الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3962 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ ابْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ - أَوْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا، فَاضْرِبْهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ".
فَقَدْ وَقَعَتْ، وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).
11 - بَاب إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا
3963 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ صُهَيْبٍ
= قوله: "فليكن كخير ابنَي آدم" أي: فليستسلم حتى يكون قتيلًا كهابيل ولا يكون قاتلًا كقابيل. قاله العظيم آبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود".
(1)
حسن بمجموع طرقه كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد"(16029) و (17979). وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان فالحديث محفوظ عنه، وذِكرُ ثابت -وهو البناني- فيه خطأ من أبي بكر بن أبي شبة، فقد رواه أحمد في "مسنده"(16029) عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، ولم يشك، ورواه أيضًا (16030) عن مؤمل بن إسماعيل، و (16031) عن عفان بن مسلم، والطبراني في "الكبير" 19/ 517 من طريق حجاج ابن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، دون شك.
وقوله: "يد خاطئة" اسم فاعل من خَطِئ: إذا تعمد الذنب والإثم، وأطلق اليد وأراد صاحبها كما في قوله تعالى:{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 16] أي: ناصية صاحبها كاذب خاطئ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا بِأَسْيَافِهِمَا، إِلَّا كَانَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"(1).
3964 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:"إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ"(2).
3965 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
(1) إسناده ضعيف جدًا، مبارك بن سحيم متروك، وسويد بن سعيد ضعيف، لكن تابعه علي بن الحسين الدرهمي عند العقيلي في "الضعفاء" 4/ 223.
قلنا: ويغني عن هذا الحديث ما بعده من الأحاديث.
(2)
صحيح لغيره، وهذا الحديث من رواية يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن الحسن البصري، ومن روايته -أي: يزيد- عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، وانظر "تحفة الأشراف" للحافظ المزي (8984)، وهذا الإسناد على ثقة رجاله منقطع، فإن الحسن البصري لم يسمع من أبي موسى الأشعري.
وأخرجه النسائي 7/ 124 عن محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن الحسن، به.
وأخرجه أيضًا 7/ 124 - 125 عن محمَّد بن إسماعيل، عن يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به.
وأخرجه 7/ 125 - 126 عن مجاهد بن موسى، عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به.
وهو في "مسند أحمد"(19676).
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا الْمُسْلِمَانِ حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيهِ السِّلَاحَ، فَهُمَا عَلَى جُرُفِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، دَخَلَا جَمِيعًا"(1).
(1) إسناده صحيح. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه مسلم (2888)(16)، والنسائي 7/ 124 من طريق منصور، به.
وأخرجه البخاري (31)، ومسلم (2888)، وأبو داود (4268)، والنسائي 7/ 125 من طريق الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، ولفظه:"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصًا على قتل صاحبه".
وهو في "مسند أحمد"(20424)، و"صحيح ابن حبان"(5945).
قال الخطابي رحمه الله: هذا الوعيد لمن قاتل على عداوة دنيوية أو طلب ملكٍ مثلًا، فأما من قاتل أهل البغي أو دفع الصائل فقُتِلَ فلا يدخل في هذا الوعيد، لأنه ماذون له في القتال شرعًا.
قال الحافظ في "الفتح" 13/ 34: وقد أخرج البزار في حديث القاتل والمقتول في النار زيادة تبين المراد، وهي:"إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار". ويؤيده ما أخرجه مسلم (2908)(56): "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان، لا يدري القاتل فيمَ قَتَلَ، ولا المقتول فيمَ قُتِلَ" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار" قال القرطبي: فبين هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب الدنيا أو اتباع هوى فهو الذي أُريد بقوله: "القاتل والمقتول في النار".
وقوله: "كان حريصًا على قتل صاحبه" قال المناوي: معناه جازمًا بذلك مصممًا عليه حال المقاتلة، فلم يقدر على تنفيذه كما قدر صاحبه القاتل، فكان كالقاتل، لأنه في الباطن قاتل، فكل منهما ظالم معتد، ولا يلزم من كونهما في النار كونهما في رتبة واحدة، فالقاتل يُعذَّب على القتال والقتل، والمقتول يُعذب على القتال فقط. وأفاد قوله:"حريصًا" أن العازم على المعصية يأثم، وأن قَصْدَ كل منهما كان قتل الآخر لا الدفع عن نفسه، حتى لو كان قصد أحدهما الدفع، ولم يجد منه بُدَّاً إلا بقتله فقتله لم يؤاخذ به، لكونه مأذونًا فيه شرعًا.
وانظر "فيض الباري" للشيخ أنور الكشميري 1/ 121.