خيلنا، خيلُ بني الخزرج، ثم تتام الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وكلكم مغفور له، إلا صاحب الجمل الأحمر". فأتيناه، فقلنا: تعال، يستغفر لك رسول الله. فقال: والله، لأن أجد ضالتي أحب إليَّ من أن يستغفر لي صاحبُكم. قال: وغذا هو ينشدُ ضالة له.
361 -
* روى أبو داود عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم الله عز وجل".
362 -
* روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أُبي بن سلول وهو في ظلٍّ فقال: قد غَبْرَ علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبد الله [أي لرسول الله]: والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لأتيتك برأسه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ولكن برَّ أباك وأحسن صحبته".
360 - مسلم (4/ 2144) -50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- الحديث الثاني عشر.
تتام الناس: أي: تتابعوا واحداً بعد واحدٍ، وقيل: تتاموا، أي: جاءوا كلهم وتموا، وهو تفاعلوا من التمام.
361 -
أبو داود (4/ 295) -كتاب الأدب- باب لا يقول المملوك: "ربي" و"ربتي".
وإسناده صحيح.
قوله: (فإنه إن يك سيداً فقد اسخطتم الله عز وجل أي: إن يكن سيداً في قومه فقد أفضتم الله لأنه يكون تعظيماً للمنافق، وهو ممن لا يستحق التعظيم، فكيف إن لم يكن سيداً بأحد المعاني؟ فإنه يكون مع ذلك كذباً ونفاقاً.
وقيل: إن يكن سيداً فتجب عليكم طاعته فإذا أطعتموه فقد أسخطتم ربكم- (عون المعبود: 4/ 453).
362 -
مجمع الزوائد (1/ 109). وقال: رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به زيد بن بشر الحضرمي. قلت: وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات. أهـ من المجمع.
363 -
* روى أحمد عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمنافقين علامات يُعرفون بها: تحيتُهم لعنةٌ وطعامهم نُهبةٌ وغنيمتهم غُلولٌ، لا يقربون المساجد إلا هجراً ولا يأتون الصلاة إلا دُبراً مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون خُشبٌ بالليل صُخبٌ بالنهار" وقال يزيد مرة: "سخب بالنهار".
364 -
* روى البزار عن ابن عباس قال: يقول أحدهم: أبي صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنعلٌ خلق خيرٌ من أبيه.
أقول هذا الحديث محمول على المنافقين ممن ظاهرهم الصحبة وباطنهم الكفر، وهم قلة وقد عرَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة عليهم حتى يكشف حالهم إذا قاموا مقاماً يخشى منهم على الإسلام، ولذلك فالقول بعدالة الصحابة لا يقدح فيه أن يوجد مثل هؤلاء لهذا الاحتياط الذي احتاطه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
365 -
* روى أبو يعلى عن أنس بن مالك قال: غدا أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة. قال "وما ذاك" قالوا: النفاقُ النفاقُ. قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله". قالوا: بلى. قال: "ليس ذلك النفاق" قال: ثم عادوا الثانية فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة. قال: "وما ذاك". قالوا: النفاق النفاق. قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله". قالوا: بلى. قال: "ليس ذاك النفاق". قال: ثم عادوا الثالثة فقالوا: يا رسول الله هلكنا
363 - أحمد (2/ 293).
كشف الأستار (1/ 61).
قال في المجمع (1/ 102): رواه أحمد والبزار وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. أهـ من المجمع. فالحديث حسن على مذهب يحيى.
صخب: أي صياحون فيه متجادلون.
364 -
كشف الأستار، الموضع السابق.
قال في المجمع (1/ 113): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
365 -
مجمع الزوائد (10/ 360). وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير غسان بن برزين وهو ثقة أ. هـ.
قال في التقريب (2/ 105): صدوق ربما أخطأ.
ورب الكعبة. قال "وما ذاك. قالوا: النفاق. قالوا: إنا إذا كنا عندك كنا على حال وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا. قال: "لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على ما أنتم عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة".
366 -
* روى البزار عن حُذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أتخوف عليكم رجلاً قرأ القرآن حتى إذا رُئي عليه بهجته وكان رديء الإسلام اعتزل إلى ما شاء الله وخرج على جاره بسيفه ورماه بالشرك.
367 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثر منافقي أمتي قراؤها".
أقول: هذا الحديث محمول على من اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً وعلى من يلبس الحق بالباطل ويكتم الحق، ويوالي الظالمين والكافرين فظاهره عالِم وباطنه منافق.
368 -
* روى أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خَلْفٌ بعد الستين أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكونُ خلفٌ يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثةٌ: مؤمنٌ ومنافقٌ وفاجر". قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثةُ؟ قال: المنافق كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به.
369 -
* روى الطبراني عن عِمران بن حُصَينٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
366 - كشف الأستار (1/ 99).
مجمع الزوائد (1/ 187). وقال: إسناده حسن.
367 -
أحمد (2/ 175).
مجمع الزوائد (6/ 229). وقال: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.
ورواه أحمد عن عقبة بن عامر بإسناد رجاله ثقات أثبات.
368 -
أحمد (3/ 28).
مجمع الزوائد (6/ 231). وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الأوسط كذلك.
369 -
المعجم الكبير (18/ 237).
كشف الأستار (1/ 97).
قال في المجمع (1/ 187): رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح.
أخوف ما أخافُ عليكم بعدي كل منافقٍ عليم اللسان".
370 -
* روى أحمد عن عمر بن الخطاب قال: حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منافقٍ عليم اللسان.
أقول: في هذه النصوص الخمسة الأخيرة تحذير أي تحذير لمن يحمل الإسلام ويقرأ القرآن ويكون من المنافقين وهو لا يشعر {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (1). وقد أعطانا الحديث الثالث علامة هي: يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم" فهو لا يصل إلى قلوبهم فيتدبرون ويتأثرون: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (2).
371 -
* روى مسلم عن قيس بن عُبادٍ رضي الله عنه قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليٍّ، أرأياً رأيتموه، أم شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافةً، ولكن أخبرني حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه اثني عشر منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سمِّ الخياط. وأربعةٌ لم أحفظ ما قال [شُعبة] فيهم.
وفي رواية (3): "ثمانية [منهم] تكفيكهم الدبيلةُ- سراجٌ من النار يظهر في أكتافهم- حتى ينجم في صدورهم".
372 -
* روى مسلم عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: كان بين رجل من أهل العقبة
370 - أحمد (2/ 22)
كشف الأستار (1/ 97).
قال في المجمع (1/ 187) رواه البزار وأحمد وأبو يعلي ورجاله موثقون.
(1)
البقرة: 11، 12.
(2)
محمد: 24.
371 -
مسلم (4/ 2143) -50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- الحديث التاسع.
(3)
مسلم (4/ 2144)، الموضع السابق: الحديث العاشر.
ينجمُ: نجم الشيء ينجم بالضم، نجوماً: ظهر وطلع.
372 -
مسلم (4/ 2144) -50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- الحديث الحادي عشر.
الحرة: الأرض التي يكون فيها حجارة سودٌ.
وبين حذيفة بعض ما يكونُ بين الناس، فقال: أنشدُك الله، كم كان أصحابُ العقبة؟ قال: فقال له القومُ: أخبره إذ سألك. فقال: كنا نخبرُ أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القومُ خمسة عشر، وأشهدُ بالله: أن اثني عشر منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا، ويوم يقومُ الأشهاد، وعذر ثلاثةٌ، قالوا: ما سمعنا مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علمنا بما أراد القومُ، وقد كان في حَرَّةٍ، فمشى، فقال:"إن الماء قليلٌ، فلا يسبقني إليه أحدٌ" فوجد قوماً قد سبقوه، فلعنهم يومئذٍ.
قال ابن الأثير: قد يظن بعض من لا علم عنده، أن أصحاب العقبة المذكورين في هذا الحديث: هم أصحابُ العقبة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام، وحاشاهم من ذلك، إنما هؤلاء قوم عَرضُوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عقبة صعِدَها لما قَفَل مِن غزوة تبوك، وقد كان أمر منادياً، فنادى: لا يطلع العقبة أحدٌ. فلما أخذها النبي صلى الله عليه وسلم عرضوا له وهم متلثمون، لئلا يُعرفوا، أرادوا به سوءاً، فلم يُقدرهم الله تعالى.
373 -
* روى أحمد عن أبي الطفيل، قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذٌ العقبة فلا يأخذها أحدٌ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده عمار ويسوقه حُذيفةُ إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، حتى غَشوا عماراً وهو يسوقُ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة:"قُدْ قُدْ". حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل، ورجع عمارٌ، فقال:"يا عمارُ هل عرفت القوم". قال: قد عرفت عامة الرواحل، والقومُ متلثمون. قال:"هل تدري ما أرادوا". قال: الله ورسوله أعلم. قال: "أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطرحوه". قال: فساب عمارٌ رضي الله عنه رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نشدتُك بالله ما كان أصحابُ العقبة؟ قال: أربعة عشر. فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا: والله ما
= وقصة أهل العقبة هؤلاء ذكرها الهيثمي بسياق أتم.
373 -
أحمد (5/ 452).
قال في المجمع (6/ 195): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهادُ. قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس، وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى لا يرد الماء أحدٌ قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطاً قد وردوه قبله، فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ.
374 -
* روى أحمد عن أبي سعيد رفعه: "لو أن أحدكم يعمل في صخرةٍ صماء، ليس لها باب ولا كُوة، يخرجُ عمله للناس كائناً ما كان".
375 -
* روى البخاري تعليقاً: قال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيتُ أن أكون مكذباً. وقال ابن أبي مُليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافُ النفاق على نفسه [ولا يأمن المكر على دينه] ما منهم أحدٌ يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل، ويُذكر عن الحسن: ما خافهُ إلا مؤمنٌ، ولا أمنهُ إلا منافقٌ. وما يُحذرُ من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبةٍ، لقول الله تعالى:{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1).
قوله: (وما يحذر من الإصرار): بعد أن بَيَّن الحسن أن النفاق لا يخافه إلا مؤمن ولا يحذره إلا مؤمن، بيّن أن حال المؤمن الخوف والحذر من النفاق والخوف من الإصرار على العصيان من دون توبة.
376 -
* روى البخاري عن شُعبة قال أخبرني عبدُ الله بنُ عبد الله بن جبر قال: سمعتُ أنساً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية الإيمان حب الأنصار، وآيةُ النفاق بُغضُ الأنصار".
374 - أحمد (3/ 38).
المستدرك (4/ 314). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
مجمع الزوائد (10/ 225). وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن.
375 -
البخاري (1/ 109) -2 - كتاب الإيمان -36 - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
(1)
آل عمران: 135.
376 -
البخاري (1/ 62) -2 - كتاب الإيمان -10 - باب علامة الإيمان حب الأنصار.
377 -
* روى البخاري ومسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن: كمثل الخامة من الزرع، تُفيئها الريحُ، تصرعُها مرةً، وتعدلها أخرى، حتى تهيج".
وفي أخرى (2)"حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق: مثل الأرزة المجذية على أصلها، لا يُفيئها شيءٌ، حتى يكون انجعافُها مرةً واحدةً".
378 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رفعه: "من مات ولم يغزُ ولم يُحدثْ به نفسه مات على شعبة من النفاق".
379 -
* روى الطبراني عن ابن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله الإيمان ههنا - وأشار إلى لسانه- والنفاق ههنا - وأشار إلى صدره- ولا يذكر الله إلا قليلاً. فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فردد ذلك عليه حرملةُ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسان حرملة فقال:"اللهم اجعل له لساناً صادقاً وقلباً شاكراً وارزقه حُبي وحب من يحبني وصيِّرْ أمره إلى الخير". فقال حرملة: يا رسول الله إن لي إخواناً منافقين كنت فيهم رأساً ألا أدلك عليهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك ومن أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا نخرقُ على أحد سترا".
377 - البخاري (10/ 103) -75 - كتاب الرضى -1 - باب ما جاء في كفارة المرض.
مسلم (4/ 2163) -50) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -14 - باب مثل المؤمن كالزرع ومثل الكافر كشجر الأرز.
(2)
مسلم (4/ 2164)، الموضع السابق.
تصرعها: أي ترميها وتُلقيها، من المصارعة.
تهيج: هاج النبات هيجا: إذا أُخذ في الجفاف والاصفرار، بعد الغضاضة والاخضرار.
المجذية: الثابتة، يقال: جذا يجذو، وأجذى يجذي، لغتان.
انجعافها: الانجعاف: الانقلاع، وهو مطاوع: جعفت الشيء: إذا قلعته.
378 -
مسلم (3/ 1517) -33 كتاب الإمارة -47 - باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو.
أبو داود (3/ 10) -كتاب الجهاد -باب كراهية ترك الغزو.
النسائي (6/ 8) -25 - كتاب الجهاد -2 - باب التشديد في ترك الجهاد.
379 -
المعجم الكبير (4/ 5).
قال في المجمع (9/ 410) ورجاله رجال الصحيح.