الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 - بَابُ ذِكْرِ الذنوب
4242 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ"(1).
4243 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، قال: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي النبي صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا"(2).
= وأخرجه أبو يعلى (1796)، وابن حبان (357)، والمزي في ترجمة عيسى بن جارية من "تهذيب الكمال" 22/ 590 من طريق يعقوب بن عبد الله، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (6921)، ومسلم (120) من طريقين عن أبي وائل شقيق بن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(3596)، و"صحيح ابن حبان"(396).
والمراد بالإساءة في هذا الحديث الكفر كما بيَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 266.
(2)
حديث قوي، خالد بن مخلد حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع هنا، وعوف بن الحارث -وهو ابن الطفيل بن سخبرة- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري في "صحيحه" حديثًا واحدًا في الأدب. =
4244 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11811) من طريق أبي عامر العقدي، عن سعيد بن مسلم بن بانك، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24415)، و "شرح مشكل الآثار"(4006) و (4007)، و"صحيح ابن حبان"(5568).
وفي الباب عن سهل بن سعد عند أحمد (22808) بإسناد صحيح بلفظ: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإن مثل مُحَقَّرات الذنوب كقوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحَقراتِ الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
وعن ابن مسعود عنده أيضًا (3818) بسند حسن في الشواهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه" وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلًا: كمثل قوم نزلوا أرض فلاةِ، فحضر صنيع القوم (طعامهم)، فجعل الرجل ينطلق، فيجيءُ بالعود والرجل بجيء بالعود حتى جمعوا سوادًا، فاججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها.
المحقَّرات: بفتح القاف المشددة الصغائر: ونقل المناوي عن العلائي: أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها، فإن في إهمالها إهلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان، فيفرح بالصغيرة، ويتبجح بها، ويَعدُّ التمكنَ منها نعمةً غافلًا عن كونها وإن صغرت سببًا للشقاوة حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه لشدة فرحه بمقارفته فيقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه، ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحته وذكرت مساوئه حتى أخجلته، وكيف استخففت به وحقرته، ويقول التاجر: أما رأيت كيف روجت عليه الزائف، وكيف خدعته وغبنته، وذلك وأمثاله من المهلكات.
زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " (1).
4245 -
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ
عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عز وجل هَبَاءً مَنْثُورًا" قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ:"أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"(2).
(1) حديث قوي، هشام بن عمار متابع، ومحمد بن عجلان صدوق قوي الحديث. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (3624)، والنسائي في "الكبرى"(10179) و (11954) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(7952)، و"صحيح ابن حبان"(935).
قال صاحب "النهاية": أصل الرين الطبع والتغطية والختم، ومنه قوله تعالى:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] قال الفراء في "معاني القرآن" 3/ 246: كثرت المعاصي والذنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها.
(2)
إسناده حسن من أجل عقبة بن علقمة بن حديج. أبو عامر الألهاني: هو عبد الله بن غابر.
وأخرجه الروياني في "مسنده"(651)، والطبراني في "الأوسط"(4632)، وفي "الصغير"(662)، وفي "مسند الشاميين"(680)، والمزي في ترجمة عبد الله بن غابر من "تهذيب الكمال" 15/ 488 من طريقين عن علقمة بن حديج، بهذا الإسناد.