الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النداء
ص:
573 -
وَلِلمُنَادَى النَّاء أَو كَالنَّاءِ
…
وَأَيْ وَآ كَذَا أَيَا ثُمّ هَيَا
(1)
574 -
وَالهَمْزُ لِلدَّانِي وَوَا لِمَنْ نُدِبْ
…
أَو يَا وَغَيْرُ وَالَدَى اللَّبسِ اجتُنِبْ
(2)
ش:
النّداء لغة: الصّوت.
واصطلاحًا: الدّعاء بأحرف مخصوصة.
وفيها لغات: أشهرها: كسر النّون مع المد، ثم القصر، ثم ضمها مع المد.
والمنادى: هو المطلوب إِقباله بحرف نائب مناب (أدعو).
ويكون المنادَى: (مستغاثًا)، و (مندوبًا)، وغير ذلك.
فإِن كَانَ غير هذين، وهو:
- ناءٍ أَو فِي حكم النّائي كالنائم، والساهي .. فَلهُ:(يا)، و (أي)، و (أيا)، و (هيا)، نحو:(يا زيد أقبل)، و (أي عمرُو أقبل).
- وإِن كانَ قريبًا .. فَلهُ الهمز، كما قال:(وَالهَمْزُ لِلدَّانِي)، نحو:(أزيدُ أقبل).
ولهُ أيضًا (أَي): عند المبرد والجزولي والزّمخشري وابن الحاجب.
ولهُ أيضًا عند ابن عصفور.
(1)
للمنادى: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. الناء: صفة للمنادى. أو كالناء: عطف على الناء. يا: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. وأي وآ: معطوفان على يا. كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. أي: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. ثم هيا: معطوف على أيا.
(2)
والهمز: مبتدأ. للداني: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ووا: قصد لفظه: مبتدأ. لمن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ندب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره هو، والجملة من ندب ونائب فاعله: لا محل لها من الإعراب صلة. أو: حرف عطف. يما: قصد لفظه: معطوف على وا. وغير: مبتدأ، وهو مضاف ووا: قصد لفظه: مضاف إليه. لدى: ظرف متعلق بقوله: اجتنب الآتي، ولدى مضاف واللبس: مضاف إليه. اجتنب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره هو، يعود إلى غير وا، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
وقال ابن برهان: (أَي): للمتوسط، ويجوز أَن ينادَى القريب بما للبعيد ولَا عكس.
وللمندوب: (وا) كما سيأتي.
وأَجازَ المبرد: استعمالها فِي هذا البعيد؛ نحو: (وا زيدُ اضرب عمرًا).
* وتستعمل (يا) فِي المندوب إن لم تلتبس بالمنادى.
قال الشّاعر:
حُمِّلتَ أَمرًا عَظِيمًا فَاصطَبَرتَ لَهُ
…
وَقُمتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللهِ يَا عُمَرا
(1)
فندب بـ (يا) لعدم اللّبس هنا.
* ويجتنب عند اللّبس غير (وا) وهو: (يا)؛ كما قال: (وَغَيْرُ وَا لدى اللَّبسِ
(1)
التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 736، والدرر 3/ 42، وشرح التصريح 2/ 164، 181، وشرح شواهد المغني 2/ 792، وشرح عمدة الحافظ ص 289، والمقاصد النحوية 4/ 229، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 9، ومغني اللبيب 2/ 372، وهمع الهوامع 1/ 180.
اللغة وشرح المفردات: الأمر العظيم: كناية عن الخلافة. اصطبرت: اضطلعت بالأعباء. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبًا عمر بن عبد العزيز: اضطلعت بأعباء الخلافة، فنهضت بها خير نهوض، منفذًا أوامر الله.
الإعراب: حملت: فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. أمرًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. عظيمًا: نعت أمرًا منصوب بالفتحة. فاصطبرت: الفاء حرف عطف، اصطبرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. له: اللام حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل اصطبر. وقمت: الواو حرف عطف، قمت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل وفع فاعل. فيه: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قمت. بأمر: جار ومجرور متعلقان بقمت، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا: حرف نداء وندبة. عمرا: منادى مندوب مبني على الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للألف، وهو في محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: (يا عمرا) على أنه منادى مفتجع عليه، وقد ندب الشاعر بـ (يا) عوضا من (وا) الأصلية في الندبة لأنه أمن اللبس بالمنادى المحض، وهنا جاء المندوب معرى عن الهاء.
اجْتُنِبْ).
* لَا ينادى: اسم الله تعالَى بغير (يا).
* وكذا المشتقات والضّمير.
وذهب بعضهم: إِلَى أَن هذه الأدوات أسماء أفعال؛ لأنه قَدْ سمع إِمالة (يا) والحروف لا تمال.
ورد: بأنها لا تدل علَى معنَى إِلَّا فِي غيرها، وبأنه يلزم أَن يكونَ اسم الفعل علَى حرفٍ واحدٍ؛ لأنَّ منها الهمزة.
قال ابن فلاح: ولأَنَّ هذه الأدوات تحذف ويبقَى عملها فِي المضاف؛ نحو: (راكبَ الدّابة أقبِل)، س أسم الفعل يحذف ويبقى عليه.
والله الموفق
ص:
575 -
وَغَيْرُ مُنْدُوبٍ وَمُضْمَرٍ وَمَا
…
جَا مُسْتَغَاثًا قَدْ يُعَرَّى فَاعْلمَا
(1)
576 -
وَذَاكَ فِي اسْمِ الجِنْس وَالمُشَارِ لَهْ
…
قَلَّ وَمَنْ يَمْنَعْهُ فَانْصُرْ عَاذِلَهُ
(2)
(1)
وغير: مبتدأ، وغير مضاف، ومندوب: مضاف إليه. ومضمر: معطوف على مندوب. وما: اسم موصول: معطوف على مندوب أيضًا. جا: قصر للضرورة: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة الموصول. مستغاثًا: حال من الضمير المستتر في جاء. قد: حرف تقليل. يُعرَّى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو غير في أول البيت. فاعلما: اعلم: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.
(2)
وذاك: اسم إشارة: مبتدأ. في اسم: جار ومجرور متعلق بقوله: (قلَّ) الآتي، واسم مضاف والحنس: مضاف إليه. والمشار: معطوف على اسم الجنس. له: جار ومجرور متعلق بالمشار. قلَّ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة الواقع مبتدأ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. ومن: اسم شرط مبتدأ. يمنعه: يمنع: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه، والهاء مفعول به. فانصر: الفاء واقعة في جواب الشرط، انصر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط. عاذله: عاذل: مفعول به لانصر، وعاذل مضاف والهاء مضاف إليه، وجملتا الشرط =
ش:
* يجوز أن يعرَى المنادى من أداة النّداء: ومنه فِي القرآن: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} ، {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} .
* ولا حذف مع المندوب والمضمر، والمشتقات:
- لأنَّ النّدبة مقتضية للإِطالة ومد الصّوت؛ لما فيها من التّفجُّع والتّوجع، والحذف ينافي ذلك.
- ولأَنَّ الحذف مع المضمر يوهم أنه غير منادى.
ولأَنَّ المقصود بالاستغاثة: الحاجة والتّخلص من الشّدة والحذف مناف لذلك أيضًا.
* ولكن نداء المضمر شاذ، وَلَم يسمع إلَّا فِي ضمير المخاطب؛ كقول الأحوص اليربوعي:(يا إِياك قَدْ كفيتك).
وقول الآخر:
يَا أبْجرُ بنَ أبْجرٍ يَا أنْتا
…
أَنْت الَّذي طَلَّقْتَ عَامَ جُعْتا
(1)
= والجواب في محل رفع خبر المبتدأ.
(1)
التخريج: الرجز للأحوص في ملحق ديوانه ص 216، وشرح التصريح 2/ 164، والمقاصد النحوية 4/ 232، ولسالم بن دارة في خزانة الأدب 2/ 139 - 143، 146، والدرر 3/ 27، ونوادر أبي زيد ص 163، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 325، وسر صناعة الإعراب 1/ 359، وشرح عمدة الحافظ ص 301، وشرح المفصل 1/ 127، 130، والمقرب 1/ 76، وهمع الهوامع 1/ 174.
شرح المفردات: الأبجر: في الأصل، العظيم البطن.
الإعراب. يا: حرف نداء. أبجر: منادى مبني على الضم في محل نصب. بنَ: نعت أبجر منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. أجر: مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. أنتا: منادى مبني على الضم في محل نصب، والألف للإطلاق. أنت: ضمير منفصل في محل رفع فاعل. عام: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. طلقت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. عام: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ (طلقت). جعتا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت، والألف للإطلاق.
وجملة النداء (يا أبجر): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية (يا أنت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أنت الذي): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (طلقت): صلة الموصول لا محل من لها الإعراب. وجملة (جعتا): في محل جر بالإضافة.
الشاهد في قوله: (يا أنتا)؛ حيث نادى الضمير الذي يستعمل في مواطن الرفع، وهذا شاذ.
ومنع أكثرهم: نداء الضّمير، وأوّلوا ما تقدم علَى أَن (يا) للتنبيه.
وتقدير الأول: (تنبه إِياك كفيت قَدْ كفيتك).
وتقدير الثّاني: (تنبَّه؛ أنتَ أنت الّذي طلقت)، فـ (أنت): الأول: مبتدأ، والثّاني: توكيد أو مبتدأ، أَو ضمير فصل، ومن ثم اعترض من يقول:(يا هو).
* وأَجازَ: نداء المضمر قوم؛ منهم المصنف.
والصّحيح: المنع.
وقصره ابن عصفور: علَى الشّعر.
* ولَا تحذف الأداة أيضًا فِي نداء البعيد؛ إِذ المقصود استطالة الصّوت ليسمع، والحذف ينافيه.
* ولَا مع اسم الله تعالَى؛ لئلا يلتبس النّداء بالخبر فِي بعض الصّور، ما لم تعوض الميم كما سيأتي.
وشذ الحذف فِي قول الشّاعرِ:
رَضيتُ بِكَ اللَّهمَّ رَبًّا فَلَن أُرَى
…
أَدِينُ إِلَاهًا غَيرَكَ اللهُ رَاضِيَا
(1)
(1)
التخريج: هذا بيت من قصيدة طويلة في سيرة ابن هشام، لأمية بن أبي الصلت الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"آمن لسانه ولم يؤمن قلبه"، وذلك أنه كان قد قرأ في الكتب عن مبعث نبي، فظن نفسه أنه سيكون هذا النبي، وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم .. حسده ولم يوفق إلى الإيمان به، وقيل: إنه هو الذي أنزل فيه قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} والبيت من شواهد: التصريح: 2/ 165، والعيني: 3/ 243، وليس في ديوانه.
المفردات الغريبة: أدين: أتخذ دينا، من دان بالشيء، اتخذه دينا.
المعنى: رضيت بك ربًا يا الله، فلن أتخذ إلهًا غيرك أعبده أو أدين له.
الإعراب: رضيت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: في محل رفع فاعل. بك: متعلق بـ رضي. اللَّهم: الله: منادى بحرف نداء محذوف؛ والتقدير: يا الله مبني على الضم في محل نصب على النداء، والميم المشددة: عوض عن حرف النداء المحذوف. ربا: حال من لفظ الجلالة منصوب؛ أو مفعول به لـ (رضي)، أو تمييز. فلن: الفاء تفريعية، لن: حرف نفي، ونصب، واستقبال. أُرى: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بـ (لن)، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. أدين: فعل مضارع مرفوع؛ ارتفع بعد حذف الناصب؛ لأن التقدير: أن أدين؛ مثل تسمع بالمعيدي؛ والفاعل أنا، وجملة أدين: =
أراد: (يا الله).
وفي "أدب الكاتب" للنحاس: جواز (سبحانك اللهُ)، بتقدير:(يا).
ومنع الأكثرون الحذف مع اسم الجنس: فَلَا يقال: (رجلُ)، علَى إِرادة (يا رجل)؛ لأنَّ الأصل:(يا أيها الرّجل) فخفف واقتصر علَى (يا) وقيل: (يا رجل)؛ فلو حذفت .. لزم إجحاف بارتكاب حذف ثلاثة أشياء، نصر عليه القواس.
* وكذا اسم الإشارة لئلا يلتبس النّداء بغيره.
وقال ابن بابشاذ: لو حذف الحرف مع هذين .. لاجتمع علَى الاسم إبهامه فِي نفسه، وإِبهامه بحذف حرف تنبيهه.
وأَجازَ الحذف مع هذين الكوفيون والمصنف؛ لكنه قليل كما قال: (وَذَاكَ فِي اسْمِ الجِنْس وَالمُشَارِ لَهُ قَلَّ وَمَنْ يَمْنَعْهُ فَانْصُرْ عَاذِلَهْ) يعني: والحذف قليل فِي هذين، ومن منعه .. فانصر عاذله؛ أَي: انصر من يعذله علَى منعه؛ لورود السماع به.
فمن الحذف مع اسم الجنس: قول موسى عليه الصلاة والسلام: (ثوبي حجرُ)؛ أَي: (يا حجرُ)؛ لأنَّ الحجر فر بثوبه لما وضعه عليه وذهب ليغتسل، وَكَانَ رخامًا.
وقولهم: (افتد مخنوقُ)
(1)
، و (أصبِح ليلُ)
(2)
، و (أطرِق كرا)
(3)
؛ (يا مخنوق)، و (يا
= في محل نصب مفعول ثان لأرى إن عدت علمية؛ أو في محل نصب على الحال؛ إن عدت بصرية. إلهًا: مفعول به منصوب لـ (أدين)؛ لأنه بمعنى أعبد. غيرك: صفة لـ (إلها) منصوب، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. الله: لفظ الجلالة منادى بحرف نداء محذوف، مبني على الضم في محل نصب على النداء. راضيًا: حال من فاعل رضيت أو أدين؛ أو مفعول مطلق من رضيت؛ والأول أفضل.
الشاهد: قوله: (اللهُ)؛ حيث جاء لفظ الجلالة (الله) في البيت منادى بحرف نداء محذوف، ومن دون أن يعوض عنه بالميم المشددة؛ وذلك شاذ، ولا يقاس عليه، وعلمنا سابقًا أنه يجب حذف حرف النداء متى لحقت الميم لفظ الجلالة؛ لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه؛ وما جاء مغايرًا لذلك؛ فهو مخالف للقياس.
(1)
مثل يضرب لكل مضطرٍّ وقع في شدة وضيق؛ وهو يبخل بافتداء نفسه بماله؛ أي افْتَدِ نفسك يا مخنوق، وهو من أمثال الميداني: 2/ 78، برقم:2765.
(2)
مثل يضرب لمن يظهر الكراهة والبغض للشيء؛ أي: ائت بالصبح، يا ليل. وهو من أمثال الميداني: 1/ 403 برقم: 2132.
(3)
هذا جزء من مثل، وتمامه:(إن النعام في القِرى)؛ وهو مثل يضرب لمن تكبَّر وقد تواضع من هو أشرف منه؛ أي: (اخفض يا كرا عنقك للصيد، فإن من هو أكبر وأطول عنقًا منك - وهو =
ليل)، و (يا كرا) ترخيم (كروان).
وفيه أيضًا حذف الأداة مع المرخم، وهو قليل؛ كما قال الآخر:
تَنكَّرتِ مِنِّي بَعدَ مَعرِفَةٍ لَمِي
…
...
…
..........
(1)
أراد: (يا لميس) فحذف السّين.
وقال الآخر:
مُعَاوِيَ إِنَّنَا بَشَرٌ فَأَسْجِح
…
...
…
...
(2)
= النعام - قد صيد وجيء به من مكانه إلى القِرى).
وأصله: يا كروان، فرخم، بحذف النون والألف، ثم قلبت الواو ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها.
وشذوذه من وجهين؛ حذف حرف النداء، وترخيمه. والمثل من أمثال الميداني: 1/ 431. برقم 2273.
(1)
التخريج: صدرُ بيتٍ من الطّويل؛ وعجزُه: وَبَعْدَ التَّصَابِي وَالشَّبَاب المُكَرَّمِ
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/ 254، والصّاحبيّ 383، وتحصيل عيَن الذّهب 335، وأمالي ابن الشّجريّ 2/ 304، وشرح قطر النّدى 236، والدّيوان 117.
المعنى. إنّك يا لميس قد أنكرتنا في الكبر والشّيخوخة بعد المعرفة الّتي كانت بيننا زمن الشّباب.
الشاهدُ فيه: (لَمِي) يريد: يا لميس؛ فرخّمه بحذف السّين، وحذف الأداة وهو قليل.
(2)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: فَلَسْنَا بالجِبَالِ وَلَا الحَدِيدَا
وهو لعقبة أو لعقيبة الأسدي في خزانة الأدب 2/ 260، وسرّ صناعة الإعراب/ 131، 294، وسمط اللآلي ص 148، 149، وشرح أبيات سيبويه 1/ 300، وشرح شواهد المغني 2/ 870، والكتاب 1/ 67، ولسان العرب 5/ 389 (غمز)، ولعمر بن أبي ربيعة في الأزمنة والأمكنة 2/ 317، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 313، وأمالي ابن الحاجب ص 160، ورصف المباني ص 122، 148، والشعر والشعراء 1/ 105، والكتاب 2/ 292، 344، 3/ 91، ومغني اللبيب 2/ 477، والمقتضب 2/ 338، 4/ 112، 371.
اللغة: معاويَ: ترخيم معاوية. أسجح: اعْفُ، والإسجاح: حسن العفو.
المعنى: اعفُ عنَا يا معاوية واصفح، فلسنا جِبَالًا وَلَا حَدِيدًا، بَلْ نَحْنُ بَشَر نُحِبُّ وَنكْرَه وَنُحسِنُ وَنُخْطِئ.
الإعراب: معاوي: مُنَادَى مُفرد عَلَم مَبْني على الضَّمّ المُقدّر على التَّاء المَحذوفة للتَّرخيم في مَحَلّ نَصب. إنّنا: إنّ: حرف مشبه بالفعل، ونا: ضمير متصل في محل نصب اسمها. بشر: خبر إنّ مرفوع بالضمّة. فأسجح: الفاء: استئنافية، أسجح: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. فلسنا: الفاء: استئنافية، ليس: فعل ماض ناقص، ونا: ضمير متصل في محل رفع اسم ليس. بالجبال: الباء: حرف جر زائد، الجبال اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه خبر ليس. ولا: الواو: للعطف، لا: زائدة لتوكيد النفي. الحديدا: =
وأراد: (يا معاوية).
ومن الحذف مع اسم الجنس قولهم: (اشتدي أزمة)؛ أَي: (يا أزمة).
وقول الآخر:
فَقُلتُ لَهُ: عَطَّارُ هَلَّا أَتَيتَنَا
…
بِدُهنِ الخُزَامى أَو بِخُوصَةِ عَرفَجِ
(1)
أي: (يا عطار).
وقول الآخر:
جارِي لا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي
…
...
…
...
(2)
= معطوف على محل خبر ليس منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق.
وجملة (يا معاوي) الفعلية: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إنّنا بشر): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أسجح): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لسنا بالجبال): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
(1)
التحريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في جمهرة اللغة ص 606؛ وشرح عمدة الحافظ ص 297؛ والمحتسب 2/ 70. ضرائر الشعر 155.
الشاهد: قوله: (عطار)، حيث حذف حرف النداء مع اسم الجنس.
(2)
التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 332، وخزانة الأدب 2/ 125، وشرح أبيات سيبويه 1/ 461، وشرح التصريح 2/ 285، وشرح شواهد الإيضاح ص 355، وشرح المفصل 2/ 16، 20، والكتاب 2/ 231، 241، ولسان العرب 4/ 548 عذر، والمقاصد النحوية 4/ 277، والمقتضب 4/ 260، وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص 296.
شرح المفردات: جاري: أي جارية. استنكر الشيء: وجده غريبًا. العذير: ما يعذر عليه الإنسان إذا فعله.
المعنى: يقول مخاطبًا الجارية: لا تعتبري ما أحاوله أمرًا منكرًا، فأنا فيه معذور.
الإعراب: جاري: منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. لا: حرف نهي. تستنكري: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. عذيري: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة.
وجملة النداء (جاريَ): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا تستنكري): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: (جاري)؛ حيث رخم المنادى بحذف التاء من آخره، وأصله (جارية)، وحذف حرف النداء.
أي: (يا جارية).
والمراد باسم الجنس هنا: النكرة المقصودة.
وأما نحو: (يا رجلًا خذ بيدي) .. فيلزم حرف النّداء.
ومن الحذف مع اسم الإِشارة: قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} ؛ أَي: (يا هؤلاء).
وقيل: توكيد لـ (أنتم).
وقيل: موصول بمعنَى: (الّذين) عند الكوفيين، و (تقتلون) صلته.
ونحوه قولُ الشّاعرِ:
…
...
…
... بِمِثلِكَ هَذَا لوعَةٌ وَغرامُ
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: إِذَا هَمَلَتْ عَيْني لَهَا قَالَ صَاحِبي
وهو لذي الرمة في ديوانه ص 1952، والدر 3/ 24، وشرح التصريح 2/ 165، وشرح عمدة الحافظ ص 297، والمقاصد النحوية 4/ 235، وهمع الهوامع 1/ 174، وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 641.
شرح المفردات: هملت عيني: فاض دمعها. اللوعة: حرقة القلب.
المعنى: يقول: إذا فاضت عيني بالدموع .. قال لي صاحبي: إن هذا لا يكون إلا نتيجة حرقة فؤاد وغرام شديدين.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. هملت: فعل ماض، والتاء للتأنيث.
عيني: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. لها: جار ومجرور متعلقان بـ (هملت). قال: فعل ماض. صاحبي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بمثلك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. هذا: منادى مبني في محل نصب. لوعة: مبتدأ مرفوع. وغرام: الواو حرف عطف، غرام: معطوف على لوعة مرفوع.
وجملة (إذا هملت عيني قال صاحبي) الشرطية: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (هملت): في محل جر بالإضافة. وجملة (قال صاحبي): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة (بمثلك لوعة): في محل نصب مفعول به لـ (قال). وجملة النداء (هذا): اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: (هذا) يريد: (يا هذا)، فحذف حرف النداء قبل اسم الإشارة، وهذا عند الكوفيين، وضرورة عند البصريين.