الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
إعمال المصدر
ص:
424 -
بِفِعْلِهِ الْمَصْدَرَ أَلْحِقْ فِي الْعَمَلْ
…
مُضَافًا أوْ مُجَرَّدًا أَوْ مَعَ أَلْ
(1)
425 -
إِنْ كَانَ فِعْلٌ مَعَ أَنْ أَوْ مَا يَحُلّ
…
مَحَلَّهُ وَلِاسْمِ مَصْدَرٍ عَمَلْ
(2)
ش:
المصدر في عمله على ضربين:
• الأول: كونه نائبًا مناب فعله، فيقدو بالفعل وحده، وأكثر وقوعه:
أمرًا؛ نحو: (ضربًا زيدًا).
أو دعاء؛ كقوله:
يَا قَابِلَ التَّوبِ غُفرَانًا مَآثِمَ قَد
…
أَسلَفتُهَا أَنَا مِنهَا خَائِفٌ وَجِلُ
(3)
(1)
بفعله: الجار والمجرور متعلق بألحق الآتي، وفعلِ: مضاف، والهاء: مضاف إليه. المصدرَ: مفعول به تقدم على عامله، وهو ألحق. ألحِق: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. في العمل: جار ومجرور متعلق بألحق أيضًا. مضافًا: حال من المصدر. أو مجردًا، أو مع أل: معطوفان على الحال الذي هو قوله: مضافًا.
(2)
إن: شرطية. كان: فعل ماض ناقص، فعل الشرط. فعل: اسم كان. مع: ظرف متعلق بمحذوف نعت لفعل، ومع مضاف، وأن: قصد لفظه: مضاف إليه. أو: عاطفة. ما: معطوف على أن. يحل: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى (فعل) الذي هو اسم كان، والجملة في محل نصب خبر كان. محله: محل: منصوب على الظرفية المكانية، ومحل مضاف، والهاء العائد إلى المصدر مضاف إليه. ولاسم: الواو للاستئناف، لاسم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، واسم مضاف ومصدر: مضاف إليه. عمل: مبتدأ مؤخر.
(3)
التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني 2/ 201، وارتشاف الضرب 5/ 2253، والكافية 2/ 1025.
اللغة: التوب: التوبة والرجوع إلى اللَّه. الغفران: الصفح. المآثم: جمع المأثم، وهو الذنب. أسلفتها: قدمتها. الوجل: شديد الخوف.
أو بعد استفهام؛ نحو: (أضربًا زيدًا؟).
وهو الناصب بنفسه عند سيبويه، وصححه في "التسهيل".
وقيل: بالفعل المحذوف العامل في (ضربًا)، وصححه في "شرح القطر".
وأجاز المبرد والسيرافي والمصنف: تقديم معموله عليه؛ نحو: (زيدًا ضربًا). وفيه ضمير مستتر؛ لأنه بمنزلة (اضرب).
• الثاني: وهو المراد هنا: أن يعمل مقدرًا بفعل وحرف مصدري؛ نحو: (أن)، و (ما)؛ ليقوي شبهه بالفعل، فيقدران إذا أريد به المضي أو الاستقبال؛ كـ (أعجبني ضربك زيدًا أمس)، و (يعجبني ضربك زيدًا غدًا)، التقدير:(أن ضربت زيدًا أمس)، و (أن تضرب زيدًا غدًا).
وتقدر (ما) إذا أريد به الحال؛ كـ (عجبت من ضربك زيدًا الآن)؛ أي: (مما تضرب زيدًا الآن).
ويمتنع هنا تقدير (أن)؛ لأن مصحوبها لا يكون حالًا كما سبق في أفعال المقاربة، فلا تقول:(يعجبني ضرب زيد عمروًا الآن) على أن التقدير: (أن يضرب الآن).
وتساويهما (أن) المخففة كما في "التسهيل"؛ كـ (علمت ضربك زيدًا)؛ أي: (أن قد ضربت زيدًا).
ولا يعمل المصدر مصغرًا، ولا مجموعًا، ولا محذوفًا، ولا مفصولًا من معموله،
= المعنى: يضرع الشاعر إلى ربه، ويقول: يا من يقبل التوبة من عباده، اغفر لي الذنوب التي اقترفتها؛ لأنني شديد الخوف من عقابك.
الإعراب. يا: حوف نداء. قابل: منادى منصوب، وهو مضاف. التوب: مضاف إليه مجرور. غفرانًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: اغفر غفرانًا. مآثم: مفعول به لغفرانًا منصوب. قد: حرف تحقيق. أسلفتها: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، وها ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. منها: جار ومجرور متعلقان بخائف. خائف: خبر المبتدأ مرفوع. وجل: خبر ثان مرفوع.
وجملة النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أسلفتها): في محل نصب نعت (مآثم). وجملة (أنا خائف): استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل نصب نعت (مآثم).
الشاهد: قوله: (غفرانًا مآثم) حيث ناب المصدر غفرانًا مناب فعل الدعاء فنصب مفعولًا به مآثم، والتقدير: اغفر غفرانًا.
ولا مؤكدًا، ولا مضمرًا، ولا محذوفًا، ولا موصوفًا، ولا مؤخرًا، وسيأتي بسط ذلك.
وعن ابن أبي العافية: لا يعمل ماضيًا.
وهذا المصدر لا يتحمل ضميرًا، بخلاف المصدر المتقدم.
وأجاز الأخفش: تقدير المصدر بـ (أن) والفعل المبني للمفعول؛ كـ (يعجبني ضرب زيد)؛ أي: (أن ضُرِبَ زيدٌ).
وأجازه الزمخشري في قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} .
قال أبو حيان في "النهر": والصحيح: أن ذلك لا يجوز.
والمصدر المقدر بالفعل والحرف المصدري. . له ثلاثة أحوال:
• فتارة: يكون مضافًا، وهو الأكثر، ولذلك بدأ به الشيخ رحمه الله؛ كـ (يعجبني ضربك زيدًا).
ومنه في القرآن: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} ، {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} ، فـ (الناس): مفعول بالمصدر المضاف، و (آباءكم) كذلك.
وجعل الزمخشري: من إعمال المضاف: قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ، على أن (يوم) منصوب بـ (رجعه).
ورُدَّ؛ للفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي؛ فإن (لقادر) خبران وهو أجنبي من المصدر إذ هو معمولها لا معموله، فالعامل كما قال الشيخ:(فعل مقدر)؛ أي: (يرجعه يوم تبلى السرائر).
• وتارة: يكون مجردًا، وهو المنون، وهو دون الأول في الكثرة؛ كـ (يعجبني ضربٌ زيدٌ عمروًا) بتنوين (ضرب).
ومنه قراءة نافع: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا} برفع (إطعام) منونًا، ونصب (يتيمًا) به.
وقراءة أبي بكر عن عاصم: (بزينةٍ الكواكبَ) بتنوين (زينة)، ونصب (الكواكب).
وقُرئ: بجر {والكواكب} بدلًا من (زينة) المنون.
وبالرفع فاعلا بالمصدر؛ أي: (بأن زينتها الكواكب)، أو خبرًا؛ أي:(بزينة هي الكواكب).
وقال الشاعر:
بضَرْبٍ بالسُّيُوف رُؤُوسَ قَومٍ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
فنصب (رؤوس) بالمصدر المنون.
ومنع الفراء: أن يذكر فاعل المنون.
وعن الكوفيين: أن المنون لا يعمل، والمرفوع بعده أو المنصوب: معمول لفعل محذوف.
وقال ابن فلاح في "مغنيه": المنون أقواها في العمل؛ لأنه أشبه بالفعل لتنكيره.
• وتارة: يكون معرفًا بـ (أل)، وهو دون الثاني في العمل؛ كـ (يعجبني الضرب زيدًا).
- وجعل من إعماله الرفع قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} ، فـ (من): فاعل بالجهر، والاستثناء مفرع.
ومن جعل الاستثناء منقطعًا. . فـ (من): مبتدأ، والخبر محذوف؛ أي:(إلا من ظلم فله أن يجهر).
- ومن إعماله النصب قولُ الشاعرِ:
ضعيفُ النِّكايةِ أعداءَهُ
…
. . . . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: أَزَلْنَا هَامهن عَلى المقِيلِ
وهو للمرار بن منقذ التميمي في المقاصد النحوية 3/ 499، وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه 1/ 393، وشرح الأشموني 2/ 333، واللمع ص 270، والمحتسب 1/ 219.
اللغة: الهام: جمع الهامة: الرأس. المقيل: العنق، ومكان القيلولة.
الإعراب: يضرب: جار ومجرور متعلقان بأزلنا. بالسيوف: جار ومجرور متعلّقان بضرب. رؤوس: مفعول به للمصدر ضرب، وهو مضاف. قوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أزلنا: فعل ماضٍ، ونا: ضمير متّصل في محل رفع فاعل. هامهن: مفعول به منصوب، وهو مضاف، وهن: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. على المقيل: جار ومجرور متعلّقان بـ (أزلنا).
الشاهد قوله: (بضرب. . . رؤوس) حيث عمل المصدر المنوّن عمل فعله، فنصب مفعولًا به.
(2)
التخريج: صدر بيت من المتقارب، وعجزه: يَخَالُ الفَرَار يراخِي الأَجَل
وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 208، وخزانة الأدب 8/ 127، والدرر 5/ 252، وشرح =
فنصب: (أعداءه)، بـ (النكاية).
وقول الآخر:
. . . . . . . . . . . . .
…
لَقِيتُ وَلَم أَنكُلْ عَنِ الضَّربِ مِسمَعَا
(1)
= أبيات سيبويه 1/ 394، وشرح التصريح 2/ 63، وشرح شواهد الإيضاح ص 136، وشرح ابن عقيل ص 411، وشرح المفصل 6/ 59، 64، والكتاب 1/ 192، والمقرب 1/ 131، والمنصف 3/ 71، وهمع الهوامع 2/ 93.
اللغة: النكاية: إغضاب الغير وقهره. القرار: الهرب. يراخي الأجل: يبعد الموت.
المعنى: يقول: إنه جبان، لا يقهر الأعداء، ويعتمد على الهرب ظنًا منه بأنه يبعد الموت.
الإعراب: ضعيف: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وهو مضاف. النكاية: مضاف إليه مجرور أعداءه: مفعول به للمصدر النكاية منصوب، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. يخال: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. الفرار: مفعول به منصوب. يراخي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: هو. الأجل: مفعول به منصوب، وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة (ضعيف النكاية) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (يخال الفرار) الفعلية: في محل رفع خبر ثان. وجملة (يراخي الأجل) الفعلية: في محل نصب حال أو مفعول به ثان ليخال.
الشاهد قوله: (النكاية أعداءه) حيث نصب بالمصدر المقترن بأل، وهو قوله:(النكاية)، مفعولًا به، وهو قوله:(أعداء).
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: لقد علمت أولى المغيرة أنني
وهو للمرار الأسدي في ديوانه ص 464، وشرح أبيات سيبويه 1/ 60، والكتاب 1/ 193، وللمرار الأسدي أو لزغبة بن مالك في شرح شواهد الإيضاح ص 136، وشرح المفصل 6/ 64، والمقاصد النحوية 3/ 40، 501، ولمالك بن زغبة في خزانة الأدب 8/ 128، 129، والدرر 5/ 255، وبلا نسبة في اللمع ص 271، والمقتضب 1/ 14، وهمع الهوامع 2/ 93.
اللغة: أولى: أول. المغيرة: الخيل تخرج للغارة، وهنا الفرسان. أنكل: أنكص، أوجع من الخوف. مسمع: هو مسمع بن شيبان.
المعنى: يقول: لقد علم أول من لقيت من المغيرين أني هزمتهم، ولحقت عميدهم، فلم أنكل عن ضربه بالسيف.
الإعراب: لقد: اللام رابطة جواب القسم المحذوف، قد: حرف تحقيق. علمَت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. أُولى: فاعل مرفوع، وهو مضاف. المغيرة: مضاف إليه. أنني: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم أن. لقيت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي علم. ولم: الواو: حرف عطف، لم: حرف جزم. أنكل: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. عن الضرب: جار ومجرور متعلقان بأنكل. مسمعا: مفعول به للمصدر الضرب.
فنصب: (مسمعًا) بـ (الضرب)، وهو اسم رجل، وسبق في التنازع.
هذا مذهب سيبويه ومن وافقه كالمصنف.
وعن البغداديين والكوفيين: أن المحلى بـ (أل) لا يعمل؛ لأنه إنما عمل على تقديره بالحرف المصدري والفعل، فلما اقترنت به (أل). . بَعُدَ من الشبه؛ لأن (أل) لا تقترن بالحرف المصدري والفعل.
وحكى أبو حيان عن ابن عصفور: أن إعماله أقوى من إعمال المضاف.
• وقد يعمل المصدر مع عدم صلاحية التقدير بالحرف والفعل؛ كقول بعض العرب: (سَمْعُ أذني أخاك يقول ذاك).
وأما اسم المصدر:
- فإن كان علمًا. . لم يعمل؛ كـ (فجار للفجرة)، و (حماد للمحمدة).
- وإلا. . عمل عند الكوفيين والبغداديين والمصنف؛ كما قال: (وَلاِسْمِ مَصْدَرٍ عَمَلْ).
ومنه قول عائشة رضي الله عنها: "من قُبلة الرجل امرأتَه الوضوء" فنصبت (امرأته)، بـ (قبلة).
وقولُ الشاعرِ:
. . . . . . . . . . . . .
…
وَبَعْدَ عَطائِكَ الْمِئَةَ الرِّتاعا
(1)
= وجملة القسم المحذوفة: (أقسم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (لقد علمت): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (لقيت): في محل خبر أن. وجملة (لم أنكل): معطوفة على سابقتها.
الشاهد: قوله: (أنكل. . . الضرب مسمعا)؛ حيث تقدم عاملان: الفعل (لقيت) والاسم (الضرب) وتأخر المعمول عنهما (مسمعا)، وكلا العاملين يطلب المعمول المتأخر مفعولًا به، وقد أعمل الثاني لقربه، فنصب (مسمعا) على المفعولية.
(1)
التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّي
وهو للقطامي في ديوانه ص 37، وتذكرة النحاة ص 456، وخزانة الأدب 8/ 136، 137، والدرر 3/ 62، وشرح التصريح 2/ 64، وشرح شواهد المغني 2/ 489، وشرح عمدة الحافظ ص 695، ولسان العرب 9/ 141 رهف، 15/ 69 عطا، ومعاهد التنصيص 1/ 179، والمقاصد النحوية 3/ 505، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 411، وأوضح المسالك 3/ 211، والدرر =
فنصب (المئة)، بـ (عطاء).
و (الرتاع) بالمثناة فوق: التي ترتع.
وقول الآخر:
لِأَنَّ ثوابَ اللَّه كُلَّ مُوَحِّدِ
…
جِنَانٌ مِنَ الفِردَوسِ فِيهَا يُخَلَّدُ
(1)
= 5/ 262، وشرح ابن عقيل ص 414، ولسان العرب 8/ 163 سمع، 15/ 138 غنا، وهمع الهوامع 1/ 188، 2/ 95.
اللغة: الكفر: جحود النعمة. الرتاع: جمع الراتعة، وهي الإبل السمينة التي ترتع في خصب وسعة.
المعنى: يقول: أمِنَ المعقول أن أجحد نعمتك بعد أن دفعت عني الموت أي أطلقتني من الأسر وأعطيتني مائة من الإبل السمينة؟!
الإعراب: أكفرًا: الهمزة: للاستفهام، كفرًا: مفعول مطلق منصوب. بعد: ظرف متعلق بكفرًا، وهو مضاف. رد: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور. عني: جار ومجرور متعلقان برد. وبعد: الواو: حرف عطف. بعدة معطوف على بعد السابقة، وهو مضاف. عطائك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. المائة: مفعول به لاسم المصدر عطاء منصوب. الرتاعا: نعت المائة منصوب، والألف: للإطلاق.
وجملة (كفرًا) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية تقديرها أكفر كفرًا أو أضمر كفرًا.
الشاهد قوله: (عطائك المائة)؛ فقد عمل اسم المصدر الذي هو (عطاء) عمل الفعل، فنصب المفعول الذي هو قوله:(المائة) بعد إضافته لفاعله، وهو ضمير المخاطب.
(1)
التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 339، والدرر 5/ 263، وشرح عمدة الحافظ ص 694، ولسان العرب 6/ 164 فردوس، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 95، وقبله قوله:
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي
…
بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَد
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا
…
سِواكَ إِلَهًا أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ
لَكَ الخَلقُ وَالنَّعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ
…
فَإِيّاكَ نَستَهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ
اللغة: الثواب: الجزاء. الموحد: المؤمن بإله واحد. الفردوس: الجنة.
المعنى: يقول: إن اللَّه قد جعل جنته ثوابًا للموحدين خالدين فيها.
الإعراب: لأن: اللام: حرف جر، أن: حرف مشبه بالفعل. ثواب: اسم أن منصوب، وهو مضاف. اللَّه: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. كل: مفعول به لثواب، وهو مضاف. موحد: مضاف إليه مجرور. جنان: خبر أن مرفوع. والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل نعبد الوارد في البيت قبل هذا البيت الشاهد. من =
وقوله:
إذَا صَحَّ عَونُ اللَّه للمَرَءِ لَم يَجِد
…
عَسِيرًا مِنَ الآمَالِ إِلَّا مُيسَّرا
(1)
فعلق (للمرء)، بـ (عون).
والزمخشري: يعلقه بـ (صح)؛ لأن الفعل إذا اجتمع مع المصدر ونحوه. . علق الحرف بالفعل عنده؛ لأنه أصل في العمل، وغيره فرع عليه، ولهذا علق الحرف بـ (دعاكم) من قوله تعالى:{ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ} ، ولم يعلقه بالمصدر الذي هو:(دعوة)، وقال:(إذا جاء نهر اللَّه. . بطل نهر معقل)
(2)
.
والأحسن: تعلقه بمحذوف؛ أي: (لتخرجوا من الأرض إذا أنتم تخرجون).
= الفردوس: جار ومجرور متعلقان بنعت لجنان. فيها: جار ومجرور متعلقان بيخلد. يخلد: فعل مضارع للمجهول مرفوع. ونائب الفاعل: هو.
وجملة (يخلد): في محل رفع نعت جنان.
الشاهد: قوله: (ثواب اللَّه كل موحد) حيث أعمل اسم المصدر، وهو قوله:(ثواب)، عمل الفعل، فنصب المفعول به، وهو (كل).
(1)
التخريج: البيت من الطويل، المقاصد النحوية (3/ 525، 526) قال العيني: (أنشده الأصمعي، ولم يعزه إلى قائله)، زهر الأكم 3/ 73.
الشاهد فيه قوله: (عون اللَّه المرء)؛ حيث أعمل اسم المصدر "عون"؛ فنصب به المفعول به وهو "المرء"، وقد جعل العيني "عون" مصدرًا.
قال في المقاصد النحوية على هامش الخزانة (3/ 526): (وإنما قلنا: "عون" مصدر؛ لأنه بمعنى الإعانة، والمصدر حذفت منه همزته، أو غيرها يعمل عمل فعله) اهـ. وينظر الشاهد أيضا في: التذييل والتكميل (4/ 973).
(2)
التخريج: الأمثال المولدة 128، ومجمع الأمثال 1/ 87، ربيع الأبرار 1/ 190، ثمار القلوب: 30 - 31.
ونهر معقل -كما في معجم البلدان-: "نهر معروف بالبصرة، منسوب إلى معقل بن يسار المزني صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ذكر الواقديّ أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى الأشعري أن يحفر نهرًا بالبصرة، وأن يجريَه على يد معقل بن يسار المزني، فنسب إليه.
والمراد بنهر اللَّه -كما في ثمار القلوب-: "البحر، والمطر، والسيل، فإنها تغلب سائر المياه وتطمّ عليها".
• وعلامة اسم المصدر لغير الثلاثي أن يوافق مصدر الثلاثي؛ نحو: (قبَّل قُبلة)، و (أَعطى عطاء)، و (أعان عونًا)، و (اغتسل غسلًا)، و (كلَّم كلامًا)، و (توضأ وضوءًا).
فـ (قبلة): اسم للتقبيل، و (عطاء): اسم للإعطاء، و (عون): اسم الإعانة، و (غسل): اسم الاغتسال، و (كلام): اسم التكليم، و (وضوء): اسم التوضُّؤ.
• والمصدر القياسي هو: التقبيل، والإعطاء، والاغتسال؛ كما ذكر.
وقد وافقت هذه الأسماء مصادر الثلاثي:
فـ (عطاء): موافق لـ (ذهب ذهابًا).
و (عَون)، و (غُسل): موافق (لصان صَونًا)، و (قرب قُربًا).
و (وُضوء): موافق (لقعد قُعودًا).
• وأما ما كان في أوله ميم لغير المفاعلة؛ كـ (مضرَب)، و (مذهَب)، و (مُصاب). . فقيل: اسم مصدر.
• الصحيح: مصدر ميمي كما سبق في المفعول فيه.
ومن إعماله قوله:
أَظُلَيمُ إِنَّ مُصَابَكُمْ رَجُلا
…
أَهدَى السَّلامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
(1)
(1)
التخريج: البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ص 91، والاشتقاق ص 99، 151، والأغاني 9/ 225، وخزانة الأدب 1/ 454، والدرر 5/ 258، ومعجم ما استعجم ص 504، وللعرجي في ديوانه ص 193، ودرة الغواص ص 96، ومغني اللبيب 2/ 538، وللحارث أو للعرجي في إنباه الرواة 1/ 248، وشرح التصريح 2/ 64، وشرح شواهد المغني 2/ 892، والمقاصد النحوية 3/ 502، ولأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص 66، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 226، وأوضح المسالك 3/ 210، وشرح عمدة الحافظ ص 731، ومجالس ثعلب ص 270، ومراتب النحويين ص 127، وهمع الهوامع 2/ 94.
اللغة: مصابكم: أي إصابتكم.
المعنى: يقول: يا ظلوم، إن مقابلة تحية إنسان بالجفاء والأذى تجن وظلم.
الإعراب: أظلوم: الهمزة: للنداء، ظلوم: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. إن: حرف مشبه بالفعل. مصابكم: اسم إن منصوب، وهو مضاف؛ وكم: في محل جر بالإضافة. رجلا: مفعول به للمصدر الميمي (مصابكم) منصوب. أهدى: فعل ماض، والفاعل: هو.
التقدير: (إن إصابتكم رجلًا).
و (ظليم): بالضم اسم امرأة، والهمزة حرف نداء.
تنبيه:
سبق أن المصدر لا يعمل:
• مصغرًا ولا مجموعًا ولا موصوفًا؛ لبعده من شبه الفعل بالتصغير والجمع والوصف.
• ولا ضميرا؛ لفقد أحرف الفعل وأحرف المصدر، فقد صار في صورة ما لا يعمل.
• ولا محذوفًا ولا مفصولا بأجنبي؛ لأنه فرع الفعل في العمل فلا يقوى قوته.
• ولا مؤكدًا؛ لأنه إنما جيء به لتأكيد الفعل فقط.
ولهذا كان العمل للأول لا للثاني المؤكد، في نحو:(قام قام زيد).
• ولا محدودًا بالتاء؛ لأنه صار بمنزلة أسماء الأجناس التي لا تناسب الأفعال؛ كـ (قصعة).
• ولا مؤخرًا؛ لأن (أن) المصدرية موصولة، فلا يتقدمها المعمول، فكذلك ما هو مؤول بها وبمدخولها.
ولهذا قال ابن هشام في "شرح بانت سعاد": إن كان المصدر ينحلُّ بـ (أن) والفعل. . امتنع التقديم مطلقًا، وإلا. . جاز مطلقًا. انتهى.
= السلام: مفعول به منصوب. تحية: مفعول لأجله منصوب، أو مفعول مطلق. ظُلمُ: خبر إن مرفوع.
وجملة (أظلوم): الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (إن مصابكم رجلًا ظلم) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة (أهدى السلام) الفعلية: في محل نصب نعت رجلًا.
الشاهد: قوله: (مصابكم رجلا)؛ حيث أعمل الاسم الدال على المصدر عمل المصدر لكونه ميميًّا، فقد أضاف (مصاب) إلى فاعله وهو كاف الخطاب، ثم نصب به مفعوله، وهو قوله:(رجلًا)، وكأنه قد قال: إن إصابتكم رجلًا.
وبعضهم: توسع في الظرف والمجرور؛ كقول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . .
…
كَانَ جَزَائي بِالعَصَا أَنْ أُجْلَدا
(1)
وأجيب: بأنه على تقدير: (كان جزائي أن أجلد بالعصا)، أو:(جلدي بالعصا) وسبق في آخر الموصول.
ولهذا علق الظرف بمحذوف؛ في قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} ؛ أي: (فلما بلغ السعي معه)، ودل عليه المذكور.
• وشذ إعمال المجموع، في قوله:
(1)
التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: رَبّيْته حَتى إِذا تَمَعْدَدَا
وهو للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 281، وخزانة الأدب 8/ 429، 430، 432، والدرر 1/ 292، 2/ 50، والمحتسب 2/ 310، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 142، والدرر 4/ 59، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 336، واللامات ص 59، والمنصف 1/ 129، وهمع الهوامع 1/ 88، 112، 2/ 3.
اللغة: تُمَعْدد: شبَّ وغلظ.
المعنى: يريد أنه كان جزاؤُه من تربيته لابنه ورعايته له إلى أن شبَّ: أن ضربه هذا الابن بالعصا.
الإعراب: ربيته: فعل ماضٍ مبني على السكون، وتاء الفاعل: محلها الرفع، والهاء: مفعول به محله النصب. حتى: حرف غاية وابتداء. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على الفتح في محل نصب، مُتَعَلِّق بجوابه. تمعددا: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والألف: للإطلاق، والفاعل مستتر تقديره: هو. كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. والألف: اسمه مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: مضاف إليه محله الجر. بالعصا: جار ومجرور متعلِّقان بالفعل أُجْلد المذكور أو المقدر على ما بينهم من الخلاف. أن: حرف مصدري ناصب. أجلدا: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بـ (أن)، ونائب الفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنا، والألف: للإطلاق، والمصدر المؤول من أن والفعل أجلد: خبر كان.
جملة (ربيته): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إذا ما تمعدد. . . كان جزائي): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تمعدد): مضاف إليها محلها الجر. وجملة (كان جزائي أن أجلد): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: (جزائي بالعصا) فإن قوله (بالعصا) يتعلق بأجلد، و (أجلد) معمول أن وصلتها، وقوله (بالعصا) معمول معمولِ أن.
وأجيب: بأنه نادر لا يقاس عليه وأن الظرف والجار والمجرور يتوسع فيهما، أو تؤول بأن التقدير:(كان جزائي أن أجلد بالعصا أن أجلد)، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه.
. . . . .
…
مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أخَاهُ بِيَثْرِبِ (1)
وقول الآخر:
إِنَّ عِدَاتِكِ إِيّانَا لَآتِيَةٌ
…
. . . . . . . . . . . . . (2)
(1) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وعدتَ وكان الخلف منك سجية
نسب البيت لأكثر من شاعر، فهو لابن عبيد الأشجعي في خزانة الأدب 1/ 58؛ وللأشجعي في لسان العرب 1/ 231 (ترب)، 595 (عرقب)؛ ولعلقمة في جمهرة اللغة ص 1123؛ وللشماخ في ملحق ديوانه ص 430؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 343؛ وللشماخ أو للأشجعي في الدرر 5/ 245؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 173، 253، 1198؛ والكتاب 1/ 272؛ والمقرب 1/ 131.
اللغة: سجية: طبعا وخلقا، عرقوب: اسم يضرب به المثل بين العرب في إخلاف المواعيد، يثرب: مدينة الرسول.
المعنى: يقول: لقد وعدت وأخلفت، وهذا من طبعك، مواعيدك لا يوثق بها كمواعيد عرقوب أخاه بيثرب، إذا كان دوما يخلف فيها!!
الإعراب: وعدت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متّصل مبنى في محلّ رفع فاعل. وكان: الواو. حرف عطف، كان: فعل ماضٍ ناقص. الخلف: اسم كان مرفوع بالضمّة. منك: حرف جرّ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجار والمجرور متعلّقان بالخلف. سجية: خبر كان منصوب بالفتحة. مواعيد: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. عرقوب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أخاه؛ مفعول به لمواعيد منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف، والهاء ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. بيثرب: الباء حرف جرّ، يثرب: اسم مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث ووزن الفعل، وحرّك بالكسر مراعاة للرويّ، والجار والمجرور متعلّقان بمواعيد.
وجملة (وعدت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (وكان الخلف منك سجيَّة): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد في قوله (مواعيد عرقوب أخاه)؛ إذ أعمل المصدر (مواعيد) وهو جمع موعد وهذا اتجاه لبعض النحاة.
(2)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: حَقًّا وَطَيِّبَةٌ ما نَفسُ مَوعودِ
وهو للأعشى في ديوانه ص 321؛ وشرح عمدة الحافظ ص 693، والتذييل والتكميل (4/ 921)، ومنهج السالك (ص 319).
اللغة: طيبة مما نفس موعود: تطيب نفس الذي وعدته، و"ما" زائدة.
الشاهد: قوله: (عداتك إيانا)؛ حيث أعمل المصدر المجموع "عداتك" شذوذًا فنصب به المفعول به "إيانا".
فنصب: (إيانا)، بـ (عداتك): جمع عدة.
وقول الآخر:
قَد جَرَّبُوهُ فَمَا زَادَت تَجَارِبُهُم
…
أبا قُدَامةَ إِلَّا المَجدَ وَالفَنَعَا (1)
فنصب: (أبا)، بـ (تجاربهم): جمع تجربة.
ويجوز أن يكون منصوبًا بـ (زادت) من التنازع على إعمال الأول وحذف مفعول الثاني؛ أي: (تجاوبهم إياه) فلا شاهد.
• والمحدود، في قوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
بِضَربَةِ كَفَّيهِ المَلا نَفسَ رَاكِبِ (2)
(1) التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص 159، وتذكرة النحاة ص 463، وشرح عمدة الحافظ ص 694، ولسان العرب 1/ 261 جرب، 8/ 257 فنع، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 394، والخصائص 2/ 208.
اللغة: جربوه: اختبروه. أبو قدامه: هو الممدوح هوذة بن علي الحنفي. الحزم: ضبط الأمور. الفنع: الفضل والكرم.
المعنى: يقول: لقد اختبروه في المواقف الصعبة، فوجدوه سديد الرأي شديد البأس.
الإعراب: قد: حرف تحقيق. جربوه، فعل ماض، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. فما: الفاء: حرف عطف، وما: نافية. زادت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. تجاربهم: فاعل مرفوع. وهو مضاف وهم: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أبا: مفعول به للمصدر، وهو مضاف. قدامة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. إلا: حرف استثناء. المجد: مفعول به منصوب والفنعا: الواو: حرف عطف، والفنعا: معطوف على المجد منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة (قد جربوه): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما زادت تجاربهم): معطوفة على سابقتها.
الشاهد: قوله: (تجاربهم أبا قدامة) حيث أعمل المصدر المجموع فنصب به المفعول به شذوذًا.
(2)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: يحَايي بِهَا الجَلد الَّذِي هُوَ حَازِم
وهو بلا نسبة في حاشية يس 2/ 62، والدرر 5/ 243، والمقاصد النحوية 3/ 527.
اللغة: يحايي: أي يحيي، ينعش. الجلد: القادر على تحمل المصاعب. الحازم: الضابط لأموره. الملا: التراب.
المعنى: يصف الشاعر رجلًا كان معه ماء، فجاء به إلى آخر عطشان، وتيمم بدلًا من أن يتوضأ، =
فنصب: (الملا): وهو التراب، بـ (ضربة).
والظاهر: أن (دعوة) في الآية المتقدمة ليس محدودًا بل هو من المصدر العام المختوم بالتاء لا لقصد المرة؛ كـ (رحمة)، و (سعادة).
• وأجاز الكوفيون: إعمال المصدر وهو ضمير؛ نحو: (ضربك المسيء حسن) و (هو المحسن قبيح)، بنصب (المحسن) بالضمير المذكور؛ أي: و (ضربك المحسن قبيح).
ومنه قوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
وَمَا هُوَ عَنهَا بِالحَديثِ المُرَجَّمِ (1)
على أن (هو) ضمير مصدر و (عن) متعلقة به.
= وبذلك أحيا الرجل العطش الذي كان بحاجة إلى ذلك الماء. وهكذا يكون الرجل الجلد والحازم يحيي نفس الراكب بالماء الذي كان معه.
الإعراب: يحايي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. به: الباء حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يحايي. الجلد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. الذي: اسم وصول مبني في محل رفع نعت الجلد. هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. حازم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. بضربة: الباء حرف جر، ضربة: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يحايي، وهو مضاف. كفيه: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الملا: مفعول به لضربة منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. نفس: مفعول به ليحايى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. راكب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة (هو حازم): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (بضربة كفيه الملا)، فإن ضربة مصدر محدود أضيف إلى فاعله، ونصب (الملا) وهو مفعوله، وهذا النصب شاذ؛ لأن المصدر المحدود لا يعمل، فإذا ورد. . حكم بشذوذه.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وهو لزهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي المشهور، والبيت من معلقته وهو في ديوانه (ص 25)، وشرح التسهيل 3/ 106، وشرح قطر الندى 262، وشرح الألفية للشاطبي 4/ 226.
اللغة: المرجَّمُ من الحديث: المقول بطريق الظن.
الشاهد: قوله: "وما هو عنها" فهو ضمير المصدر على رأي الكوفيين والتقدير: وما الحديث عنها؛ فـ "هو" ضمير "الحديث" واستشهد به الكوفيون على إعمال ضمير المصدر في الجار والمجرور.
والمانعُ: يؤَوِّل.
• والمحذوف؛ في قول الآخر:
هَلْ تَذكُرونَ إِلَى الدَّيرَينِ هِجرَتَكُم
…
وَمَسحَكُم صُلبَكُمْ رَحمَانُ قُربَانَا (1)
أي: (وقولكم يا رحمان) فعل النصب محذوفًا.
• أما عمله الرفع محذوفًا كما إذا كان مبتدأ كسائر المبتدآت. . فجائز.
• ولا يضر الفصل بغير الأجنبي كالظرف؛ نحو: (يعجبني ضربك اليوم عمرًا).
• وكذا لا يضر الوصف بعد استيفاء العمل، كـ (يعجبني ضربك المرأة الشديد).
• بخلاف: (ضربك الشديد المرأة).
ومن الأول قوله:
إِنَّ وَجدِي بِكِ الشَّدِيدَ أَرَانِي
…
. . . . . . . . . . . . . (2)
(1) التخريج: البيت من البسيط، وهو لجرير في ديوانه ص 167؛ ولسان العرب 12/ 231 (رحم)، 234 (رخم)، 234 (رخم)؛ وبلا نسبة في شرح قطر الندى ص 265.
الشاهد: قوله: (رحمان قربانا) فهو معمول لقول محذوف وهذا القول المحذوف مصدر فيكون فيه إعمال المصدر وهو محذوف.
(2)
التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: عَاذِرا فِيكَ مَن عَهدت عَذُولا
وهو بلا نسبة في الدرر 5/ 9، 251، وشرح التصريح 2/ 27، والمقاصد النحوية 3/ 366، وهمع الهوامع 2/ 48، 93.
اللغة: وجدي: عشقي، حبي، العاذر: الذي يقبل العذر. العذول: اللائم.
المعنى: يقول: إن فرط حبي لك وهيامي بك حمل الذين كانوا يلومونني على التماس الأعذار لي.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. وجدي: اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها انشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لك: الباء حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بوجدي. الشديد: نعت وجد منصوب بالفتحة. أراني: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. عاذرًا: مفعول به ثالث تقدم على =
والكسائي والمصنف: أن التوكيد كالوصف؛ فنحو: (ضربي العبد كلُّه قائمًا)، برفع (كله) توكيدًا للمصدر.
وأبو حيان: لا يجوز وصف المصدر المنسبك من الحرف والفعل، كـ (يعجبني أنْ مررت الحُسن)، و (هذا ما فعلته الحَسَن)؛ أي:(فِعلُك الحَسَن).
وأجازه الزمخشري في قراءة الحسن: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذبِ)، بجر (الكذب) على أن (ما) مصدرية، و (الكذب) صفة للمصدر، أي: لوصفها الكذب.
والوجه: أنه بدل من (ما)، وهي موصولة لا مصدرية.
وقول الشيخ: (معَ أَن) صفة لاسم (كان)، و (ما): معطوف على (أن)، و (يحل): خبر (كان)؛ أي: ألحق المصدر بفعله في العمل إن صح أن يحل محله فعل مع (أن) أو (ما).
واللَّه الموفق
ص:
426 -
وَبَعْدَ جَرِّهِ الَّذِي أُضِيْفَ لَهْ
…
كَمِّلْ بِنَصْبٍ أَوْ بِرَفْعٍ عَمَلَه (1)
ش:
سبق أن المصدر العامل إما أن يكون: مضافًا، أو مجردًا، أو محلى بـ (أل).
= المفعول الثاني. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان. عهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيك: حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بعاذرًا. عذولا: حال منصوب بالفتحة.
وجملة (أراني): في محل رفع خبر إن. وجملة (وعهدت): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وجدي بك الشديد) حيث لم يضر وصف المصدر في عمله بعد استيفاء معموله.
(1)
وبعد: ظرف متعلق بقوله (كمّل) الآتي، وبعد مضاف وجرِّ من جرِّه: مضاف إليه، وجر: مضاف والضمير مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. الذي: اسم موصول: مفعول به للمصدر الذي هو جر. أضيف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على الذي. له: جار ومجرور متعلق بأضيف، والجملة من الفعل ونائب الفاعل لا محل لها صلة الموصول. كمل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بنصب: جار ومجرور متعلق بكمل. أو: عاطفة. برفع: معطوف على بنصب. عمله: عمل: مفعول به لكمل، وعمل مضاف والهاء مضاف إليه.
والكلام هنا على المضاف:
• فإن أضيف للفاعل وذكر بعده المفعول. . وجب نصب المفعول.
• وإن أضيف للمفعول وذكر بعده الفاعل. . وجب رفع الفاعل.
فالأول: منه في القرآن: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} فـ (الاسم الكريم): مضاف إليه وهو فاعل في المعنى، و (الناسَ): مفعول بالمصدر المضاف.
وكذا قوله عليه الصلاة والسلام: "أخذُ الأمير الهدية سحتٌ، وقبولُ القاضي الرشوة كفرٌ" ذكره السيوطي في "الجامع الصغير".
والثاني: كقوله عليه الصلاة والسلام: "وحجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلًا"، فـ (من) فاعل بالمصدر المضاف، و (البيت): مضاف إليه، وهو مفعول في المعنى، وكقولك:(يعجبني أكل اللحم زيدٌ)، برفع (زيد) كذلك.
وقولُ الشاعرِ:
تَنْفي يَداها الحَصَى فِي كلِّ هَاجِرةٍ
…
نَفْيَ الدارهِمِ تنقادُ الصَّيارِيفِ
(1)
(1)
التخريج: البيت للفرزدق في الإنصاف 1/ 27، وخزانة الأدب 4/ 424، 426، وسر صناعة الإعراب 1/ 25، وشرح التصريح 2/ 371، والكتاب 2/ 28، ولسان العرب 9/ 190 صرف، والمقاصد النحوية 3/ 521، ولم أقع عليه في ديوانه، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 45، والأشباه والنظائر 2/ 29، وأوضح المسالك 4/ 376، وتخليص الشواهد ص 169، وجمهرة اللغة ص 741، ورصف المباني 12، 446، وسر صناعة الإعراب 2/ 769، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1477، وشرح ابن عقيل ص 416، ولسان العرب 1/ 683 قطرب، 2/ 295 سحج، 3/ 425 نقد، 8/ 211 صنع، 12/ 199 درهم، 15/ 338 نفي، والمقتضب 2/ 258، والممتع في التصريف 1/ 205.
اللغة: تنفي: تفرِّق، تدفع. الحصى: الحجارة الصغيرة. الهاجرة: اشتداد الحر عند الظهيرة. تنقادَ: من نَقَدَ الدنانير أي نظر فيها ليميز جيدها من رديئها. الصياريف: جمع صيرفي.
المعنى: يقول الشاعر واصفًا ناقته بأنها تفرق الحصى بيديها عند الظهيرة، وقت اشتداد الحر، كما يفرق الصيرفي الدنانير.
الإعراب: تنفي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. يداها: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، وها ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الحصى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. في: حرف جر. كل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تنفي، وهو مضاف. هاجرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
فـ (نفي): مصدر مضاف لمفعوله، والفاعل (تنقاد) وهو مصدر كـ (تطلاب).
وقيل: إن هذا النوع الأخير مخصوص بالشعر.
والصحيح: خلافه؛ لوروده في الحديث.
و (الدراهيم): جمع (درهام) لغة: في (درهم)، قالَ الشاعِر:
لَوْ أنَّ عِنْدِي مَائَتَي دِرْهَامِ
…
لَجَازَ فِي آفَاقِهَا خَاتَامِي
(1)
و (الصياريف): جمع (صيرف)، وقياسه:(صيارف) فأشبعت الكسرة فتولدت الياء، وهو كثير في كلامهم؛ كقولهم:(جلاعيد) جمع (جلعد): وهي الناقة.
وقرأ الحسن: (سأوريكم دار الفاسقين)، فأشبع الضمة فتولدت الواو.
وقال الشاعر:
. . . . . . . . . . . .
…
كَأَنَّ فِي أَنيَابِهَا القَرَنفُولْ
(2)
= نفي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. الدراهم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
تنقاد: فاعل نفي مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الصياريف: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد: قوله: (نفي الدراهيم تنقاد) حيث أضاف المصدر (نفي) إلى مفعوله (الدراهيم)، ثم أتى بعد ذلك بفاعله (تنقاد).
(1)
التخريج: بيت من الرجز غير منسوب لأحد، وانظره في الصحاح للجوهري: درهم.
المعنى: لو كنت ممن يملك المال. . لسرى ختمي وتوقيعي في الآفاق.
الشاهد: قوله: (خاتامي)؛ حيث أشبع فتحة التاء. . فتولد عنها ألف.
(2)
التخريج: هذا بيت من الرجز المشطور، وقد أنشد ابن منظور في اللسان (ق ر ف ل) رجزين كل واحد منهما يشتمل على هذا البيت مع مغايرة طفيفة، أما أول الرجزين فقول الراجز:
وابأبي ثغرك ذاك المعسول
…
كأن في أنيابه القرنفول
وأما الثاني فقول الآخر:
خود أناة كالمهاة عطبُّول
…
كأن في أنيابها القرنفول
والقرنفول هو القرنفل الذي ورد في قول امرئ القيس:
إذا التفت نحوي تضوَّع ريحُها
…
نسيمَ الصِّبا جاءَت بريَّا القرنفل
يريد الراجز أن يصف ثغر هذه الجارية الناعمة التي يتغزل فيها بأنه طيب الريح جميل النكهة.
الشاهد: قوله: (القرنفول)؛ فإن أصل الكلمة (القرنفل)، فلما اضطر إلى الواو لإقامة الوزن الذي بنى عليه رجزه. . أشبع ضمة الفاء فنشأت الواو عن هذا الإشباع.
يريد: (القرنفل).
وقوله:
. . . . . . . . . . . . . .
…
مِنْ حَوْثَمَا سَلَكُوا أَدْنُو فَأَنْظُوْرُ
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: وإنني حَيْثُما يُدُني الهَوَى بَصَري
وقبله:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنّا في تَلَفُّتِنا
…
يومَ الفِراقِ إلى أحْبابِنا صُوْرُ
والبيتان أو الأول منهما لابن هرمة في ملحق ديوانه ص 238 - 239، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 45، والأشباه والنظائر 2/ 29، والجنى الداني ص 173، وخزانة الأدب 1/ 121، 7/ 7، 8/ 220، 373، والدرر 6/ 204، ورصف المباني 13/ 435، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 26، 328، 2/ 630، وشرح شواهد المغني 2/ 785، والصاحبي في فقه اللغة ص 50، ولسان العرب 14/ 430 (شري)، 15/ 429 (الألف)، 15/ 488 (وا)، والمحتسب 1/ 259، ومغني اللبيب 2/ 368، والممتع في التصريف 1/ 156، وهمع الهوامع 2/ 156.
اللغة: صور: جمع أصور، وهو: المائل العنق. أنظور: أنظر.
المعنى: يشهد اللَّه على أنه دائم الالتفات إلى أحبّته.
الإعراب: اللَّه: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع. يعلم: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (اللَّه). أنّا: أن: حرف مشبه بالفعل، ونا: ضمير متصل في محلّ نصب اسم أن. في تلفّتنا: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الضمير. ونا: ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالمصدر تلفّتنا. الفراق: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إلى إخواننا: جار ومجرور متعلّقان بالخبر صور. صور: خبر أنّ مرفوع بالضمة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها سدّ مسدّ مفعولي يعلم. وأنني: الواو: للعطف، أنّ: حرف مشبّه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محلّ نصب اسم أنّ. حيثما: مفعول فيه ظرف مكان مبني على السكون في محلّ نصب على الظرفية، متعلق بالفعل أدنو. يُدني: فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء. الهوى: فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف. بصري: مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. من: حرف جر. حوثما: حوث: ظرف مكان مبني على الضمّ في محلّ جرٍّ بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل أدنو. وما: حرف زائد مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب. سلكوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، والألف: للتفريق. أدنو: فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنا. والمصدر المؤول من أن وما بعدها (أنني أدنو): معطوف على المصدر المؤول السابق، فهو مثله في محلّ نصب. فأنظور: الفاء: عاطفة، أنظور: فعل =
يريد: (أنظر).
وقولهم في خطاب المؤنثة: (رميتيه) بياء قبل الهاء، وقد سبق في المضاف إلى ياء المتكلم.
• ويكثر أيضًا إضافة المصدر للمفعول مع حذف الفاعل؛ كقوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} أي: (من دعائه الخير)، {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} فالفاعل: ضمير أيضًا، والتقدير واللَّه أعلم بمراده:(بسؤاله نعجتك).
• وعكس ذلك كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} .
والحاصل: أن المصدر:
- إذا أضيف لمفعوله. . رفع الفاعل.
- وإذا أضيف لفاعله. . نصب المفعول، فيكمل عمله بالرفع أو بالنصب بعد أن يضاف.
- وإذا أضيف للفاعل ولم يذكر المفعول أو عكسه. . اكتفى بالمذكور.
- فإن صرحت بالمعطوف. . أعطيته ما يستحقه من رفع أو نصب.
- ويضاف المصدر للظرف فيرفع الفاعل وينصب المفعول إن ذكرا؛ كـ (يعجبني ضرب اليوم زيد عمرًا).
فتلخص: أن المصدر له خمسة أحوال:
1.
يضاف للفاعل ويذكر المفعول.
2.
وعكسه.
3 و 4. ويضاف لأحدهما فقط.
5.
ويضاف للظرف.
واللَّه الموفق
= مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنا.
وجملة (اللَّه يعلم): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يعلم): في محلّ رفع خبر للفظ الجلالة. وجملة (يُدني الهوى): في محلّ جر بالإضافة. وجملة (سلكوا): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (أدنو): في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة (أنظور): معطوفة على الجملة السابقة فهي مثلها في محلّ رفع.
الشاهد فيه قوله: (أنظور)؛ إذ الأصل: (أنظر)، فأشبع ضمّة الظاء لضرورة القافية، فنشأت الواو.
ص:
427 -
وَجُرَّ مَا يَتْبَعُ مَا جُرَّ وَمَنْ
…
رَاعَى فِي الإِتْبَاعِ الْمَحَلَّ فَحَسَنْ
(1)
ش:
المجرور بالمصدر إذا أتبع بصفة أو عطف ونحوه. . جاز في تابعه الجر على اللفظ، وهو الأولى، ومراعاة المحل على حسب ما يكون؛ كـ (يعجبني أكل زيد الظريفِ اللحم)، بجر (الظريف) على اللفظ، ورفعه على المحل؛ لأن (زيد) فاعل في المعنى فهو مجرور لفظًا مرفوع محلًا.
- ومن الرفع على المحل قوله تعالى: (أولئك عليهم لعنة اللَّه والملائكةُ والناسُ أجمعون) برفع (الملائكة) وما بعدها عطف على موضع اسم (اللَّه) وهي قراءة الحسن.
ومنه قولُ الشاعرِ:
. . . . . . . . . . . . . .
…
مَشيَ الهَلوكِ عَلَيها الخَيعَلُ الفُضُلُ
(2)
(1)
جر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. ما: اسم موصول: مفعول به لجر. يتبع: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. ما: اسم موصول: مفعول به ليتبع. جر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة. ومن: اسم شرط مبتدأ. راعى: فعل ماض فعل الشرط. في الاتباع: جار ومجرور متعلق براعى. المحل: مفعول به لراعى. فحسن: الفاء لربط جواب الشرط، حسن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهو حسن، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط، وجملتا الشرط والجواب في محل رفع خبر عن اسم الشرط الواقع مبتدأ، وقيل: جملة الشرط فقط، وقيل: جملة الجواب فقط، وهو خلاف معروف بين النحاة.
(2)
التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: السالِكُ الثُّغرَةَ اليَقظانَ كالِئُها
وهو للمتنخل الهذلي في تذكرة النحاة ص 346، وخزانة الأدب 5/ 11، وشرح أشعار الهذليين ص 2181، والشعر والشعراء 2/ 665، ولسان العرب 11/ 210 حفل، 526 فضل، والمعاني الكبير ص 543، والمقاصد النحوية 3/ 516، وللهذلي في الخصائص 2/ 167، وسر صناعة الإعراب 2/ 611، وبلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 101، 103، والدرر 3/ 60، 6/ 189، وشرح عمدة الحافظ ص 701، وهمع الهوامع 1/ 187، 2/ 145.
اللغة: السالك الثغرة: كناية عن الشجاعة وعدم المبالاة بالشدائد. الهلوك: المرأة المتكسرة لينًا.
فـ (الهلوك): فاعل في المعنى، و (الفضل) بالرفع صفة له على المحل، و (عليها الخيعل) جملة معترضة بين الصفة والموصوف.
و (الخيعل): قميص لا كُمَ له، و (الهلوك): المرأة الفاجرة، و (الفضل): اللابسة ثوب الخلوة.
وقيل: (الفضل الخيعل) فلا شاهد.
- ومن النصب على المحل قولُ الشاعرِ:
قَد كُنتُ دَاينتُ بِهَا حَسَّانَا
…
مَخَافةَ الإِفَلاسِ وَاللَّيَّانَا
(1)
= الخيعل: الدرع. الفضل: الذي يبقى في ثوب واحد.
المعنى: يقول: إنه يسلك الطرق الحافلة بالشدائد، والتي امتلأت بالحراس اليقظين الذين يرصدون من يسلكها للإيقاع به، سائرا سير المرأة المتكسرة لينًا.
الإعراب: السالك: خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو، وهو مضاف. الثغرة: مضاف إليه مجرور، أو مفعول به لـ (السالك) اليقظان: نعت الثغرة مجرور أو منصوب. سالكها: فاعل لـ (اليقظان)، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. مشي: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الهلوك: مضاف إليه مجرور. عليها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. الخيعل: مبتدأ مؤخر. الفضل: نعت الهلوك مرفوع بالضمة.
وجملة (هو السالك): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (عليها الخيعل): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (الهلوكِ. . . الفضلُ)؛ حيث جعل (الفُضُلُ) مرفوعًا لمنعوته (الهلوكِ) باعتبار محله لأنه فاعل بالمصدر.
(1)
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 187، والكتاب 1/ 191، 192، ولزياد العنبري في شرح التصريح 2/ 65، وشرح المفصل 6/ 56، وله أو لرؤبة في الدرر 6/ 190، وشرح شواهد الإيضاح ص 131، وشرح شواهد المغني 2/ 869، والمقاصد النحوية 3/ 520، وبلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 102، وشرح ابن عقيل ص 418، وشرح المفصل 6/ 69، ومغني اللبيب 2/ 476، وهمع الهوامع 2/ 145.
وبعد البيت قوله: يُحْسِنُ بَيْع الأَصلِ وَالقِيانا
اللغة: داينت بها: أخذتها بدلًا من دين لي عنده. الليان: المطل. القيان: جمع القينة، وهي الجارية.
المعنى: يقول: إنه قد أخذ قينة بدلًا من دين له عند حسان خوفًا من إفلاسه ومماطلته.
الإعراب: قد: حرف تحقيق: كنت: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. داينت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. بها: جار ومجرور متعلقان بداينت. حسانًا: =
فـ (مخافة): مصدر مضاف لمفعوله، وفاعله: محذوف؛ أي: (مخافتي الإفلاس).
والشاهد في: (اللّيّانا): بتشديد اللام والياء وهو المَطل بالدَّين؛ حيث نصب عطفًا على محل (الإفلاس).
ونحو: (يعجبني ضرب العبد الأسودِ زيد)، بجو (الأسود) على اللفظ، ونصبه على المحل.
تنبيه:
أبو حيان: لا يجوز الإتباع على المحل عند سيبويه ومحققي البصريين.
وفصَّل أبو عمرو بن العلاء فأجاز: في العطف والبدل، ومنعه في التوكيد والنعت.
ويحسن مراعاة المحل في مواضع:
- منها: ضعف العامل؛ نحو: (لا رجل ظريفًا)، و (يا زيد الظريف)، بنصب الصفة في الموضعين؛ لأن (لا) عاملٌ ضعيف، وحرف النداء كذلك.
- ومنها: أن يجر المعطوف عليه بحرف زائد؛ نحو: (ما جاءنى من رجل ولا امرأةٌ)، برفع (امرأة) عطفًا على المحل.
ومنه قراءة: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبةٌ) برفع (حبة) كما سبق في أول باب الفاعل.
= مفعول به. مخافة: مفعول لأجله، وهو مضاف. الإفلاس: مضاف إليه مجرور. والليانا: الواو حرف عطف، الليانا: معطوف على الإفلاس تبعه في المحل على أنه مفعول به لمخافة منصوب، والألف للإطلاق. يحسن: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. بيع: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الأصل: مضاف إليه مجرور. والقيانا: الواو حرف عطف، القيانا: معطوف على بيع منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة (قد كنت داينت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (داينت): في محل نصب خبر كان. وجملة (يحسن): في محل نصب نعت حسانًا.
الشاهد: قوله: (والليانا) حيث عطف (الليان) على (الإفلاس) فتبعه في المحل دون اللفظ، ونصبه على أنه مفعول به للمصدر (مخافة).
وقيل: (الليان) مفعول به لفعل محذوف تقديره: خفت.
وقيل: يجوز أن يكون معطوفًا على مخافة، والتقدير: مخافة الإفلاس ومخافة الليان، ثم حذف المضاف، وهو قوله:(مخافة) وأقام المضاف إليه مقامه، فانتصب انتصابه.
ونحو: (ليس زيد بقائم ولا قاعدًا)، بالنصب عطفًا على محل المجرور.
وأجاز الكسائي: مراعاة المحل مع الناسخ مطلقًا، فيجيز:(ظننت زيدًا قائمًا وعمرو)، برفع (عمرو) على محل (زيد)؛ لأنه مبتدأ في الأصل.
وقيد المصنف: مذهب الكسائي بشرط خفاء الإعراب؛ كـ (ظننت زيدًا صديقي وعمرٌو).
ومنه: مراعاة المحل مع (إنّ)؛ نحو: (إنَّ زيدًا قائم وعمرٌو) على القول بأنه معطوف على محل اسم (إن).
وتضعف مراعاة المحل مع الفعل القاصر، خلافًا لأبي الفتح؛ نحو:(مررت بزيد وعمرًا).
وجعل بعضهم من مراعاة المحل: (وقِيلَه يا رب) في قراءة النصب عطفًا على محل {الساعة}
(1)
.
وقيل: عطف على {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}
(2)
.
والسيوطي في "الإتقان": أنه مصدر لقال محذوفًا.
وقرئ: بالرفع عطفًا على (علم الساعة) بتقدير مضاف؛ أي: و (عنده علمٌ قيلُه).
وقيل: مبتدأ، والجملة من (يا رب. . .) إلى آخره: خبر.
وقرئ: بالجر عطفًا على (الساعة) نفسها.
وقيل: الواو للقسم، والجواب:{وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} ذكره الزمخشري.
وقيل: محذوف؛ أي: (لأفعلن بهم ما أريد).
واعتبر في "الإتقان": كونها للقسم.
واللَّه الموفق
* * *
(1)
(2)
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} الزخرف: 80.