الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4246 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وَسُئِلَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: "الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ، وَالْفَرْجُ"(1).
30 - بَابُ ذِكْرِ التَّوْبَةِ
4247 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْهُ بِضَالَّتِهِ، إِذَا وَجَدَهَا"(2).
(1) إسناده حسن، عم عبد الله بن إدريس -واسمه داود بن يزيد الأودي، وإن كان ضعيفًا- قد تابعه في الإسناد نفسه آخره إدريس بن يزيد، وجد عبد الله بن إدريس -واسمه يزيد بن عبد الرحمن الأودي- روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يُجرح.
وأخرجه الترمذي (2122) من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبيه وحده، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح غريب.
وهو في "مسند أحمد"(7957)، و"شرح مشكل الآثار"(4429)، و"صحيح ابن حبان"(476).
وأخرج الترمذي (2573) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة رفعه:"من وقاه الله شر ما بَيْن لَحييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة"، وصححه ابن حبان (5703).
وقوله: لَحييه: هو بفتح اللام وسكون الحاء: العظمان في جانبي الفم، والمراد بما بينهما: اللسان وما يتأتى به النطق.
(2)
إسناده صحيح، شبابة: هو ابن سوار، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري. =
4248 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمْ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ لَتَابَ الله عَلَيْكُمْ"(1).
4249 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ، فَالْتَمَسَهَا، حَتَّى إِذَا أَعْيَا
= وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2743) / (2)، والترمذي (3849) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2743) / (1) من طريق أبي صالح، و (2) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(8192)، و"صحيح ابن حبان"(621).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل يعقوب بن حميد ابن كاسب. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير.
وله شاهد من حديث أبي ذر، سلف عند المصنف برقم (3821)، ولفظه:"ومَن لقيني بقراب الأرض خطيئة، ثم لا يشرك بي شيئًا، لقيتُه بمثلها مغفرة"، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أنس عند أحمد (13493)، والترمذي (3852)، ولفظ أحمد:"والذي نفسي بيده، لو خَطِئتم حتى تملا خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم"، ولفظ الترمذي:"يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" وإسنادهما حسن في الشواهد.
تَسَجَّى بِثَوْبِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حَيْثُ فَقَدَهَا، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ" (1).
4250 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ"(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع وعطية -وهو ابن سعد العوفي- وسفيان قد توبع.
وأخرجه أحمد (11791)، وأبو يعلى (1352)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 218 من طريقين عن عطية، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وهو السالف برقم (2447). وانظر بقية شواهده عند حديث ابن مسعود في "المسند"(3627).
(2)
حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن وهيب ابن خالد تغير بأخرة، وأبو عبيدة لم يسمع من أببه ابن مسعود.
وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 471، قال السخاوي في "المقاصد" ص 152: يعني لشواهده. معمر: هو ابن راشد، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 297، والسهمي في "تاريخ جرجان"(674)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(108)، والبيهقي 10/ 154، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 258 من طريق محمَّد بن عبد الله الرقاشي، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: وغيره (يعني الرقاشي) لا يرفعه. وقال الخطب: تفرد بروايته محمَّد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعًا، ولم يتابع عليه. قلنا: يل تابعه عليه معلى بن أسد -وهو ثقة- فرواه عن وهيب به مرفوعًا، =
4251 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"(1).
= أخرجه من طريقه الطبراني (10281)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 210، وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الكريم، لم يصله عن معمر إلا وهيب.
وأخرجه البيهقي 10/ 154، والخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 257 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن ابن مسعود موقوفًا. وهو منقطع بين زياد بن أبي مريم وبين ابن مسعود.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البيهقي في "السُّنن" 10/ 154، وفي "الشعب" (7178). وقال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف. وقال السخاوي: سنده ضعيف، فيه مَن لا يُعرف، وروي موقوفًا، قال المنذري: ولعله أشبه، بل هو الراجح.
وآخر من حديث أبي سعد الأنصاري عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" - كما في "الإصابة" لابن حجر 7/ 174 - ، وأبي نعيم في "الحلية" 10/ 398، وإسناده ضعيف.
وثالث لا يفرح به من حديث أبي عتبة الخولاني عند البيهقي 10/ 154، وفي إسناده عثمان بن عبد الله الشامي، يروي الموضوعات عن الثقات كما في "الميزان" 3/ 41.
وقد صح عن الشعبي من قوله عند ابن الجعد في "مسنده"(1756)، وأبي نعيم في "الحلية" 4/ 218، والبيهقي في "الشعب"(7196)، غير أن رواية أبي نعيم: "عن الشعبي: كان يقال: التائب
…
".
(1)
حسن إن شاء الله، رجاله ثقات غيرَ علي بن مسعدة، وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود الطيالسي، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه البخاري وأبو داود والنسائي، وممن ضعف الحديث به الذهبي والزين العراقي، وصححه الحاكم 4/ 244، وابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 414. =
4252 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ، ابْنِ مَعْقِلٍ قَالَ:
دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ" فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"؟ قَالَ: نَعَمْ (1)
4253 -
حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، أَخبَرنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
= وأخرجه الترمذي (2667) عن أحمد بن منيع، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(13049).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه، وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديثَ عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم كما في هذه الرواية، منهم سفيان الثوري وابن عيينة وخصيف ابن عبد الرحمن. وخالفهم جماعة رووه عن عبد الكريم فقالوا: زياد بن الجراح. وقد بسط هذه المسألة ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 101 - 102، والدارقطني في "العلل" 5/ 193، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 511 - 514، وابن حجر في "تهذيبه" 3/ 384 - 385، ورجح ابن أبي حاتم والحافظ أنه زياد بن الجراح. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح لأنه ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وابن معقل: هو عبد الله، وهام بن عمار متابع.
وأخرجه الحميدي (105)، وابن أبي شيبة 9/ 361، وأحمد (3568)، وأبو يعلى (4969) و (5129)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1465)، والحاكم 4/ 243، والبيهقي 10/ 154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر تمام تخريجه والكلام عليه "مسند أحمد" و"شرح مشكل الآثار" و"صحيح ابن حبان"(612) و (614).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو (1)، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ"(2).
4254 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِي هَذِهِ؟ فَقَالَ:"هِيَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي"(3).
(1) كذا وقع في الأصول الخطية والمطبوع، وهو وهم نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف"(6674)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء"5/ 161، والصواب: عبد الله بن عمر، كما في مصادر التخريج.
(2)
إسناده حسن من أجل ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي- والوليد بن مسلم -وإن كان مدلسًا ورواه بالعنعنة- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (3847) و (3848) من طريقين عن ابن ثوبان، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب.
وهو في "مسند أحمد"(6160)، و"صحيح ابن حبان"(628).
قوله: "ما لم يغرغر" قال ابن الأثير: أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريضُ، والغرغرة: أن يجعلَ المشروبَ في الفم، ويُرَدَّدُ إلى أصل الحلق ولا يُبلع.
(3)
إسناده صحيح. المعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وقد سلف برقم (1398)، وخُرِّجَ هناك.
4255 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ؟ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ - أَوْ مَخَافَتُكَ - يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بذَلِكَ"(1).
(1) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20548)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2756)(25).
وأخرجه البخاري (3481)، ومسلم (2756)(26)، والنسائي 4/ 112 من طريق الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7506)، ومسلم (2756)(24)، والنسائي في "الكبرى"(11825) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(7647)، و"شرح مشكل الآثار"(561) و (562).
قوله: "ليِّن قدر الله علي" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 523: قال الخطابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يُغفَر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟
والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما جهل، فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يُعاد فلا يُعذَّب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله.
وقال السندي في حاشيته على "المسند": لا يلزم أنه نفى القدرة، فصار بذلك كافرًا، فكيف يُغفر له؟ وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن، وإنما فرض غيرَ المستحيل -وهو إعادته بعد الحرق والسحق والذر في الريح في البحر- مستحيلًا فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر هو الأول دون الثاني.
4256 -
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: لِئَلَّا يَتَّكِلَ رَجُلٌ، وَلَا يَيْأسَ رَجُلٌ (1).
4257 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَسَلُونِي الْمَغْفِرَةَ فَأَغْفِرَ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَتْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي جَنَاح
(1) إسناده صحيح.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20549)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2243)(152) و (2619) وبإثر الحديث (2756)(25).
وهو في "مسند أحمد"(7648)، و"صحيح ابن حبان"(5621).
وأخرجه البخاري (3318)، ومسلم بإثر الحديث (2618)(134) من طريق سعيد المقبري، ومسلم (2243)(152) من طريق عروة بن الزبير، و (2619)(135) من طريق همام، ثلاثتهم عن أبي هريرة.