الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث في محبته- صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن من غيره:
روي عن أبي موسى أن النبي- صلى الله عليه وسلم وعائشة مرا بأبي موسى. وهو يقرأ في بيته فقاما يسمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبا موسى رسول الله- صلى الله عليه وسلم فقال:«يا أبا موسى مررت البارحة ومعي عائشة، وأنت تقرأ في بيتك، فقمنا واستمعنا» ، فقال له أبو موسى يا رسول الله: لو علمت لحبّرته تحبيرا [ (1) ] .
وروى أيضاً بسند حسن، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال: فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ألا أعجبك من أبي موسى أنه قعد في بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم «أتستطيع أن تقعدني من حيث لا يراني أحد منهم؟» قال: نعم. فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل من حيث لا يراه منهم أحد، فسمع قراءة أبي موسى، فقال:«إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود» [ (2) ] .
وروى الشيخان عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم «اقرأ عليّ القرآن» . فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «أحب أن أسمعه من غيري» ، فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال:«حسبك الآن» . فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان [ (3) ] .
[ (1) ] أخرجه البخاري (5048) ومسلم 1/ 546 (235، 236/ 793) وأبو نعيم في الحلية 1/ 258 وانظر المجمع 7/ 271، 359.
[ (2) ] أبو يعلى 7/ 134 (1341/ 4096) قال الهيثمي: 9/ 360 رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
[ (3) ] أخرجه البخاري 8/ 250 (4582، 5049)(5050) ومسلم 1/ 551 (248/ 800) .
الباب الرابع في قراءته- صلى الله عليه وسلم علي أبي بن كعب سورة لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا بأمر الله تعالى
روى الشيخان، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه: «أن الله أمرني أن قرأ عليك» : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا قال:
وسماني؟ قال: «نعم» . فبكى [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد، والحاكم، والترمذي، وقال حسن صحيح، والضياء والطبراني عنه، أن النبي- صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لَمْ يَكُنِ، وقرأ عليه: إن ذات الدين عند الله الحنيفيّة المسلمة لا المشركة ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يعمل خيرا فلن يكفره، وقرأ عليه، لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب» [ (2) ] .
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي- رضي الله تعالى عنه- قال: «إني عرضت على النبي- صلى الله عليه وسلم القرآن وقال: أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن» [ (3) ] .
وروى الطبراني في الأوسط، وابن عساكر عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر «إني أمرت أن أعرض عليك القرآن» : قلت يا رسول الله، بالله آمنت، وعلى يديك أسلمت، ومنك تعلمت. فرد النبي- صلى الله عليه وسلم القول، فقال: يا رسول الله، وذكرت هناك، قال: «نعم.
باسمك ونسبك في الملأ الأعلى» ، قال: فأقرأني رسول الله [ (4) ] .
وروى ابن أبي شيبة عن عكرمة، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: «إني أمرت أن أقرئك القرآن» قال: وذكرني ربي؟ قال: «نعم» . قال: فأقرأني آية فأعدتها عليه ثانية [ (5) ] .
[ (1) ] أخرجه البخاري 7/ 127 (3809) ، (4959، 4960) .
[ (2) ] أحمد 5/ 132 والترمذي 5/ 668 (3898) .
[ (3) ] ذكره الهيثمي في المجمع 9/ 312.
[ (4) ] ذكره الهيثمي في المصدر السابق.
[ (5) ] ابن أبي شيبة 12/ 141.