المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب تعبير الرؤيا - سنن ابن ماجه - ت الأرنؤوط - جـ ٥

[ابن ماجه]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ الدُّعَاءِ

- ‌1 - باب فضل الدعاء

- ‌2 - بَابُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - بَابُ مَا تَعَوَّذَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بَابُ الْجَوَامِعِ مِنْ الدُّعَاءِ

- ‌5 - بَابُ الدُّعَاءِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ

- ‌6 - بَابٌ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ

- ‌7 - بَابٌ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ

- ‌8 - بَابٌ: لَا يَقُولُ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ

- ‌9 - بَابُ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ

- ‌10 - بَابُ أَسْمَاءِ اللَّهِ عز وجل

- ‌11 - بَابُ دَعْوَةِ الْوَالِدِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌12 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ

- ‌13 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ

- ‌14 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى

- ‌15 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ

- ‌16 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا انْتَبَهَ مِنْ اللَّيْلِ

- ‌17 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ

- ‌18 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌19 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ

- ‌20 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ

- ‌21 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى السَّحَابَ وَالْمَطَرَ

- ‌22 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ

- ‌أَبْوَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا

- ‌1 - بَاب: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ

- ‌2 - بَابُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ

- ‌3 - بَابٌ: الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ

- ‌4 - بَابُ مَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا

- ‌5 - بَاب: مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ فِي مَنَامِهِ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ

- ‌6 - بَابُ الرُّؤْيَا إِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ فَلَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ

- ‌7 - بَابٌ: عَلَامَ تُعَبَّرُ بِهِ الرُّؤْيَا

- ‌8 - بَابٌ: مَنْ تَحَلَّمَ حُلُمًا كَاذِبًا

- ‌9 - بَابٌ: أَصْدَقُ النَّاسِ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا

- ‌10 - بَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا

- ‌أَبْوَابُ الْفِتَنِ

- ‌1 - بَابُ الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ حُرْمَةِ دَمِ الْمُؤْمِنِ وَمَالِهِ

- ‌3 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النُّهْبَةِ

- ‌4 - بَابٌ: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ

- ‌5 - بَاب لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ

- ‌6 - بَابٌ: الْمُسْلِمُونَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عز وجل

- ‌7 - بَابُ الْعَصَبِيَّةِ

- ‌8 - بَابُ السَّوَادِ الْأَعْظَمِ

- ‌9 - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْ الْفِتَنِ

- ‌10 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌11 - بَاب إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا

- ‌12 - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌13 - بَابُ الْعُزْلَةِ

- ‌14 - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ

- ‌15 - بَابٌ: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

- ‌16 - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنْ الْفِتَنِ

- ‌17 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌18 - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ

- ‌19 - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- ‌20 - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ

- ‌21 - بَابُ قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

- ‌22 - بَابُ الْعُقُوبَاتِ

- ‌23 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

- ‌24 - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ

- ‌25 - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌26 - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

- ‌27 - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْآيَاتِ

- ‌29 - بَابُ الْخُسُوفِ

- ‌30 - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ

- ‌31 - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ

- ‌32 - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌33 - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَالِ وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌34 - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌35 - بَابُ الْمَلَاحِمِ

- ‌36 - بَابُ التُّرْكِ

- ‌أَبْوَابُ الزُّهْدِ

- ‌1 - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا

- ‌2 - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا

- ‌3 - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا

- ‌4 - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ

- ‌5 - بَابُ فَضْلِ الْفُقَر

- ‌6 - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاء ِ

- ‌7 - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌8 - بَابٌ فِي الْمُكْثِرِينَ

- ‌9 - بَابُ الْقَنَاعَةِ

- ‌10 - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ

- ‌14 - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ

- ‌15 - بَابُ الْحِكْمَةِ

- ‌16 - بَابٌ: الْبَرَاءَةُ مِنْ الْكِبْرِ وَالتَّوَاضُعُ

- ‌17 - بَابُ الْحَيَاءِ

- ‌18 - بَابُ الْحِلْمِ

- ‌19 - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ

- ‌20 - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ

- ‌21 - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

- ‌22 - بَابُ الْحَسَدِ

- ‌23 - بَابُ الْبَغْيِ

- ‌24 - بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى

- ‌25 - بَابُ الثَّنَاءِ الْحَسَنِ

- ‌26 - بَابُ النِّيَّةِ

- ‌27 - بَابُ الْأَمَلِ وَالْأَجَلِ

- ‌28 - بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌29 - بَابُ ذِكْرِ الذنوب

- ‌30 - بَابُ ذِكْرِ التَّوْبَةِ

- ‌31 - بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ

- ‌32 - بَابُ ذِكْرِ الْقَبْرِ وَالْبِلَى

- ‌33 - بَابُ ذِكْرِ الْبَعْثِ

- ‌34 - بَابُ صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌35 - بَابُ مَا يُرْجَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌36 - بَابُ ذِكْرِ الْحَوْضِ

- ‌37 - بَابُ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ

- ‌38 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ

- ‌39 - بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ

الفصل: ‌10 - باب تعبير الرؤيا

‌10 - بَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا

3918 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدَينِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ سَمْنًا وَعَسَلًا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَرَأَيْتُ سَبَبًا وَاصِلًا إِلَى السَّمَاءِ، ورَأَيْتُكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا بِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي أَعْبُرُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اعْبُرْهَا. قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا مَا يَنْطُفُ مِنْهَا مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَهُوَ الْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ، وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ مِنْهُ النَّاسُ فَالْآخِذُ مِنْ الْقُرْآنِ كَثِيرًا وَقَلِيلًا، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَقِّ، أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَا بِكَ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ

= الأنوار، ووقت يَنع الثمار وإدراكها، وهما الوقتان يتقارب فيهما الزمان ويعتدل الليل والنهار.

وفيه وجه آخر وهو أن يراد بتقارب الزمان قرب انتهاء أمره، وقد جاء ذلك مرفوعًا حدثناه إسماعيل بن محمَّد أبو علي الصفار، حدثنا الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا" قلنا: وهذا إسناده صحيح، وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20352) ومن طريقه أخرجه الترمذي (2444).

ص: 70

يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. قَالَ: "أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَصَبْتُ مِنْ الَّذِي أَخْطَأْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُقْسِمْ يَا أَبَا بَكْرٍ"(1).

(1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب متابع.

وأخرجه البخاري (7546)، ومسلم (2269)، وأبو داود (3267) و (3269) و (4633)، والنسائي في "الكبرى"(7593) من طريق ابن شهاب الزهري، به.

وهو في "مسند أحمد"(1894) و (2113)، و"صحيح ابن حبان"(111).

وأخرجه مسلم (2269) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عُبيد الله، عن ابن عباس أو أبي هريرة - على الشك.

وأخرجه مسلم (2269)، والنسائي في "الكبرى"(7594) عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُبيد الله، قال عبد الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: عن ابن عباس، وأحيانا يقول: عن أبي هريرة.

وأخرج أبو داود (3268) و (4632) عن محمَّد بن يحيى الذهلي، والترمذي (2446) عن الحسين بن محمَّد الجريري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلًا

فذكره وجعله من مسند أبي هريرة، وقال الترمذي: حديث صحيح.

قلنا: وهذا كله اختلاف لا يضر، لا الشك في اسم الصحابي، ولا إرسال الصحابيّ.

وسيأتي بعده عن محمَّد بن يحيى الذهلي.

قوله: "تنطِفُ" أي: تقطُر.

وقوله: "يتكففون منها" من تكفَّف، إذا أخذ ببطن كفه، أو سأل كفًا من الطعام، أو ما يكف الجوع.

وقوله: "سببًا" أي: حَبلًا. كقوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الحج: 15]. قاله ابن الأثير في "النهاية".

وقد نقل الحافظ في "الفتح" عن ابن المنذر قوله: اختلف فيمن قال: أقسمت بالله أو أقسمت مجردة، فقال قوم: هي يمين وإن لم يقصد، وممن روي ذلك عنه =

ص: 71

3918م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني رَأَيْتُ ظُلَّةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تَنْطِفُ سَمْنًا وَعَسَلًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ (1).

3919 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ مَنْ رَأَى مِنَّا رُؤْيَا يَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي رُؤْيَا يُعَبِّرُهَا لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذُوا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى

= ابن عمر وابن عباس، وبه قال النخعي والثوري والكوفيون، وقال الأكثرون: لا تكون يمينا إلا أن ينوي، وقال مالك: أقسمت بالله يمين، وأقسمت مجردة لا تكون يمينًا إلا إذا نوى، وقال الشافعي: المجردة لا تكون يمينا أصلًا وإن نوى، وأقسمتُ بالله، إن نوى تكون يمينًا، وقال إسحاق: لا تكون يمينا أصلًا، وعن أحمد كالأول، وعنه كالثاني.

وقال ابن التين: فيه أن الأمر بإبرار المقسم خاص بما يجوز الاطلاع عليه، ومن ثم لم يبر قسم أبي بكر، لكونه سأل ما لا يجوز الاطلاع عليه لكل أحد.

(1)

إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه في الطريق السالف قبله.

ص: 72

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ".

قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ (1).

3920 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ

عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْجَنَّةُ لِلَّهِ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَلَكَ بِي فِي منَهْجٍ عَظِيمٍ، فَعُرِضَتْ

(1) إسناده صحيح. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر، ومعمر: هو ابن راشد.

وأخرجه البخاري (1121)، ومسلم (2479) من طريق معمر بن راشد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7028) و (7029)، ومسلم (2479) من طريق نافع، عن ابن عمر.

وهو في "مسند أحمد"(6330)، و"صحيح ابن حبان"(7070) من طريق سالم.

وقوله: لم ترع بضم التاء وفتح الراء من الروع وهو الخوف، والمعنى: لا خوف عليك بعد هذا. ووقع للبخاري في "صحيحه" في التعبير (7028) من رواية الكشميهني: لن تراعَ.

ص: 73

عَلَيَّ طَرِيقٌ عَلَى يَسَارِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ عُرِضَتْ طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي فَسَلَكْتُهَا، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلَقٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ، وَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسَكْ، قُلْتُ: نَعَمْ. فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ، فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ.

ق َالَ: قَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رَأَيْتَ خَيْرًا: أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَسَارِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَمِينِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلَقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا، فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ". فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ (1).

3921 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وهو متابع.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7586) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2484) من طريق سليمان بن مُسهر، عن خرشة بن الحر، به.

وهو في "مسند أحمد"(23790)، و"صحيح ابن حبان"(7166).

وأخرجه بنحوه البخاري (3813)، ومسلم (2484) من طريق محمَّد بن سيرين، عن قيس بن عُباد، عن عبد الله بن سلام.

وهو في "مسند أحمد"(23787).

قوله: "فزَجَل بي" أي: رماني ودفع بي.

ص: 74

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا يَمَامَةُ (1) أَوْ هَجَرٌ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمْ النَّفَرُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدُ، وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا يَوْمَ بَدْرٍ (2) "(3).

3922 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي يَدِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ: مُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِيَّ"(4).

(1) تحرفت في (ذ) و (م) إلى: تهامة.

(2)

في المطبوع: الذي آتانا الله به يوم بدر.

(3)

إسناده صحيح. بُريد: هو ابن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه البخاري (3622)، ومسلم (2272)، والنسائي في "الكبرى"(7603) من طريق بُريد بن أبي بردة، به.

وهو في "صحيح ابن حبان"(6275).

قوله: "فذهب وهَلي" أي: وهمي، يقال: وَهَلَ إلى الشيء بالفتح، يَهِل بالكسر، وهْلًا بالسكون، إذا ذهب وهمُه إليه. قاله في "النهاية".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي -وهو متابع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وهو في "صحيح ابن حبان"(6653). =

ص: 75

3923 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ، قَالَ:

قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ. قَالَ:"خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا فَتُرْضِعِيهِ" فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا أَوْ حَسَنًا فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ، قَالَتْ: فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ، فَضَرَبْتُ كَتِفَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ! "(1).

= وأخرجه البخاري (4375) و (7037)، ومسلم (2274) من طريق همام بن منبه، والبخاري (3621) و (4374)، ومسلم (2274)، والترمذي (2445)، والنسائي في "الكبرى"(7602) من طريق عبد الله بن عباس، كلاهما عن أبي هريرة.

وهو في "مسند أحمد"(8249)، و"صحيح ابن حبان"(6654).

وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7034)، والنسائي (7651) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: ذُكِر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم

" الحديث. وقد تبين من خلال الروايات السابقة أن الذي أخبره بذلك أبو هريرة.

وهو في "مسند أحمد"(2373).

ومسيلمة: هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب من بني حنيفة ولد ونشأ باليمامة، ادعى النبوة وأكثر من وضع أسجاع تضحك الثكلى، وفي خلافة أبي بكر أرسل إليه جيشًا قويًا بقيادة خالد بن الوليد، هاجم ديار بني حنيفة، وانتهت المعركة بظفر المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وقتل مسيلمة سنة 12 هـ.

وأما الأسود العنسي فهو عبهلة بن كعب بن عوف العنسي متنبئ مشعوذ من أهل اليمن، أسلم لما أسلمت اليمن، وارتد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم،وادعى النبوة، وقد استفحل أمره، فتولى قتله فيروز الديلمي، وقيل بن مكشوح فارس مَذحِجِ، وداذويه بمعونة آزاد امرأة الأسود، وذلك في سنة 11هـ.

(1)

حديث صحيح. وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب كما أوضحناه في "مسند أحمد"(26875). =

ص: 76

3924 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامر (1)، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (39) من طريق علي بن صالح، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 279 عن عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن سماك، به.

وأخرجه أحمد (26875)، وأبو يعلى (7074) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن إسرائيل، والطبراني (2541) من طريق شريك النخعي كلاهما عن سماك، عن قابوس، عن أم الفضل.

وأخرجه الطبراني (2526) و25/ (38) من طريق عثمان بن سعيد المري، عن علي بن صالح، عن سماك، عن قابوس، عن أبيه قال: جاءت أم الفضل

الحديث. هكذا مرسلًا.

وأخرجه أيضًا 25/ (41) من طريق عبد الملك بن الحسين، عن سماك، عن قابوس، عن أبيه، عن أم الفضل.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 278 - 279 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك: أن أم الفضل فأرسله.

وأخرجه أحمد (26878) من طريق عبد الله بن الحارث، والطبراني 25/ (42)، والحاكم 3/ 176 - 177، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 469 من طريق أبي عمار شداد بن عبد الله، كلاهما عن أم الفضل. وإسناد عبد الله بن الحارث صحيح، وأما إسناد أبي عمار فمنقطع لأنه لم يُدرك أم الفضل.

وأم الفضل: اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي زوجة العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت زوجته ميمونة أم المؤمنين وخالة خالد بن الوليد وأخت أسماء بنت عميس لأمها.

(1)

كذا وقع في رواية ابن ماجه: أبو عامر -وهو عبد الملك بن عمرو العَقَدي- قال المزي في "تحفة الأشراف"(7023): وهو وهم، إنما الصواب: أبو عاصم كما قال الترمذي. قلنا: ذلك أن شيخ الترمذي أيضًا هو محمَّد بن بشار. وأبو عاصم: هو الضحَّاك بن مخلد النبيل. =

ص: 77

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِالْمَهْيَعَةِ، وَهِيَ الْجُحْفَةُ، فَأَوَّلْتُهَا وَبَاءً بِالْمَدِينَةِ، فَنُقِلَ إِلَى الْجُحْفَةِ"(1).

3925 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، وكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:"مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا، ثُمَّ

(1) إسناده صحيح. ولا يضر الخطأ في تسمية شيخ محمَّد بن بشار هنا بأبي عامرِ، لأن كلًا من أبي عامر العقدي وأبي عاصم النبيل ثقة.

وأخرجه البخاري (7038)، والترمذي (2443)، والنسائي في "الكبرى"(7604) من طريق موسى بن عقبة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

وهو في "مسند أحمد"(5849).

قوله: وهي الجُحفة، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 425 - 426: أظنه مدرجًا من قول موسى بن عقبة، فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبتت في رواية سليمان بن بلال وابن جريج.

ص: 78

اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: "وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"(1).

3926 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من طلحة بن عُبيد الله.

وأخرجه إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المختارة" للضياء 3/ 29، وأبو يعلى (648)، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده"(27)، والبيهقي 3/ 371 - 372، والضياء في "المختارة"(826) و (828) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.

وهو في "مسند أحمد"(1389)، و"صحيح ابن حبان"(2982).

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (104)، والبزار (954)، وأبو يعلى (634) من طريق عبد الله بن شداد، عن طلحة بن عُبيد الله وفي إسناده طلحة بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله صدوق يخطئ وقد اضطرب في إسناده كما بيناه في "المسند"(1401).

وهو في "المسند"(1401) عن عبد الله بن شداد مرسلًا.

وأخرجه مختصرًا النسائي في "الكبرى"(10606) من طريق عبد الله بن شداد، قال طلحة بن عبيد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يُعمر في الإسلام، يكثِرُ تكبيرَهُ وتسبيحَه وتهليلَه وتحميده".

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند أحمد (1534)، وابن خزيمة (310)، والحاكم 1/ 200، وابن عبد البر في "المهيد" 24/ 221. وإسناده قوي.

وعن عبد الله بن بسر عند أحمد (17680)، والترمذي (2482)، وإسناده صحيح.

وقال الترمذي: حسن غريب، ولفظه عند الترمذي: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله، من خير الناس؟ قال:"من طال عمره وحَسُن عمله".

ص: 79

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْرَهُ الْغِلَّ وَأُحِبُّ الْقَيْدَ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ"(1).

(1) إسناده ضعيف جدًا. أبو بكر الهذلي متروك الحديث، وقد رواه غيره عن محمَّد بن سيرين ضمن حديث أبي هريرة في رؤيا المؤمن، ولا يصح رفعُه، والصحيح أنه موقوف أدرج في الخبر، لكن اختُلف هل هو موقوف على أبي هريرة أو على محمَّد بن سيرين كما سيأتي. وقد نص على كونه مُدرجا البخاريُّ (7017)، ومسلمٌ (2263)، والخطيبُ في "الفصل للوصل" 1/ 170، وأبو عوانة، وأبو العباس القرطبي في "المفهم" كما نقله الحافظ في "الفتح" 12/ 407.

وأخرجه مسلم (2263)، وأبو داود (5019)، والترمذي (2423) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب السختياني، والدارمي (2160)، ومسلم (2263)، والترمذي (2433)، والطبراني في "الأوسط"(393) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، وقرن به الطبراني أيوب السختياني، والبزار في "مسنده" كما في "فتح الباري" 12/ 409 من طريق يونس بن عُبيد، ثلاثتهم عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، وأدرجوه ضمن حديث أبي هريرة في رؤيا المؤمن. لكنه وقع عند مسلم بعد رواية الثقفي: لا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين.

وأخرجه عبد الرزاق (20352)، ومن طريقه أحمد (7642)، ومسلم (2263)، والترمذي (2444)، والحاكم 4/ 390 عن معمر بن راشد، وابن حبان (6040) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أيوب السختياني، ومسلم (2263) من طريق حماد بن زيد والبغوي في "شرح السنة"(3278) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب وهشام بن حسان، وابن أبي شيبة 11/ 77 عن أبي أسامة حماد بن أسامة وأحمد (10590) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان، كلاهما (أيوب وهشام) عن محمَّد بن سيرين، به. وجعلوه من قول أبي هريرة موقوفًا عليه.

وأخرجه البخاري (7017) من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمَّد ابن سيرين، عن أبي هريرة. وجعله من قول محمَّد بن سيرين حيث قال: وكان يكرَه الغُل في النوم، وكان يُعجِبُهم القيدُ، ويقال: القيد ثبات في الدين.

ص: 80