الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - بَابُ ذِكْرِ الْبَعْثِ
4273 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ صَاحِبَيْ الصُّورِ بِأَيْدِيهِمَا - أَوْ فِي أَيْدِيهِمَا - قَرْنَانِ يُلَاحِظَانِ النَّظَرَ مَتَى يُؤْمَرَانِ"(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، على كلام فيه أيضًا، وقد اختلف عليه في لفظه، فرواه عنه عباد بن العوام كما هنا، ورواه حفص بن غياث عنه به بلفظ:"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنا ظهره، وجحظ بعينيه" قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله، توكلنا على الله" وهذا اللفظ هو المحفوظ عن عطية، وعطية -وهو ابن سعد العوفي- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (2600) و (3524) من طريقين عن عطية عن أبي سعيد بلفظ حفص المذكور آنفا.
وهو في "مسند أحمد"(11539) و (11696)، و "شرح مشكل الآثار"(5345) و (5346).
وقد تابع عطية عليه بهذا اللفظ المحفوظ أبو صالح -واسمه ذكوان السمَّان- عند الطحاوي في "شرح المشكل"(5342) و (5343)، وابن حبان (328). وإسناده صحيح.
أما لفظ ابن ماجه فقد أخرجه البزار (3424 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 559 من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وقال الحاكم: تفرد به خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم. قلنا: وخارجة متروك.
والمشهور أن صاحب الصور واحد وهو إسرافيل عليه السلام لا اثنان، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 368 الأحاديث في ذلك، ثم قال: وجاء أن الذي ينفخ غيره
…
فإن ثبت حُمِلَ على أنهما جميعًا ينفخان. وذكر هناك تلك الأحاديث، وأسانيدها ضعاف، والصحيح منها موقوف، وما ذكره عن "مسند أحمد" من حديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي مرية (وتصحفت في المطبوع إلى: هريرة) أو عبد الله بن عمرو على الشك وقال فيه: رجاله ثقات، لا يصح كما هو مبين في "المسند"(6804).
وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك بلفظ: "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنا ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دُرِّيان لم يَطرِف قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك" أخرجه الخطيب في "تاريخه" 153/ 5 من طريق أحمد ابن محمَّد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، حدثنا أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
ورجاله ثقات غير أحمد بن منصور الخصيب، فلم يذكر فيه الخطيب جرحًا ولا تعديلًا، ومع ذلك فقد أدرجه الضياء المقدسي في "المختارة" برقم (2567).
وآخر من حديث جابر عند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 189، وسنده حسن في الشواهد، ولفظه:"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنا جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ" قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال:"قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل".
تنبيه: جاء في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني 3/ 489 في الاستدراكات ما نصه: تنبيه: قال ابن جرير الطبري: تظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن إسرافيل قد التقم الصور وحنا جبهته ينتظر متى يُؤمَرُ فينفخ" نقله عنه الحافظُ ابنُ كثير في "تفسيره" 2/ 172، وأتبعه بقوله: رواه مسلم في "صحيحه"، وهذا وهم محض. ثم تكلم في حق مُختصِرِه كلامًا لا يليق بأهل العلم أن يتفوهوا بمثله. وكان ينبغي على الشيخ -وهو الذي يصفه المفتونون به بحافظ العصر! - أن يتأكد هل قال ابن كثير: رواه مسلم، أم هذا مما أقحمه النساخ، إنه لو كان يتعاطى صناعة التحقيق، لرجع إلى الطبعة المحققة المتقنة من "تفسير ابن كثير"، فإنه لن يجد هذا العزو، انظر الجزء الثالث ص 276 من طبعة الشعب، فقد ذكر المحققون الثلاثة أن عزو الحديث إلى مسلم قد ورد في الطبعات السابقة على حين خلت منه مخطوطة الأزهر التي اعتمدوا عليها، وهي نسخة نفيسة متقنة. ولو رجع أيضًا إلى نهاية ابن كثير =
4274 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَدَهُ فَلَطَمَهُ، قَالَ: تَقُولُ هَذَا وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ عز وجل، وَمَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ" (1).
= 1/ 267 - 268 لرأى أن الحافظ ابن كثير قد سرد أحاديث الصور، ونسبها إلى أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا، ولم يذكر في واحد منها أنه رواه مسلم، لو أنه فعل ذلك لجزم بأن هذه الزيادة مقحمة على نص ابن كثير. وربما يكون عذره أنه لا يتعاطى صناعةَ التحقيق، وقد أقر على نفسه بذلك في مقدمة "صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 15 مسوغًا لنفسه التنصُّل من الأخطاء والتحريفات التي تقع له في منقولاته فقال: لست أتحمل مسؤولية ما قد يكون في بعض الأصول والمصادر التي أُقرِّبها وأُميز أحاديثها من الأخطاء، لأن العناية بها وتصويبها أمرٌ آخر له أهله. ونحن نقبل منه هذا العذر، لكن لا ينبغي له أن يرتب على هذه الأخطاء مذمَّة الآخرين والاساءة إليهم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 11/ 455.
وأخرجه الترمذي (3526) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. =
4275 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ -وَقَبَضَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ " قَالَ: وَيَتَمَايَلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ (1)
4276 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَاتِمِ ابْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:"عُرَاةً حُفَاةً". قُلْتُ: وَالنِّسَاءُ؟ قَالَ: "وَالنِّسَاءُ" قُلْتُ:
= وأخرجه البخاري (3408)، ومسلم (2373)(161) من طريق الزهري، عن أبرب سلمة وسجد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (2411)، ومسلم (2373)(160)، وأبو داود (4671)، والنسائي في "الكبرى"(7710) و (11393) من طريق الزهري، عن أبي سلمة والأعرج، عن أبي هريرة. وليس فيه عند النسائي قصة اليهودي.
وأخرجه مختصرًا البخاري (3414)، ومسلم (2373)(159)، والنسائي في "الكبرى"(11394) من طريق الأعرج وحده، والبخاري (4813) من طريق الشعبي، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(5786) و (9822)، و"شرح مشكل الآثار"(5350).
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (198) وخرَّجناه هناك.
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا يُسْتَحْيَا؟ قَالَ:"يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ أَهَمُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ"(1).
4277 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ،
(1) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه البخاري (6527)، ومسلم (2859)(56)، والنسائي 4/ 114 - 115 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/ 114 من طريق عروة، عن عائشة.
وهو في "مسند أحمد"(24265) و (24588).
وقوله: "الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض" في رواية البخاري: قال: "الأمر أشد من أن يهمهم ذلك" قال الحافظ: هو بضم أوله وكسر الهاء من الرباعي، يقال: أهمه الأمر، وجوز ابن التين فتح أوله وضم ثانيه، من: همه الشيءُ: إذا آذاه والأول أولى.
ووقع في رواية يحيى بن سعيد عن حاتم عند مسلم: قال: "يا عائش الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض" وللنسائي والحاكم من طريق الزهري عن عائشة قلت: يا رسول الله فكيف بالعورات قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] " وللترمذي، والحاكم من طريق عمان بن عبد الرحمن القرظي قرأت عائشة {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94] فقالت: واسوأتاه الرجال والنساء يحشرون جميعًا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، فقال: {لِكُلِّ امْرِئٍ
…
} الآية وزاد: "لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، مشغل بعضهم عن بعض".
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي، فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ، وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ" (1).
4278 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: "يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ"(2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة كما في "المراسيل" ص 39 - 40، وعلي ابن الله وريني كما في "جامع التحصيل" ص 195. وقد اختلف على علي بن علي بن رفاعة في إسناده وفي رفعه ووقفه، كما هو مبين في "المسند" (19715).
وهو في "الزهد" لوكيع (366).
وأخرجه الترمذي (2594) عن أبي كريب، عن وكيع، عن علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي بن علي، وهو الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
وهو في "مسند أحمد"(19715)، وفيه تمام الكلام عليه.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان-. ابن عون: هو عبد الله.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 233.
وأخرجه البخاري (6531)، ومسلم (2862)، والترمذي (2590) و (3626)، والنسائي في "الكبرى"(11593) من طريق ابن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4938)، ومسلم (2862)، والترمذي (2589) و (3625)، والنسائي (11592) من طرق عن نافع، به. =
4279 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] فَأَيْنَ يكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "عَلَى الصِّرَاطِ"(1).
4280 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيِّ أَحَدِ بَنِي لَيْثٍ- قَالَ: وَكَانَ فِي حَجْرِ أَبِي سَعِيدٍ- قَالَ:
سَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ - يَقُولُ: سمعت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ عَلَى حَسَكٍ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوجٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ، وَمُحْتَبَسٌ بِهِ، وَمَنْكُوسٌ فِيهَا"(2).
= وهو في "مسند أحمد"(4613) و (6075)، و "صحيح ابن حبان"(7331) و (7332).
(1)
إسناده صحيح. داود: هو ابن أبي هند، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني.
وأخرجه مسلم (2791)، والترمذي (3386) و (3523) من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24069)، و"صحيح ابن حبان"(331) و (7380).
(2)
إسناد حسن، محمَّد بن إسحاق صدوق وقد صرَّح بالتحديث، وعبيد الله ابن المغيرة روى عنه جمع، ووثقه العجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وهو مطولًا في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 176 - 177.
وأخرجه أحمد (11081) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =
4281 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ
عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71]، قَالَ:"أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] "(1).
= وأخرجه بنحوه البخاري (7439)، ومسلم (183) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد"(11127)، و"صحيح ابن حبان"(7377).
وقوله: "مخدوج" هكذا في أصولنا الخطية بالخاء المعجمة وفي آخره جيم. ورواه الباقون "مخدوش" بالشين، والمخدوش: الممزق، وقوله: ومنكوس فيها، أي: في جهنم، ولغير ابن ماجه: ومكدوس وهو المصروع.
فالأقسام ثلاثة: ناج بلا خدش، وهالك من أول وهلة، ومتوسط بينهما يصاب ثم ينجو.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي سفيان -واسمه طلحة ابن نافع- فإنه وإن أخرج له الشيخان فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة، وقد اختلف على الأعمش في هذا الإسناد.
فروي عنه من حديث حفصة هنا، وهو في "مسند أحمد"(26440).
وروي عنه من حديث أم مبشر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة
…
، وهو في "مسند أحمد"(27042) و (27045)، وفي "صحيح ابن حبان"(4800).
وروي عنه من حديث جابر، وهو في "مسند أحمد"(15262).
وأخرجه مسلم (2496) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة
…
وأخرج أبو داود (4653)، والترمذي (4197)، والنسائي في "الكبرى"(11444) من طريق أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا:"لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".