الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ناقته، أو على حمار، وهو يسير وهو يقرأ سورة الفتح ثم رجع، فقال ابن أبي إياس: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا قرأت ذلك اللحن وقال: هاه: ومدّه [ (1) ] .
ورواه ابن أبي شيبة، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، والترمذي في «الشمائل» والنسائي، والبيهقي، عن عبد الله بن مغفّل قال: قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيره سورة على راحلته فرجّع فيها» .
وروى أبو الحسن بن الضحاك وقال: في سنده عمرو بن موسى وهو متروك، عن أبي بكرة- رضي الله تعالى عنه- قال:«كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم المد ليس فيه ترجيع» [ (2) ] .
وروى أيضا عن قتادة- رضي الله تعالى عنه- قال: «لم يبعث الله تعالى نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، وكان نبيكم- صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجها، وأحسنهم صوتا، وكان من قبله يرجّعون ولا يمدون، وكان هو يمد ولا يرجع» ، رواه ابن سعد بلفظ:«كان لا يمد كل المد» [ (3) ] .
الرابع: فيما كان يقوله إذا مر بآية رحمة أو بآية عذاب أو بغير ذلك في الصلاة وخارجها:
وروى مسلم، عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- قال:«صليت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وفيه: وقرأ مترسّلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوّذ» .
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، عن عوف بن مالك- رضي الله تعالى عنه-
[ (1) ] تقدم.
[ (2) ][هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد، وترجيع الصوت ترديده في الحلق] .
وقد فسره كما سيأتي في حديث عبد الله بن مغفل المذكور في هذا الباب في كتاب التوحيد بقوله «أاأ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى» ثم قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما أن ذلك حدث من هز الناقة، والآخر أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، وهذا الثاني أشبه بالسياق فإن في بعض طرقه «لولا أن يجتمع الناس لقرأت لكم بذلك اللحن» أي النغم. وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي في «الشمائل» والنسائي وابن ماجة وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ «كنت أسمع صوت النبي- صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن» ، والذي يظهر أن في الترجيع قدرا زائدا على الترتيل، فعند ابن أبي داود من طريق أبي إسحاق عن علقمة قال «بت مع عبد الله بن مسعود في داره، فنام ثم قام، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ويسمع من حوله، ويرتل ولا يرجع» .
[وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: معنى الترجيع تحسين التلاوة لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة. قال: وفي الحديث ملازمته- صلى الله عليه وسلم لأنه حالة ركوبه الناقة وهو يسير لم يترك العبادة بالتلاوة، وفي جهره بذلك إرشاد إلى أن الجهر بالعبادة قد يكون في بعض المواضع أفضل من الإسرار، وهو عند التعليم وإيقاظ الغافل ونحو ذلك] .
[ (3) ] تقدم.
وروى الإمام أحمد، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت:«كنت أقوم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم التمام، وكان يقرأ بسورة (البقرة، وآل عمران، والنساء) ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها بشارة إلا دعا- لله عز وجل ورغب إليه» . رواه ابن داود، عن مسلم بن مخراق، وقال: سألت عائشة فذكره.
وروى الإمام أحمد، عن أبي ليلى- رضي الله تعالى عنه- قال:«سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة ليست بفريضة، فمر بذكر الجنة والنار، فقال: «أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال:«سبحان ربي الأعلى» [ (2) ] .
وروى أبو داود وغيره عن وائل بن حجر قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم قرأ وَلَا الضَّالِّينَ فقال: «آمين» يمد بها صوته» [ (3) ] أخرجه الطبراني بلفظ ثلاث مرات [ (4) ]، وأخرجه البيهقي بلفظ قال:«رب اغفر لي آمين» [ (5) ] .
وروى أبو داود عن موسى بن أبي عائشة- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رجل من الصحابة- رضي الله تعالى عنه- يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى قال: سبحانك: بلى، فسألوه عن ذلك فقال: «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم» [ (6) ] .
وروى عبد بن حميد، عن قتادة: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ يقول: «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين» .
وروى أيضا عن صالح أبي الخليل قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم إذا أتى هذه الآية، قال «سبحانك فبلى» .
[ (1) ] أحمد 4/ 437.
[ (2) ] أحمد 1/ 321 وأبو داود 1/ 233 (883) .
[ (3) ] أبو داود 1/ 246 (932) والترمذي 2/ 27 (248) .
[ (4) ] ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 113.
[ (5) ] في إسناده أحمد بن عبد الجبار وثقه الدارقطني وضعفه جماعة المجمع 2/ 113.
[ (6) ] أبو داود 1/ 233 (884) .