الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ
4237 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (1).
4238 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ؟ " قُلْتُ: فُلَانَةُ، لَا تَنَامُ -تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا (2) - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا" قَالَتْ: وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ (3).
(1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1225) وخرَّجناه هناك.
(2)
في (ذ) و (م): صلاحها.
(3)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الكوفي.
وأخرجه البخاري (43)، ومسلم (785)(221)، والنسائي 3/ 218 و 8/ 123 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد"(24189)، و"صحيح ابن حبان"(2586).
وأخرجه بنحوه مسلم (785)(220) من طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة، به.
وأخرج قوله: "عليكم بما تطيقون
…
" البخاري (5861)، ومسلم (782)(215)، وأبو داود (1368)، والنسائي 2/ 68 - 69 من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. =
4239 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ الْعَيْنِ فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَذَهَبَ حَنْظَلَةُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ -أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ- يَا حَنْظَلَةُ، سَاعَةً وَسَاعَةً"(1).
= وأخرج قولها: "كان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه" مسلم (783)(217) من طريق علقمة، و (782)(216) من طريق أبي سلمة، و (783)(218) من طريق القاسم بن محمَّد، والترمذي (3073) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن عائشة، بلفظ "العمل" بدل "الدين"، وزاد بعضهم:"وإن قل"، وألفاظهم متقاربة، وفي رواية أبي سلمة والقاسم رَفعُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم -من قوله.
قال البغوي في "شرح السنة" 4/ 49 تعليقًا على قوله: "لا يمل حتى تملوا" معناه لا يملُّ الله وإن مللتم، لأن الملال (وهو استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته) عليه لا يجوز.
وقيل: معناه: إن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله.
وقيل: معناه لا يترك الله الثواب والجزاء ما لم تملوا من العمل، ومعنى الملال: الترك، وأن من مل شيئًا تركه وأعرض عنه فكنى بالملال عن الترك، لأنه سبب الترك. وقال الإسماعيلي وجماعة من المحققين: إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازًا.
قال القرطبي المحدث: ووجه مجازه أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل ملالًا، عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية الشيء باسم سببه.
(1)
إسناده صحيح، رواية سفيان -وهو ابن سعيد الثوري- عن الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. =
4240 -
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ"(1).
4241 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ، فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عليكم بالقصد - ثَلَاثًا - فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا"(2).
= وأخرجه مسلم (2750)، والترمذي (2683) من طريقين عن الجريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2620) من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن حنظلة بنحوه.
وهو في "مسند أحمد"(17609).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله.
وهو في "مسند أحمد"(8600) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرج قوله: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، البخاري (1966) من طريق همام، ومسلم (1103)(58) من طريق أبي زرعة والأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
ولقوله: "إن خير العمل أدومه وإن قل" شاهد من حديث عائشة في الصحيحين، وقد سلف برقم (4238).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية، والمرفوع منه صحيح بشواهده منها حديث عائشة السالف برقم (4238)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (4240). =