المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الصفة المشبهة ص: 467 - صِفَةٌ اسْتُحْسِنَ جَرُّ فَاعِلِ … مَعنًى بِهَا - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٣

[الفارضي]

فهرس الكتاب

- ‌إعمال المصدر

- ‌إعمال اسم الفاعل

- ‌أبنية المصادر

- ‌[مصدر (فَعَل)]

- ‌[مصدر (فَعِل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعَل) اللازم]

- ‌[مصدر (فَعُل)]

- ‌[مصادر غير الثلاثي]

- ‌[مصدر (فعَّل) صحيح اللام]

- ‌[مصدر (فعَّل) مهموز اللام]

- ‌[مصدر (أفعل)]

- ‌[مصدر (أفعل) معتل العين]

- ‌[مصدر ما أوله همزة وصل]

- ‌[مصدر الرباعي]

- ‌[مصدر (تفاعلَ) الرباعي معتل اللام]

- ‌[مصدر (فعلَل)]

- ‌[مصدر (فاعل)]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على الهيئة من الثلاثي]

- ‌[ما يصاغ للدلالة على المرة من غير الثلاثي]

- ‌أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها

- ‌[اسم الفاعل من (فعَل) اللازم والمتعدي]

- ‌[اسم الفاعل من اللازم المكسور العين]

- ‌الصفة المشبهة

- ‌التَّعَجُّب

- ‌[مطلب: في الأفعال المبنية للمفعول وضعًا]

- ‌نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌أفعل التفضيل

- ‌النعت

- ‌التَّوكيد

- ‌العطف

- ‌العطف ضربان:

- ‌عَطفُ النّسَق

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌ تنبيهً

- ‌تنبيه:

- ‌البدل

- ‌تنبيه:

- ‌النداء

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌فصل في النِّداء

- ‌تنبيه:

- ‌المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم

- ‌تنبيه:

- ‌أسماء لازمت النّداء

- ‌تنبيهٌ:

- ‌الاستِغَاثة

- ‌النُّدبَة

- ‌[أدوات الندبة]:

- ‌التَّرخيم

- ‌الاختصاص

- ‌التَّحْذير وَالإغْراء

- ‌أسماء الأفعال والأصوات

- ‌نونَا التّوكيْد

- ‌ما لا يَنصَرِف

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌إعرابُ الفِعْل

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

الفصل: ‌ ‌الصفة المشبهة ص: 467 - صِفَةٌ اسْتُحْسِنَ جَرُّ فَاعِلِ … مَعنًى بِهَا

‌الصفة المشبهة

ص:

467 -

صِفَةٌ اسْتُحْسِنَ جَرُّ فَاعِلِ

مَعنًى بِهَا المُشْبِهَةُ اسْمَ الفَاعِلِ

(1)

468 -

وَصَوغُهَا مِن لَازِمٍ لِحَاضِرِ

كَطَاهِرِ القَلبِ جَمِيْلِ الظَّاهِرِ

(2)

ش:

الصفة المشبهة باسم الفاعل هي التي يستحسن فيها أن يجر بها ما هو فاعل في المعنى؛ نحو: (زيد حسنُ الوجهِ)، والأصل:(حسنَ وجههُ) بالرفع على الفاعلية، فإسناد (الحُسنِ) إنما هو (لوجه زيد) في الأصل، فلما حسن وجهه. . حسن أن يسند الحسن إلى جميعه، فتضاف الصفة لـ (الوجه) ويصير الفاعل ضميرًا في الصفة عائدًا على (زيد)، ويجر (الوجه) بعد أن كان فاعلًا؛ نحو:(زيد حسن الوجه) كما سبق.

ولا تصاغ إلا من لازم: كـ (طاب)، و (عف)، و (حسن)، و (جمل).

والكثير فيها أن لا توازن اسم الفاعل: كـ (حسن)، و (جميل)، و (شجاع)، و (جبان)، و (ملآن) و (أشِر)، و (ضخم) مما تقدم ذكره في الباب قبله، كل ذلك من

(1)

صفة: خبر مقدم. استحسن: فعل ماض مبني للمجهول. جر: نائب فاعل استحسن، وجر مضاف فاعل: مضاف إليه، والجملة من الفعل ونائب الفاعل: في محل رفع نعت لصفة. معنى: تمييز، أو منصوب بنزع الخافض. بها: جار ومجرور متعلق بجر. المشبهة: مبتدأ مؤخر، وفيه ضمير مستتر فاعل. اسم: مفعول به للمشبهة، واسم مضاف والفاعلِ: مضاف إليه.

(2)

صوغها: صوغ: يجوز أن يكون معطوفًا على (جر) الواقع نائب فاعل في البيت السابق، أي: واستحسن صوغها - إلخ، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي: وصوغها واجب من لازم - إلخ، كذا قالوا مقتصرين على هذين الوجهين.

ويجوز عندي أن يكون قوله: (صوغها) مبتدأ، وقوله (من لازم): متعلقًا بمحذوف خبر، وصوغ مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الصفة المشبهة مضاف إليه. من لازم لحاضر: جاران ومجروران متعلقان بـ (صوغ) من (صوغها) السابق على الوجهين الأولين. كطاهر: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، وطاهر مضاف والقلب: مضاف إليه. جميل: معطوف على طاهر بعاطف مقدر، وجميل مضاف والظاهر: مضاف إليه.

ص: 80

الصفة المشبهة، وإن أطلق عليه توسعًا فيما تقدم أنه اسم فاعل.

وقد توازن اسم الفاعل اللازم: كـ (طاهر القلب)، و (ضامر الجسم)، و (شاحط الدار)؛ لأن ما كان على وزن فاعل إذا أضيف لمرفوعه وقصد ثبوت معناه. . انتظم في سلك الصفة المشبهة؛ ونحو:(معتدل القد)، و (منطلق اللسان).

ولا تكون إلا لحاضر؛ لأنها وضعت للدلالة على الثبوت وهو من ضرووة الحال، فلا تقول:(زيد معتدل القدِّ أمس)، و (لا حسن الوجه غدًا).

والسيرافي: على أنها بمعنى المضي أبدًا.

وأجاز ابن خروف: أن يكون بمعنى الماضي، وبمعنى الحال؛ لأنك إذا قلت:(مررت برجل حسن الوجه)، فـ (الحسن) ثابت في الحال وقد كان قبل ذلك.

وأبو بكر بن طاهر: على أنها للأزمنة الثلاثة، فيجيز نحو:(مررت برجل حاضر الابن غدًا)، ذكر ذلك أبو حيان في "الشرح".

فتبايِنُ اسمَ الفاعل:

1.

في كونها لا تكون إلا لحاضر على الصحيح.

وهو للحاضر وغيره، كما تقول:(زيد ضاربُ عمرٍو أمس أو الآن أو غدًا).

2.

ويصح أن تضاف إلى ما يرتفع بها على الفاعلية كما سبق.

وهو لا يضاف إلى ما يرتفع به؛ إذ لا يقال في: (زيد كاتبٌ أبوه)، (زيد كاتبُ أبيه)، و (لا كاتبُ الأبِ)؛ لأن الضمير في (كاتب) حينئذ يعود على (زيد) فتسند الكتابة إليه، والأمر على خلافه، فلا يستقيم إلا بمجاز بعيد.

ولا يقال في: (زيد ضارب أبوه عمرًا)، (ضارب الأب عمرًا) كما سبق في إعمال اسم الفاعل؛ لأنه يوهم الإضافة للمفعول به، كما تقول:(زيدٌ ضاربُ أبيه)، أو (ضارب الأب).

3.

وصوغها من لازم كما سبق.

وهو من اللازم وغيره.

4.

ولا تعمل مضمرة.

وهو يعمل مضمرًا كما سبق في الاشتغال؛ نحو: (أنا زيدًا ضاربه الآن)؛ أي:

ص: 81

(ضاربٌ زيدًا ضاربه).

5.

ولا يفصل بينها وبين معمولها.

6.

وتنصب بنفسها وإن كان فعلها بخلاف ذلك.

7.

وتؤنث بالألف.

تنبيه:

يجوز في معمول هذه الصفة الرفع والنصب والجر:

- فالرفع: على الفاعلية بها ولا ضمير حينئذ في الصفة.

- والنصب: على التشبيه بالمفعول إن كان معرفة وعلى التمييز إن كان نكرة.

وأجاز الفارسي وابن الخباز: إن يكون الرفع على البدلية من الضمير في الصفة.

وقال الكوفيون: النصب على التمييز في الصورتين.

والصحيح: ما سبق أولًا.

- والجر: على أنه مضاف إليه، فتقول:(زيد حسنٌ الوجهُ) بتنوين (حسنٌ)، ورفع (الوجه) على أنه فاعل بالصفة ولا ضمير فيها كما سبق؛ لأنها رفعت ظاهرًا لا على أنه بدل من ضمير فيها كما سبق، والرابط بين المبتدأ والخبر محذوف، والمعنى:(زيد حسنٌ الوجهُ منه).

والكوفيون: على أن (أل) نائبة عن الضمير.

وإن شئت. . نصبت (الوجه) على التشبيه بالمفعول.

وإن شئت. . حذفت التنوين من الصفة وأضفتها للوجه، فيكون الرابط مستترًا فى الصفة عائدًا على (زيد).

واسم المفعول من المعتدي إلى واحد: يجري مجرى الصفة؛ لأنه يصلح أن يضاف إلى ما يرتفع به، وسبق ذلك في إعمال اسم الفاعل، فتقول:(زيد مضروب العبد) بالأوجه الثلاثة:

- فالرفع: على النيابة، ولا ضمير في (مضروب) بل الضمير محذوف كما

ص: 82

سبق على مذهب البصريين؛ أي: (العبد له).

- والنصب: على التشبيه بالمفعول.

- والجر: على الإضافة.

والضمير في هاتين الصورتين مستتر في (مضروب)، عائد على (زيد) بطريق المجاز؛ لأن زيدًا ليس مضروبًا في الحقيقة.

وأجاز الأخفش: صوغها من المتعدي إلى واحد بحرف جر، فتقول في:(مررت برجل سار أبوه بزيد)، (مررت برجل سار الأبُ بزيد)، وصححه ابن عصفور.

وأجاز بعضهم: صوغها من المتعدي بنفسه إلى واحد؛ نحو: (هذا ضارب الأب زيدًا)، يريد:(ضارب أبوه زيدًا).

وقيد: بأمن اللبس، ونسب للمصنف إجازة ذلك وفاقًا للسيرافي.

وأجازه قوم: بشرط حذف المفعول؛ كـ (هذا ضارب الأب).

واختاره ابن عصفور وابن أبي الربيع، ومنه قولُ الشاعرِ:

مَا الرَّاحِمُ القَلبِ ظَلَّامًا وَإِن ظُلِمَا

. . . . . . . . . . . .

(1)

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: وَلا الكَريم بمَنَّاع وَإِنْ حُرِمَا

وهو بلا نسبة في الدرر 5/ 294، والمقاصد النحوية 3/ 618، وهمع الهوامع 2/ 101.

اللغة: الراحم: العطوف والرؤوف. الكريم: السخي. منَّاع: البخيل الذي يمنع خيره.

المعنى: يقول: إن من كانت شيمته الرحمة والرأفة بالناس. . لا يظلمهم وإن ظلموه أو أساؤوا إليه، وكذلك من كان سخيًا. . لا يمنع عطاءه عن الناس، أو يحرمهم وإن هم حرموه.

الإعراب: ما: نافية تعمل عمل ليس. الراحم. اسم ما مرفوع، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. ظلامًا: خبر ما منصوب. وإن الواو: حرف عطف، إلى: حرف شرط جازم. ظلما: فعل ماضٍ للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، وجواب الشرط محذوف. ولا: الواو: حرف عطف، ولا: زائدة لتأكيد النفي. الكريم: معطوف على الراحم مرفوع على أنه اسم ما. بمناع: الباء: حرف جر زائد، ومناع: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر ما. وإن. الواو: حرف عطف، وإن: حرف شرط جازم. حُرما: فعل ماض للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

وجملة (ما الراحم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ظُلما): في محل جزم فعل الشرط، =

ص: 83

• ولا تصاغ من المتعدى لأكثر من واحد.

• وقد ضُمِّن الجامد معنى المشتق، وأجري مجرى الصفة في الإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى؛ كقولهم:(فلان فرعون العذاب)، و (غربال الإهاب)، و (فراشة الحُلم)؛ أي:(أليم العذاب)، و (مثقب الجلد)، و (طائش الحلم)، ولو رفع بهذه أو نصب. . لم يمتنع، نص عليه في "الكافية".

وسيأتي ما يقبح وفعه، ويضعف نصبه وجره.

• ويجوز أن يتبع معمول هذه الصفة لجميع التوابع.

ومنع الزجاج وابن عصفور: أن يوصف؛ لأن الصفة إنما عملت حملًا على اسم الفاعل، فأشبهت المشبَّه فلم تقوَ أن تعمل في الموصوف وصفته.

وقيل: إن الصفة في الحقيقة للوجه، وقد تبين بها، فلا تحتاج إلى تبيين آخر.

ويرد عليهما ما في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم في صفة الدجال: "أعور عينه اليمنى" فوصف معمولها فيه، ذكره أبو حيان في "الشرح".

وقد يجاب: بأن الوصف هنا لا بد منه لانتفاء اللبس؛ إذ يحتمل اليسرى واليمنى.

واللَّه الموفق

ص:

469 -

وَعَمَلُ اسْمِ فَاعِلِ المُعَدَّى

لَهَا عَلَى الحَدِّ الَّذِي قَدْ حُدَّا

(1)

= وجملة (حرما): في محل جزم فعل الشرط.

الشاهد: قوله: (ظلامًا)؛ حيث صاغ الصفة المشبهة من الفعل المتعدي بنفسه إلى واحد، وحذف المفعول، وهذا هو شرط ابن عصفور وابن أبي الربيع لصوغها منه.

(1)

وعمل: مبتدأ، وعمل مضاف، واسم: مضاف إليه، واسم: مضاف وفاعل: مضاف إليه، وفاعل مضاف والمعدى: مضاف إليه على تقدير موصوف محذوف، وأصل الكلام: الفعل المعدى. لها: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. على الحد: متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرًا. الذي: نعت للحد، والجملة من. قد حدا: ونائب الفاعل المستتر فيه: لا محل لها صلة الذي.

ص: 84

ش:

كل ما ثبت، لاسم الفاعل المتعدي إلى واحد. . ثبت لهذه الصفة.

- فكما يضاف اسم الفاعل لمعموله. . يضاف لمعمولها.

- وكما ينصب معموله. . ينصب معمولها.

- وكذا لا بد من اعتمادها كما هو كذلك.

والاعتماد: أن تقع خبرًا، أو نعتًا، أو حالًا، أو تسبق بنفي، أو استفهام.

- ولا تعمل مصغرة. . كما هو كذلك على الصحيح.

وقوله: (عَلَى الحَدِّ الَّذِي قَدْ حُدَّا): فيه تجوُّز؛ لأن اسم الفاعل يعمل مستقبلًا، وهي: لا تكون للاستقبال على الصحيح.

واللَّه الموفق

ص:

470 -

وَسَبْقُ مَا تَعْمَلُ فِيْهِ مُجْتَنَبْ

وَكَونُهُ ذَا سَبَبِتَّةٍ وَجَبْ

(1)

ش:

الصفة المشبهة: فرع اسم الفاعل، فلا تقوى قوته من كل وجه كما علم.

• فيجوز في اسم الفاعل أن يسبقه معموله: كـ (زيد عمرًا ضارب الآن).

• بخلاف الصفة، فلا يقال:(زيد الوجه حسن)، بل:(حسن الوجه)، و (لا زيد وجهًا حسن)، بل:(حسن وجهًا)، وإليه الإشارة بقوله:(وَسَبْق مَا تَعْمَلُ فِيْهِ مُجْتَنَبْ).

وأما تقديم معمولها في نحو: (زيد بك فرح). . فلم تعمل فيه بكونها مشبهة باسم الفاعل، بل لما فيها من معنى الفعل، فهو عمل باعتبار آخر.

(1)

وسبق: مبتدأ، وسبق مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه، والجملة من تعمل وفاعله المستتر فيه: لا محل لها صلة. فيه: متعلق بتعمل. مجتنب: خبر المبتدأ. وكونه: كون: مبتدأ، وهو مضاف والهاء مضاف إليه، من إضافة المصدر الناقص إلى اسمه. ذا: خبر الكون الناقص، وذا مضاف وسببية: مضاف إليه. وجب: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

ص: 85

• ويجوز الفصل في نحو: (زيد ضارب في الدار أبوه عمرًا).

• بخلاف الصفة المشبهة، فلا يقال:(زيد حسن في الحرب وجهه) بالرفع ولا بالنصب، بخلاف الجر.

• وأشار بقوله: (وَكَونُهُ ذَا سَبَبِيَّةٍ وَجَبْ). . إلى أن الصفة لا يكون معمولها إلا سببيًا، والمراد به: أن يكون ملتبسًا بضمير موصوفها، إما لفظًا أو تقديرًا:

- فالأول: (زيد حسنٌ وجهُه).

- والثاني: (حسنٌ الوجهُ) برفع (الوجه)؛ أي: منه.

وجُعِل من السببي: الضمير البارز؛ كقوله:

حَسَنُ الوجهِ طَلْقُةُ أنتَ في السّلـ

ـم وفي الحرب كالحٌ مكْفهِر

(1)

وعلى هذا فالمراد: بـ (السببي) ما عدا الأجنبي، فلا يقال:(زيدٌ حسنٌ عمرًا).

• بخلاف اسم الفاعل:

فيعمل في السببي: كـ (زيد ضاربٌ عبدَه).

والأجنبي: كـ (زيد ضاربٌ عمرًا).

واللَّه الموفق

(1)

التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 633.

اللغة: طلق الوجه: سمح الوجه، ضاحكه ومنبسطه. السلم: ضد الحرب. كالح: عابس. مكفهر: عابس.

المعنى: يقول: إلى ممدوحه مشرق الوجه كريم وقت السلم، ومقطب الجبين عابسه في أيام الحرب.

الإعراب: حسن: خبر مقدم للمبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الوجه: مضاف إليه مجرور. طلقه: خبر ثان للمبتدأ، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. أنت: مبتدأ مؤخر. في السلم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال صاحبه أنت. وفي الحرب: جار ومجرور معطوف على في السلم. كالح: معطوف على (حسن) مرفوع. مكفهر: معطوف على (كالح) بحرف عطف مقدر، أو توكيد لفظي لـ (مكفهر) مرفوع.

الشاهد: قوله: (طلقه)؛ حيث عملت الصفة المشبهة (طلق) في الضمير الباوز المتصل الواقع مضافًا إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها.

ص: 86

ص:

471 -

فَارْفَعْ بِهَا وَانْصِب وَجُرَّ مَعَ أَلْ

وَدُونَ أَلْ مَصْحُوبَ أَلْ وَمَا اتَّصَلْ

(1)

472 -

بِهَا مُضَافًا أَوْ مُجَرَّدًا وَلَا

تَجْرُرْ بَهَا مَعْ أَلْ سُمًا مِنْ أَلْ خَلَا

(2)

473 -

وَمِنْ إِضَافَةٍ لِتَالِيْهَا وَمَا

لَمْ يَخلُ فَهْوَ بِالجَوَازِ وُسِمَا

(3)

ش:

سبق أن معمول هذه الصفة يجوز فيه الأوجه الثلاثة، وذُكر الكلام مفصلًا في ذلك.

ثم إن هذه الصفة:

• تارة تكون مصاحبة الألف واللام.

(1)

فارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. يها: جار ومجرور متعلق بارفع. وانصب، وجر: معطوفان على ارفع، وقد حذف متعلقهما لدلالة متعلق الأول عليهما. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من (ها) المجرورة محلا بالباء، ومع مضاف وأل: مضاف إليه. ودون أل: دون: ظرف معطوف على قوله: (مع أل) السابق. مصحوب أل: مفعول تنازعه كل من الأفعال الثلاثة السابقة -وهي: ارفع، وانصب، وجر-. وما: موصول معطوف على (مصحوب أل) السابق. اتصل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها صلة.

(2)

بها: متعلق باتصل في البيت السابق. مضافًا: حال من الضمير المستتر في اتصل. أو مجردًا: معطوف على مضافًا السابق. ولا: الواو عاطفة، ولا: ناهية. تجرر: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بها: جار ومجرور متعلق بتجرر. مع أل: ظرف متعلق بمحذوف حال من ها المجرور محلًا بالباء. سُما: مفعول به لتجرر. من أل: متعلق بخلا الآتي. خلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل نصب صفة لقوله:(سما) السابق.

(3)

ومن إضافة: معطوف على قوله: (من أل) في البيت السابق. لتاليها: الجار والمجرور متعلق بإضافة، وتالي مضاف وها مضاف إليه. وما: اسم شرط: مبتدأ. لم: نافية جازمة. يخل: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على ما، والجملة فعل الشرط. فهو: الفاء لربط الشرط بالجواب، هو: ضمير منفصل مبتدأ. بالجواز: متعلق بقوله: وسم الآتي. وسما: وسم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر: في محل جزم جواب الشرط، وجملتا الشرط والجواب في محل رفع خبر (ما) اسم الشرط الواقع مبتدأ.

ص: 87

• وتارة تتجرد منها.

ولمعمولها: ستة أحوال سواء اقترنت بالألف واللام أو تجردت.

- فإن تجردت. . جازت الأوجه الثلاثة في معمولها، فحصل: ثمانية عشر، مِن ضربِ ستةٍ في ثلاثةٍ.

- والمصاحبة للألف واللام: كالمجردة، ويستثنى أربع صور يأتي ذكرها.

وحينئذ: يحصل ثمانية عشر وجهًا بطريق الإجمال، فجملة الوجوه ستة وثلاثون يمتنع منها أربع مع المصاحبة للألف واللام كما سيأتي، فيبقى اثنان وثلاثون.

• فأول الأحوال الستة: أن يكون معمولها مع (أل)؛ نحو: (حسنُ الوجهِ).

• الثاني: أن يضاف لما فيه (أل)؛ كـ (حسنُ وجهِ الأبِ).

• الثالث: أن يضاف لضمير صاحب الصفة؛ كـ (مررتُ برجلٍ حسنٍ وجهُه).

• الرابع: أن يضاف لاسم مضاف لضمير صاحب الصفة؛ كـ (مررت برجلٍ حسنٍ وجهُ غلامِه).

• الخامس: أن يضاف لمجرد من الألف واللام؛ كـ (مررت برجلٍ حسنٍ وجهِ أبٍ).

• السادس: أن يتجرد عن الألف واللام والإضافة؛ نحو: (حسنٌ وجهًا).

وكل حالة من هذه يجوز في معمول الصفة الأوجه الثلاثة؛ لأن الصفة في هذه الأمثلة مجردة من (أل) وهذه ثمانية عشر كما ذكر.

وكذا الأوجه الثلاثة في الجر: سوى ما استثني.

- فالذي يجوز فيه الأوجه الثلاثة: (الحسن الوجه وجه الأب).

- والذي يمتنع، فيه الجر:(الحسن وجهه)، و (الحسن وجه غلامه)، (الحسن وجه أب)، (الحسن وجهًا).

فلا يجوز الجر في معمول الصفة إذا اقترنت بـ (أل) إلا إن كان معمولها مصاحبًا لـ (أل) أو مضافًا لما فيه (أل)، وإليه الإشارة بقوله:(وَلَا تَجْرُرْ بِهَا مَعْ أَل سُمًا مِنْ أَل خَلَا وَمِنْ إِضَافَةٍ لِتَالِيْهَا).

ص: 88

- وأما المعمول الذي لم يخل من (أل) أو من إضافة لما فيه (أل). . فيجوز فيه الأوجه الثلاثة: كـ (الحسن الوجه)، و (الحسن وجه الأب) وإليه الإشارة بقوله:(وَمَا لَمْ يَخْلُ فَهْوَ بِالجَوَازِ وُسِمَا).

وقوله: (سُمًا) بالضم: لغة في (الاسم) كما علم.

ولا يمتنع الجو مع المصاحبة لـ (أل) مع التثنية والجمع؛ نحو: (الحسناء وجهٍ)، و (الحسنة وجه) كما سبق في الإضافة، عند قوله:(وكونها في الوصف كاف إن وقع مثنى أو جمعًا سبيله اتبع).

تنبيه:

يقبح رفع معمول الصفة إذا تجرد عن (أل) أو عن الضمير.

والمصاحبة لـ (أل) في ذلك. . كالمجردة، فيقبح في (الحسن وجهٌ)، و (الحسنُ وجهُ أبٍ)، و (حسنٌ وجهُ أبٍ)، ومنه قوله:

بِبُهْمَةٍ مُنِيْتُ شَهمٍ قَلْبُ

. . . . . . . . . . . . .

(1)

فرفع (قلب) بـ (شهم) وهو صفة مشبهة نظير (حسنٌ وجهُ) بالرفع.

(1)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: مُنَجَّذٍ لَا ذِي كَهام يَنْبُو

وهو بلا نسبة في الدرر 5/ 284، والمقاصد النحوية 3/ 577، وهمع الهوامع 2/ 99.

اللغة: رجل بُهمة: أي شجاع لا يستطاع التغلب عليه. شهم: قوي القلب. منيت به: ابتليت به. منجذ: مجرب. سيف كهام: غير قاطع. ينبو: لا يؤثر.

المعنى: يقول: إنه ابتلي بشجاع يصعب النيل منه، ولم يبتل بخوار العزيمة، ضعيف القلب، صاحب سيف كليل لا يقطع، ولا تؤثر ضربته.

الإعراب: ببهمة: جار ومجرور متعلقان بمنيت. منيت: فعل ماض للمجهول، والتاء: ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. شهم: نعت بهمة مجرور. قلب: فاعل شهم مرفوع. منجذ: نعت بهمة مجرور. لا: حرف عطف. ذي: معطوف على بهمة مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. كهام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ينبو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

وجملة (منيت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ينبو): في محل جر نعت كهام.

الشاهد: قوله: (شهم قلب)؛ حيث جاء (قلب) مرفوعًا بالصفة المشبهة (شهم)، وذلك قبيح لتجرده عن (أل) أو عن الضمير.

ص: 89

و (بُهمة): الفارس الشديد البأس.

وعلَّةُ الفتح عدم ذكر الضمير الرابط بين الصفة والموصوف؛ ولكنه منوي؛ أي: (زيد الحسن وجه منه) ونحوه.

ويضعف نصب معمولها في أربعة مواضع:

• الأول: أن تكون الصفة خالية من (أل)، والمعمول مصاحبًا لها؛ كـ (حسن الوجه).

• الثاني: أن يكون المعمول مضافًا لمعرف بـ (أل)، وهي خالية منها؛ كـ (حسن وجه الأب).

• الثالث: أن يكون المعمول مضافًا لضمير الموصوف كـ (حسن وجهه).

• الرابع: أن يكون مضافًا لمضاف لضمير الموصوف كـ (حسن وجه غلامه)، قال الشاعر:

. . . . . . . . . . . .

أجبِّ الظهرَ ليسَ لهُ سِنامُ

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الوافر، وقبله:

فإِن يَهْلِكْ أبو قابوس يهلكْ

ربيعُ المجدِ والبلدُ الحرامُ

ونُمْسِك بعده بِذِنَابِ عَيْشٍ

أجَبِّ الظَّهْرَ ليسَ لَهُ سَنَامُ

وهما للنابغة الذبياني في ديوانه ص 106، والأغاني 11/ 26، وخزانة الأدب 7/ 511، 9/ 363، وشرح أبيات سيبويه 1/ 28، وشرح المفصل 6/ 83، 85، والكتاب 1/ 196، والمقاصد النحوية 3/ 579، 4/ 434، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 200، والأشباه والنظائر 6/ 11، والاشتقاق ص 105، وأمالي ابن الحاجب 1/ 458، والإنصاف 1/ 134، وشرح عمدة الحافظ ص 358، ولسان العرب 1/ 249 حبب، 390 ذنب، والمقتضب 2/ 179.

اللغة: ربيع الناس: شبه ممدوحه بالربيع للدلالة على ما يحمله من نعم وخير للناس. الذناب: الأطراف. أجب الظهر: بدون سنام، كناية عن الحاجة التي تعقب موته.

المعنى: يقول: إن هلك أبو قابوس. . أجدَبَ الخير وانقطع الرخاء عن الناس، وغدوا في عسرة من أمرهم وكدر في عيشهم.

الإعراب: فإن الفاء بحسب ما قبلها، إن: حرف شرط جازم. يهلك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. أبو: فاعل مرفوع بالواو، وهو مضاف. قابوس: مضاف إليه. يهلك: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. ربيع: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه. والشهر: =

ص: 90

يروى بنصب (الظهر) نظير: (حسنُ الوجهَ) بالنصب.

ومعناه: مقطوع السنام.

وقولُ الآخر:

. . . . . . . . . . . .

كَومَ الذَّرَى وَادِقَةً سُرَّاتِهَا

(1)

= الواو: حرف عطف، الشهر: معطوف على ربيع مرفوع. الحرام: نعت الشهر مرفوع. ونأخذ: الواو حرف عطف، نأخذ: معطوف على جواب الشرط مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: نحن. ويجوز أن يكون مرفوعًا فتكون الواو استئنافية، ونأخذ: فعل مضارع مرفوع، أو منصوبًا، فتكون الواو للمعية، ونأخذ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة. بعده: ظرف زمان متعلق بنأخذ، وهو مضاف والهاء ضمير في محل جر بالإضافة بذناب: جار ومجرور متعلقان بنأخذ، وهو مضاف. عيش: مضاف إليه. أجب: نعت عيش، مجرور، وهو مضاف. الظهر: منصوب على التشبيه بالمفعول به. ليس: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر ليس. سنام: اسم ليس مرفوع.

وجملة (إن يهلك): الشرطية: بحسب ما قبله. وجملة (يهلك): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذ. وجملة (نأخذ): معطوفة على يهلك، أو استئنافية. وجملة (ليس له سنام): في محل جر نعت ثان لعيش.

الشاهد: قوله: (أجب الظهر) حيث نصبت الصفة المشبهة باسم الفاعل مجردة من أل معمولها.

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: أَنْعَتُهَا إِنِّي مِن نُعَّاتِهَا

وهو لعمر بن لجأ التيمي في الأصمعيات ص 34، وخزانة الأدب 8/ 221، والدرر 5/ 289، والمقاصد النحوية 3/ 583 وفيه عمر بن لحا، وبلا نسبة في شرح المفصل 6/ 38، 88.

اللغة: أنعتها: أصفها، والهاء عائدة إلى الإبل. كوم الذرى: أي أعلى السنام. الوادقة: السمينة. سُرَّاتهما: جمع السرة، وهي الموضع الذي تقطعه القابلة من الولد.

الإعراب: أنعتها: فعل مضارع مرفوع، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم إن. من نعاتها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كومَ: مفعول به لفعل محذوف، وهو مضاف. الذرا: مضاف إليه مجرور. وادقة: منصوب على التشبيه بالمفعول به. سراتها: مفعول به لوادقة، منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، وها ضمير في محل جر بالإضافة.

الشاهد: قوله: (وادقة سراتها) حيث ورد معمول الصفة المشبهة المجردة من أل، التي هي (وادقة) اسمًا مضافًا إلى الضمير (سراتها) ومنصوبا بها، وهذا جائز.

ص: 91

بنصب (سُرَّاتها): بالكسرة جمع (سُرَّة) بالتشديد نظير: (حسن وجهَه) بالنصب.

و (ودقت السُّرَّة): إذا دنت من الأرض من السِّمَن.

وعلة الضعف: أنها مصوغة من لازم على الأشهر، فلا تقوى قوة المصوغ من المتعدي؛ كاسم الفاعل، فالنصب بها في هذه الأمثلة فيه إجراء اللازم مجرى المتعدي.

وقيل: يضعف جر معمولها في: (حسنُ وجهِه)، و (حسنُ وجهِ أبيه)، ومنه قوله:

. . . . . . . . . . . .

كُمَيتا الأَعَالي جَونَتَا مُصطَلَاهُمَا

(1)

فـ (جونتا): صفة مشبهة. ومصطلاهما: مضاف إليه، نظير:(حسنُ وجهِهِ) بالجر.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أَقامَت عَلى رَبعَيهِما جارَتا صَفَا

وهو للشماخ في ديوانه ص 308، وخزانة الأدب 4/ 293، والدرر 5/ 281، وشرح أبيات سيبويه 1/ 7، وشرح المفصل 6/ 83، 86، والصاحبي في فقه اللغة ص 210، والكتاب 1/ 199، والمقاصد النحوية 3/ 587، وهمع الهوامع 2/ 99، وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 220، 222، والمقرب 1/ 141.

اللغة: الربعان: الدار والمنزل. الصفا: الصخر الأملس، والجاوتان هما الاثفيتان. الكميت: اللون بين الأسود والأحمر. الجونة السواد. المصطلى: موضع احتراق النار.

الإعراب: أقامت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. على ربيعهما: جار ومجرور متعلقان بأقامت، وهو مضاف، وهما: ضمير في محل جر بالإضافة. جارتا: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. صفا: مضاف إليه مجرور. كميتا: نعمت جارتا مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. الأعالي: مضاف إليه مجرور. جونتا: نعت جارتا مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. مصطلاهما: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، وهما: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

الشاهد: قوله: (جونتا مصطلاهما) حيث ذهب سيبويه إلى أن ضمير المثنى (هما) في (مصطلاهما) راجع إلى قوله: (جارتا صفا) الموصوف بجونتا وجعل الصفة مضافة إلى معمولها بدليل حذف النون التي تنوب في المثنى عن تنوين الاسم المفرد، وكأنه قد قال:(هاتان جارتا صفا، جونتا مصطلى الجارتين) بإضافة الصفة إلى معمولها، فالصفة المجردة من أل قد أضيفت إلى معمولها المضاف إلى ضمير عائد على الموصوف.

ص: 92

قال في "الكافية":

ومنه: (صفرٌ وشاحِها)

(1)

في حديث أم زرع، و"أعورُ عينِه اليمنى"

(2)

في صفة الدجال كما سبق، وهو حجة على المبرد في منعه ذلك.

وقيل: العلة في الضعف أو المنع: تكرار الضمير العائد على الموصوف؛ فإن الصفة متحملة له، ومحمولها ملتبس به.

وقيل: لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه.

وتنازع: (ارفع)، و (انصب)، و (جر) في (مصحوب أل)، و (مضافًا أو مجردًا): حالان من الضمير في (اتصل)، والضمير في (خلا)، يعود على (سُما).

والتقدير: (ولا تجرر بها مع أل اسمًا خلا من أل ومن إضافة لتالي أل).

واللَّه الموفق

* * *

(1)

حديث أم زرع في البخاري ومسلم، والحديث في مسلم 4568:(صفرُ ردائِها).

(2)

في صحيح البخاري 3273: قال النبي صلى اللَّه عليه: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم، سبط الشعر، يهادى بين رجلين، ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به، شبهًا ابن قطن"، قال الزهري: رجل من خزاعة، هلك في الجاهلية.

ص: 93