الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْفِتْنَةِ
3957 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، فَاخْتَلَفُوا وَكَانُوا هَكَذَا؟ " وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ، وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامِّكُمْ"(1).
= الخِباء: بنت من صوف أو وبر.
ينتضل: من انتَضَلَ القومُ: إذا رموا سهامهم للسَّبق.
في جَشَره، أي: في إخراجه الدوابَّ إلى الرعي.
وقوله: "يرقق بعضها بعضًا" قال السندي: أي: يزين بعضُها بعضًا، أو يجعل بعضها بعضًا رقيقًا، والحاصل أن المتأخرةَ مِن الفتنةِ أعظمُ مِن المتقدمة، فتصيرُ المتقدمة عندها رقيقة.
"فأعطاه صفقة يمينه" أي: عهده وميثاقه.
"وثمرة قلبه" أي: خالص عهده.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (4342) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به.
وأخرجه أبو داود (4343)، والنسائي في "الكبرى"(9962) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرج البخاري بعضًا منه برقم (478 - 480) من طريق واقد بن محمَّد بن زيد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس
…
"، ولم يسقه بتمامه.
والحديث في "مسند أحمد"(7063). =
3958 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ الْمُشَعَّثِ بْنِ َطرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ
وَمَوْت يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى يُقَوَّمَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ؟ " -يَعْنِي الْقَبْرَ- قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - أَوْ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ - قَالَ: "تَصَبَّرْ" قَالَ:"كَيْفَ أَنْتَ وَجُوع يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ؟ " قَالَ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ - أَوْ مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ" ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْل يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تًغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ " قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: "الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ:"شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا، وَلَكِنْ ادْخُلْ بَيْتَكَ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ دُخِلَ بَيْتِي؟ قَالَ:"إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، فَيَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ"(1).
= قال السندي: قوله: "يُغربَل الناس فيه" أي: يذهب خيارُهم، ويبقى شِرارُهُم
وأراذلهم.
"حثالةٌ" الرديء من كل شيء، والمراد: أراذلهم.
"قد مَرِجت" أي: اختلفت وفسدت.
"على خاصتكم" أي: على من يختص بكم من الأهل والخدم، أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم.
(1)
إسناد الحديث من هذا الوجه ضعيف لجهالة المشعث بن طريف، فقد تفرد به حماد بن زيد، فروايته عن أبي عمران الجوني، عن المشعث بن طريف، =
3959 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ الْمُتَشَمِّسِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:"الْقَتْلُ، الْقَتْلُ" فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا
= عن عبد الله بن الصامت -وقد خالفه غير واحد كشعبة وحماد بن سلمة ومعمر- على ما هو مبيَّن في التعليق على الحديث في "مسند أحمد" برقم (21325) - فرووه عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن الصامت، بإسقاط المشعث من بينهما، وهو من هذا الوجه صحيح، والله تعالى أعلم.
وأخرجه من طريق حماد بن زيدِ أبو داود (4261) عن مسدد، عنه، بهذا الإسناد.
وانظر "مسند أحمد"(21325)، و"صحيح ابن حبان"(5960).
الوصيف: العبد، والبيت: قيل: المراد به القبر، وهو بيان لكثرة الموت حتى تصير القبور غالية لكثرة الحاجة إليها وقلة الحفارين. وقيل: المراد بالبيت المتعارَف، والمعنى أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيُباع البيت بعبدٍ مع أن البيت عادة يكون أكثر قيمةً.
"حجارة الزيت"، قال السندي: موضع بالمدينة في الحَرَّة، سُمي بها لسواد الحجارة كأنها طُليَت بالزيت، أي: الدم يعلو حجارةَ الزيت ويسترها لكثرة القتلى.
"الحق بمن أنت منه" أي: بأهلك وعشيرتك التي خرجت من عندهم، أي: ارجع إليهم.
وقوله: "فيبوء بإثمك وإثمه" قال في "النهاية": أي: كان عليه عقوبة ذنبه وعقوبة قتل صاحبه، فأضاف الإثم إلى صاحبه، لأن قتله سبب لإثمه.
قَرَابَتِهِ" فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ".
ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: وَايْمُ اللَّهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ منها كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا (1).
3960 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُبَيْدٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ جرْدَانَ (2) قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُدَيْسَةُ بِنْتُ أُهْبَانَ، قَالَتْ:
لَمَّا جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هَاهُنَا، الْبَصْرَةَ، دَخَلَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَلَا تُعِينُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، أَخْرِجِي سَيْفِي. قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ،
(1) إسناده صحيح. عوف: هو ابن أبي جمبلة الأعرابي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(265)، وابن أبي شيبة 15/ 105 - 106، وأحمد في "المسند"(19636)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(17)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 226 من طرق عن الحسن، به- وانظر تتمة تخريجه والتعليق عليه في "مسند أحمد".
قوله: "هَباء" أي: ناس بمنزلة الغبار. قاله السندي.
(2)
كذا في أصولنا الخطية، وعلى حاشية (م): صوابه حرادان. وفي ترجمته من "الجرح والتعديل" 5/ 102: إمام مسجد المسارج ويقال: مسجد جرادان. قال المعلمي اليماني في حاشيته: وفي (م): حرادان، وكذا جاء في "تعجيل المنفعة". وفي "تهذيب الكمال" ترجمة (3408): مؤذن مسجد المسارج وهو مسجد عتبة بن غزوان ويعرف بمسجد جرادار، ويقال: شرادار المسارج.
فَسَلَّ مِنْهُ قَدْرَ شِبْرٍ، فَإِذَا هُوَ خَشَبٌ، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ "إِذَا كَانَتْ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَاتَّخِذُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ" فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ مَعَكَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكَ، وَلَا فِي سَيْفِكَ (1).
3961 -
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمْ الْحِجَارَةَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ"(2).
(1) إسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (2349) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن عبد الله ابن عبيد، به. وحسّنه.
وهو في "مسند أحمد"(20670).
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه أبو داود (4259) عن مسدَّد، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا الترمذي (2350) من طريق همام بن يحيى، عن محمَّد بن جحادة، به - واقتصر على قوله: "كسِّروا فيها قسيَّكم
…
" إلخ. وحسَّنه.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4262) بطوله من طريق عاصم الأحول، عن أبي كبشة، عن أبي موسى. وأبو كبشة مجهول.
وهو في "مسند أحمد"(19730)، و"صحيح ابن حبان"(5962).
وله شواهد مخرجة في "مسند أحمد" عند الحديثين (19662) و (19663). =