المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين] - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

ص:

458 -

وَهْوَ قَلِيلٌ فِي فَعُلْتُ وَفَعِلْ

غَيْرَ مُعَدَّى بَلْ قِيَاسُهُ فَعِلْ

(1)

459 -

وَأَفْعَلٌ فَعْلَانُ نَحْوُ أَشِرِ

وَنَحُوُ صَديَانَ وَنَحْوُ الأَجْهَرِ

(2)

ش:

(فعُل) بضم العين، و (فعِل) المكسور العين اللازم: يقل اسم الفاعل منها أن يكون على فاعل:

كقولهم في المضموم العين: (حمُض فهو حامِض)، و (فرُه فهو فارِه) و (عقُرت المرأة فهي عاقر).

وفي الثاني: (سلِم فهو سالم)، و (فرِح فهو فارح).

[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

وقياس اسم الفاعل من اللازم المكسور العين على:

(فعِل) بكسر العين ، وعلى (أفعل)، و (فعلان):

فالأول: في الأعراض: كـ (فرح فهو فرِح)، و (أشِر فهو آشِر).

والثاني: في الخِلقة والألوان: كـ (جهِر فهو أجهر)، و (سوِد فهو أسود)، و (خضِر فهو أخضر)، و (عوِر فهو أعور).

والثالث: للامتلاء وحرارة البطن: كـ (شبع فهو شبعان)، و (عطش فهو عطشان)، و (صدي فهو صديان).

وسُمع: (عطِش)، كقول الشاعر:

(1)

وهو قليل. مبتدأ وخبر. في فَعُلت: جار ومجرور متعلق بقليل. وفَعِل: معطوف على فَعُلت. غير: حال من فَعِل، وغير مضاف ومعدى: مضاف إليه. بل: حرف دال على الانتقال والإضراب. قياسه: قياس: مبتدأ، وقياس: مضاف والهاء مضاف إليه. فَعِل: خبر المبتدأ.

(2)

وأفعَل: معطوف على فعل الواقع خبرًا في البيت السابق. فَعْلان: معطوف على أفعل بعاطف مقدر. نحو: خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك نحو، ونحو مضاف وأشر: مضاف إليه.

ص: 72

. . .

يُسَقَى بِرَيَّا رِيقِهَا العَطِشُ الصَّدِي

(1)

وأما اسم الفاعل من المضموم العين، فقد أشار إليه بقوله

(1)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

وهي للنابغة الذبياني من قصيدته التي مطلعها:

مِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِي

عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ

ومنها:

لا مَرحَبًا بِغَدٍ وَلا أَهلًا بِهِ

إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ

حانَ الرَّحيلُ وَلَم تُوَدعِّ مَهدَدًا

وَالصُّبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي

وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها

عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ

وَالنَّظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها

ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِّهابِ الموقَدِ

صَفراءُ كَالسِّيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها

كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ

وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ

مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ

رَيّا الرَّوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

سَقَطَ النَّصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ

فَتَناوَلَتهُ وَاتَّقَتنا بِاليَدِ

بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ

عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَّطافَةِ يُعقَدِ

نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها

نَظَرَ السَّقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ

تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ

بَرَدًا أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ

كَالأُقحُوانِ كَداةَ غِبَّ سَمائِهِ

جَفَت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي

زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ

عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ ازدُدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَّدي

أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ

مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ

لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ

عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ

لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها

وَلَخالَهُ رُشدًا وَإِن لَم يَرشُدِ

الشاهد: قوله: (العطِش) إذ جاء اسم الفاعل من اللازم المكسور العين الدال على حرارة البطن على (فَعِل).

ص: 73

ص:

460 -

وفَعْلٌ أوْلَى وَفَعِيْلٌ بِفَعُلْ

كَالضَّخمِ وَالجَمِيلِ وَالْفِعْلُ جَمُلْ

(1)

461 -

وَأَفعَلُ فِيْهِ قَلِيْلٌ وَفَعَلْ

وَبِسوَى الْفَاعِلِ قَدْ يَغْنَي فَعَلْ

(2)

ش:

يعني أن (فعُل) المضموم العين. . الأولى أن يكون اسم فاعله على:

(فعْل) بسكون العين.

وعلى (فعيل)؛ كـ (ضخُم فهو ضخيم)، و (صعُب فهو صعيب)، و (سهُل فهو سهيل)، و (شرُف فهو شريف)، و (ظرُف فهو ظريف)، و (جمُل فهو جميل).

• ويقلُّ فيه (أفعل)؛ كـ (خطُب فهو أخطب)، و (حرُس المكان فهو أحرَس).

• ويقلُّ أيضًا (فَعَل) بفتح الفاء والعين؛ نحو: (بطُل فهو بطَل)، و (حسُن فهو حسن).

• ويقلُّ أيضًا (فَعال) بفتح الفاء وضمها؛ كـ (جبُن فهو جَبَان)، و (حصُنت المرأة فهي حَصَان)، و (شجُع فهو شَجَاع).

• و (فُعُل) بضم الفاء والعين؛ كـ (جَنُب فهو جُنُب).

• و (فُعْل) بضم الفاء وسكون العين؛ نحو: (غمُز فهو غُمْز).

• وبكسر الفاء وسكون العين؛ نحو: (عفر فهو عفر)؛ أي: شجاع ماكر.

• وبفتح الفاء وكسر العين؛ كـ (يقُظ فهو يَقِظ).

• وحكي ضمُّ العين هنا.

• و (فَعُول)، كـ (حصُر فهو حَصُور).

(1)

وفَعْل مبتدأ. أولى: خبر المبتدأ. وفعيل: معطوف على فَعْل. بفعل: جار ومجرور متعلق بأولى. كالضخم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف. والجميل: معطوف على الضخم. والفعل جمل: مبتدأ وخبر.

(2)

وأفعَلٌ: مبتدأ. فيه: جار ومجرور متعلق بقوله (قليل) الآتي. قليل: خبر المبتدأ. وفَعَل: معطوف على أفعل. وبسوى: الجار والمجرور متعلق بيغنى، وسوى مضاف والفاعل: مضاف إليه. قد: حرف تقليل. يَغنَى: فعل مضارع. فَعَل: فاعل يغنى.

ص: 74

وقوله: (وَبِسوَى الْفَاعِلِ قَدْ يَغْنَى فَعَلْ) معناه: أن (فعَل) المفتوح العين قد يغتني عن فاعل، فيجيء اسم الفاعل منه على غير فاعل؛ نحو:(طاب فهو طِيب): ولم يقولوا: (طائب)؛ ونحو: (شاخ فهو شيخ)، و (عف فهو عفيف)، و (جلَّ فهو جليل)، و (شاب فهو أشيب)، و (مات فهو ميت).

وقرأ الحسن وابن محيصن: (إنك مائت وإنهم مائتون) بألف وهمزة مكسورة فجاء على الأصل.

وقد يأتي مفعول بمعنى فاعل.

قال الثعالبي في "سر الأدب": كقوله تعالى: {حِجَابًا مَسْتُورًا} ؛ أي: (ساترًا).

وكذا قالوا فيمن قط شعره: (مقطوط) فاستغني عن فاعل بمفعول.

وعكسه: (رجل كاسٍ)؛ أي: مكسو.

وإذا قصد التجدد والحدوث بفاعل الفعل الثلاثي مطلقًا. . جاز أن يكون على وزن فاعل؛ كقولهم: (شاجع)، و (فارح)، و (سامن)، والفعل:(شجُع)، و (فرُح)، و (سمُن)، نص عليه المصنف في "اللامية"، وهو حينئذ صفة مشبهة.

واللَّه الموفق

ص:

462 -

وَزِنَةُ المُضَارِع اسْمُ فَاعِلِ

مِنْ غَيرِ ذِي الثَّلَاثِ كَالمُوَاصِلِ

(1)

463 -

مَع كَسرِ مَتلُوِّ الأَخِيرِ مُطْلَقَا

وَضَمِّ مِيْمِ زَائِدٍ قَدْ سَبَقَا

(2)

464 -

وَإِنْ فَتَحْتَ مِنْهُ مَا كَانَ انْكَسَرْ

صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ كَمِثْلِ المُنْتَظَر

(3)

(1)

وزنة: خبر مقدم، وزنة مضاف والمضارع: مضاف إليه. اسم: مبتدأ مؤخر، واسم مضاف وفاعل: مضاف إليه. من غير: جار ومجرور متعلق بزنة، وغير مضاف وذي: مضاف إليه، وذي مضاف والثلاث: مضاف إليه. كالمواصل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف.

(2)

مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من قوله: (المضارع) في البيت السابق، ومع مضاف وكسر: مضاف إليه، وكسر مضاف ومتلو: مضاف إليه، ومتلو مضاف والأخير: مضاف إليه. مطلقًا: حال من كسر. وضم: معطوف على كسر، وضم مضاف ميم: مضاف إليه. زائد: نعت أول لميم، وجملة قد سبقا وفاعله المستتر فيه: في محل جر نعت ثان لميم.

(3)

وإن: شرطية. فتحت: فتح: فعل ماض فعل الشرط، والتاء ضمير المتكلم فاعل. منه: جار ومجرور متعلق بفتحت. ما: اسم موصول: مفعول به لفتحت. كان: فعل ماض ناقص، واسمه =

ص: 75

ش:

سبق صوغ اسم الفاعل من الثلاثي المجرد.

وذكر هنا صوغه من غير ذلك، فشمل:

الرباعي الأصول؛ كـ (دحرج).

والثلاثي المزيد، كـ (أكرم) و (يستخرج)، و (يواصل) فوزن اسم الفاعل من غير الثلاثي على وزن مضارعه كـ (مُدَحرِج)، و (مُكْرِم)، و (مُستَخرِج).

ولا يضر كون أول المضارع فتجة وأول اسم الفاعل ضمة في نحو: (يستخرج)، و (مستخرج) لأنه وزنٌ عَروضٌ، وحدُّه مقابلة الساكن بالساكن، والمتحرك بالمتحرك من غير نظر إلى شخص الحركة، وما لا يلفظ به. . لا يعتد به.

وأشار بقوله: (مع كسر متلو الأخير مطلقًا): إلى أن الحرف الذي قبل الآخر في اسم الفاعل. . يكسر؛ سواء كان:

مكسورًا في المضارع كـ (يواصِل) و (يكرِم) و (يعطِي).

أو مفتوحًا؛ نحو: (تعلم)، و (تدحرج).

وكسرة الفعل في (يواصل) على كسرة اسم الفاعل في نحو: (مواصل).

ولا بد من ميم مضمومة في أول اسم الفاعل واسم المفعول من غير الثلاثي: يؤتى بها مكان حرف المضارعة كما مثل، وإليه أشار بقوله:(وَضَمِّ مِيْمِ زَائِدٍ قَدْ سَبَقَا).

فإذا أردت اسم المفعول من غير الثلاثي. . فتحت الحوف الذي قبل الآخر، وهو الذي كُسِر في اسم الفاعل فتقول:(مواصَل)، و (مكرَم)، و (مستخرَج) بفتح ما قبل الآخر كما قال:(وَإِنْ فَتَحْتَ مِنْهُ مَا كَانَ انْكَسَرْ صَارَ اسْمَ مَفْعُوْلٍ كَمِثْلِ الْمُنْتَظَرْ) اسم مفعول من (انتظرته) فأنا منتظِر وهو منتظر.

ويقدر الكسر في نحو: (مختار) إذا أريد اسم الفاعل، والفتح إذا أريد اسم

= ضمير مستتر فيه، والجملة من انكسر وفاعله المستتر فيه: في محل نصب خبر كان، والجملة من كان واسمه وخبره: لا محل لها صلة الموصول. صار: فعل ماض ناقص، جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه. اسمَ: خبر صار، واسم مضاف ومفعول. مضاف إليه. كمثل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، ومثل مضاف، والمنتظَر: مضاف إليه.

ص: 76

المفعول، وأصله:(مختير) قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

وربما كسرت الميم في (مُفعِل)، كقولهم:(مبين) بالكسر، والأصل ضمها.

وقالوا: (انحدر فهو منحدُر) بضم الدال لكن في حالة الرفع.

تنبيه:

شذ قولهم: (أورس الشجر فهو: وارس)، و (أيفع الغلام فهو يافع)، والقياس على ما تقدم:(مورس)، و (موفع).

وقالوا: (أشهب فهو مسهَب)، و (أحصن فهو محصَن) بفتح العين مرادًا به اسم الفاعل، والقياس: كسرها.

وقالوا: (أحزنه الدهر فهو محزون)، و (أجنه فهو مجنون)، و (أهزله فهو مهزول)، و (أزكمه فهو مزكوم)، و (أحمه فهو محموم)، و (أسله فهو مسلول)، و (أعله فهو عليل)، و (أسعده فهو مسعود) فيستعمل كل ذلك كما ورد به السماع وإن كان شاذًا في القياس، فلا يقال:(أحزنه فهو مُحزَن)، و (لا أجنه فهو مُجَن) ونحو ذلك.

واللَّه الموفق

ص:

465 -

وَفِي اسْمِ مَفْعُولِ الثُّلَاثِيِّ اطَّرَدْ

زِنَةُ مَفْعُولٍ كَآتٍ مِنْ قَصَدْ

(1)

ش:

ذكر الشيخ هنا صوغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي المجرد، فقال: إنه على وزن (مفعول) فشمل مفتوح العين ومكسورها؛ نحو: (قصَدته فهو مقصود)، و (ضرَبته فهو مضروب)، و (صحِبته فهو مصحوب)، و (علمته فهو معلوم)، و (ركِبته فهو مركوب)، هذا ما كان من المتعدي.

وأما اللازم: فلا بد من ذكر الصلة مع اسم المفعول منه كـ (مررت بزيد فهو ممرور

(1)

وفى اسم: جار ومجرور متعلق باطرد الآتي، واسم مضاف ومفعول: مضاف إليه، ومفعول مضاف والثلاثي: مضاف إليه. أطرد: فعل ماض. زنة: فاعل اطرد، وزنة مضاف ومفعول: مضاف إليه. كآت: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف. من قصد: جار ومجرور متعلق بآت.

ص: 77

به)، و (زيد مُنطلَق به)، ومنه:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} .

ومن أسماء المفاعيل أيضًا: (مبيع)، و (مصون)، و (مقول)، و (مرمي)، و (مقلي)، من:(باع)، و (صان)، (وقال)، و (رمى)، و (قلا) وسيأتي ذكر ذلك إن شاء اللَّه تعالى في فصل التصريف عند قوله:(وما لأفعال) فمعنى البيت: اطرد في اسم مفعول الثلاثي وزن مفعول كالآتي من (قصد) وهو مقصود، والآتي من (ضرب) وهو مضروب.

واللَّه الموفق

ص:

466 -

وَنَابَ نَقْلًا عَنْهُ ذُو فَعِيْلِ

نَحْوُ فَتَاةٍ أَوْ فَتًى كَحِيْلِ

(1)

ش:

(فعيل)، ينوب عن (مفعول)، نقلا كـ (جَريح)، (وقَتيل)، و (كَحيل) بمعنى:(مجروح)، و (مقتول)، و (مكحول).

ويقع على المذكر والمؤنث فيقال: (فتى صريع)، و (فتاة صريع)، و (رجل قتيل ومكحول)، و (امرأة قتيل)، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى في باب التأنيث مفصلًا.

والحاصل: أنه ينوب عن مفعول في الدلالة على معناه سماعًا، فلا يقال:(ضربت في مضروب).

وقيل غير ذلك.

وقيل: يجوز أن ينوب عنه في العمل؛ كـ (مررت برجل طريح عبده).

ونقل عن ابن عصفور: كما سبق في إعمال اسم الفاعل.

ومثل: (قتيل) و (جريح) في الدلالة على المعنى:

- (فِعْل) بكسر الفاء وسكون العين ، كـ (طِرْح)، و (ذِبْح)، و (طِحْن)، و (نِسْي)، بمعنى:(مطروح)، و (مذبوح)، و (مطحون)، و (منسي).

- و (فَعْل) بفتح الفاء وسكون العين: لـ (نَحْس) بمعنى: (منحوس) بالحاء

(1)

وناب: فعل ماض. نقلا: حال من (ذو فعيل) الآتي. عنه: جار ومجرور متعلق بناب. ذو: فاعل ناب، وذو مضاف وفعيل: مضاف إليه. نحو: خبر مبتدأ محذوف، ونحو مضاف وفتاة: مضاف إليه. أو فتى: معطوف على فتاة. كحيل: صفة.

ص: 78

المهملة المعجمة.

- و (فَعَل) بفتح الفاء والعين؛ نحو: (قَبَض) بالقاف والموحدة والمعجمة بمعنى: (مقبوض)، و (نَقَض) بالنون والقاف المعجمة بمعنى:(منقوض).

- و (فاعل)؛ نحو: (كاسٍ) بمعنى: (مكسو) كما سبق، و (سِرٌّ كَاتِم) بمعنى: مكتوم، و (مكان عامر) بمعنى:(معمور)، ذكره الثعالبي في "سر الأدب"، و (راضية) بمعنى: مرضية.

- و (فُعْلة) بضم الفاء؛ نحو: (لُقْمة) بمعنى: (ملقوم).

وسبق عكس ذلك.

وهو أن (مفعول) ينوب عن (فاعل) في المعنى؛ نحو: (مستور) بمعنى: (ساتر).

وقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} ؛ أي: (آتيًا) ذكره السيوطي في "الإتقان"

(1)

.

تنبيه:

زعم بدر الدين بن المصنف: أن (فعيلا) أبلغ من (مفعول)، فيقال لمن جرح في أنملته:(مجروح)، لا (جريح)؛ لأن الجرح يسير هنا.

ورده ابن هشام: بأن (فعيلا) لا يقتضي المبالغة. . إلا إذا كان للفاعل؛ كـ (سميع) كما سبق في محله.

واللَّه الموفق

* * *

(1)

الإتقان 3/ 129.

ص: 79