الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ؟ " قَالُوا: أَجَلْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ" (1).
19 - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ
3998 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَدَعُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ"(2).
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (3158) و (4015) و (6425)، ومسلم (2961)، والترمذي (2630)، والنسائي في "الكبرى"(8713) و (8714) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(17234).
وقوله: فتنافسوها" بفتح التاء والأصل فتتنافسوها، فحذفت إحدى التائين، والتنافس من المنافسة، وهي هنا الرغبة في الشيء، ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه.
قال ابن بطال: فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فُتِحَتْ عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740)، والترمذي (2985)، والنسائي في "الكبرى"(9108) و (9225) من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. =
3999 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ، وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ"(1).
= وهو في "مسند أحمد"(21746)، و"صحيح ابن حبان"(5967).
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران: 14]: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أسيد كما ثبت في الصحيح أنه عليه السلام قال:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه، مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والإكثار منه و"إن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء" وقوله عليه السلام:"الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وان أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" وقوله: "حُبِّبَ إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 138: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشدُّ من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك
…
وغير الصالحة منهن تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين، وحمله على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد.
وقال علي القاري في "شرح المشكاة" 3/ 404 تعليقًا على قوله: "أضر على الرجال من النساء": لأن الطباع كثيرًا تميل إليهن، وتقع في الحرام لأجلهن، وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن تُرَغِّبه في الدنيا وتطلب منه الانهماك فيها، والتماس الرزق من غير حله، وأيُّ فساد أضرُّ من هذا؟.
(1)
إسناده شديد الضعف. خارجة بن مصعب قال الحافظ في "التقريب": متروك وكان يُدلس عن الكذابين. =
4000 -
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيبًا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ:"إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ"(1).
4001 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
= وأخرجه عبد بن حميد (963)، والحاكم 2/ 159 و 4/ 559 من طريق خارجة ابن مصعب بهذا الإسناد، وقد ضعفه الذهبي في مختصره في الموضعين.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو متابع. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.
وأخرجه مسلم (2742) والنسائي في "الكبرى"(9224) من طريق أبي مسلم (هو سعيد بن يزيد الأزدي) عن أبي نضرة، به.
وهو في "مسند أحمد"(11169)، و "صحيح ابن حبان"(3221).
وقوله:"خَضِرَة" هو بفتح الخاء وكسر الضاد، أي: طيبة ومُزَينَة في عيونكم وقلوبكم، قال القاري في "شرح المشكاة" 3/ 404 وإنما وصفها بالخضِرَة، لأن العرب تسمي الشيء الناعم خضرًا أو لتشبهها بالخضراوات في سرعة زوالها، وقد زين الله لكم الدنيا ابتلاء: هل تتصرفون فيها كما يحب ويرضى، أو تسخطونه وتتصرفون فيها بغير ما يحب ويرضى.
وقوله: "فاتقوا الدنيا" أي: احذروا من الاغترار بما فيها من الجاه والمال، فإنها في وشك الزوال، واقنعوا فيها بما يعينكم على حسن المآل.
وقوله: "واتقوا النساء" أي: احذروهن بأن تميلوا إلى المنهيات بسببهن، وتقعوا في فتنة الدين لأجل الافتنان بهن.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ فِي زِينَةٍ لَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْهَوْا نِسَاءَكُمْ عَنْ لُبْسِ الزِّينَةِ وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُلْعَنُوا حَتَّى لَبِسَ نِسَاؤُهُمْ الزِّينَةَ وَتَبَخْتَرْنَ فِي الْمَسَاجِدِ"(1).
4002 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، اسْمُهُ عُبَيْدٌ
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ، أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: الْمَسْجِدَ، قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ"(2).
(1) إسناده ضعيف. موس بن عُبيدة -وهو الربذي- ضعيف، وشيخه داود ابن مدرك مجهول.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(1066) من طريق زيد بن الحباب، عن داود ابن مُدرك، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله ضعيف، ومولى أبي رهم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي.
وأخرجه أحمد (7356)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 220 - 221، عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (971) من طريق سفيان بن عيينة، وعبد بن حميد (1461) وأبو يعلى (6479) من طريق شريك، كلاهما عن عاصم، به.
وأخرجه أبو يعلى (6385)، وابن خزيمة (1682)، والبيهقي 3/ 133من طرق عن الأوزاعي، عن موس بن يسار، عن أبي هريرة، وهو منقطع، موسى بن =
4003 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ:"تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ:"أَمَّا نُقْصَانِ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانِ الدِّينِ"(1).
= يسار الأردني وهو شيخ مستقيم الحديث روايته عن أبي هريرة مرسلة فيما قاله أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 8/ 168.
وأخرجه النسائي 8/ 153 - 154 عن محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، سمعت صفوان بن سليم، ولم أسمع من صفوان غيره يحدث عن رجل ثقة، عن أبي هريرة رفعه "إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة" وهذا إسناد صحيح لولا الرجل المبهم الذي رواه عن أبي هريرة، والذي وصفه صفوان بن سليم بأنه ثقة.
وأخرج ابن أبي شيبة 9/ 26 بإسناد حسن عن أبي موسى موقوفًا عليه قال: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة.
وأخرج مسلم (443) من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شهِدَت إحداكن المسجد، فلا تمس طيبًا".
(1)
إسناده صحيح. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. =