الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع فيمن كان- صلى الله عليه وسلم يصلي عليه
وفيه أنواع:
الأول: في صلاته- صلى الله عليه وسلم علي من ليس عليه دين، وعلى الأطفال
.
روى الطبراني برجال ثقات، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة صبي أو صبية فقال:«لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي» [ (1) ] .
الثاني: في صلاته- صلى الله عليه وسلم علي القبر
.
روى الإمام أحمد، والدارقطني- شطره-: أن أسود كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا، فأتى النبي- صلى الله عليه وسلم فأخبر فقال:«انطلقوا إلى قبره» ، فانطلق إلى قبره، فقال:«إن هذه القبور مملوءة على أهلها ظلمة، وإن الله- عز وجل ينورها بصلاتي عليهم» ، فأتى القبر فصلى عليه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله إن أخي مات ولم تصل عليه قال فأتى قبره، فانطلق مع الأنصاري فصلى» [ (2) ] .
وروى الإمامان: مالك، والشافعي، والنسائي، وابن أبي شيبة عن أبي أمامة: سهل بن حنيف- رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يعود فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا، فاشتكت امرأة مسكينة فأخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم بمرضها وطال سقمها، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم، فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، وقال: «إن ماتت فلا تدفنوها حتى أصلي عليها» ، فتوفيت. فجاؤوا بها إلى المدينة بعد العتمة فوجدوا رسول الله- قد نام، فكرهوا أن يوقظوه، فصلوا عليها، ودفنوها ببقيع الغرقد، فلما أصبح رسول الله- صلى الله عليه وسلم جاءوا فسألهم عنها فقالوا: قد توفيت يا رسول الله قال: «ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟» فقالوا يا رسول وجدناك نائما، فكرهنا أن نوقظك ونخرجك ليلا، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم إلى قبرها فصلّى بهم على قبرها وكبر أربع تكبيرات» [ (3) ] .
وروى الشيخان، وابن حبان، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله- صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا: ماتت فقال: «أفلا آذنتموني؟» قال: فكأنهم صغروا أمرها، فقال:«دلّوني على قبرها» ، فدلّوه فصلى على قبرها» [ (4) ] .
[ (1) ] الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي 3/ 47 رجاله موثقون.
[ (2) ] قال الهيثمي في الصحيح طرف منه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح المجمع 3/ 36 وأخرجه الدارقطني 2/ 77.
[ (3) ] مالك في الموطأ 2/ 59 والشافعي في المسند 1/ 208، 209 (576) والنسائي 4/ 55.
[ (4) ] أخرجه البخاري 3/ 204 (1337) ومسلم 2/ 659 (71/ 956) والمرأة هي أم محجن كما ذكر الحافظ في الفتح.