الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله- صلى الله عليه وسلم على جنازة فأبصر امرأة معها مجمرة، فلم يزل يصيح بها حتى تغيبت في آجام المدينة يعني قصورها» [ (1) ] .
الرابع- في زيادة خشوعه- صلى الله عليه وسلم إذا رأى جنازة
.
روى ابن سعد، عن عبد العزيز بن أبي داود- رحمه الله تعالى- قال:«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم إذا شهد جنازة أكثر الصّمات، وأكثر حديث نفسه، فكانوا يرون أنّما يحدّث نفسه بأمر الميّت، وما يرد عليه، وما هو مسؤول عنه» [ (2) ] .
الخامس: فيما كان يقوله- صلى الله عليه وسلم إذا مرّ عليه بجنازة
.
روى الإمامان: مالك، وأحمد، والشيخان، والنسائي، عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال:«مستريح ومستراح منه» ، فقالوا: يا رسول الله: ما المستريح؟ وما المستراح منه؟ فقال: «العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا، وأذاها إلى رحمه الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب» ، [ (3) ]
والله تعالى أعلم.
تنبيهات
الأول: قال أكثر الصحابة، والتابعين باستحباب القيام للجنازة، كما نقله ابن المنذر، وهو قول الأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، ومحمد بن الحسن.
وقال الشعبي، والنخعي: يكره القعود قبل أن توضع.
فقد روى البخاري، عن عامر بن ربيعة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال:«إذا رأى أحدكم جنازة، فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حين يراها حتى يخلّفها أو تخلّفه، أو توضع قبل أن تخلّفه» .
وروى أيضا عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع» [ (4) ] .
الثاني:
قوله إن للموت فزعا:
قال القرطبي: أي: إنّ الموت يفزع منه، إشارة إلى استعظامه، ومقصود الحديث أن لا يستمرّ الإنسان على الغفلة بعد رؤية الموت لما يشعر ذلك من التساهل بأمر الموت، فمن ثمّ
[ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 3/ 32 وعزاه للطبراني في الكبير وقال حنش أو حليس لم أجد من ذكره.
[ (2) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 104.
[ (3) ] أخرجه البخاري 11/ 369 (6511) ومسلم 2/ 656 (60/ 950) .
[ (4) ] أخرجه مسلم 2/ 662 (83/ 962) ومالك 1/ 232 (33) .