الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 - بَابُ ذِكْرِ الْقَبْرِ وَالْبِلَى
4266 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْإِنْسَانِ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْم وَاحِد، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(1).
4267 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ:
كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بكى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟! قَالَ: إِنَّ
= وقوله: لا يتمنى. كذا بإثبات الألف، وهي رواية للنسائي، والجادة حذفها، ليكون دلك علامة جزمه، ويمكن تخريج ما هنا أن تكون إثبات الألف للإشباع، فهو على حد قوله تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [يوسف: 90] فمن قرأ بإثبات الياء، وهي قراءةُ ابن كثير كما في "حجة القراءات" ص 364 ورواية "الصحيحين" وغيرهما:"لا يتمنين" وهو الوجه.
(1)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري (4814)، ومسلم (2955)(141) من طريق الأعمثس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2955)(142)، وأبو داود (4743)، والنسائي 4/ 111 - 112 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (2955)(143) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(8180) و (8283)، و "شرح مشكل الآثار"(2288 - 2294)، و"صحيح ابن حبان"(3138) و (3139).
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ" قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ"(1).
4268 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الْإِسْلَامِ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللَّهَ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ. فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قبل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فرجة قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ
(1) إسناده حسن، هانئ مولى عثمان صدوق، وباقي رجاله ثقات. محمَّد بن إسحاق: هو الصغاني، وهام بن يوسف وعبد الله بن بحير: هما الصنعانيان.
وأخرجه الترمذي (2461) عن هناد، عن ابن معين، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وهو في "مسند أحمد"(454).
النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَقُلْتُهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إلى النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" (1).
4269 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} . قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟
(1) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار المدائني، وابن أبي ذئب: هو محمَّد ابن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(30) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (25089)، وابنه عبد الله في "السنة"(1448) من طريق يزيد ابن هارون، وإسحاق بن راهويه (1170) من طريق روح بن عبادة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(29)، وابن منده في "الإيمان"(1067) من طريق يحيى بن أبي بكير، والبيهقي (29) من طريق شبابة بن سوار، أربعتهم عن ابن أبي ذئب، عن محمَّد ابن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة. والظاهر أن لمحمد بن عمرو ابن عطاء إسنادين لهذا الحديث، فكان يرويه أحيانًا من حديث أبي هريرة، وأحيانًا أخرى من حديث عائشة.
وأصل حديث أبي هريرة عند الترمذي (1094) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقوله: "ولا مشعوف" قال في "النهاية": الشعف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.
فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27](1).
4270 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(2).
(1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (2871)(73)، والنسائي 4/ 101 - 102 عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (1369) و (4699)، وأبو داود (4750)، والترمذي (3385) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه كذلك مسلم (2871)(74)، والنسائي 4/ 101 من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء.
وهو في "مسند أحمد"(18482) و (18575)، و"صحيح ابن حبان"(206).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (1095)، والنسائي 4/ 107 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1379) و (3240) و (6515)، ومسلم (2866)(65) والنساثى 4/ 106 - 107 و 107 - 108 من طرق عن نافع، به.
وأخرجه مسلم (2866)(66) من طريق سالم، عن ابن عمر.
وهو في "مسند أحمد"(4658)، و"صحيح ابن حبان"(3130).
4271 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخبَرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ
أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ"(1).
4272 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الْأُبُلِّيُّ، أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ له (2) الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي"(3).
(1) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع، وباقي رجاله ثقات. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 240، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/ 108.
وهو في "مسند أحمد"(15778)، و "صحيح ابن حبان"(4657).
وأخرجه الترمذي (1735) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، بهذا الإسناد. إلا أنه قال:"أرواح الشهداء" وهي لفظة انفرد بها ابن عيينة، ورواه غيره بلفظ "المسلم" أو "المؤمن".
وقد سلف مطولًا بقصة برقم (1449) وتكلمنا على هذه الرواية هناك.
(2)
سقطت "له" من المطبوع.
(3)
إسناده حسن كما قال البوصيري في "الزوائد"، إسماعيل بن حفص الأبلي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، ورواية الأعمش -وهو سليمان بن مهران- عن أبي سفيان- واسمه طلحة بن نافع- قوية.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(867)، وابن حبان (3116) من طريق إسماعيل بن حفص، بهذا الإسناد.