الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُنَادَى المُضَافُ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّم
ص:
592 -
وَاجعَل مُنَادًى صَحَّ إِن يُضَفْ لِيَا
…
كَعَبدِ عَبْدِي عَبْدَ عَبْدَا عَبْدِيَا
(1)
ش:
إِذا أُضيفَ المنادَى إِلى ياء المتكلم:
فإِن كَانَ مقصورًا .. قيل: (يا فتاي) كما سبق.
وإِن كَانَ معتلا .. قيل: (يا قاضيَّ) بفتح المشددة، الأُولى: ياء قاضي، والثّانية: ياء المتكلم.
وإِن كَانَ المنادي وصفًا يشبه الفعل فِي كونه بمعنى الحال أو الاستقبال؛ كـ (ضارب) ونحوه .. قيل: (يا ضاربي) بسكون الياء وفتحها، ولا تحذف الياء؛ لأنَّ إِضافته للتخفيف كما علم.
وإِن لم يكن مقصورًا ولا معتلًا و وصفًا .. فقد ذكر الشيخ رحمه الله فيه خمس لغات:
1 -
الأولى: حذف الياء والاستغناء بالكسرة؛ كـ (يا عبدِ).
2 -
الثّانية: إِثبات الياء ساكنة؛ كـ (يا عبديْ).
3 -
الثّالثة: قلب الياء ألفًا وحذفها والاستغناء عنها بالفتحة؛ كـ (يا عبدَ).
4 -
الرابعة: قلب الياء ألفًا وإِبقاؤها وقلب الكسرة فتحة لمناسبة الألف؛ كـ (يا عبدا)، منه فِي القرآن:{يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} .
وقرأ أبو جعفر: {يا حسرتى} علَى الأصل.
(1)
واجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. منادي: مفعول أول لاجعل. صح: فعل ماض، وفيه ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى منادي فاعل، والجملة فِي محل نصب صفة لمنادي. إِن: شرطية. يضف: فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إِلى المنادى. ليا: جار ومجرور متعلق بيضف. كعبد: جار ومجرور متعلق باجعل، وهو فِي محل المفعول الثّاني له. عبدي، عبد، عبدا، عبديا: كلهن معطوفات على الأول بعاطف مقدر، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
وقرأ ابن جماز: {يا حسرتاي} :
فقيل: إِن الألف زائدة بَينَ المتضايفين.
وقيل: الياء زائدة.
وقيل غير ذلك.
5 -
الخامسة: إِثبات الياء متحركة بالفتحة؛ كـ (يا عبديَا).
6 -
وفيه أيضًا وجه سادس لكنه ضعيف: كـ (يا عبدُ) بالضّم علَى نية الياء.
وقرئ به فِي قوله تعالى: (قال ربُّ السّجنُ).
وكقول بعض العرب: (يا ربُّ اغفر لي) بضم الياء علَى إِرادة ياء المتكلم.
قال الشّيخ فِي الكافية:
والضَّمُّ مَعَ نِيَّةِ يَاءِ النَّفْسِ قَدْ
…
رَوَوا كَرَبُّ السِّجنُ فَاحفَظ مَا وَرَدْ
وأفصحها: اللَّغة الأولَى، ودُونها الثّانية، والخامسة ثم الرّابعة ثم الثّالثة، وعدم التّرتيب لأجل النَّظم.
والله الموفق
ص:
593 -
وَفتحٌ أَوْ كَسْرٌ وَحَذفُ اليَا استَمَرّ
…
فِي يَا ابْنَ أُمَّ يَا ابْنَ عَمَّ لَا مَفَرّ
(1)
ش:
إِذا أُضيفَ المنادَى لاسمٍ، وكان ذلك الاسم مضافًا إِلى ياء المتكلم .. ثبت الياء؛ كـ (يا غلام أبي)، و (يا ابن أخي).
وأما: (يا ابن أم)، و (يا ابن عم) .. فالأكثر حذف الياء لكثرة الاستعمال.
(1)
وفتح: مبتدأ، والذي سوغ الابتداء بالنكرة وقوعها فِي معرض التقسيم. أو كسر: معطوف على فتح. وحذف: معطوف على كسر، والواو فيه بمعني مع، وحذف مضاف، واليا: مضاف إِليه. استمر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى حذف الياء، والجملة فِي محل رفع خبر المبتدأ. فِي: حرف جر. يا ابن أم: مجرور بفي على الحكاية. يا ابن عم: معطوف بعاطف مقدر على السابق. لا: نافية للجنس. مفر: اسم لا، وخبرها محذوف، والتقدير: لا مفر لي، أو لا مفر موجود.
وتكسر الميم أَو تفتح، فتقول:(يا ابن أم)، (يا ابن عم) بحذف الياء وكسر الميم أَو فتحها، لا مفر من الفتح والكسر.
وقرئ بهما فِي: {يا ابن أم} .
قال بعضهم: والكسر أجود.
ومثلهما: (ابنة أم)، و (ابنة عم).
وقال الزّجاجي فِي نحو: (يا ابن أم) حذفت الياء واستغني بالكسرة.
وقال فِي فتح الميم: قلبت الياء ألفًا ثم حذفت.
وقال المغاربة: فتحت الميم على تركيب الجزأين؛ كـ (أحد عشر).
ولا تكاد الياء تثبت إِلَّا فِي الضرورة؛ كقوله:
يَا بْنَ أُمِّي وَيَا شُقَيِّقَ نَفْسِي
…
.............................
(1)
وأثبتها الآخر وقلبها ألفًا فِي قوله:
يَا بْنَةَ عَمَّا لَا تَلُومِي وَاهْجَعِي
…
..........................
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الخيف، وعجزه: أنتَ خَلَّيْتَني لدهرٍ شديدِ
وهو لأبي زبيد فِي ديوانه ص 48 والدرر 5/ 57، وشرح التصريح 2/ 179، والكتاب 2/ 213، ولسان العرب 10/ 182 (شقق)، والمقاصد النحوية 4/ 22، وبلا نسبة فِي أوضح المسالك 4/ 40، وشرح المفصل 2/ 12، والمقتضب 4/ 250، وهمع الهوامع 2/ 54.
اللغة وشرح المفردات: شُقيِّق: تصغير وهو الأخ. خلفتني: تركتني خلفك.
الإِعراب: يا: حرف نداء ابن: منادي منصوب، وهو مضاف. أمي: مضاف إِليه مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني فِي محل جر بالإِضافة. ويا: الواو حرف عطف، يا: حرف نداء. شقيق نفسي: تعرب إِعراب (ابن أمي). أنت: ضمير منفصل مبني فِي محل رفع مبتدأ. خلفتني: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني فِي محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني فِي محل نصب مفعول به. لدهر: اللام حرف جر، دهر: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متلعقان بالفعل خلف. شديد: نعت دهر مجرور بالكسرة. وجملة (خلفتني) فِي محل رفع المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: (يا بن أمي)؛ حيث أثبت ياء المتكلم فِي (أمي) حالة ندائه، وهذا قليل، فالعرب لا تكاد تثبتها إِلَّا فِي الضرورة.
(2)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: ألمْ يَكُن يَبْيَضُّ إِنْ لَمْ يَصْلَعِ
وقال القواس: إِن هذا الأخير على القياس.
وقلبها الآخر فِي غير ما ذكر؛ كقوله:
أُطَوِّف ما أُطَوِّف مَا أُطَوِّفُ ثمَّ آوِي
…
إِلَى أُمَّا وَيَروِينِي النَّقِيعُ
(1)
= وهو لأبي النجم فِي خزانة الأدب 1/ 364، والدرر 5/ 58، وشرح أبيات سيبويه 1/ 440، وشرح التصريح 2/ 179، وشرح المفصل 2/ 12، والكتاب 2/ 214، ولسان العرب 12/ 424 عمم، والمقاصد النحوية 4/ 224، ونوادر أبي زيد ص 19، وبلا نسبة فِي أوضح المسالك 4/ 41، ورصف المباني ص 159، والمقتضب 4/ 252، وهمع الهوامع 2/ 54.
اللغة وشرح المفردات: يا ابنة عما: أي يا ابنة عمي، فقلبت الياء ألفًا. اهجعي: نامي، أَو اسكتي.
الإِعراب: يا: حرف نداء. ابنة: منادي منصوب، وهو مضاف. عما: مضاف إِليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء المقلوبة ألفًا، وهو مضاف، والياء المقلوبة ألفًا ضمير فِي محل جر بالإِضافة. لا: حرف نهي. تلومي: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير متصل مبني فِي محل رفع فاعل. واهجعي: الواو حرف عطف، اهجعي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير متصل مبني فِي محل رفع فاعل.
الشاهد فيه قوله: (يا ابنة عما) والأصل: (يا ابنة عمي)؛ حيث قلب الياء ألفًا كراهة لاجتماع الكسرة والياء.
(1)
التخريج: البيت لنقيع أَو لنفيع بن جرموز فِي المؤتلف والمختلف ص 195، ونوادر أبي زيد ص 19، وبلا نسبة فِي الدور 5/ 54، وشرح عمدة الحافظ ص 512، ولسان العرب 8/ 360 نقع، والمقاصد النحوية 4/ 247، والمقرب 1/ 217، 2/ 206، وهمع الهوامع 2/ 53.
اللغة: أطوف: أتجول، النقيع: المحض من اللبن. آوي: ألجأ.
الإِعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا، ما: اسم موصول فِي محل نصب مفعول به، أَو نعت لمصدر محذوف يقع مفعولًا مطلقًا. أطوف: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. ثم: حرف عطف. آوي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. إِلى: حرف جر. أما: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة المنقلبة ألفًا، وهو مضاف، والياء: المنقلبة ألفًا فِي محل جر بالإِضافة والجار والمجرور متعلقان بآوي. ويرويني: الواو: حرف عطف، يرويني: فاعل مضارع مرفوع، والنون: للوقاية، والياء: ضمير فِي محل نصب مفعول به. النقيع: فاعل مرفوع بالضّمة.
وجملة (أطوف): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أطوف): الثّانية صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة (آوي): معطوفة على الجملة الأولى. وجملة (يرويني): معطوفة على جملة (آوي).
الشاهد فيه قوله: (أُمَّا) حيث قلبت ياء المتكلم إِلى ألف، والأصل:(أمي) بعد أن قلبت الكسرة التي =
(وَفَتْحٌ): مبتدأ، وما بعده: معطوف عليه، و (اسْتَمَرّ): خبر المبتدأ وما عطف عليه.
وأفرد الضّمير فِي (استمر)؛ لمراعاة العطف بأو كما تقول: (زيد أَو خالد خرج).
والله الموفق
ص:
594 -
وَفِي النِّدَا أَبَتِ أُمَّتِ عَرَض
…
وَاكْسِر أَو افْتَح وَمِنَ اليَا التَّا عِوَضْ
(1)
ش:
اللّغات المتقدمة فِي (عبد) تجوز فِي (الأب)، و (الأم) فِي النّداء إِذا أُضِيفَ لياء المتكلم، فكما تقول:(يا عبد)، (يا عبدي)
…
إِلى آخره. تقول أيضًا: (يا أبِ)، (يا أبي)، (يا أبَ)، (يا أبَا)، (يا أبيَا).
وذكر الشّيخ هنا: أَن فيهما لغتين زائدتين فِي النّداء:
حذف ياء المتكلم وتعويض التّاء عنها؛ كـ (يا أبتِ)، و (يا أمتِ) بكسر التّاء وهو الأكثر، ويجوز فتحها.
ولا يجمع بين العوض والمعوض إِلَّا فِي الضرورة، كقوله:
أَيَا أَبِتِي لا زلت فينا فإِنَّما
…
لَنَا أَمَلٌ فِي العَيشِ مَا دُمْتَ عَائِشَا
(2)
= قبل الياء إِلى فتحة.
(1)
وفي الندا: جار ومجرور متعلق بقوله: (عوض) الآتي. أبت: مبتدأ. أمت: معطوف عليه بعاطف مقدر. عرض: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى المذكور، والجملة فِي محل رفع خبر المبتدأ. واكسر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. أَو: حرف عطف. افتح: فعل أمر معطوف على السر. ومن اليا: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بقوله: (عوض) الآتي. التا: قصر المجرور للضرورة أيضًا: مبتدأ. عوض: خبر المبتدأ.
(2)
التخريج: البيت بلا نسبة فِي شرح التصريح 2/ 178، والمقاصد النحوية 4/ 251، وشرح الأشموني 2/ 458.
الإِعراب: يا: حرف نداء. أبتي: منادي منصوب، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل فِي محل جر بالإِضافة. لا زلت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير فِي محل رفع اسم لا زال. فينا: جار =